استخدمت السلطات البحرينية أمس، مدرعاتها وقنابل الغاز المسيل للدموع لصدّ مسيرات عديدة انطلقت من القرى المحيطة بالعاصمة المنامة متجهة نحو موقع دوار اللؤلؤ لاستعادته في الذكرى الأولى لانطلاق «ثورة 14 فبراير». وتعهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة العمل على «لم الشمل» و«البدء بمرحلة جديدة»، فيما اتهمته جمعية «الوفاق» المعارضة الأبرز بالتمسك بالديكتاتورية ودعته الى التخلي عن المنتفعين من بقاء الأزمة.

وقال شهود عيان إن مئات الناشطين ارتدوا الأكفان البيضاء ورفعوا أعلام البحرين وهم يهتفون شعارات مناهضة للحكم خصوصاً «يسقط حمد». وخرج المحتجون خصوصاً من مناطق السنابس والدية وجدحفص في اتجاه منطقة الدوار التي تفرض عليها السلطات طوقاً أمنياً مشدداً. وذكر شاهد عيان أن قوات الأمن «أطلقت الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق مجموعات استطاعت الوصول الى نقطة تبعد 500 متر عن مدخل دوار اللؤلؤ». ولم يتسن التأكد من مصادر طبية عما اذا وقعت اي إصابات في صفوف المتظاهرين.

وكررت أفواج المحتجين المحاولة بعد الأخرى للوصول الى الدوار، لكن من دون جدوى. كما اشار شهود الى نشر ارتال من المدرعات في

شوارع رئيسية، خصوصاً في محيط المناطق المقريبة من دوار اللؤلؤ، للمرة الاولى منذ إنهاء حالة الطوارئ.

وشهد الكثير من القرى منذ ساعات الصباح الأولى مسيرات باتجاه الدوار الذي سبق ان أزالته السلطات وحولته الى تقاطع عادي واطلقت عليه تقاطع الفاروق. وكان «ائتلاف شباب 14 فبراير» الذي يعمل بشكل منفصل عن المعارضة السياسية وجمعية «الوفاق» اعلن عزمه على العودة الى الدوار الذي يطلق عليه اسم «ميدان الشهداء». ونشر الائتلاف مشاهد مصورة لناشطين يلبسون الأكفان البيضاء وقال إنهم يتوجهون الى دوار اللؤلؤ. كما نشر صورة لامراة تقف بالقرب من منطقة الدوار رافعة اشارة النصر. الا ان المعارضة البحرينية اصدرت مساء أمس الاول، بياناً مشتركاً أكدت فيها ان دوار اللؤلؤ «يشكل رمزاً للحركة المطلبية... لكنه ليس الميدان الوحيد الذي ترفع فيه المعارضة السياسية مطالبها المشروعة» في اشارة على ما يبدو الى عدم تشجيعها إعادة الاحتجاجات الى الدوار.

وبالنسبة للاوضاع الميدانية، أكدت جمعية «الوفاق» في بيان أمس، ان قوات الأمن البحرينية أجرت مداهمات في منطقتي السنابس والبرهامة و«ارتكبت جرائم ممنهجة نفذتها قوات بحرينية وآسيوية بدأت قبل اكثر من ساعة ولا زالت مستمرة». وفي بيان آخر، اعلنت الجمعية ان قوات الأمن البحرينية نفذت «حملة اعتقالات واسعة» في المناطق التي تشهد توترات وتواجداً أمنياً مكثفاً. وعدد البيان اسماء 13 شخصاً بينهم امراة قالت الجمعية إنهم اعتقلوا.

الا ان الناشط محمد المسقطي اكد ان بين المعتقلين تسع نساء على الاقل. واشار الى ان قوات الأمن تقوم «بعمليات تفتيش للداخل والخارج» من القرى الشيعية المحيطة بالمنامة، أما وزارة الداخلية البحرينية فأكدت في رسالة عبر موقع «تويتر» أن الاوضاع «طبيعية» في البحرين.

وفي الذكرى الاولى لانطلاق الثورة في البحرين اعتبرت «الوفاق» أن «السلطات في البحرين تزيد تمسكاً بالديكتاتورية والاستبداد وادارة البحرين بلغة النار والحديد من أجل تثبيت اركان السلطة الاستبدادية للهروب من الحلول السياسية الحقيقية التي تنقل البحرين لمرحلة التحول الديموقراطي». وأكدت «الوفاق» أن «النظام في البحرين لم يتعلم الدروس ولا زال يراهن على لغة القمع والعنف ومصادرة الرأي الآخر، فبعد ثورات الربيع العربي سقطت أنظمة وحافظت أنظمة على استمرارها عبر الاصلاح الحقيقي وتسليم السلطة للشعب، الا النظام البحريني الذي سقط في عهدته عشرات الشهداء في وقت لم تتقدم البحرين خطوة واحدة في الحل السياسي بل تراجعت ولا زالت تتراجع وتضيق على نفسها الخناق لأن اللغة الوحيدة الحاضرة هي لغة العنف والقمع والتسلط والاستبداد، وأن المشكلة في البحرين واضحة وتتمثل في الحل السياسي عبر نقل السلطة للشعب لكونه بالميثاق والدستور مصدراً للسلطات».

وطالبت «الوفاق» الملك «بالاستماع لشعبه مباشرة وإبعاد المنتفعين من بقاء الأوضاع المأزومة على ما هي عليه، فمصلحة البحرين فوق الجميع ولا يمكن أن تستمر هذه الأزمة للأبد».

من جهته قال الملك حمد في كلمة بمناسبة الذكرى الـ 11 لميثاق العمل الوطني «لا بد أن نؤكد على روح التلاحم ولم الشمل بين مكونات شعب البحرين العزيز كافة وهو امر لا شك في أن الجميع يتطلع إلى تحقيقه». وأعرب العاهل البحريني عن ارتياحه «لما نراه اليوم من دعوات مخلصة وصادقة من الحريصين على لمّ الشمل وتلاحم المجتمع وتكاتفه مع دعواتنا لهذه الجهود بالتوفيق لتجاوز المرحلة التي مر بها وطننا العزيز ولنبدأ مرحلة جديدة من العمل الجاد والمخلص لما فيه خير الوطن والمواطن».

كما أكد الملك على «الاستمرار في نهج الإصلاح والتطوير والتحديث لبلدنا العزيز برؤية تقوم على ركنٍ أساسي يتمثل بمشاركة شعبية أوسع من خلال المجلس المنتخب ليمارس دوره الأساسي في الرقابة على العمل الحكومي».

إلى ذلك، استدعت ايران القائم بالأعمال البحريني للاحتجاج على التظاهرات المعادية أمام سفارتها في المنامة بمناسبة الذكرى الاولى لاندلاع حركة الاحتجاج في البحرين.  
  • فريق ماسة
  • 2012-02-14
  • 3785
  • من الأرشيف

الذكرى الأولى لربيع البحرين... مواجهات في الشارع

استخدمت السلطات البحرينية أمس، مدرعاتها وقنابل الغاز المسيل للدموع لصدّ مسيرات عديدة انطلقت من القرى المحيطة بالعاصمة المنامة متجهة نحو موقع دوار اللؤلؤ لاستعادته في الذكرى الأولى لانطلاق «ثورة 14 فبراير». وتعهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة العمل على «لم الشمل» و«البدء بمرحلة جديدة»، فيما اتهمته جمعية «الوفاق» المعارضة الأبرز بالتمسك بالديكتاتورية ودعته الى التخلي عن المنتفعين من بقاء الأزمة. وقال شهود عيان إن مئات الناشطين ارتدوا الأكفان البيضاء ورفعوا أعلام البحرين وهم يهتفون شعارات مناهضة للحكم خصوصاً «يسقط حمد». وخرج المحتجون خصوصاً من مناطق السنابس والدية وجدحفص في اتجاه منطقة الدوار التي تفرض عليها السلطات طوقاً أمنياً مشدداً. وذكر شاهد عيان أن قوات الأمن «أطلقت الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق مجموعات استطاعت الوصول الى نقطة تبعد 500 متر عن مدخل دوار اللؤلؤ». ولم يتسن التأكد من مصادر طبية عما اذا وقعت اي إصابات في صفوف المتظاهرين. وكررت أفواج المحتجين المحاولة بعد الأخرى للوصول الى الدوار، لكن من دون جدوى. كما اشار شهود الى نشر ارتال من المدرعات في شوارع رئيسية، خصوصاً في محيط المناطق المقريبة من دوار اللؤلؤ، للمرة الاولى منذ إنهاء حالة الطوارئ. وشهد الكثير من القرى منذ ساعات الصباح الأولى مسيرات باتجاه الدوار الذي سبق ان أزالته السلطات وحولته الى تقاطع عادي واطلقت عليه تقاطع الفاروق. وكان «ائتلاف شباب 14 فبراير» الذي يعمل بشكل منفصل عن المعارضة السياسية وجمعية «الوفاق» اعلن عزمه على العودة الى الدوار الذي يطلق عليه اسم «ميدان الشهداء». ونشر الائتلاف مشاهد مصورة لناشطين يلبسون الأكفان البيضاء وقال إنهم يتوجهون الى دوار اللؤلؤ. كما نشر صورة لامراة تقف بالقرب من منطقة الدوار رافعة اشارة النصر. الا ان المعارضة البحرينية اصدرت مساء أمس الاول، بياناً مشتركاً أكدت فيها ان دوار اللؤلؤ «يشكل رمزاً للحركة المطلبية... لكنه ليس الميدان الوحيد الذي ترفع فيه المعارضة السياسية مطالبها المشروعة» في اشارة على ما يبدو الى عدم تشجيعها إعادة الاحتجاجات الى الدوار. وبالنسبة للاوضاع الميدانية، أكدت جمعية «الوفاق» في بيان أمس، ان قوات الأمن البحرينية أجرت مداهمات في منطقتي السنابس والبرهامة و«ارتكبت جرائم ممنهجة نفذتها قوات بحرينية وآسيوية بدأت قبل اكثر من ساعة ولا زالت مستمرة». وفي بيان آخر، اعلنت الجمعية ان قوات الأمن البحرينية نفذت «حملة اعتقالات واسعة» في المناطق التي تشهد توترات وتواجداً أمنياً مكثفاً. وعدد البيان اسماء 13 شخصاً بينهم امراة قالت الجمعية إنهم اعتقلوا. الا ان الناشط محمد المسقطي اكد ان بين المعتقلين تسع نساء على الاقل. واشار الى ان قوات الأمن تقوم «بعمليات تفتيش للداخل والخارج» من القرى الشيعية المحيطة بالمنامة، أما وزارة الداخلية البحرينية فأكدت في رسالة عبر موقع «تويتر» أن الاوضاع «طبيعية» في البحرين. وفي الذكرى الاولى لانطلاق الثورة في البحرين اعتبرت «الوفاق» أن «السلطات في البحرين تزيد تمسكاً بالديكتاتورية والاستبداد وادارة البحرين بلغة النار والحديد من أجل تثبيت اركان السلطة الاستبدادية للهروب من الحلول السياسية الحقيقية التي تنقل البحرين لمرحلة التحول الديموقراطي». وأكدت «الوفاق» أن «النظام في البحرين لم يتعلم الدروس ولا زال يراهن على لغة القمع والعنف ومصادرة الرأي الآخر، فبعد ثورات الربيع العربي سقطت أنظمة وحافظت أنظمة على استمرارها عبر الاصلاح الحقيقي وتسليم السلطة للشعب، الا النظام البحريني الذي سقط في عهدته عشرات الشهداء في وقت لم تتقدم البحرين خطوة واحدة في الحل السياسي بل تراجعت ولا زالت تتراجع وتضيق على نفسها الخناق لأن اللغة الوحيدة الحاضرة هي لغة العنف والقمع والتسلط والاستبداد، وأن المشكلة في البحرين واضحة وتتمثل في الحل السياسي عبر نقل السلطة للشعب لكونه بالميثاق والدستور مصدراً للسلطات». وطالبت «الوفاق» الملك «بالاستماع لشعبه مباشرة وإبعاد المنتفعين من بقاء الأوضاع المأزومة على ما هي عليه، فمصلحة البحرين فوق الجميع ولا يمكن أن تستمر هذه الأزمة للأبد». من جهته قال الملك حمد في كلمة بمناسبة الذكرى الـ 11 لميثاق العمل الوطني «لا بد أن نؤكد على روح التلاحم ولم الشمل بين مكونات شعب البحرين العزيز كافة وهو امر لا شك في أن الجميع يتطلع إلى تحقيقه». وأعرب العاهل البحريني عن ارتياحه «لما نراه اليوم من دعوات مخلصة وصادقة من الحريصين على لمّ الشمل وتلاحم المجتمع وتكاتفه مع دعواتنا لهذه الجهود بالتوفيق لتجاوز المرحلة التي مر بها وطننا العزيز ولنبدأ مرحلة جديدة من العمل الجاد والمخلص لما فيه خير الوطن والمواطن». كما أكد الملك على «الاستمرار في نهج الإصلاح والتطوير والتحديث لبلدنا العزيز برؤية تقوم على ركنٍ أساسي يتمثل بمشاركة شعبية أوسع من خلال المجلس المنتخب ليمارس دوره الأساسي في الرقابة على العمل الحكومي». إلى ذلك، استدعت ايران القائم بالأعمال البحريني للاحتجاج على التظاهرات المعادية أمام سفارتها في المنامة بمناسبة الذكرى الاولى لاندلاع حركة الاحتجاج في البحرين.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة