قالت الشرطة التايلاندية ، إنّ رجلاً يحمل الجنسية الإيرانية أصيب ظهراً بجروح خطرة، عندما انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها عقب انفجارين آخرين. وأوضحت مصادر في الشرطة أن قواتها حاولت اعتراض ثلاثة رجال كانوا يهربون من منزل بعد انفجار أول، ثمّ ألقى أحدهم عبوة على سيارة أجرة رفضت التوقف، ثم ألقى عبوة أخرى تسببت ببتر ساقيه. وقال ضابط من شرطة العاصمة بانكوك إنه تم العثور على جواز سفر إيراني خاص بالرجل المصاب وهو يُظهر أن اسمه هو سعيد مرادي، 50 عاماً، وهو دخل البلاد من خلال منطقة فوكيت، ووصل إلى مطار سوفارنابهومي في الثامن من الشهر الجاري، بحسب الشرطة. وأوضحت المصادر التايلاندية أن فريقاً من الخبراء الجنائيين فتشوا المنزل، وعطلوا عبوة رابعة في داخله. وفي وقت لاحق، أعلنت بانكوك اعتقال مواطن إيراني يدعى محمد خزعي، 42 عاماً، في مطار سوفارابومي، من دون الكشف ما إذا كان هو أحد الرجلين اللذين فرا من مكان الانفجار الأول.

ومثلما سارعت تل أبيب إلى اتهام ايران وحزب الله بتفجير الهند، وزرع عبوة جورجيا قبل يومين، فقد همّ وزير الدفاع، إيهود باراك، بالتصويب نحو إيران من جهة وقوفها وراء انفجارات بانكوك، بحسب تعبيره. وقال باراك من سنغافورة إن «محاولة الاعتداء في بانكوك تثبت مرة أخرى أن إيران وعملاءها يواصلون التصرف بطرق إرهابية، والاعتداءات الأخيرة هي دليل على ذلك». وتابع أن «إيران وحزب الله هما مصادر مطلقة للإرهاب، وهما يشكلان خطراً على استقرار المنطقة والعالم». كل ذلك رغم إشارة مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى أن الشرطة التايلاندية تقدر بأن الانفجار الذي حصل داخل المنزل كان «حادثة عمل»، لافتاً إلى أن الانفجار حصل داخل حي راقٍ توجد فيه سفارات وممثليات أجنبية، بما فيها سفارة إسرائيل. وكانت وسائل الإعلام العبرية قد تحدثت عن خشية أجهزة الأمن ووزارة الخارجية الإسرائيلية من أن يكون تفجير سيارة سفارتها في الهند، ووضع قنبلة في سيارة سفارتها في جورجيا، مجرد بداية لموجة هجمات تنفذها إيران، ربما بواسطة حزب الله أو غيره، انتقاماً لاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين الذين تتهم طهران الاستخبارات الإسرائيلية بتنفيذها. كذلك أجرت القيادة الأمنية والعسكرية في تل أبيب سلسلة اجتماعات لبحث تقدير الوضع، وخلصت إلى «فرضية لا تستند إلى معلومات صلبة تفيد بأن عمليات إضافية ستحصل في القريب، لذلك يجب اتخاذ كل الخطوات من أجل مواجهتها».

وفي السياق، كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه «في إسرائيل، يتعاملون مع الاعتداءين (الهند وجورجيا) على أنهما جزء من موجة متصاعدة من الاعتداءات، وتم رفع حالة الاستنفار في سفارات إسرائيل في أنحاء العالم إلى مستوى مرتفع للغاية». واعترفت الصحيفة بأنه لم تكن بحوزة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تحذيرات محددة حول استهداف السفارتين في نيودلهي وتبليسي، «لكن السفارات الإسرائيلية الرسمية، وخاصة في الدول التي يوجد فيها قاعدة قوية للاستخبارات الإيرانية، تخضع منذ أشهر طويلة لإنذارات حول اغتيال مندوبين (إسرائيليين)».

وأضافت الصحيفة أن «الاستخبارات الإيرانية تبذل جهداً مكثفاً من أجل تنفيذ اعتداء ضد مندوبين إسرائيليين في محاولة لردع إسرائيل عن مواصلة قتل العلماء النوويين الإيرانيين». أما «هآرتس»، فأكدت أن معلومات استخبارية تراكمت في إسرائيل، وتم العثور على أدلة في موقعي العمليتين في نيودلهي وتبليسي «تشير إلى أن جهات إيرانية رسمية كانت ضالعة في الاعتداءين». ونقلت «هآرتس» عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية، جزمه بأن معاينة العبوة التي تم إبطالها في تبليسي، ومعلومات استخبارية أخرى، هي التي دفعت إسرائيل إلى توجيه الاتهام السريع لإيران. وتابع المصدر نفسه أنه «كانت هناك تحذيرات عامة طوال الوقت وتحذيرات محددة بشأن دول أخرى، لكن لم تكن هناك تحذيرات بشأن نيودلهي وتبليسي». وختم حديثه لـ«هآرتس» بأنه «واضح لنا أن إيران تقف وراء هذا الاعتداء ولا يزال غير واضح ما إذا كان ذلك مباشرة أو بواسطة حزب الله أو تنظيم آخر».

من جهتها، تحدثت «جيروزالم بوست» عن وجود قلق داخل المؤسسة الأمنية العبرية من أن يدفع الإحباط المُتنامي لحزب الله جراء فشله في تنفيذ أي هجوم، إلى تصعيد نشاطاته وربما شنّ هجوم على نطاق أوسع. ووفق الصحيفة نفسها، ثمة إدراك بأن حزب الله يُفضّل تنفيذ هجوم ضد سفارة ما أو طائرة أو قنصلية بدلاً من هجوم يُنفذه عند الحدود الشمالية، لأن هذا الأمر سيسمح له بإنكار مسؤوليته. وعلى حد معلومات «جيروزاليم بوست»، فإنّ «هناك مسؤولين داخل المؤسسة الأمنية يعتقدون أن هجوماً كهذا يجب الردّ عليه بقوة، فيما يعتقد آخرون أنه يجب على إسرائيل أن لا تدخل الحرب جراء هجوم كهذا، بل يجب أن يعتمد رد الفعل على الهدف المُختار وسياق النتيجة أي عدد الإصابات». وقررت سلطات الاحتلال إرسال خبراء في الحراسة والمتفجرات والتشخيص الجنائي من الجيش والشرطة إلى نيودلهي وتبليسي من أجل التحقيق في العمليتين، بينما كشف وزير الداخلية الهندي، بي شيدامبارام، أن منفذ الهجوم ضد سيارة زوجة الدبلوماسي الإسرائيلي هو شخص «مدرب جداً، بالتالي ينبغي الانطلاق من أساس أنه هجوم إرهابي».

وترجمةً للخشية الإسرائيلية الكبيرة، أعلنت وزارة الخارجية رفع مستوى التأهب إلى الدرجة القصوى في ممثلياتها في الخارج، وأصدرت سلسلة تعليمات تقضي بتشديد الإجراءات الأمنية، من بينها الطلب إلى السفراء والموظفين وقف استخدام سياراتهم الدبلوماسية، والتنقل بواسطة سيارات خاصة تواكبها حماية تابعة للسفارة، إضافة إلى اتخاذ الشرطة الإسرائيلية إجراءات داخل فلسطين المحتلة، كرفع حالة التأهب «مع التشديد على الأماكن العامة بما يتضمن السفارات الاجنبية والمصالح الاجنبية كالمطار».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-14
  • 8644
  • من الأرشيف

تل أبيب متأكّدة من تورُّط طهران في «الانتقام»

  قالت الشرطة التايلاندية ، إنّ رجلاً يحمل الجنسية الإيرانية أصيب ظهراً بجروح خطرة، عندما انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها عقب انفجارين آخرين. وأوضحت مصادر في الشرطة أن قواتها حاولت اعتراض ثلاثة رجال كانوا يهربون من منزل بعد انفجار أول، ثمّ ألقى أحدهم عبوة على سيارة أجرة رفضت التوقف، ثم ألقى عبوة أخرى تسببت ببتر ساقيه. وقال ضابط من شرطة العاصمة بانكوك إنه تم العثور على جواز سفر إيراني خاص بالرجل المصاب وهو يُظهر أن اسمه هو سعيد مرادي، 50 عاماً، وهو دخل البلاد من خلال منطقة فوكيت، ووصل إلى مطار سوفارنابهومي في الثامن من الشهر الجاري، بحسب الشرطة. وأوضحت المصادر التايلاندية أن فريقاً من الخبراء الجنائيين فتشوا المنزل، وعطلوا عبوة رابعة في داخله. وفي وقت لاحق، أعلنت بانكوك اعتقال مواطن إيراني يدعى محمد خزعي، 42 عاماً، في مطار سوفارابومي، من دون الكشف ما إذا كان هو أحد الرجلين اللذين فرا من مكان الانفجار الأول. ومثلما سارعت تل أبيب إلى اتهام ايران وحزب الله بتفجير الهند، وزرع عبوة جورجيا قبل يومين، فقد همّ وزير الدفاع، إيهود باراك، بالتصويب نحو إيران من جهة وقوفها وراء انفجارات بانكوك، بحسب تعبيره. وقال باراك من سنغافورة إن «محاولة الاعتداء في بانكوك تثبت مرة أخرى أن إيران وعملاءها يواصلون التصرف بطرق إرهابية، والاعتداءات الأخيرة هي دليل على ذلك». وتابع أن «إيران وحزب الله هما مصادر مطلقة للإرهاب، وهما يشكلان خطراً على استقرار المنطقة والعالم». كل ذلك رغم إشارة مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى أن الشرطة التايلاندية تقدر بأن الانفجار الذي حصل داخل المنزل كان «حادثة عمل»، لافتاً إلى أن الانفجار حصل داخل حي راقٍ توجد فيه سفارات وممثليات أجنبية، بما فيها سفارة إسرائيل. وكانت وسائل الإعلام العبرية قد تحدثت عن خشية أجهزة الأمن ووزارة الخارجية الإسرائيلية من أن يكون تفجير سيارة سفارتها في الهند، ووضع قنبلة في سيارة سفارتها في جورجيا، مجرد بداية لموجة هجمات تنفذها إيران، ربما بواسطة حزب الله أو غيره، انتقاماً لاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين الذين تتهم طهران الاستخبارات الإسرائيلية بتنفيذها. كذلك أجرت القيادة الأمنية والعسكرية في تل أبيب سلسلة اجتماعات لبحث تقدير الوضع، وخلصت إلى «فرضية لا تستند إلى معلومات صلبة تفيد بأن عمليات إضافية ستحصل في القريب، لذلك يجب اتخاذ كل الخطوات من أجل مواجهتها». وفي السياق، كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه «في إسرائيل، يتعاملون مع الاعتداءين (الهند وجورجيا) على أنهما جزء من موجة متصاعدة من الاعتداءات، وتم رفع حالة الاستنفار في سفارات إسرائيل في أنحاء العالم إلى مستوى مرتفع للغاية». واعترفت الصحيفة بأنه لم تكن بحوزة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تحذيرات محددة حول استهداف السفارتين في نيودلهي وتبليسي، «لكن السفارات الإسرائيلية الرسمية، وخاصة في الدول التي يوجد فيها قاعدة قوية للاستخبارات الإيرانية، تخضع منذ أشهر طويلة لإنذارات حول اغتيال مندوبين (إسرائيليين)». وأضافت الصحيفة أن «الاستخبارات الإيرانية تبذل جهداً مكثفاً من أجل تنفيذ اعتداء ضد مندوبين إسرائيليين في محاولة لردع إسرائيل عن مواصلة قتل العلماء النوويين الإيرانيين». أما «هآرتس»، فأكدت أن معلومات استخبارية تراكمت في إسرائيل، وتم العثور على أدلة في موقعي العمليتين في نيودلهي وتبليسي «تشير إلى أن جهات إيرانية رسمية كانت ضالعة في الاعتداءين». ونقلت «هآرتس» عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية، جزمه بأن معاينة العبوة التي تم إبطالها في تبليسي، ومعلومات استخبارية أخرى، هي التي دفعت إسرائيل إلى توجيه الاتهام السريع لإيران. وتابع المصدر نفسه أنه «كانت هناك تحذيرات عامة طوال الوقت وتحذيرات محددة بشأن دول أخرى، لكن لم تكن هناك تحذيرات بشأن نيودلهي وتبليسي». وختم حديثه لـ«هآرتس» بأنه «واضح لنا أن إيران تقف وراء هذا الاعتداء ولا يزال غير واضح ما إذا كان ذلك مباشرة أو بواسطة حزب الله أو تنظيم آخر». من جهتها، تحدثت «جيروزالم بوست» عن وجود قلق داخل المؤسسة الأمنية العبرية من أن يدفع الإحباط المُتنامي لحزب الله جراء فشله في تنفيذ أي هجوم، إلى تصعيد نشاطاته وربما شنّ هجوم على نطاق أوسع. ووفق الصحيفة نفسها، ثمة إدراك بأن حزب الله يُفضّل تنفيذ هجوم ضد سفارة ما أو طائرة أو قنصلية بدلاً من هجوم يُنفذه عند الحدود الشمالية، لأن هذا الأمر سيسمح له بإنكار مسؤوليته. وعلى حد معلومات «جيروزاليم بوست»، فإنّ «هناك مسؤولين داخل المؤسسة الأمنية يعتقدون أن هجوماً كهذا يجب الردّ عليه بقوة، فيما يعتقد آخرون أنه يجب على إسرائيل أن لا تدخل الحرب جراء هجوم كهذا، بل يجب أن يعتمد رد الفعل على الهدف المُختار وسياق النتيجة أي عدد الإصابات». وقررت سلطات الاحتلال إرسال خبراء في الحراسة والمتفجرات والتشخيص الجنائي من الجيش والشرطة إلى نيودلهي وتبليسي من أجل التحقيق في العمليتين، بينما كشف وزير الداخلية الهندي، بي شيدامبارام، أن منفذ الهجوم ضد سيارة زوجة الدبلوماسي الإسرائيلي هو شخص «مدرب جداً، بالتالي ينبغي الانطلاق من أساس أنه هجوم إرهابي». وترجمةً للخشية الإسرائيلية الكبيرة، أعلنت وزارة الخارجية رفع مستوى التأهب إلى الدرجة القصوى في ممثلياتها في الخارج، وأصدرت سلسلة تعليمات تقضي بتشديد الإجراءات الأمنية، من بينها الطلب إلى السفراء والموظفين وقف استخدام سياراتهم الدبلوماسية، والتنقل بواسطة سيارات خاصة تواكبها حماية تابعة للسفارة، إضافة إلى اتخاذ الشرطة الإسرائيلية إجراءات داخل فلسطين المحتلة، كرفع حالة التأهب «مع التشديد على الأماكن العامة بما يتضمن السفارات الاجنبية والمصالح الاجنبية كالمطار».    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة