اختتم أمس مؤتمر هرتسيليا الذي افتتح الثلاثاء وشارك في افتتاحه القائمان بأعمال السفيرين المصري والأردني وياسر عبد ربه سكرتير اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تل أبيب كما ألقى الأمير الحسن بن طلال شقيق ملك الأردن محاضرة عبر الفيديو كونفرانس. وذكرت مصادر صحفية عن مسؤول كبير في السفارة المصرية "أن طاقمًا من الدبلوماسيين المصريين حضر المؤتمر بغية التعرف على ما يدور في "إسرائيل".

ويأتي هذا المؤتمر في إطار سلسلة مؤتمرات سنوية بدأت قبل ما يزيد على عشر سنوات، إذ انعقد المؤتمر الأول مع نهاية العام 2000.

وهذا العام عقد المؤتمر في الفترة ما بين 30 كانون الثاني الجاري والثاني من شهر شباط تحت عنوان "ميزان المناعة والأمن القومي في إسرائيل"، وذلك في "المركز المتعدد المجالات" في منطقة هرتسيليا، و هي مدينة في كيان العدو الغاصب ويصل عدد سكانها إلى 84,200 ألف نسمة، وتقع في الساحل الأوسط لفلسطين المحتلة. وهي جزء من منطقة "تل أبيب"، وسميت على اسم تيودور هرتزل، مؤسس الصهيونية الحديثة، وتبلغ مساحة هرتسل حوالى 26 كم².

يعتبر مؤتمر هرتسيليا من أهم المؤتمرات في كيان العدو، هو مؤتمر ينظمه المركز المتعدد التخصصات في هرتسيليا، والذي يعنى بالشؤون الاستراتيجية الخاصة بكيان العدو والمنطقة والعالم. ويشارك فيه كل من رئيس كيان العدو، ورئيس وزرائه، والقائد الأعلى لجيش حرب العدو، والمرشحين الرئيسين للمناصب السياسية رفيعة المستوى.

ومنذ عام 2000 يعقد المؤتمر سنوياً، وهو يعتبر من أكبر التجمعات اليهودية التي تتدارس ميزان الأمن القومي لدى العدو وصناعة قراره، فيهدف بصفة أساسية للوصول إلى استراتيجية متكاملة وشاملة للأمن القومي ومناقشة قضايا كيان العدو الداخلية وعلاقاتها الإقليمية والدولية وبخاصة مع الاتحاد الأوروبي والدول الآسيوية وصولاً إلى وضع السياسات العسكرية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال الأطر الاستراتيجية التي تجري فيها المناقشات والمقترحات التي يقدمها المؤتمر لحكومة العدو والمنظمات اليهودية داخل الكيان الغاصب وخارجه. كما يشارك فيه أيضا خبراء و وزراء وناشطون أجانب وعرب... ليصبح شبيه مجلس الحكماء!

ولا بد من التذكير بأن سلسلة من المؤتمرات هذه، تأتي في إطار سعي العدو المتواصل لإحكام السيطرة على الأرض والإنسان والثروة في فلسطين، ولاحقاً للسيطرة على الأمة وإقامة إمبراطورية "إسرائيل الكبرى" المزعومة.‏

ويهتم هذا المؤتمر بالدرجة الأولى بما يسميه العدو بالمسألة الديمغرافية وما يتعلق بمسائل أخرى مثل الهوية والتعليم والاستراتيجية العسكرية والأمن والبحث العلمي والاقتصاد…. ذلك أن المسألة الديمغرافية هي المسألة التي ينشغل بها العقل الصهيوني، بعد أن استنتج باحثو هذا الكيان أن أرض فلسطين التاريخية ستصبح ذات غالبية فلسطينية بعد حوالى عقدين من الزمن.‏

مؤتمر هرتسيليا الثاني عشر للأمن والمناعة القومية، الذي افتتح مساء الثلاثاء الماضي، حيث اعتبر متحدثون أن كيان العدو يواجه أوضاعا صعبة، من جهة أخرى اعتبر رئيس المؤتمر داني روتشيلد في محاضرة عقب افتتاح المؤتمر من خطورة تراجع قوة الولايات المتحدة في المنطقة مقابل صعود قوى إقليمية معادية "لإسرائيل" التي تجد نفسها اليوم معزولة استراتيجيا ولا تجد من تعتمد عليه في مواجهة الأخطار التي تطوقها.

وأضاف روتشيلد في تصرحات صحافية أن "إسرائيل باتت عبئا استراتيجيا على الولايات المتحدة" مشيراً إلى تصاعد الانتقادات ضد "إسرائيل" في العالم، معتبرا أن هذا يعني "أن إسرائيل منيت بفشل دبلوماسي".

فيما قال رئيس كيان العدو الغاصب شمعون بيريز في محاضرته بالمؤتمر أن الطريق الأفضل "لإسرائيل" ألا تتعامى عن المخاطر والفرص وأن الخيار الوحيد أمامها يكمن بتسوية الصراع مع الفلسطينيين، وتابع "أعرف رؤساء السلطة الفلسطينية منذ عقود والرئيسان محمود عباس وسلام فياض هما شريكان حقيقيان للسلام ويرغبان بإقفال الصراع، تقوم قوات الأمن الفلسطينية بالتعاون معها بفرض الأمن والنظام، ليتمتع الجانبان بسنوات من الهدوء وانعدام الإرهاب نسبيا".

جدول أعمال 2/2/2012

وناقش المؤتمر في يومه الأخير مواضيع متعددة جاءت على الشكل التالي:

- الأخلاق، ومراجعة الحسابات وأداء الحكم.

- صعود الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط .

- استيراد أو تصدير؟ نتائج الغاز واستقلال كيان العدو في مجال الطاقة.

- الحرب السيبيرية: من النظرية إلى التطبيق.

- العد التنازلي: ثني واحتواء طموحات إيران الاستراتيجية.

- الجليل: تحديد أولويات التنمية الإقليمية.

- مستقبل التعليم العالي في "إسرائيل".

- الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة، وأوروبا وحلف شمال الاطلسي في قمة شرق آسيا الأوسط.

- "اسرائيل" والسوق العالمية.

- القانون الإلهي بمواجهة قانون الإنسان : أين يتجه المجتمع "الإسرائيلي".

- في عين العواصف: "إسرائيل" الأمنية الوطنية في دول شرق آسيا أوسط مختلف.

 

نبذة تاريخية

في كانون الأول من عام 2000، وتحت عنوان " تحت شعار مؤتمر هرتسيليا لبناء ميزان القوة الوطنية والأمن في إسرائيل"، عقد مركز هرتسليا مؤتمره الأول، والذي حضره حوالي 300 شخصية من قيادات كيان العدو الغاصب، وخبراء في جميع المجالات، وخلص الاجتماع الأول لهذا المؤتمر الى أن معدل ولادات المرأة الفلسطينية 4.6، مقابل 2.6 للمرأة اليهودية، وجاءت توصيات المؤتمر على الشكل التالي:

1- قطع المعونات الاجتماعية عن العائلات الفلسطينية.

2- ترحيل الفلسطينيين من مناطق عدة.

3-  اغتصاب الأراضي.

4- تحويل المواطنين الفلسطينيين إلى مجرد إقامة دائمة يمكن إلغاؤها في أي وقت.

5-  إعطاء حق التصويت لأي "يهودي" في الخارج وغير ذلك من إجراءات تعسفية.‏

تعتبر ركائز أفكار المؤتمر ونظرياته منبثقة من التركيز على يهودية الكيان الغاصب، والتخطيط لترحيل الفلسطينيين عن أرضهم وتحويلهم إلى لاجئين يلتحقون باللاجئين قبلهم عامي 1948 و1967، ويمكن القول بأن شعور كيان العدو بأزمته الوجودية المتفاقمة تمخض عنه ولادة مركز هرتسيليا للتنظيم البيني الذي آل على نفسه مواجهة هذا الخطر.

ومركز هرتسيليا تم تشييده على أنقاض قرية فلسطينية دمرها العدو، هي قرية «سيدنا علي» وجرى إطلاق اسم هرتسيليا عليها تيمناً باسم تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية.‏

استطاع هذا المؤتمر أن يظهر بشكل سريع الى الضوء، ويبرز أثره على الساحة الداخلية لكيان العدو، وكان من أبرز ملامح هذا التغيير ظهور حزب كاديما وهو خليط انتهازي ضم عناصر من الليكود وحزب العمل، أي اليمين واليسار، ثم وضع خطة بناء جدار الفصل موضع التنفيذ والتي هي بالأساس فكرة إسحاق رابين.‏

بعد مرور أقل من شهرين على مؤتمره الأول، بادر مركز هرتسيليا إلى عقد مؤتمر دراسي سياسي تحت عنوان "ميزان المناعة والأمن القومي" مطلقاً تحذيراته من أن الساعة الديمغرافية حول "إسرائيل" تتسارع بوتيرة كبيرة كقفزات الفهد، بينما تتخذ القرارات في أحسن الأحوال ببطء شديد كالسلحفاة، مضيفاً أنه على "إسرائيل" أن تتخذ قرارات شجاعة وصعبة للغاية، والمبادرة إلى تنفيذ فصل أحادي الجانب مع الفلسطينيين.‏

لقد استطاعت مؤتمرات هرتسليا المتتالية إزالة الفروقات بين اليمين واليسار الصهيونيين لصالح اليمين والتطرف في كيان العدو.‏

 

المنهج العملي

والجدير بالذكر أن أوراق كل مؤتمر تمثل خلاصة أبحاث وإصدارات وأعمال تحضيرية على مدى العام يسخر لها مختصون وأكاديميون ومن أهم الجامعات الأميركية والأوروبية وتكون فرق العمل المكلفة بأداء نشاطات خاصة برئاسة كبار الساسة والعسكريين وضباط الأمن ورجال الأعمال والقادة المجتمعين وعلى سبيل المثال فريق متخصص بشؤون السياسة الخارجية وفريق أخر متخصص في شؤون الردع، وفريق للشؤون الاقتصادية وفريق لشؤون «الشعب اليهودي» وفريق للتعليم … هذا إلى جانب استطلاعات للرأي العام لقياس نبض الشارع "الإسرائيلي" حيال القدرات والمعنويات العامة ومستقبل الكيان الغاصب.‏

ومع الوقت أصبحت توصيات مؤتمر هرتسيليا ومقترحاته دليل عمل لحكومات العدو مهما كان تركيبها أو كانت توجهاتها وأصبحت توجيها عقائديا ومنهجيا لكبرى المؤسسات الأمنية والعسكرية والثقافية في كيان العدو، وتلك التي تعنى بقضايا الأمن القومي والبنى الأساسية لدولة العدو الغاصبة.

لائحة العار

نشرت مجموعات شبابية مساء أمس الخميس أسماء المشاركين من الفلسطينيين والعربان في "مؤتمر هرتسيليا" التلمودي والذي يعقده الكيان الغاصب هذا العام ككل عام، لتدعيم استراتيجياته الامنية والسياسية والاقتصادية.

هذا المؤتمر يعتبر تقييما شاملا لكل مرحلة يمر فيها كيان العدو، ويستعد فيها لمرحلة مقبلة، إنه مؤتمر استراتيجي يوظف في خدمة الكيان وسياساته ومستقبله.

 

واعتبرت المجموعة الشبابية ان المشاركة الفلسطينية والعربية في هذا الحدث تعتبر، وبكل المقاييس الوطنيه والاخلاقية، مشاركة علنية في طعن وتشويه نضال شعبنا. وان من يتاجر في دماء وقضية شعبه، يجب ان يتعرى امام الجماهير الفلسطينية والأمة و العالم العربي، وهذه مسؤولية وواجب كل الاحرار الثوريين في هذا العالم، ومسؤولية من يقفوا الى جانب العدالة في مواجهة الظلم والعدوان والاحتلال.

- قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن شباط 2012:

1. الامير حسن بن طلال (شقيق الملك الاردني عبدالله ابن الحسين)

2. صائب عريقات (منظمة التحرير الفلسطينية – دائرة المفاوضات )

3. بشائر فاهوم جيوسي (محاضر في جامعة حيفا)

4. رياض الخوري (عمان، الاردن - اقتصادي مختص ومشارك سابق في مؤتمر هرتسيليا ).

5. سلمان شيخ (معهد بروكنز – الدوحة ، ممثلاً لأمير قطر حمد بن جاسم).

6. ناهض خازم ( رئيس بلدية شفاعمر)

7. شريف الديواني ( رئيس شركة المرصد، مصر).

 

- قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2011:

1. ياسر عبد ربه (منظمة التحرير الفلسطينية – المقاطعة رام الله)

2. محمد درواشة (صندوق ابرهام )

3. مسعد برهوم (مستشفى نهاريا )

4. ايمن سيف (مركز تطوير الاقليات في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني (

5. خالد ابو عصبة ( مدير معهد مسار للابحاث – فلسطين المحتلة عام 48 (

6. سلمان شيخ ( الدوحة ، قطر(

7. رياض خوري ( الاردن )

8. أيان حرسي علي ( الصومال )

 

- قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2010:

1. سلام فياض ( رئيس وزراء السلطة الفلسطينية – رام الله )

2. عمار عبد الحميد (عميل سوري يُقيم في الولايات المتحدة (

3. رامي نصر الله (مؤسس ورئيس معهد السلام للتعاون - كامبريدج ، بريطانيا )

4. احمد الطيبي (عضو كنيست (

 

- قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2009:

1. حنا سنيورة

2. كامل اغبارية ( معهد ماركافيم (

3. ماهر الكرد (رئيس اللجنة الاقتصادية في منظمة التحرير الفلسطينية ومستشار الرئيس )

4. نادية حلو ( عضو في حزب العمل / عضو كنيست سابق)

5. راسم خمايسة ( جامعة حيفا )

 

- قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2008:

1. جعفر فارة (مدير مركز مساواة ، صحافي)

2. حنا سويد (عضو كنيست / المركز العربي للتخطيط البديل )

 

- قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2007:

1. سلام فياض (رئيس وزراء السلطة – رام الله)

2. رمزي حلبي (جنرال متقاعد في جيش العدو )

3. عايدة توما سليمان (مديرة مؤسسة المرأة ضد العنف- فلسطين المحتلة 48 )

 

قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2006:

1. احمد الطيبي ( عضو كنيست )

قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2005:

لم يعقد المؤتمر

قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2004:

1. ياسر عبد ربه (منظمة التحرير – فريق المقاطعة )

2. سري نسيبة (اكاديمي فلسطيني معروف بنهجه التطبيعي الخياني )

 

قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2003:

1. حسام ابو بكر (صندوق ابراهام )

2. اسعد عزايزة (مستشار اقتصادي للمدن والبلدات العربية ، 48 )

3. وفاء زعبي فاهوم ( محامية، فلسطين المحتلة 48 )

 

وضع بعض السياسيين مشاركة العربان في هذا المؤتمر في إطار "التطبيع الأمني"، من جهة أخرى اعتبر أنيس النقاش منسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية أن: "من مصائب الدهر أن يذهب العرب لكي يناقشوا مع صهاينة الأمن الصهيوني، مشيراً إلى أن حضورهم ليس بالحضور الشكلي إنما هو مساهمة حتى لو كان من منطلق النقد وأخذ مواقف في المؤتمر".

وشدد النقاش على أن "العدو يعرف كيف يستفيد من المشاركة في التحليل وتبادل الآراء من خلال وضعها في خانة التقييمات لوضع دراسة استراتيجية لأمنه" لافتاً إلى أن "مشاركة عربية من هذا النوع ما هي إلا نوع من التطبيع على المستوى الأمني القومي والإقليمي وهنا خطورة الموضوع ".

أكدت مؤتمرات هرتسيليا المتوالية بكل بشكل واضح وصريح لا لبس فيه أن كل ما جرى ويجري من جهود ومحاولات تحت عنوان إيجاد تسوية ما هو إلا ذر للرماد في العيون ومحاولة لكسب الوقت لخلق وقائع جديدة على الأرض تسلب ما تبقى من أراضي وحقوق فلسطينية وقومية.‏

  • فريق ماسة
  • 2012-02-02
  • 7696
  • من الأرشيف

صحيفة البناء تنشر لائحة العار للعربان والمطبعِّين المشاركين في هرتسيليا 2012

اختتم أمس مؤتمر هرتسيليا الذي افتتح الثلاثاء وشارك في افتتاحه القائمان بأعمال السفيرين المصري والأردني وياسر عبد ربه سكرتير اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تل أبيب كما ألقى الأمير الحسن بن طلال شقيق ملك الأردن محاضرة عبر الفيديو كونفرانس. وذكرت مصادر صحفية عن مسؤول كبير في السفارة المصرية "أن طاقمًا من الدبلوماسيين المصريين حضر المؤتمر بغية التعرف على ما يدور في "إسرائيل". ويأتي هذا المؤتمر في إطار سلسلة مؤتمرات سنوية بدأت قبل ما يزيد على عشر سنوات، إذ انعقد المؤتمر الأول مع نهاية العام 2000. وهذا العام عقد المؤتمر في الفترة ما بين 30 كانون الثاني الجاري والثاني من شهر شباط تحت عنوان "ميزان المناعة والأمن القومي في إسرائيل"، وذلك في "المركز المتعدد المجالات" في منطقة هرتسيليا، و هي مدينة في كيان العدو الغاصب ويصل عدد سكانها إلى 84,200 ألف نسمة، وتقع في الساحل الأوسط لفلسطين المحتلة. وهي جزء من منطقة "تل أبيب"، وسميت على اسم تيودور هرتزل، مؤسس الصهيونية الحديثة، وتبلغ مساحة هرتسل حوالى 26 كم². يعتبر مؤتمر هرتسيليا من أهم المؤتمرات في كيان العدو، هو مؤتمر ينظمه المركز المتعدد التخصصات في هرتسيليا، والذي يعنى بالشؤون الاستراتيجية الخاصة بكيان العدو والمنطقة والعالم. ويشارك فيه كل من رئيس كيان العدو، ورئيس وزرائه، والقائد الأعلى لجيش حرب العدو، والمرشحين الرئيسين للمناصب السياسية رفيعة المستوى. ومنذ عام 2000 يعقد المؤتمر سنوياً، وهو يعتبر من أكبر التجمعات اليهودية التي تتدارس ميزان الأمن القومي لدى العدو وصناعة قراره، فيهدف بصفة أساسية للوصول إلى استراتيجية متكاملة وشاملة للأمن القومي ومناقشة قضايا كيان العدو الداخلية وعلاقاتها الإقليمية والدولية وبخاصة مع الاتحاد الأوروبي والدول الآسيوية وصولاً إلى وضع السياسات العسكرية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال الأطر الاستراتيجية التي تجري فيها المناقشات والمقترحات التي يقدمها المؤتمر لحكومة العدو والمنظمات اليهودية داخل الكيان الغاصب وخارجه. كما يشارك فيه أيضا خبراء و وزراء وناشطون أجانب وعرب... ليصبح شبيه مجلس الحكماء! ولا بد من التذكير بأن سلسلة من المؤتمرات هذه، تأتي في إطار سعي العدو المتواصل لإحكام السيطرة على الأرض والإنسان والثروة في فلسطين، ولاحقاً للسيطرة على الأمة وإقامة إمبراطورية "إسرائيل الكبرى" المزعومة.‏ ويهتم هذا المؤتمر بالدرجة الأولى بما يسميه العدو بالمسألة الديمغرافية وما يتعلق بمسائل أخرى مثل الهوية والتعليم والاستراتيجية العسكرية والأمن والبحث العلمي والاقتصاد…. ذلك أن المسألة الديمغرافية هي المسألة التي ينشغل بها العقل الصهيوني، بعد أن استنتج باحثو هذا الكيان أن أرض فلسطين التاريخية ستصبح ذات غالبية فلسطينية بعد حوالى عقدين من الزمن.‏ مؤتمر هرتسيليا الثاني عشر للأمن والمناعة القومية، الذي افتتح مساء الثلاثاء الماضي، حيث اعتبر متحدثون أن كيان العدو يواجه أوضاعا صعبة، من جهة أخرى اعتبر رئيس المؤتمر داني روتشيلد في محاضرة عقب افتتاح المؤتمر من خطورة تراجع قوة الولايات المتحدة في المنطقة مقابل صعود قوى إقليمية معادية "لإسرائيل" التي تجد نفسها اليوم معزولة استراتيجيا ولا تجد من تعتمد عليه في مواجهة الأخطار التي تطوقها. وأضاف روتشيلد في تصرحات صحافية أن "إسرائيل باتت عبئا استراتيجيا على الولايات المتحدة" مشيراً إلى تصاعد الانتقادات ضد "إسرائيل" في العالم، معتبرا أن هذا يعني "أن إسرائيل منيت بفشل دبلوماسي". فيما قال رئيس كيان العدو الغاصب شمعون بيريز في محاضرته بالمؤتمر أن الطريق الأفضل "لإسرائيل" ألا تتعامى عن المخاطر والفرص وأن الخيار الوحيد أمامها يكمن بتسوية الصراع مع الفلسطينيين، وتابع "أعرف رؤساء السلطة الفلسطينية منذ عقود والرئيسان محمود عباس وسلام فياض هما شريكان حقيقيان للسلام ويرغبان بإقفال الصراع، تقوم قوات الأمن الفلسطينية بالتعاون معها بفرض الأمن والنظام، ليتمتع الجانبان بسنوات من الهدوء وانعدام الإرهاب نسبيا". جدول أعمال 2/2/2012 وناقش المؤتمر في يومه الأخير مواضيع متعددة جاءت على الشكل التالي: - الأخلاق، ومراجعة الحسابات وأداء الحكم. - صعود الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط . - استيراد أو تصدير؟ نتائج الغاز واستقلال كيان العدو في مجال الطاقة. - الحرب السيبيرية: من النظرية إلى التطبيق. - العد التنازلي: ثني واحتواء طموحات إيران الاستراتيجية. - الجليل: تحديد أولويات التنمية الإقليمية. - مستقبل التعليم العالي في "إسرائيل". - الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة، وأوروبا وحلف شمال الاطلسي في قمة شرق آسيا الأوسط. - "اسرائيل" والسوق العالمية. - القانون الإلهي بمواجهة قانون الإنسان : أين يتجه المجتمع "الإسرائيلي". - في عين العواصف: "إسرائيل" الأمنية الوطنية في دول شرق آسيا أوسط مختلف.   نبذة تاريخية في كانون الأول من عام 2000، وتحت عنوان " تحت شعار مؤتمر هرتسيليا لبناء ميزان القوة الوطنية والأمن في إسرائيل"، عقد مركز هرتسليا مؤتمره الأول، والذي حضره حوالي 300 شخصية من قيادات كيان العدو الغاصب، وخبراء في جميع المجالات، وخلص الاجتماع الأول لهذا المؤتمر الى أن معدل ولادات المرأة الفلسطينية 4.6، مقابل 2.6 للمرأة اليهودية، وجاءت توصيات المؤتمر على الشكل التالي: 1- قطع المعونات الاجتماعية عن العائلات الفلسطينية. 2- ترحيل الفلسطينيين من مناطق عدة. 3-  اغتصاب الأراضي. 4- تحويل المواطنين الفلسطينيين إلى مجرد إقامة دائمة يمكن إلغاؤها في أي وقت. 5-  إعطاء حق التصويت لأي "يهودي" في الخارج وغير ذلك من إجراءات تعسفية.‏ تعتبر ركائز أفكار المؤتمر ونظرياته منبثقة من التركيز على يهودية الكيان الغاصب، والتخطيط لترحيل الفلسطينيين عن أرضهم وتحويلهم إلى لاجئين يلتحقون باللاجئين قبلهم عامي 1948 و1967، ويمكن القول بأن شعور كيان العدو بأزمته الوجودية المتفاقمة تمخض عنه ولادة مركز هرتسيليا للتنظيم البيني الذي آل على نفسه مواجهة هذا الخطر. ومركز هرتسيليا تم تشييده على أنقاض قرية فلسطينية دمرها العدو، هي قرية «سيدنا علي» وجرى إطلاق اسم هرتسيليا عليها تيمناً باسم تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية.‏ استطاع هذا المؤتمر أن يظهر بشكل سريع الى الضوء، ويبرز أثره على الساحة الداخلية لكيان العدو، وكان من أبرز ملامح هذا التغيير ظهور حزب كاديما وهو خليط انتهازي ضم عناصر من الليكود وحزب العمل، أي اليمين واليسار، ثم وضع خطة بناء جدار الفصل موضع التنفيذ والتي هي بالأساس فكرة إسحاق رابين.‏ بعد مرور أقل من شهرين على مؤتمره الأول، بادر مركز هرتسيليا إلى عقد مؤتمر دراسي سياسي تحت عنوان "ميزان المناعة والأمن القومي" مطلقاً تحذيراته من أن الساعة الديمغرافية حول "إسرائيل" تتسارع بوتيرة كبيرة كقفزات الفهد، بينما تتخذ القرارات في أحسن الأحوال ببطء شديد كالسلحفاة، مضيفاً أنه على "إسرائيل" أن تتخذ قرارات شجاعة وصعبة للغاية، والمبادرة إلى تنفيذ فصل أحادي الجانب مع الفلسطينيين.‏ لقد استطاعت مؤتمرات هرتسليا المتتالية إزالة الفروقات بين اليمين واليسار الصهيونيين لصالح اليمين والتطرف في كيان العدو.‏   المنهج العملي والجدير بالذكر أن أوراق كل مؤتمر تمثل خلاصة أبحاث وإصدارات وأعمال تحضيرية على مدى العام يسخر لها مختصون وأكاديميون ومن أهم الجامعات الأميركية والأوروبية وتكون فرق العمل المكلفة بأداء نشاطات خاصة برئاسة كبار الساسة والعسكريين وضباط الأمن ورجال الأعمال والقادة المجتمعين وعلى سبيل المثال فريق متخصص بشؤون السياسة الخارجية وفريق أخر متخصص في شؤون الردع، وفريق للشؤون الاقتصادية وفريق لشؤون «الشعب اليهودي» وفريق للتعليم … هذا إلى جانب استطلاعات للرأي العام لقياس نبض الشارع "الإسرائيلي" حيال القدرات والمعنويات العامة ومستقبل الكيان الغاصب.‏ ومع الوقت أصبحت توصيات مؤتمر هرتسيليا ومقترحاته دليل عمل لحكومات العدو مهما كان تركيبها أو كانت توجهاتها وأصبحت توجيها عقائديا ومنهجيا لكبرى المؤسسات الأمنية والعسكرية والثقافية في كيان العدو، وتلك التي تعنى بقضايا الأمن القومي والبنى الأساسية لدولة العدو الغاصبة. لائحة العار نشرت مجموعات شبابية مساء أمس الخميس أسماء المشاركين من الفلسطينيين والعربان في "مؤتمر هرتسيليا" التلمودي والذي يعقده الكيان الغاصب هذا العام ككل عام، لتدعيم استراتيجياته الامنية والسياسية والاقتصادية. هذا المؤتمر يعتبر تقييما شاملا لكل مرحلة يمر فيها كيان العدو، ويستعد فيها لمرحلة مقبلة، إنه مؤتمر استراتيجي يوظف في خدمة الكيان وسياساته ومستقبله.   واعتبرت المجموعة الشبابية ان المشاركة الفلسطينية والعربية في هذا الحدث تعتبر، وبكل المقاييس الوطنيه والاخلاقية، مشاركة علنية في طعن وتشويه نضال شعبنا. وان من يتاجر في دماء وقضية شعبه، يجب ان يتعرى امام الجماهير الفلسطينية والأمة و العالم العربي، وهذه مسؤولية وواجب كل الاحرار الثوريين في هذا العالم، ومسؤولية من يقفوا الى جانب العدالة في مواجهة الظلم والعدوان والاحتلال. - قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن شباط 2012: 1. الامير حسن بن طلال (شقيق الملك الاردني عبدالله ابن الحسين) 2. صائب عريقات (منظمة التحرير الفلسطينية – دائرة المفاوضات ) 3. بشائر فاهوم جيوسي (محاضر في جامعة حيفا) 4. رياض الخوري (عمان، الاردن - اقتصادي مختص ومشارك سابق في مؤتمر هرتسيليا ). 5. سلمان شيخ (معهد بروكنز – الدوحة ، ممثلاً لأمير قطر حمد بن جاسم). 6. ناهض خازم ( رئيس بلدية شفاعمر) 7. شريف الديواني ( رئيس شركة المرصد، مصر).   - قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2011: 1. ياسر عبد ربه (منظمة التحرير الفلسطينية – المقاطعة رام الله) 2. محمد درواشة (صندوق ابرهام ) 3. مسعد برهوم (مستشفى نهاريا ) 4. ايمن سيف (مركز تطوير الاقليات في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني ( 5. خالد ابو عصبة ( مدير معهد مسار للابحاث – فلسطين المحتلة عام 48 ( 6. سلمان شيخ ( الدوحة ، قطر( 7. رياض خوري ( الاردن ) 8. أيان حرسي علي ( الصومال )   - قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2010: 1. سلام فياض ( رئيس وزراء السلطة الفلسطينية – رام الله ) 2. عمار عبد الحميد (عميل سوري يُقيم في الولايات المتحدة ( 3. رامي نصر الله (مؤسس ورئيس معهد السلام للتعاون - كامبريدج ، بريطانيا ) 4. احمد الطيبي (عضو كنيست (   - قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2009: 1. حنا سنيورة 2. كامل اغبارية ( معهد ماركافيم ( 3. ماهر الكرد (رئيس اللجنة الاقتصادية في منظمة التحرير الفلسطينية ومستشار الرئيس ) 4. نادية حلو ( عضو في حزب العمل / عضو كنيست سابق) 5. راسم خمايسة ( جامعة حيفا )   - قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2008: 1. جعفر فارة (مدير مركز مساواة ، صحافي) 2. حنا سويد (عضو كنيست / المركز العربي للتخطيط البديل )   - قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2007: 1. سلام فياض (رئيس وزراء السلطة – رام الله) 2. رمزي حلبي (جنرال متقاعد في جيش العدو ) 3. عايدة توما سليمان (مديرة مؤسسة المرأة ضد العنف- فلسطين المحتلة 48 )   قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2006: 1. احمد الطيبي ( عضو كنيست ) قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2005: لم يعقد المؤتمر قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2004: 1. ياسر عبد ربه (منظمة التحرير – فريق المقاطعة ) 2. سري نسيبة (اكاديمي فلسطيني معروف بنهجه التطبيعي الخياني )   قائمة العار للمشاركين والمشاركات العرب في مؤتمر هرتسيليا للامن للعام 2003: 1. حسام ابو بكر (صندوق ابراهام ) 2. اسعد عزايزة (مستشار اقتصادي للمدن والبلدات العربية ، 48 ) 3. وفاء زعبي فاهوم ( محامية، فلسطين المحتلة 48 )   وضع بعض السياسيين مشاركة العربان في هذا المؤتمر في إطار "التطبيع الأمني"، من جهة أخرى اعتبر أنيس النقاش منسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية أن: "من مصائب الدهر أن يذهب العرب لكي يناقشوا مع صهاينة الأمن الصهيوني، مشيراً إلى أن حضورهم ليس بالحضور الشكلي إنما هو مساهمة حتى لو كان من منطلق النقد وأخذ مواقف في المؤتمر". وشدد النقاش على أن "العدو يعرف كيف يستفيد من المشاركة في التحليل وتبادل الآراء من خلال وضعها في خانة التقييمات لوضع دراسة استراتيجية لأمنه" لافتاً إلى أن "مشاركة عربية من هذا النوع ما هي إلا نوع من التطبيع على المستوى الأمني القومي والإقليمي وهنا خطورة الموضوع ". أكدت مؤتمرات هرتسيليا المتوالية بكل بشكل واضح وصريح لا لبس فيه أن كل ما جرى ويجري من جهود ومحاولات تحت عنوان إيجاد تسوية ما هو إلا ذر للرماد في العيون ومحاولة لكسب الوقت لخلق وقائع جديدة على الأرض تسلب ما تبقى من أراضي وحقوق فلسطينية وقومية.‏

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة