دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حربان عالميتان وقعتا منذ عام 1914 وصدور وعد بلفور عام 1917 ثم الحرب العالمية الثانية عام 1939 حتى عام 1945 شكلتا أهم محطتين لاغتصاب فلسطين وتقسيم الوطن العربي واستعماره حتى عام 1948
وإعلان دولة إسرائيل واليوم تسعى تل أبيب إلى التحريض على حرب عالمية ثالثة تكون نقطة انطلاقها منطقة الشرق الأوسط وليس أوروبا التي شكلت نقطة انطلاق الحربين العالميتين السابقتين. فمادامت القوى الاستعمارية والامبريالية تشن حروباً عالمية يجري اقتسام العالم من جديد ولفرض نظام عالمي جديد هكذا أصبحت المعادلة التي تريد إسرائيل الاستفادة منها من خلال تحريض واشنطن والعواصم الأوروبية الكبرى على شن حرب ضد سورية وإيران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية بهدف استكمال سيطرة هذه القوى على أهم منابع وممرات النفط لهذا العالم كله.
فأهداف هذه الحرب الأميركية- الصهيونية ستوفر لإسرائيل استكمال مشروعها الصهيوني بطريقة وسيناريو يشبه سيناريو عام 1948 حين جرى إرهاب وإبعاد معظم الشعب الفلسطيني عن وطنه فلسطين «فتل أبيب» ترى أن عدد الفلسطينيين أصبح يزيد قليلاً على عدد الإسرائيليين على مستوى فلسطين كلها بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948 ولا يمكن استكمال المشروع الصهيوني وتحويل كل فلسطين إلى دولة لليهود وحدهم إلا بطرد ما يزيد على 5 ملايين فلسطيني مما تبقى من أراضيهم ووطنهم، ولكي يتحقق أو يسهل تنفيذ هذا الحل في مثل هذا القرن لابد من وجود ظروف حرب إقليمية عالمية يتوافر من خلالها لإسرائيل دعماً من قوى الغرب والولايات المتحدة وبافتراض أن حرباً كهذه لابد أن ينتصر فيها بموجب ما تراه إسرائيل الولايات المتحدة وأوروبا على غرار الحربين العالميتين الأولى والثانية!؟
كما يفترض قادة إسرائيل أن الفرصة سانحة لواشنطن الآن لأن سورية وإيران والمقاومة لن تقف إلى جانبها الجامعة العربية ولا بقية الدول العربية بسبب الدور المتنفذ لدول النفط الخليجية ضد هذه الأطراف!؟
ومع ذلك يشير معظم المحللين والمراقبين المحايدين إلى أن هذه الرغبة الإسرائيلية التي يقف إلى جانبها رجال الصناعات العسكرية الأميركية وشركات النفط الكبرى في الغرب ستصدم بعدد من الحقائق والمسلمات الواضحة وأهمها:
1- قدرة صمود هذه الأطراف العربية والإسلامية وحتمية توجيه معظم مصادر نيرانها وقوتها إلى الكيان الإسرائيلي وبوسائل الحرب طويلة الأمد إلى جانب الحرب التقليدية النظامية.
2- وجود إدراك متقدم للقوتين الروسية والصينية لطبيعة أهداف هذه الحرب وما تلحقه من أضرار سياسية واقتصادية ومستقبلية بهما وبحلفائهما في العالم وهذا الإدراك هو الذي يدفعهما إلى الإصرار على الوقوف إلى جانب القيادة السورية بهدف ردع الغرب وواشنطن عن المجازفة بحرب إقليمية- عالمية في الشرق الأوسط.
3- إن الرأي العام الأميركي بدأ يدرك أكثر من ذي قبل أن الأوساط الصهيونية- اليهودية الأميركية تريد فرض حرب تشنها أميركا لكي تحقق إسرائيل أهدافها باستكمال مشروعها الصهيوني المذكور بدماء الأميركيين لأن المجازفة الأميركية- الغربية لشن حرب كهذه محفوفة بمخاطر الهزيمة أو عدم الجدوى لأسباب وظروف كثيرة اقتصادية ومالية وعسكرية.
ولذلك يصح الافتراض بأن السياسة التي تنتهجها موسكو وبكين في دعم صمود سورية وإيران بشكل خاص لا تزال تحقق قدرة ردع ضد أميركا وتل أبيب وحلفائهما في المنطقة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة