فشلت المفاوضات التي جرت يومي أمس وأول أمس لإخراج الصحفيين من داخل حي بابا عمرو بحمص وسط معلومات عن رفض المسلحين السماح لجثتي الصحفية الأميركية ماري كولفن والمصور الصحفي الفرنسي ريمي اوشليك وللجريحة إيديت بوفييه بالخروج برفقة الهلال الأحمر السوري الذي تمكن من إخراج أول أمس 23 مدنياً سورياً في حين تشير معلومات إعلامية لم يتم تأكيدها أن الصحفيين رفضوا الخروج إلا بصحبة سفراء بلدانهم خشية الاعتقال بتهمة دخول الأراضي السورية بشكل غير شرعي.

وقال بيان صدر أول أمس عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية إنه بدواع إنسانية قامت الأجهزة المختصة في مدينة حمص بعد ظهر أمس بإيفاد عدد من وجهاء المدينة وسيارات إسعاف من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بجهد لاستلام الصحفيين الأجانب الذين دخلوا إلى سورية بطريقة غير مشروعة.

وأضاف المصدر إنه رغم استمرار هذا الجهد لبضع ساعات مع المجموعات المسلحة في بابا عمرو إلا أن هذه المجموعات رفضت تسليم الجريحة والجثتين الأمر الذي يعرض حياة الجريحة الفرنسية للخطر ويعرقل إعادة الجثتين إلى بلديهما.

وأمس استؤنفت المفاوضات لكن المسلحين لم يسمحوا لطاقم الهلال الأحمر بدخول المناطق التي يحتمون داخلها مدعين أن المنطقة «غير آمنة» حسب المصادر ذاتها.

وفي اتصال هاتفي ، قال منسق قسم الإعلام بفرع دمشق للهلال الأحمر السوري مهند الأسدي: «لم تسفر مفاوضات اليوم (أمس) عن تأمين طريق أمان لدخول متطوعي منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إلى بابا عمرو».

وفي مؤشر على التهويل والتضخيم الذي مارسته فضائيات ووكالات أنباء حول عدد القتلى والجرحى في حي بابا عمرو بحيث تم الإعلان عن عشرات القتلى بشكل يومي، قالت المنظمة في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه: إن فرق الإسعاف الأولي «أخلت 7 مصابين بحاجة لرعاية طبية فورية وحوالي 20 شخصاً من نسوة وأطفال من المرضى في عملية استمرت لأكثر من أربع ساعات، وقد راعى متطوعو الإسعاف الأولي الحالات الأشد خطورة وضعفاً في عملية الإخلاء».

وقالت أوساط مراقبة إن الرقم السابق يتناقض مع ما دأبت بعض وسائل الإعلام العربية والغربية على بثه مؤخراً بأن المنطقة تتعرض لقصف صاروخي ومدفعي وجوي وما إلى ذلك من تهويلات، كان يفترض لها لو حدثت بالفعل أن تخلف آلاف القتلى والجرحى، بينما بينت فرق الإسعاف التي دخلت بابا عمرو أن من هم في حالة خطرة كانوا سبعة فقط.

وفي إشارة إلى تعاون الحكومة السورية، قال الناطق الإعلامي باسم بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة «نحن الجمعة كنا في حمص واليوم (أمس) نحن في حمص»، مبيناً أنه «مستحيل أن نصل إلى حمص من دون موافقة السلطات السورية واللجنة الدولية تخضع للقوانين السورية».

وحول ما تناقلته محطات فضائية عربية وأجنبية وتقارير لوكالة أنباء أجنبية عن وضع مزر في بابا عمرو قال دباكة: «حتى الآن اللجنة الدولية تستطيع إيصال مواد الإغاثة الإنسانية إلى حمص»، موضحاً أنه منذ الـ11 من شباط أرسلنا قافلتين على الأقل بالتعاون الوثيق مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري. وبالأمس (الجمعة) أيضاً الفريق المشترك ذهب إلى حمص».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-25
  • 16869
  • من الأرشيف

المفاوضات مع الهلال الأحمر فشلت والصحفيون لا يزالون داخل بابا عمرو

فشلت المفاوضات التي جرت يومي أمس وأول أمس لإخراج الصحفيين من داخل حي بابا عمرو بحمص وسط معلومات عن رفض المسلحين السماح لجثتي الصحفية الأميركية ماري كولفن والمصور الصحفي الفرنسي ريمي اوشليك وللجريحة إيديت بوفييه بالخروج برفقة الهلال الأحمر السوري الذي تمكن من إخراج أول أمس 23 مدنياً سورياً في حين تشير معلومات إعلامية لم يتم تأكيدها أن الصحفيين رفضوا الخروج إلا بصحبة سفراء بلدانهم خشية الاعتقال بتهمة دخول الأراضي السورية بشكل غير شرعي. وقال بيان صدر أول أمس عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية إنه بدواع إنسانية قامت الأجهزة المختصة في مدينة حمص بعد ظهر أمس بإيفاد عدد من وجهاء المدينة وسيارات إسعاف من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بجهد لاستلام الصحفيين الأجانب الذين دخلوا إلى سورية بطريقة غير مشروعة. وأضاف المصدر إنه رغم استمرار هذا الجهد لبضع ساعات مع المجموعات المسلحة في بابا عمرو إلا أن هذه المجموعات رفضت تسليم الجريحة والجثتين الأمر الذي يعرض حياة الجريحة الفرنسية للخطر ويعرقل إعادة الجثتين إلى بلديهما. وأمس استؤنفت المفاوضات لكن المسلحين لم يسمحوا لطاقم الهلال الأحمر بدخول المناطق التي يحتمون داخلها مدعين أن المنطقة «غير آمنة» حسب المصادر ذاتها. وفي اتصال هاتفي ، قال منسق قسم الإعلام بفرع دمشق للهلال الأحمر السوري مهند الأسدي: «لم تسفر مفاوضات اليوم (أمس) عن تأمين طريق أمان لدخول متطوعي منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إلى بابا عمرو». وفي مؤشر على التهويل والتضخيم الذي مارسته فضائيات ووكالات أنباء حول عدد القتلى والجرحى في حي بابا عمرو بحيث تم الإعلان عن عشرات القتلى بشكل يومي، قالت المنظمة في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه: إن فرق الإسعاف الأولي «أخلت 7 مصابين بحاجة لرعاية طبية فورية وحوالي 20 شخصاً من نسوة وأطفال من المرضى في عملية استمرت لأكثر من أربع ساعات، وقد راعى متطوعو الإسعاف الأولي الحالات الأشد خطورة وضعفاً في عملية الإخلاء». وقالت أوساط مراقبة إن الرقم السابق يتناقض مع ما دأبت بعض وسائل الإعلام العربية والغربية على بثه مؤخراً بأن المنطقة تتعرض لقصف صاروخي ومدفعي وجوي وما إلى ذلك من تهويلات، كان يفترض لها لو حدثت بالفعل أن تخلف آلاف القتلى والجرحى، بينما بينت فرق الإسعاف التي دخلت بابا عمرو أن من هم في حالة خطرة كانوا سبعة فقط. وفي إشارة إلى تعاون الحكومة السورية، قال الناطق الإعلامي باسم بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة «نحن الجمعة كنا في حمص واليوم (أمس) نحن في حمص»، مبيناً أنه «مستحيل أن نصل إلى حمص من دون موافقة السلطات السورية واللجنة الدولية تخضع للقوانين السورية». وحول ما تناقلته محطات فضائية عربية وأجنبية وتقارير لوكالة أنباء أجنبية عن وضع مزر في بابا عمرو قال دباكة: «حتى الآن اللجنة الدولية تستطيع إيصال مواد الإغاثة الإنسانية إلى حمص»، موضحاً أنه منذ الـ11 من شباط أرسلنا قافلتين على الأقل بالتعاون الوثيق مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري. وبالأمس (الجمعة) أيضاً الفريق المشترك ذهب إلى حمص».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة