مباشرة بعد الإنتهاء من الإحتفالية بذكرى إستشهاده، وبعد ما سمعه من خطابات، بعث الرئيس الشهيد رفيق الحريري برسالة الى ولده سعد هذا نصها:

ولدي الحبيب سعد،

أبعث إليك بهذه الرسالة من حيث أنا متواجد لأني لم  أعد أحتمل تصرفاتك وتصرفات من حولك من الوصوليين الذين إستغلوا إستشهادي لمصالحهم ومآربهم الشخصية، فقد جعلت من هذه الذكرى مناسبة لبعض الذين لم يحلموا يوما حتى بلقائي، ليقفوا على المنابر يخطبون ويتعنترون على حساب إستشهادي.

ولدي سعد، من همس لك يوم ١٤ شباط ٢٠٠٥ أن النظام السوري وراء إغتيالي؟ ألا تعتقد أنك تسرعت في توجيه الإتهام؟ ألم تقرأ التاريخ يا ولدي لتعرف أن سُنة لبنان كانوا على مر التاريخ المدافعين الأوائل عن سورية ونظامها؟ ألا تعتعقد أن أصحاب الأيادي السوداء ممن لهم مصلحة في تجييش سُنة لبنان ضد سورية هم وراء إغتيالي؟

سعد، من قال لك أن القضاء الدولي أكثر شفافية ومصداقية من القضاء اللبناني؟ ألا تظن أن المحكمة الدولية ليست سوى ذريعة من المجتمع الدولي للتدخل في شؤون لبنان الداخلية؟

سعد، تذكر يا ولدي أني أنا من زج سمير جعجع في السجن، وأنا من حل حزبه، فكيف لي أن أرضى أن يكون إستشهادي ذريعةً لخروجه من السجن؟ كيف لي أن اقبل أن يصبح صاحب السوابق والتاريخ الأسود حليفك؟ وأن أسمح له بإعتلاء منبر ذكرى إستشهادي ليخطب بالوطنية والديمقراطية وهو صاحب مشاريع التقسيم والكانتونات والإلغاء والتهجير؟

من قال لك يا سعد أن دعوة المعارضة السورية إلى ذكراي يصب في مصلحتك ومصلحة لبنان؟

عملتُ جاهداً يا سعد أن أجعل لبنان إمارة على شاكلة "إمارة موناكو" وليس إمارة للسلفيين، الا تعتقد أن حكم "الإخوان" في سورية سيجلب الويلات على لبنان؟ ماذا دهاك يا ولدي؟ تربيتَ وتعلمتَ في أوروبا، أنت الذي يحب الحياة، كيف لك أن تمول وتدعم الإرهاب؟

من سمح لك يا سعد أن تستغل إستشهادي لتتهجم على سيد المقاومة، هذا الرجل الذي أكن له كل التقدير والإحترام  والذي لي معه جولات من المحادثات والإجتماعات التي لم تصب إلا في مصلحة لبنان.

من قال لك أن سلاح المقاومة هو سلاح غير شرعي؟ هذا السلاح الذي شرعته في كل بيانات حكوماتي هو الذي حرر الجنوب من العدو الاسرائيلي في العام ٢٠٠٠، هو الذي ردع إسرائيل في العام ٢٠٠٦، المقاومة وسلاحها حررا الأسرى بعد أن عجزت الدولة اللبنانية عن ذلك، كيف تتجرأ يا ولدي وتتهم مقاوميها بتنفيذ عملية إغتيالي؟

إستشهادي يا سعد كان وراء وصولك إلى رئاسة الحكومة في لبنان، لتصبح أصغر رئيس حكومة في العالم، هل كنت على قدر المسؤولية؟ ماذا فعلت لتحافظ على موقعك؟ تحالفت مع الفريق المسيحي الضعيف  الكاذب والمشتت، وحاربت الزعيم المسيحي الأول والصادق العماد ميشال عون، وبدل أن تضع يدك في يده بإعتبار أن أي إنجاز له هو إنجاز لك ولحكومتك تلهيت بمناكفته إلى أن أخرجك ذليلاً من رئاسة الحكومة.

في الذكرى السابعة على إستشهادي أطليتَ على مناصريك وخاطبتهم من وراء شاشة عملاقة من خارج لبنان، تحججت بذرائع أمنية وصحية لتتغيب عن ذكراي، لم أتعود الهروب، فلما أنت هارب يا ولدي؟ لا يصير لك إلا ما قدره الله.

ترفع يا ولدي عن الأحقاد التي زرَعتها فيك أصحاب النوايا الخبيثة والمطامع الشخصية، لا تهدم في لحظات ما بنيته في سنوات، ولتكن ذكرى إستشهادي مناسبة للوحدة لا للتفرقة، لنشر المحبة لا الفتنة.

الإمضاء: والدك الشهيد

  • فريق ماسة
  • 2012-02-14
  • 4029
  • من الأرشيف

رسالة عاجلة من الحريري الأب الى الحريري الإبن (مي خريش)

مباشرة بعد الإنتهاء من الإحتفالية بذكرى إستشهاده، وبعد ما سمعه من خطابات، بعث الرئيس الشهيد رفيق الحريري برسالة الى ولده سعد هذا نصها: ولدي الحبيب سعد، أبعث إليك بهذه الرسالة من حيث أنا متواجد لأني لم  أعد أحتمل تصرفاتك وتصرفات من حولك من الوصوليين الذين إستغلوا إستشهادي لمصالحهم ومآربهم الشخصية، فقد جعلت من هذه الذكرى مناسبة لبعض الذين لم يحلموا يوما حتى بلقائي، ليقفوا على المنابر يخطبون ويتعنترون على حساب إستشهادي. ولدي سعد، من همس لك يوم ١٤ شباط ٢٠٠٥ أن النظام السوري وراء إغتيالي؟ ألا تعتقد أنك تسرعت في توجيه الإتهام؟ ألم تقرأ التاريخ يا ولدي لتعرف أن سُنة لبنان كانوا على مر التاريخ المدافعين الأوائل عن سورية ونظامها؟ ألا تعتعقد أن أصحاب الأيادي السوداء ممن لهم مصلحة في تجييش سُنة لبنان ضد سورية هم وراء إغتيالي؟ سعد، من قال لك أن القضاء الدولي أكثر شفافية ومصداقية من القضاء اللبناني؟ ألا تظن أن المحكمة الدولية ليست سوى ذريعة من المجتمع الدولي للتدخل في شؤون لبنان الداخلية؟ سعد، تذكر يا ولدي أني أنا من زج سمير جعجع في السجن، وأنا من حل حزبه، فكيف لي أن أرضى أن يكون إستشهادي ذريعةً لخروجه من السجن؟ كيف لي أن اقبل أن يصبح صاحب السوابق والتاريخ الأسود حليفك؟ وأن أسمح له بإعتلاء منبر ذكرى إستشهادي ليخطب بالوطنية والديمقراطية وهو صاحب مشاريع التقسيم والكانتونات والإلغاء والتهجير؟ من قال لك يا سعد أن دعوة المعارضة السورية إلى ذكراي يصب في مصلحتك ومصلحة لبنان؟ عملتُ جاهداً يا سعد أن أجعل لبنان إمارة على شاكلة "إمارة موناكو" وليس إمارة للسلفيين، الا تعتقد أن حكم "الإخوان" في سورية سيجلب الويلات على لبنان؟ ماذا دهاك يا ولدي؟ تربيتَ وتعلمتَ في أوروبا، أنت الذي يحب الحياة، كيف لك أن تمول وتدعم الإرهاب؟ من سمح لك يا سعد أن تستغل إستشهادي لتتهجم على سيد المقاومة، هذا الرجل الذي أكن له كل التقدير والإحترام  والذي لي معه جولات من المحادثات والإجتماعات التي لم تصب إلا في مصلحة لبنان. من قال لك أن سلاح المقاومة هو سلاح غير شرعي؟ هذا السلاح الذي شرعته في كل بيانات حكوماتي هو الذي حرر الجنوب من العدو الاسرائيلي في العام ٢٠٠٠، هو الذي ردع إسرائيل في العام ٢٠٠٦، المقاومة وسلاحها حررا الأسرى بعد أن عجزت الدولة اللبنانية عن ذلك، كيف تتجرأ يا ولدي وتتهم مقاوميها بتنفيذ عملية إغتيالي؟ إستشهادي يا سعد كان وراء وصولك إلى رئاسة الحكومة في لبنان، لتصبح أصغر رئيس حكومة في العالم، هل كنت على قدر المسؤولية؟ ماذا فعلت لتحافظ على موقعك؟ تحالفت مع الفريق المسيحي الضعيف  الكاذب والمشتت، وحاربت الزعيم المسيحي الأول والصادق العماد ميشال عون، وبدل أن تضع يدك في يده بإعتبار أن أي إنجاز له هو إنجاز لك ولحكومتك تلهيت بمناكفته إلى أن أخرجك ذليلاً من رئاسة الحكومة. في الذكرى السابعة على إستشهادي أطليتَ على مناصريك وخاطبتهم من وراء شاشة عملاقة من خارج لبنان، تحججت بذرائع أمنية وصحية لتتغيب عن ذكراي، لم أتعود الهروب، فلما أنت هارب يا ولدي؟ لا يصير لك إلا ما قدره الله. ترفع يا ولدي عن الأحقاد التي زرَعتها فيك أصحاب النوايا الخبيثة والمطامع الشخصية، لا تهدم في لحظات ما بنيته في سنوات، ولتكن ذكرى إستشهادي مناسبة للوحدة لا للتفرقة، لنشر المحبة لا الفتنة. الإمضاء: والدك الشهيد

المصدر : المحامية مي خريش


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة