دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قال ألكسندر سازبكين السفير الروسي في بيروت في مقابلة مع موقع المنار: لا أرى هناك تناقضاً في تصريح لافروف، لأنه لا يمكن تحقيق هذا الإقتراح إلا بموافقة السلطات السورية وفي نفس الوقت من المفيد دراسة اقتراح الجامعة بكافة تفاصيله. لذا فبرأينا إن إرسال قوات حفظ السلام لا يتمّ إلا بوقف العنف الذي نعمل على تحقيقه منذ بدء الأزمة، نحن نعتبر ذلك أمراً أساسياً.
وأضاف موقفنا تجاه أي قرار يتعلق بسورية ينطلق من عدة ثوابت: البحث عن تسوية سياسية سلمية للنزاع الداخلي السوري وبدون أي تدخل خارجي، وقيام حوار شامل بين النظام وكافة فصائل المعارضة. نحن لا نرى مستقبلاً جيداً لسورية من خلال إسقاط النظام بل من خلال تطبيق خطوات إصلاحية تتمثل بوضع دستور جديد وإجراء انتخابات.
ورد على اتهام روسيا بالوقوف في وجه الإجماع العربي قائلا نحن نحترم قرارات الجامعة العربية، لكن في الوقت عينه لدينا رأينا الخاص بالنسبة لبعض القرارات التي نتحفظ على مضمونها. فبالنسبة لعمل بعثة المراقبين نعتقد أن البعثة لعبت دوراً ايجابياً خلال وجودها في سورية وكان من الأفضل الأخذ بمضمون ما توصلت إليه خلال عملها في سورية. نحن نأخذ مواقف الجامعة بعين الإعتبار لكننا لا نستطيع تبني كل ما يصدر عنها خصوصاً إذا خالف ذلك قناعاتنا.
وعن استخدام الفيتو مرتين اجاب سازبكين : بالنسبة لليبيا، فقد كانت تلك التجربة الأولى من نوعها خلال أحداث الربيع العربي. لقد امتنعت روسيا وقتها عن التصويت لأننا اعتقدنا أن تنفيذ قرار الحظر الجوي سيؤدي إلى تقليص عدد القتلى في صفوف المدنيين. لكن الأطراف الأخرى تجاوزوا الصلاحيات التي منحت لهم وفقاً للقرار ونفذت عملية ناتو تجاه ليبيا وهذا مخالف تماماً للموقف الروسي، لقد كانت تلك تجربة سيئة. نحن منذ البدء وعلى لسان الرئيس ديميتري ميدفيديف أبلغنا كل الأطراف أننا لن نوافق على قرار مشابه وتجربة مشابهة في سورية.
وعن العمق الاستراتيجي قال لسورية أهمية خاصة ليس فقط بالنسبة لروسيا، بل إن لهذا البلد أهمية على المستوى الدولي والإقليمي أيضاً. لا ننكر أنه لدينا علاقات ودية مع سورية، ولكننا لا ننظر للنظام السوري كحليف لروسيا لأنه منذ عهد الإتحاد السوفياتي لا نعتبر أية دولة حليفة لنا، لأن السياسة الروسية ليست مبنية على تحالفات بل على الشراكة مع أكبر عدد من الدول. لذلك فنحن نؤكد أنه بالنسبة لسورية ندافع ليس عن النظام السوري بل عن الشرعية الدولية.
وعن وجود مؤامرة ضد سورية أجاب منذ البدء، حمل الحراك الشعبي في سورية مطالب تتمثل بتطبيق الحرية والديمقراطية ومعالجة المشاكل الداخلية الإقتصادية والإجتماعية وغيرها. كنا نتعاطف مع التظاهرات السلمية ولكن على هامش هذه التظاهرات بدأت الجماعات المسلحة بالظهور بشكل متصاعد. لقد بدأت تلك الجماعات المسلحة باكتساب القوة ومحاربة النظام وهي لا تسعى للإصلاحات الديمقراطية بل إلى تغيير السلطة.
وأضاف بكل تأكيد الشعب السوري يريد الإصلاح، لذا من المطلوب إجراء انتخابات شفافة ونزيهة، وسنرى وقتها من سيختار الشعب السوري لإدارة شؤون بلاده.
وعن تمويل الجماعات المسلحة في سورية قال السفير الروسي أنا لا أستطيع تقديم أي معلومات تفصيلية حول تمويل أو تهريب السلاح، لذا سأكتفي بالتحليل السياسي. هذا التحليل يدلّ على أن هدف الجماعات المسلحة هو "إسقاط" النظام.
وعن الاصرار العربي على اسقاط النظام السوري قال السفير الروسي: في اتصالاتنا مع الدول العربية ومع دول الخليج، نحاول دائماً ايجاد القواسم المشتركة معهم، بحيث استقبلنا في موسكو وزير خارجية البحرين ووزير خارجية الإمارات، وحاولنا التشديد على ضرورة وقف العنف وايجاد حلّ سياسي في سورية وسوف نواصل الجهود للتعامل مع دول الخليج. وفي نفس الوقت لا بد من الإشارة إلى أن الصراعات والتناقضات الإقليمية تؤثر بطبيعة الحال على الظروف التي تحكم النزاعات الداخلية بما في ذلك ما يحدث في سورية والموقف العربي تجاه النظام هناك. لا أريد إطالة الحديث عن هذه الصراعات، لكننا نتمنى أن تتفوق المصالح العليا للشعوب على المصالح الذاتية للدول.
وأضاف مرة أخرى أنا لا أريد اتهام أي طرف. لكننا نعتقد أن بعض الوسائل الإعلامية تقوم بتغطية الأحداث لصالح أطراف معينة، ونحن نعمل عبر كل الوسائل المتاحة إلى توضيح حقيقة الوضع والموقف الروسي مما يحدث في سورية.
وعن حدوث حرب قريباً في المنطقة أجاب سازبكين بالنسبة للموضوع الإيراني تحديداً الملف النووي فإن حلّه لا يكون إلا بالطرق السياسية والديبلوماسية. من الأفضل لكل الأطراف الإبتعاد عن أي نزاع عسكري مع ايران لأن ذلك سيجلب الكوارث للمنطقة. برأيي الشخصي، فإنه من المستبعد حدوث مثل هذه الكارثة، لكن ذلك لا يمنع من أن نكون حذرين وأن نتابع كيفية سير الأمور. نحن نبذل كل الجهود لمنع حدوث حرب في المنطقة.
وأضاف يجب أن يكون واضحاً تماماً أن استخدام روسيا الفيتو لم يكن بسبب عجز الأطراف الأخرى عن اقناعنا بعدم استخدامه. لقد كان ذلك موقفنا المبدئي المبني على مفهومنا لما يحدث في سورية، لم يدر أي حديث أو نقاش حول مساومات معينة. لقد كان النقاش حول مضمون مشروع القرار وكان هناك تقدم فعلاً، في موضوع التدخل الخارجي وفي البند المتعلق بفرض عقوبات، استطعنا وجود قواسم مشتركة في ما يتعلق ببعض البنود. لكن مشروع القرار كان يتضمن بعض البنود غير المتوازنة بالدرجة الأولى التركيز على أعمال العنف التي تمارسها السلطات السورية. وكنا نعترض أيضاً على التطبيق الكامل للمبادرة العربية التي تنص على انتقال السلطة، نحن قلنا أنه يجب أن يتم ذلك عبر الإنتخابات وباختيار من قبل الشعب السوري.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة