انعكست الهطلات المطرية في انحاء المحافظات ايجاباً على تحسن مناسيب المياه الجوفية والسدود وتدفق الأنهار وعلى واقع المحاصيل الشتوية كالقمح ولحق بالزراعات المحمية أضراراً بالغة جراء غزارات الأمطار في اللاذقية وطرطوس.

 

وقد تفاوتت الهطلات والمخازين في معظم المحافظات وتجاوز في بعضها المعدل السنوي العام، في حين ما زال دون المعدل لمثل هذه الفترة من السنة في بعض المناطق.‏‏

 

وبالرغم من ان فصل الشتاء ما زال في منتصفه فإن كميات الهطل المطري في مناطق محافظة درعا ما زالت دون الطموح الذي يبتغيه الفلاحون والقائمون على مشاريع الري ومياه الشرب، حيث شهدت المحافظة عدة هطلات مطريةمنذ بداية شهر تشرين الثاني الماضي ولكنها لم تتجاوز نفس الكميات الهاطلة لنفس الفترة من الموسم الماضي وبالتالي فإن نوى هي الأكثر هطلات مع الحارة والشجرة ورغم ذلك لم تتجاوز المعدلات الـ 240مم لتصل 95 مم في بصرى.‏‏

 

‏‏

 

وتشير مصادر الزراعة والري ان موسم الامطار الحالي ما زال من ناحية مخازين السدود والجريانات حتى تاريخ كتابة المادة دون الطموح بكثير وان السدود البالغ عددها 15 سدا وتتسع لنحو 100 مليون متر مكعب من مياه الري في حدودها الدنيا، ولم تتجاوز نسبة التخزين فيها الآن ما بين 5-10٪ فقط وخاصة السدود التي تقع في منطقة الاستقرار الثانية والثالثة وحتى نهاية كانون الثاني لم تشهد سيول واودية المحافظة جريانات مائية مطرية كبيرة بشكل يستطيع تغذية السدود ودعمها بالموارد المائية ورفع منسوبها فسدود درعا وحسب المراقبة والمتابعة لها لم تحقق امتلاءات كاملة من مياه الامطار منذ نحو 25 سنة، سوى ثلاث مرات تقريبا وفي معظم السنوات تكون مخازينها مختلفة المستويات وهي تتراوح ما بين 25-80٪ وبالتالي تقوم مديرية الموارد المائية وحسب مصادرها الى تغذية بعض السدود القريبة من الينابيع ومحطات الضخ مثل سدود طفس وعدوان ودرعا وتسيل وهي مربوطة مع محطات الضخ بشبكة انبوبية لهذه الغاية، وبالتالي تعوض الموارد المائية نقص المياه بالسدود بالتغذية من اجل توفير مياه الري للموسم الصيفي في مناطق جلين وسحم وطفس والاشعري وتسيل وعدوان ومزيريب ودرعا.‏‏

 

وفي قراءة بسيطة لمعدلات الهاطل المطري بدرعا نجد ان الكثير من السنوات الماضية شهدت تراجعا ملموسا في كميات الهاطل مما انعكس سلبا على مستويات المياه الجوفية والينابيع ومخازين السدود حيث جف العديد من الينابيع وخرجت عشرات الابار من الخدمة وانخفضت غزارات المياه الجوفية ومناسيبها بشكل يثير القلق واصبح الوضع المائي بدرعا خطيرا جدا بسب قلة الهطل المطري لسنوات متتابعة واستنزاف المياه بشكل جائر في الزراعة وبالتالي اصبحت درعا مهددة بالجفاف مستقبلا اذا استمرت هذه الحال و لم يتم ايجاد حلول اسعافية وسريعة للوضع المائي .‏‏

 

أما الشيء الذي أربك العمل المائي والزراعي بدرعا، والذي ظهرت بوادره مؤخرا، وهو عملية فصل محافظات الحوض، وجعل كل محافظة مستقلة في عملها المائي، حيث كانت محافظات درعا والسويداء والقنيطرة تشكلان منطقة حوض اليرموك وهي تتبع لادارة حوض واحدة وبعد عملية الفصل، اصبحت هناك مديريات للموارد المائية في كل محافظة وان عمليات الحصاد المائي والتكامل في جمع واستثمار المياه الجارية او الهاطلة في الحوض وتوزيعها على المناطق الزراعية الاكثر حاجة اصبحت تخضع لمراسلات وموافقات ووقت لا بأس به وبالتالي لابد من اعادة النظر بهذا الأمر, وجعل عمليات حصاد واستثمار وتوزيع مياه الري في حوض اليرموك للمحافظات الثلاث تابعة لادارة حوض واحد كما كانت سابقا وذلك تسهيلا للحركة وسرعة العمل واتخاذ القرارات المناسبة بعيدا عن المراسلات والروتين فالمياه تستنزف بشكل جائر وكبير كل يوم وان العجز المائي في درعا لوحدها وصل في العامين الماضيين لأكثر من مئة مليون متر مكعب سنوياً دون ان تبادر الجهات المعنية لايجاد الحلول السريعة و الناجعة واستثمار كل قطرة ماء تجري او تهطل في منطقة حوض اليرموك وايجاد زراعات جديدة وبديلة غير مستهلكة للمياه بشكل كبير .‏‏

 

وأدت الهطولات المطرية في محافظة القنيطرة إلى تحسن منسوب المياه و السدود و جريان بعض الأنهار و تفجر الينابيع ( نبع عين البيضة ) بالإضافة إلى اكتساء جبل الشيخ بالثلوج التي من شأنها التفاؤل بموسم زراعي مبشر و وفير وأزاحت عن صدورهم مخاوف الجفاف وآثاره السيئة التي عانوا منها مؤخرا ، الأمر الذي يثلج صدور الفلاحين و المزارعين ، حيث يؤكد أحد المزارعين أن الأجداد و الآباء يتفاءلون عند نزول المطر في كانون و يعملون لزراعة المحاصيل الصيفية ، فكيف سيكون انعكاسها على المحاصيل الشتوية و خاصة القمح و الشعير و الحبوب بأنواعها ؟؟‏‏

 

و أكد الدكتور عرسان عرسان مدير الموارد المائية بالقنيطرة أن كميات الأمطار التي هطلت خلال الأسبوعين الأخيرين دعمت المخزون الجوفي و هي بشائر لموسم خير سواء لجهة المزروعات أو توافر كميات جديدة من المياه لدعم المخزون الجوفي للمياه في المحافظة و المحافظات المجاورة و المقصود ( حوض اليرموك ) ، وتساهم الأمطار الهاطلة مساهمة كبيرة بتحسين واقع كل الزراعات بتحسين إنباتها ونموها وزيادة إنتاجيتها و مردودها وزيادة المخزون المائي الذي ينعكس على الينابيع والآبار والأنهار والسدود وكذلك على الثروة الحراجية .‏‏

 

و أشار عرسان إلى أن عدد الآبار المرخص لها بالقنيطرة بلغ 969 بئرا و تروي مساحة مقدارها نحو 3360 هكتاراً ، في حين أن سدود المحافظة تروي ما مساحته نحو 1300 هكتار ، منوها بوجود عدد من الآبار الاستكشافية في حوض اليرموك لمراقبة منسوب المياه الجوفية في ثلاث محافظات و هي القنيطرة و درعا و السويداء و بالتالي التقدير الدقيق يكون في الشهر الثالث لمعرفة أثر الأمطار على المياه الجوفية ، رغم أن المعطيات المتوفرة تفيد بموسم مائي و زراعي مبشر .‏‏

 

بدوره مدير زراعة القنيطرة المهندس ناجي طقطق أكد ان الموسم الزراعي الحالي مبشر وتحديداً بالزراعات الشتوية ونسب تنفيذها جيدة حتى تاريخه مشيراً إلى أن هذا الموسم سيكون غير المواسم التي مضت وعانينا منها فالأمطار التي هطلت كانت ممتازة لكل الزراعات وتحديدا الزراعات الشتوية محصولي «القمح والشعير».‏‏

 

وبلغة الأرقام أن إجمالي المخطط لزراعته من محصول القمح و الشعير للموسم الحالي نحو 14500 هكتار منها 1904 قمح مروي و 10252 بعل و الشعير نحو 3076 هكتاراً و الحمص3281 هكتاراً .‏‏

 

وتحقيق نسب هذه الزراعات الشتوية لتلك المحاصيل المهمة يؤكد أن للأمطار دوراً مهماً في تنفيذها وأن الموسم الحالي يبشر بإنتاج جيد ووفير‏‏

 

وأنعم الله على محافظة طرطوس بكميات كبيرة من الأمطار رفعت منسوب تخزين سدودها والتي وصلت أو أوشكت أن تصل إلى ذروة تخزينها ومازال في حكاية خير السماء بقية.‏‏

 

‏‏

 

وتوجد في محافظة طرطوس ثلاثة سدود هي سد خليفة وسعته التخزينية (3) ملايين متر مكعب وسد الصوراني وسعته (9) ملايين متر مكعب وأكبر هذه السدود وأهمها سد الباسل على نهر الأبرش وسعته التخزينية (103) ملايين متر مكعب وجميع هذه السدود في حالة فنية جيدة وخاصة بعد أن تمّت بعض أعمال الصيانة في سد الصوراني في العام الفائت.‏‏

 

المهندس محمد حمدان من مديرية الموارد المائية في محافظة طرطوس أشار إلى أن التخزين الحالي لسد خليفة هو في طاقته العظمى تقريباً (2.9) مليون متر مكعب وسد الصوراني (4.54) ملايين متر مكعب مع الإشارة إلى أنه خضع لعملية تفريغ في الصيف الفائت لأعمال صيانة وقد أشرنا إلى هذا الموضوع سابقاً وسد الباسل (97.317) مليون متر مكعب أي على بعد حوالي (6) ملايين متر مكعب فقط من تخزينه الأعظمي.‏‏

 

من جهة أخرى وللتذكير فقط فإن سد الدريكيش هو سد جديد قيد التنفيذ كما أن هناك موافقة على إنجاز سد بلوطة لينضم هذان السدان إلى منظومة الري في طرطوس قريباً .‏‏

 

وتسببت الامطار الغزيرة والعواصف الجوية التي شهدتها المحافظة منذ بداية فصل الشتاء وحتى الآن باضرار كبيرة على المحاصيل الزراعية وخاصة البيوت البلاستيكية وعلى القطاع الزراعي بشكل عام ومن خلال عمليات حصر الأضرار التي أجرتها مديرية زراعة طرطوس تبين ان المساحات المتضررة بلغت 275 دونماً معظمها زراعات محمية وقد وصلت الأضرار الى نحو 43 مليون ليرة سورية وعدد الفلاحين المتضررين وصل الى 374 فلاحاً .‏‏

 

‏‏

 

وأوضحت مديرية زراعة طرطوس ان انعكاسات الامطار على المحاصيل الزراعية بشكل عام كانت جيدة ولكن استمرار سقوط الامطار بهذه الغزارة قد يؤدي الى غرق المحاصيل من قمح وشعير ويؤدي الى تعفن درنات البطاطا المزروعة حديثاً وانتشار بعض الامراض الفطرية التي تناسبها زيادة الرطوبة.‏‏

 

أما تأثير هذه الامطار على الأشجار المثمرة فهي أيضاً جيدة خاصة انخفاض درجة الحرارة يؤثر بشكل ايجابي على تكوين البراعم الزهرية للزيتون لاحقاً وتقليل الاصابات الحشرية للزيتون والتفاح علماً أن هذه الكمية من الامطار زادت المخزون المائي للآبار السطحية وبحيرات السدود ما يسهم في التقليل من آثار الجفاف خلال موسم الصيف ويزيد المساحات المروية في المحافظة.‏‏

 

وأدت الامطار التي شهدتها معظم مدن ومناطق محافظة الحسكة الى زيادة في مستوى تخزين السدود وجريان المياه في أنهار الخابور والجرجب وجغجغ بعد توقفها في فصل الصيف الماضي.‏‏

 

وقال المهندس سمير مورا مدير الموارد المائية بالحسكة أن زيادة كميات المياه خلال الاسبوع الحالي بلغت في سدي الحسكة الشرقي والغربي نصف مليون متر مكعب ليبلغ حجم تخزينهما 47 مليونا و 397 الف متر مكعب فيما بلغت الزيادة في سد الباسل 4 ملايين متر مكعب ليبلغ حجم التخزين 70 مليونا و 80 الف متر مكعب.‏‏

 

وأكد المهندس مورا أن الهطولات المطرية التي شهدتها منطقتا القامشلي والمالكية أدت الى تحسن الوضع المائي في سدود هاتين المنطقتين حيث زاد مخزون سد السفان ربع مليون متر مكعب لتصبح كمية المياه المخزنة فيه مليونا و 757 الف متر مكعب وزاد تخزين سد المنصورة 50 الف متر مكعب ليصبح حجم تخزينه نحو مليون متر مكعب كما زاد مستوى تخزين المياه في سد الحاكمية 40 الف متر مكعب ليصبح حجم تخزينه مليونا و 57 الف متر مكعب.‏‏

 

وأشار مدير الموارد المائية الى ارتفاع منسوب المياه في نهر الخابور في موقع الحسكة لتصل غزارة المياه فيه الى 15 مترا مكعبا في الثانية كما زادت غزارة نهر الجرجب بنفس الكمية فيما وصلت غزارة المياه في نهر جغجغ الى 5 امتار مكعبة في الثانية موضحا أن ذلك سيؤدي الى زيادة في تخزين المياه في سد الباسل خلال الايام القادمة كون الانهار الثلاثة المذكورة تصب فيه.‏‏

 

وتوقع مدير الموارد المائية زيادة تخزين المياه في سدود المحافظة وارتفاع منسوب المياه في الانهار لاسيما أن تدفق المياه في بعض الاودية لا يزال مستمرا باتجاه الانهار.‏‏

 

من جهة أخرى أكد المهندس حسين بكور مدير الزراعة بالحسكة أهمية الهطولات المطرية التي شهدتها معظم مناطق المحافظة والتي تعد بمثابة رية كاملة وفرت على الفلاحين التكاليف المادية والجهد البشري حيث ستساهم بزيادة نمو كل المحاصيل الزراعية للموسم الشتوي الحالى .‏‏

 

الجدير ذكره أنه تمت زراعة 665 الفا و 72 هكتارا بالقمح المروي والبعل و 321 الفا و 858 هكتارا بالشعير المروي والبعل و 53 الفا و 545 هكتارا من محصول العدس البعل والمروي و 30 هكتارا من الحمص و 62 هكتارا من الفول المروي للموسم الشتوي الحالي.‏‏

 

وأدت الهطولات المطرية التي شهدتها محافظة حلب مؤخراً إلى زيادة مناسيب التخزين في السدود الموزعة في عدد من مناطق المحافظة.‏‏

 

‏‏

 

وبين الدكتور المهندس رياض راضي مدير الموارد المائية بحلب أن حجم التخزين الحالي في سد 17 نيسان بمنطقة عفرين وصل إلى نسبة / 100% / من حجم طاقته التخزينية ، حيث بلغ حجم التخزين ولغاية تاريخه / 190/ مليون متر مكعب يقابلها / 113 / مليون متر مكعب عن نفس الفترة من العام الماضي ، فيما وصلت في سد الساجور إلى / 10 / ملايين متر مكعب ، أي بلغت النسبة / 100% / من حجم التخزين ، بينما وصل حجم التخزين في سهد الشهباء إلى / 3,5 / ملايين متر مكعب .‏‏

 

وأضاف الدكتور راضي أن نسبة الأمطار التي شهدتها المحافظة مؤخراً جاءت ملبية لجزء من حاجتنا الماسة للمزيد من الواردات المائية لري مساحة الأراضي الزراعية ، الأمر الذي ستكون له منعسكات إيجابية على الواقع الزراعي والاقتصادي.‏‏

 

من جانبه المهندس نبيه مراد مدير زراعة حلب أوضح أن الهطولات المطرية التي شهدتها المحافظة تبشر بموسم جيد وممتاز بالنسبة للواقع الزراعي ، وقد تجاوز الهطول المطري هذا العام نسبته من العام الماضي ، حيث بلغت نسبة الهطولات المطرية لغاية تاريخه / 327 / مم ، بينما في العام الماضي وخلال ذات الفترة / 139 / مم .‏‏

 

وأشار مدير الزراعة أن الكميات الهاطلة هذا الموسم كان لها الأثر الإيجابي على المحاصيل الشتوية ، وقد بلغت نسبة التنفيذ بالنسبة للمحاصيل الاستراتيجية / 100% / ، حيث كان من المخطط زراعة ما مساحته / 182678 / هكتاراً من القمح البعل ، وقد وصلت نسبة التنفيذ / 180197 / هكتاراً ، بينما القمح المروي / المخطط / 141997 / هكتاراً ، والمنفذ / 141605 / هكتاراً ، وأما الشعير البعل فالمخطط 391986 / هكتاراً ، والمنفذ من الخطة / 380209 / هكتاراً ، فيما المساحة المخطط للشعير المروي / 690 / هكتاراً ، والمنفذ هو كامل الخطة .‏‏

 

وأضاف مراد أنه بالنسبة لمحصولي العدس والحمص ، فما تزال عمليات الزراعة مستمرة ، وهنالك آمال بهطلات مطرية خلال شهر آذار ، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على واقع المحاصيل الزراعية .‏‏

 

وتعرف محافظة ادلب بانها احدى المحافظات الفقيرة بالمياه الجوفية وهناك وحسب آخر دراسة أعدتها المؤسسة العامة لمياه الشرب هناك أكثر من ثلاث تجمعات سكانية في المحافظة مهددة بالعطش بسبب عدم توفر المياه الجوفية فيها ومن أهمها منطقة جبل الزاوية ومعرة النعمان وغيرها.‏‏

 

والنقص في المياه الجوفية أدى خلال السنوات السابقة الى خروج اكثر من 60 بئراً لمياه الشرب من الخدمة.‏‏

 

ورغم هذا النقص الا ان المحافظة تعتمد على الينابيع السطحية والسدود التخزينية في سقاية المزروعات وتأمين مياه الشرب ومصادر المياه هذه تتأثر بالهطلات المطرية ففي المواسم المطرية الوفيرة تزداد نسبة تخزين السدود وتزداد غزارة الينابيع السطحية الجارية أو تلك التي في الآبار التي يتجاوز عددها 14 الف بئر منها نحو 600 بئر مخصصة لمياه الشرب والباقي لسقاية المزروعات.‏‏

 

وقد بينت النشرات المطرية الصادرة عن مديرية الزراعة والاصلاح الزراعي في المحافظة ان الهطلات المطرية لهذا العام تبشر بموسم مطري جيد وحسب الاحصائيات التي تضمنتها هذه النشرات فان المجموع المطري الهاطل لهذا العام قد تجاوز المجموع المطري المقابل في نفس الفترة من العام الماضي كما سجلت ايضاً الهطلات المطرية زيادة تتراوح مابين 60 و200 مم في معظم المناطق وهذه الامطار ادت الى زيادة مخازين السدود التخزينية والبالغ عددها اكثر من 7 سدود كما بينت آخر الاحصائيات الرقمية الصادرة من مديرية الري في المحافظة ان اجمالي تخزين هذه السدود قد تجاوز الـ4.5 ملايين متر مكعب من المياه التي تبشر بموسم مطري وفير وان الزيادة في الهطلات المطرية وكمياتها لم تقتصر على المناطق المعروفة بكثرة امطارها والمتمثلة بمنطقتي الاستقرار المطري الأولى والثانية، وانما الزيادة المطرية سجلت وبكميات زادت عن الـ70مم عن العام الماضي في منطقة الاستقرار المطري الثالثة الواقعة على تخوم البادية.‏‏

 

واكد المهندس علي سعادات مدير زراعة دمشق وريفها «للثورة» ان محافظة ريف دمشق تعتمد بشكل رئيسي على موردين اساسيين وهما «بردى والاعوج» وقد وصلت نسبة الامطار في حوض نبع نهر بردى بمنطقة الزبداني وسرغايا بحدود 365مم مقابل 244 مم العام الماضي في ذات التاريخ اضافة للثلوج التي هطلت على المرتفعات ما يؤدي الى ارتفاع المخزون.‏‏

 

‏‏

 

وبين المهندس سعادات ان نسبة الهطلات في نبع الاعوج وصلت الى 497 مم مقابل 355 مم في العام الماضي بذات التاريخ وفي بيت جن الحرمون ايضا بحدود 475 مم مقابل 359 مم في العام الماضي ما يؤدي الى جريان هذين النهرين وتأمين ارتفاع كبير في مخازين المياه الجوفية وتوفير ري لمساحات واسعة يتم سقايتها من نهري بردى والاعوج ابتداء من بداية نبع بردى حتى مصب العتيبة والاعوج يصل الى الهيجانة وارواء منطقة الكسوة وقسم من منطقة دوما الجنوبية جنوب طريق مطار دمشق الدولي.‏‏

 

واشار مدير الزراعة الى ان نهر الاعوج بدأ يتدفق حتى الهيجانة ما يسهم بارواء الكسوة وهذه الامطار والهطلات تبشر بالخير وان تحسين المياه الجوفية ينعكس ايجابا على تحسين نسبة المساحات المزروعة على هذه الابار وتنفيذ الخطة الزراعية وخاصة المروية منها حيث بلغت نسبة زراعة القمح المروي بريف دمشق 78٪ من المساحة المخططة وهو مؤشر ايجابي لموسم خير.‏‏

 

ويتعبر هذا العام من الاعوام المطيرة في الساحل السوري وتحديدا في محافظة اللاذقية اذ تجاور وسطي الهطل المطري على مساحة المحافظة حتى 30/1/2012 (1100) مم حسبما ذكر المهندس علي الرحية مدير الموارد المائية باللاذقية موضحا ان حجم الهطل المطري يعادل اجمالي الهطل الذي حصل في العام 2011 والمقدر بنحو 660 مليار م3 ذهب منها الى خزانات المياه الجوفية نحو مليار و 400 مليون م3 هذا ما دل عليه قياس مناسيب الابار الموضوعة بالمراقبة من قبل المديرية والبالغة نحو 15 بئرا موزعة على كامل مساحة المحافظة.‏‏

 

‏‏

 

واضاف الرحية ان الفنيين قاموا بدراسة اولية لهذه الابار وتبين ان مناسيبها ارتفعت عدة امتار وصلت في بعضها 6-8 امتار في المناطق الجبلية واكثر من ذلك في السهول كما دل على زيادة المخزون الجوفي الزيادة الكبيرة التي حصلت في تصريف بعض الينابيع كنبع السن مثلا والذي ارتفع تصريفه من 5.5 م3 /ثا في شهر ايلول من العام الماضي الى اكثر من 20م3 /ثا في هذه الايام ويضيف بأن الامطار الغزيرة قد تسببت ولأول مرة منذ نحو 40 عاما باعادة تفجر الينابيع في قرية الجنديرية ونبع الفوارة وينابيع قيبور مؤكدا ان هذا الوضع يسمح لأهالي المحاظة ممن لديه ابار باستثمار مياهها كامل موسم الري بدون ان يؤثر ذلك على تصاريف مياه الابار وبالتالي على المياه الجوفية وبالتأكيد ان الموارد المائية السطحية وحسب الدراسات السابقة تبين ان الغزارات الكبيرة للهطلات المطرية ضاعفت تخزين السدود في المحافظة عن ذات الفترة من العام الماضي والذي لم يتجاوز 153مليون م3 بينما وصل التخزين فيها حتى 30/1/2012 الى 330 مليون م3 وهو ما يعادل كامل الوارد المائي للعام 2011 في سدود المحافظة 14 .‏‏

 

وتشكل الزراعة في محافظة اللاذقية المورد الاساسي لعدد كبير من ابناء المحافظة وتعتمد هذه الزراعة بنسبة كبيرة على الري من مصادر مختلفة اهمها ما توفره السدود من المياه لها ووضع السدود الحالي يبشر بمواسم جيدة وخاصة في منتج الحمضيات الذي يتصدر في الطليعة بالمساحات المزروعة ولكن هذا لا يعني انه من خلال الموجات الفيضانية التي شهدتها المحافظة منذ تشرين الاول من العام الماضي وحتى اليوم لم تؤثر على الزراعة بل العكس حيث ارتفعت الاضرار في البيوت البلاستيكية في منطقة جبلة وحدها مليونا و 319 ألفا و 355 ليرة سورية حسب الدراسات الاولية وهذا ما افاد به المهندس احمد حكيم مدير الزراعة والاصلاح الزراعي في اللاذقية ففي منطقة جبلة وحدها وفي مجال عمل وحدات القطيلبية والراهبية تراوحت نسبة الاضرار في البيوت البلاستيكية 45 بيتا بين 20-100٪.‏‏

 

وكانت الاضرار بتلف الحديد والنايلون وفي المحصول كان عدد الصالات التي تأثرت بالموجة الفيضانية وبالعواصف 26 صالة بندورة وايضا وصلت نسبة الاضرار في بعضها الى 100٪،‏‏

 

اما في منطقة القرداحة فانحصرت اغلب الاضرار على بساتين الحمضيات وتراوحت نسبة الاضرار بين 70-100٪ لمساحة تبلغ 0.45 هكتار واختلفت نوع الاضرار بها نتيجة العواصف وانيهار وانجراف التربة في تكسير الاغصان وازالة الاشجار في بعض المواقع وهذا الامر طال ايضا اشجار الزيتون و الجوز والموز لمساحة بحدود 0.79 هكتار والتي وصلت نسبة الاضرا

  • فريق ماسة
  • 2012-02-10
  • 12230
  • من الأرشيف

الهطلات المطرية تبشر بموسم زراعي وفير ... وتفاؤل بانتعاش المحاصيل الشتوية

انعكست الهطلات المطرية في انحاء المحافظات ايجاباً على تحسن مناسيب المياه الجوفية والسدود وتدفق الأنهار وعلى واقع المحاصيل الشتوية كالقمح ولحق بالزراعات المحمية أضراراً بالغة جراء غزارات الأمطار في اللاذقية وطرطوس.   وقد تفاوتت الهطلات والمخازين في معظم المحافظات وتجاوز في بعضها المعدل السنوي العام، في حين ما زال دون المعدل لمثل هذه الفترة من السنة في بعض المناطق.‏‏   وبالرغم من ان فصل الشتاء ما زال في منتصفه فإن كميات الهطل المطري في مناطق محافظة درعا ما زالت دون الطموح الذي يبتغيه الفلاحون والقائمون على مشاريع الري ومياه الشرب، حيث شهدت المحافظة عدة هطلات مطريةمنذ بداية شهر تشرين الثاني الماضي ولكنها لم تتجاوز نفس الكميات الهاطلة لنفس الفترة من الموسم الماضي وبالتالي فإن نوى هي الأكثر هطلات مع الحارة والشجرة ورغم ذلك لم تتجاوز المعدلات الـ 240مم لتصل 95 مم في بصرى.‏‏   ‏‏   وتشير مصادر الزراعة والري ان موسم الامطار الحالي ما زال من ناحية مخازين السدود والجريانات حتى تاريخ كتابة المادة دون الطموح بكثير وان السدود البالغ عددها 15 سدا وتتسع لنحو 100 مليون متر مكعب من مياه الري في حدودها الدنيا، ولم تتجاوز نسبة التخزين فيها الآن ما بين 5-10٪ فقط وخاصة السدود التي تقع في منطقة الاستقرار الثانية والثالثة وحتى نهاية كانون الثاني لم تشهد سيول واودية المحافظة جريانات مائية مطرية كبيرة بشكل يستطيع تغذية السدود ودعمها بالموارد المائية ورفع منسوبها فسدود درعا وحسب المراقبة والمتابعة لها لم تحقق امتلاءات كاملة من مياه الامطار منذ نحو 25 سنة، سوى ثلاث مرات تقريبا وفي معظم السنوات تكون مخازينها مختلفة المستويات وهي تتراوح ما بين 25-80٪ وبالتالي تقوم مديرية الموارد المائية وحسب مصادرها الى تغذية بعض السدود القريبة من الينابيع ومحطات الضخ مثل سدود طفس وعدوان ودرعا وتسيل وهي مربوطة مع محطات الضخ بشبكة انبوبية لهذه الغاية، وبالتالي تعوض الموارد المائية نقص المياه بالسدود بالتغذية من اجل توفير مياه الري للموسم الصيفي في مناطق جلين وسحم وطفس والاشعري وتسيل وعدوان ومزيريب ودرعا.‏‏   وفي قراءة بسيطة لمعدلات الهاطل المطري بدرعا نجد ان الكثير من السنوات الماضية شهدت تراجعا ملموسا في كميات الهاطل مما انعكس سلبا على مستويات المياه الجوفية والينابيع ومخازين السدود حيث جف العديد من الينابيع وخرجت عشرات الابار من الخدمة وانخفضت غزارات المياه الجوفية ومناسيبها بشكل يثير القلق واصبح الوضع المائي بدرعا خطيرا جدا بسب قلة الهطل المطري لسنوات متتابعة واستنزاف المياه بشكل جائر في الزراعة وبالتالي اصبحت درعا مهددة بالجفاف مستقبلا اذا استمرت هذه الحال و لم يتم ايجاد حلول اسعافية وسريعة للوضع المائي .‏‏   أما الشيء الذي أربك العمل المائي والزراعي بدرعا، والذي ظهرت بوادره مؤخرا، وهو عملية فصل محافظات الحوض، وجعل كل محافظة مستقلة في عملها المائي، حيث كانت محافظات درعا والسويداء والقنيطرة تشكلان منطقة حوض اليرموك وهي تتبع لادارة حوض واحدة وبعد عملية الفصل، اصبحت هناك مديريات للموارد المائية في كل محافظة وان عمليات الحصاد المائي والتكامل في جمع واستثمار المياه الجارية او الهاطلة في الحوض وتوزيعها على المناطق الزراعية الاكثر حاجة اصبحت تخضع لمراسلات وموافقات ووقت لا بأس به وبالتالي لابد من اعادة النظر بهذا الأمر, وجعل عمليات حصاد واستثمار وتوزيع مياه الري في حوض اليرموك للمحافظات الثلاث تابعة لادارة حوض واحد كما كانت سابقا وذلك تسهيلا للحركة وسرعة العمل واتخاذ القرارات المناسبة بعيدا عن المراسلات والروتين فالمياه تستنزف بشكل جائر وكبير كل يوم وان العجز المائي في درعا لوحدها وصل في العامين الماضيين لأكثر من مئة مليون متر مكعب سنوياً دون ان تبادر الجهات المعنية لايجاد الحلول السريعة و الناجعة واستثمار كل قطرة ماء تجري او تهطل في منطقة حوض اليرموك وايجاد زراعات جديدة وبديلة غير مستهلكة للمياه بشكل كبير .‏‏   وأدت الهطولات المطرية في محافظة القنيطرة إلى تحسن منسوب المياه و السدود و جريان بعض الأنهار و تفجر الينابيع ( نبع عين البيضة ) بالإضافة إلى اكتساء جبل الشيخ بالثلوج التي من شأنها التفاؤل بموسم زراعي مبشر و وفير وأزاحت عن صدورهم مخاوف الجفاف وآثاره السيئة التي عانوا منها مؤخرا ، الأمر الذي يثلج صدور الفلاحين و المزارعين ، حيث يؤكد أحد المزارعين أن الأجداد و الآباء يتفاءلون عند نزول المطر في كانون و يعملون لزراعة المحاصيل الصيفية ، فكيف سيكون انعكاسها على المحاصيل الشتوية و خاصة القمح و الشعير و الحبوب بأنواعها ؟؟‏‏   و أكد الدكتور عرسان عرسان مدير الموارد المائية بالقنيطرة أن كميات الأمطار التي هطلت خلال الأسبوعين الأخيرين دعمت المخزون الجوفي و هي بشائر لموسم خير سواء لجهة المزروعات أو توافر كميات جديدة من المياه لدعم المخزون الجوفي للمياه في المحافظة و المحافظات المجاورة و المقصود ( حوض اليرموك ) ، وتساهم الأمطار الهاطلة مساهمة كبيرة بتحسين واقع كل الزراعات بتحسين إنباتها ونموها وزيادة إنتاجيتها و مردودها وزيادة المخزون المائي الذي ينعكس على الينابيع والآبار والأنهار والسدود وكذلك على الثروة الحراجية .‏‏   و أشار عرسان إلى أن عدد الآبار المرخص لها بالقنيطرة بلغ 969 بئرا و تروي مساحة مقدارها نحو 3360 هكتاراً ، في حين أن سدود المحافظة تروي ما مساحته نحو 1300 هكتار ، منوها بوجود عدد من الآبار الاستكشافية في حوض اليرموك لمراقبة منسوب المياه الجوفية في ثلاث محافظات و هي القنيطرة و درعا و السويداء و بالتالي التقدير الدقيق يكون في الشهر الثالث لمعرفة أثر الأمطار على المياه الجوفية ، رغم أن المعطيات المتوفرة تفيد بموسم مائي و زراعي مبشر .‏‏   بدوره مدير زراعة القنيطرة المهندس ناجي طقطق أكد ان الموسم الزراعي الحالي مبشر وتحديداً بالزراعات الشتوية ونسب تنفيذها جيدة حتى تاريخه مشيراً إلى أن هذا الموسم سيكون غير المواسم التي مضت وعانينا منها فالأمطار التي هطلت كانت ممتازة لكل الزراعات وتحديدا الزراعات الشتوية محصولي «القمح والشعير».‏‏   وبلغة الأرقام أن إجمالي المخطط لزراعته من محصول القمح و الشعير للموسم الحالي نحو 14500 هكتار منها 1904 قمح مروي و 10252 بعل و الشعير نحو 3076 هكتاراً و الحمص3281 هكتاراً .‏‏   وتحقيق نسب هذه الزراعات الشتوية لتلك المحاصيل المهمة يؤكد أن للأمطار دوراً مهماً في تنفيذها وأن الموسم الحالي يبشر بإنتاج جيد ووفير‏‏   وأنعم الله على محافظة طرطوس بكميات كبيرة من الأمطار رفعت منسوب تخزين سدودها والتي وصلت أو أوشكت أن تصل إلى ذروة تخزينها ومازال في حكاية خير السماء بقية.‏‏   ‏‏   وتوجد في محافظة طرطوس ثلاثة سدود هي سد خليفة وسعته التخزينية (3) ملايين متر مكعب وسد الصوراني وسعته (9) ملايين متر مكعب وأكبر هذه السدود وأهمها سد الباسل على نهر الأبرش وسعته التخزينية (103) ملايين متر مكعب وجميع هذه السدود في حالة فنية جيدة وخاصة بعد أن تمّت بعض أعمال الصيانة في سد الصوراني في العام الفائت.‏‏   المهندس محمد حمدان من مديرية الموارد المائية في محافظة طرطوس أشار إلى أن التخزين الحالي لسد خليفة هو في طاقته العظمى تقريباً (2.9) مليون متر مكعب وسد الصوراني (4.54) ملايين متر مكعب مع الإشارة إلى أنه خضع لعملية تفريغ في الصيف الفائت لأعمال صيانة وقد أشرنا إلى هذا الموضوع سابقاً وسد الباسل (97.317) مليون متر مكعب أي على بعد حوالي (6) ملايين متر مكعب فقط من تخزينه الأعظمي.‏‏   من جهة أخرى وللتذكير فقط فإن سد الدريكيش هو سد جديد قيد التنفيذ كما أن هناك موافقة على إنجاز سد بلوطة لينضم هذان السدان إلى منظومة الري في طرطوس قريباً .‏‏   وتسببت الامطار الغزيرة والعواصف الجوية التي شهدتها المحافظة منذ بداية فصل الشتاء وحتى الآن باضرار كبيرة على المحاصيل الزراعية وخاصة البيوت البلاستيكية وعلى القطاع الزراعي بشكل عام ومن خلال عمليات حصر الأضرار التي أجرتها مديرية زراعة طرطوس تبين ان المساحات المتضررة بلغت 275 دونماً معظمها زراعات محمية وقد وصلت الأضرار الى نحو 43 مليون ليرة سورية وعدد الفلاحين المتضررين وصل الى 374 فلاحاً .‏‏   ‏‏   وأوضحت مديرية زراعة طرطوس ان انعكاسات الامطار على المحاصيل الزراعية بشكل عام كانت جيدة ولكن استمرار سقوط الامطار بهذه الغزارة قد يؤدي الى غرق المحاصيل من قمح وشعير ويؤدي الى تعفن درنات البطاطا المزروعة حديثاً وانتشار بعض الامراض الفطرية التي تناسبها زيادة الرطوبة.‏‏   أما تأثير هذه الامطار على الأشجار المثمرة فهي أيضاً جيدة خاصة انخفاض درجة الحرارة يؤثر بشكل ايجابي على تكوين البراعم الزهرية للزيتون لاحقاً وتقليل الاصابات الحشرية للزيتون والتفاح علماً أن هذه الكمية من الامطار زادت المخزون المائي للآبار السطحية وبحيرات السدود ما يسهم في التقليل من آثار الجفاف خلال موسم الصيف ويزيد المساحات المروية في المحافظة.‏‏   وأدت الامطار التي شهدتها معظم مدن ومناطق محافظة الحسكة الى زيادة في مستوى تخزين السدود وجريان المياه في أنهار الخابور والجرجب وجغجغ بعد توقفها في فصل الصيف الماضي.‏‏   وقال المهندس سمير مورا مدير الموارد المائية بالحسكة أن زيادة كميات المياه خلال الاسبوع الحالي بلغت في سدي الحسكة الشرقي والغربي نصف مليون متر مكعب ليبلغ حجم تخزينهما 47 مليونا و 397 الف متر مكعب فيما بلغت الزيادة في سد الباسل 4 ملايين متر مكعب ليبلغ حجم التخزين 70 مليونا و 80 الف متر مكعب.‏‏   وأكد المهندس مورا أن الهطولات المطرية التي شهدتها منطقتا القامشلي والمالكية أدت الى تحسن الوضع المائي في سدود هاتين المنطقتين حيث زاد مخزون سد السفان ربع مليون متر مكعب لتصبح كمية المياه المخزنة فيه مليونا و 757 الف متر مكعب وزاد تخزين سد المنصورة 50 الف متر مكعب ليصبح حجم تخزينه نحو مليون متر مكعب كما زاد مستوى تخزين المياه في سد الحاكمية 40 الف متر مكعب ليصبح حجم تخزينه مليونا و 57 الف متر مكعب.‏‏   وأشار مدير الموارد المائية الى ارتفاع منسوب المياه في نهر الخابور في موقع الحسكة لتصل غزارة المياه فيه الى 15 مترا مكعبا في الثانية كما زادت غزارة نهر الجرجب بنفس الكمية فيما وصلت غزارة المياه في نهر جغجغ الى 5 امتار مكعبة في الثانية موضحا أن ذلك سيؤدي الى زيادة في تخزين المياه في سد الباسل خلال الايام القادمة كون الانهار الثلاثة المذكورة تصب فيه.‏‏   وتوقع مدير الموارد المائية زيادة تخزين المياه في سدود المحافظة وارتفاع منسوب المياه في الانهار لاسيما أن تدفق المياه في بعض الاودية لا يزال مستمرا باتجاه الانهار.‏‏   من جهة أخرى أكد المهندس حسين بكور مدير الزراعة بالحسكة أهمية الهطولات المطرية التي شهدتها معظم مناطق المحافظة والتي تعد بمثابة رية كاملة وفرت على الفلاحين التكاليف المادية والجهد البشري حيث ستساهم بزيادة نمو كل المحاصيل الزراعية للموسم الشتوي الحالى .‏‏   الجدير ذكره أنه تمت زراعة 665 الفا و 72 هكتارا بالقمح المروي والبعل و 321 الفا و 858 هكتارا بالشعير المروي والبعل و 53 الفا و 545 هكتارا من محصول العدس البعل والمروي و 30 هكتارا من الحمص و 62 هكتارا من الفول المروي للموسم الشتوي الحالي.‏‏   وأدت الهطولات المطرية التي شهدتها محافظة حلب مؤخراً إلى زيادة مناسيب التخزين في السدود الموزعة في عدد من مناطق المحافظة.‏‏   ‏‏   وبين الدكتور المهندس رياض راضي مدير الموارد المائية بحلب أن حجم التخزين الحالي في سد 17 نيسان بمنطقة عفرين وصل إلى نسبة / 100% / من حجم طاقته التخزينية ، حيث بلغ حجم التخزين ولغاية تاريخه / 190/ مليون متر مكعب يقابلها / 113 / مليون متر مكعب عن نفس الفترة من العام الماضي ، فيما وصلت في سد الساجور إلى / 10 / ملايين متر مكعب ، أي بلغت النسبة / 100% / من حجم التخزين ، بينما وصل حجم التخزين في سهد الشهباء إلى / 3,5 / ملايين متر مكعب .‏‏   وأضاف الدكتور راضي أن نسبة الأمطار التي شهدتها المحافظة مؤخراً جاءت ملبية لجزء من حاجتنا الماسة للمزيد من الواردات المائية لري مساحة الأراضي الزراعية ، الأمر الذي ستكون له منعسكات إيجابية على الواقع الزراعي والاقتصادي.‏‏   من جانبه المهندس نبيه مراد مدير زراعة حلب أوضح أن الهطولات المطرية التي شهدتها المحافظة تبشر بموسم جيد وممتاز بالنسبة للواقع الزراعي ، وقد تجاوز الهطول المطري هذا العام نسبته من العام الماضي ، حيث بلغت نسبة الهطولات المطرية لغاية تاريخه / 327 / مم ، بينما في العام الماضي وخلال ذات الفترة / 139 / مم .‏‏   وأشار مدير الزراعة أن الكميات الهاطلة هذا الموسم كان لها الأثر الإيجابي على المحاصيل الشتوية ، وقد بلغت نسبة التنفيذ بالنسبة للمحاصيل الاستراتيجية / 100% / ، حيث كان من المخطط زراعة ما مساحته / 182678 / هكتاراً من القمح البعل ، وقد وصلت نسبة التنفيذ / 180197 / هكتاراً ، بينما القمح المروي / المخطط / 141997 / هكتاراً ، والمنفذ / 141605 / هكتاراً ، وأما الشعير البعل فالمخطط 391986 / هكتاراً ، والمنفذ من الخطة / 380209 / هكتاراً ، فيما المساحة المخطط للشعير المروي / 690 / هكتاراً ، والمنفذ هو كامل الخطة .‏‏   وأضاف مراد أنه بالنسبة لمحصولي العدس والحمص ، فما تزال عمليات الزراعة مستمرة ، وهنالك آمال بهطلات مطرية خلال شهر آذار ، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على واقع المحاصيل الزراعية .‏‏   وتعرف محافظة ادلب بانها احدى المحافظات الفقيرة بالمياه الجوفية وهناك وحسب آخر دراسة أعدتها المؤسسة العامة لمياه الشرب هناك أكثر من ثلاث تجمعات سكانية في المحافظة مهددة بالعطش بسبب عدم توفر المياه الجوفية فيها ومن أهمها منطقة جبل الزاوية ومعرة النعمان وغيرها.‏‏   والنقص في المياه الجوفية أدى خلال السنوات السابقة الى خروج اكثر من 60 بئراً لمياه الشرب من الخدمة.‏‏   ورغم هذا النقص الا ان المحافظة تعتمد على الينابيع السطحية والسدود التخزينية في سقاية المزروعات وتأمين مياه الشرب ومصادر المياه هذه تتأثر بالهطلات المطرية ففي المواسم المطرية الوفيرة تزداد نسبة تخزين السدود وتزداد غزارة الينابيع السطحية الجارية أو تلك التي في الآبار التي يتجاوز عددها 14 الف بئر منها نحو 600 بئر مخصصة لمياه الشرب والباقي لسقاية المزروعات.‏‏   وقد بينت النشرات المطرية الصادرة عن مديرية الزراعة والاصلاح الزراعي في المحافظة ان الهطلات المطرية لهذا العام تبشر بموسم مطري جيد وحسب الاحصائيات التي تضمنتها هذه النشرات فان المجموع المطري الهاطل لهذا العام قد تجاوز المجموع المطري المقابل في نفس الفترة من العام الماضي كما سجلت ايضاً الهطلات المطرية زيادة تتراوح مابين 60 و200 مم في معظم المناطق وهذه الامطار ادت الى زيادة مخازين السدود التخزينية والبالغ عددها اكثر من 7 سدود كما بينت آخر الاحصائيات الرقمية الصادرة من مديرية الري في المحافظة ان اجمالي تخزين هذه السدود قد تجاوز الـ4.5 ملايين متر مكعب من المياه التي تبشر بموسم مطري وفير وان الزيادة في الهطلات المطرية وكمياتها لم تقتصر على المناطق المعروفة بكثرة امطارها والمتمثلة بمنطقتي الاستقرار المطري الأولى والثانية، وانما الزيادة المطرية سجلت وبكميات زادت عن الـ70مم عن العام الماضي في منطقة الاستقرار المطري الثالثة الواقعة على تخوم البادية.‏‏   واكد المهندس علي سعادات مدير زراعة دمشق وريفها «للثورة» ان محافظة ريف دمشق تعتمد بشكل رئيسي على موردين اساسيين وهما «بردى والاعوج» وقد وصلت نسبة الامطار في حوض نبع نهر بردى بمنطقة الزبداني وسرغايا بحدود 365مم مقابل 244 مم العام الماضي في ذات التاريخ اضافة للثلوج التي هطلت على المرتفعات ما يؤدي الى ارتفاع المخزون.‏‏   ‏‏   وبين المهندس سعادات ان نسبة الهطلات في نبع الاعوج وصلت الى 497 مم مقابل 355 مم في العام الماضي بذات التاريخ وفي بيت جن الحرمون ايضا بحدود 475 مم مقابل 359 مم في العام الماضي ما يؤدي الى جريان هذين النهرين وتأمين ارتفاع كبير في مخازين المياه الجوفية وتوفير ري لمساحات واسعة يتم سقايتها من نهري بردى والاعوج ابتداء من بداية نبع بردى حتى مصب العتيبة والاعوج يصل الى الهيجانة وارواء منطقة الكسوة وقسم من منطقة دوما الجنوبية جنوب طريق مطار دمشق الدولي.‏‏   واشار مدير الزراعة الى ان نهر الاعوج بدأ يتدفق حتى الهيجانة ما يسهم بارواء الكسوة وهذه الامطار والهطلات تبشر بالخير وان تحسين المياه الجوفية ينعكس ايجابا على تحسين نسبة المساحات المزروعة على هذه الابار وتنفيذ الخطة الزراعية وخاصة المروية منها حيث بلغت نسبة زراعة القمح المروي بريف دمشق 78٪ من المساحة المخططة وهو مؤشر ايجابي لموسم خير.‏‏   ويتعبر هذا العام من الاعوام المطيرة في الساحل السوري وتحديدا في محافظة اللاذقية اذ تجاور وسطي الهطل المطري على مساحة المحافظة حتى 30/1/2012 (1100) مم حسبما ذكر المهندس علي الرحية مدير الموارد المائية باللاذقية موضحا ان حجم الهطل المطري يعادل اجمالي الهطل الذي حصل في العام 2011 والمقدر بنحو 660 مليار م3 ذهب منها الى خزانات المياه الجوفية نحو مليار و 400 مليون م3 هذا ما دل عليه قياس مناسيب الابار الموضوعة بالمراقبة من قبل المديرية والبالغة نحو 15 بئرا موزعة على كامل مساحة المحافظة.‏‏   ‏‏   واضاف الرحية ان الفنيين قاموا بدراسة اولية لهذه الابار وتبين ان مناسيبها ارتفعت عدة امتار وصلت في بعضها 6-8 امتار في المناطق الجبلية واكثر من ذلك في السهول كما دل على زيادة المخزون الجوفي الزيادة الكبيرة التي حصلت في تصريف بعض الينابيع كنبع السن مثلا والذي ارتفع تصريفه من 5.5 م3 /ثا في شهر ايلول من العام الماضي الى اكثر من 20م3 /ثا في هذه الايام ويضيف بأن الامطار الغزيرة قد تسببت ولأول مرة منذ نحو 40 عاما باعادة تفجر الينابيع في قرية الجنديرية ونبع الفوارة وينابيع قيبور مؤكدا ان هذا الوضع يسمح لأهالي المحاظة ممن لديه ابار باستثمار مياهها كامل موسم الري بدون ان يؤثر ذلك على تصاريف مياه الابار وبالتالي على المياه الجوفية وبالتأكيد ان الموارد المائية السطحية وحسب الدراسات السابقة تبين ان الغزارات الكبيرة للهطلات المطرية ضاعفت تخزين السدود في المحافظة عن ذات الفترة من العام الماضي والذي لم يتجاوز 153مليون م3 بينما وصل التخزين فيها حتى 30/1/2012 الى 330 مليون م3 وهو ما يعادل كامل الوارد المائي للعام 2011 في سدود المحافظة 14 .‏‏   وتشكل الزراعة في محافظة اللاذقية المورد الاساسي لعدد كبير من ابناء المحافظة وتعتمد هذه الزراعة بنسبة كبيرة على الري من مصادر مختلفة اهمها ما توفره السدود من المياه لها ووضع السدود الحالي يبشر بمواسم جيدة وخاصة في منتج الحمضيات الذي يتصدر في الطليعة بالمساحات المزروعة ولكن هذا لا يعني انه من خلال الموجات الفيضانية التي شهدتها المحافظة منذ تشرين الاول من العام الماضي وحتى اليوم لم تؤثر على الزراعة بل العكس حيث ارتفعت الاضرار في البيوت البلاستيكية في منطقة جبلة وحدها مليونا و 319 ألفا و 355 ليرة سورية حسب الدراسات الاولية وهذا ما افاد به المهندس احمد حكيم مدير الزراعة والاصلاح الزراعي في اللاذقية ففي منطقة جبلة وحدها وفي مجال عمل وحدات القطيلبية والراهبية تراوحت نسبة الاضرار في البيوت البلاستيكية 45 بيتا بين 20-100٪.‏‏   وكانت الاضرار بتلف الحديد والنايلون وفي المحصول كان عدد الصالات التي تأثرت بالموجة الفيضانية وبالعواصف 26 صالة بندورة وايضا وصلت نسبة الاضرار في بعضها الى 100٪،‏‏   اما في منطقة القرداحة فانحصرت اغلب الاضرار على بساتين الحمضيات وتراوحت نسبة الاضرار بين 70-100٪ لمساحة تبلغ 0.45 هكتار واختلفت نوع الاضرار بها نتيجة العواصف وانيهار وانجراف التربة في تكسير الاغصان وازالة الاشجار في بعض المواقع وهذا الامر طال ايضا اشجار الزيتون و الجوز والموز لمساحة بحدود 0.79 هكتار والتي وصلت نسبة الاضرا

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة