عكست عبارات الترحيب التي لاقى بها مجلس اسطنبول اعلان مجلس التعاون الخليجي سحب مراقبيه من بعثة الجامعة إلى سورية ودفعه بالأزمة السورية إلى التدويل طبيعة العلاقة التي تربط المجلسين ورؤيتهما المشتركة لتطبيق النموذج الخليجي للديمقراطية على الشعب السوري برعاية امريكية اوروبية.

 

ولم يتردد وليد البني مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس اسطنبول بوصف الدعوة الخليجية لتدويل الأزمة السورية بأنها خطوة مهمة وتستحق الدول الخليجية الشكر عليها مهاجما في نفس الوقت تقرير بعثة المراقبين بوصفه له بأنه شهادة ساذجة وكاذبة لمجرد حديثه عن وجود مجموعات مسلحة تتعرض لقوى الجيش والأمن في سورية وتخرب المؤسسات العامة وتهدد أمن المواطنين.

 

ويرى مراقبون أن الحقائق التي قدمها تقرير بعثة الجامعة فرضت على المدافعين عن الدعوة الخليجية مهمة مزدوجة فمن جهة عليهم تسويق مبادرة الجامعة التي أعدتها قطر و السعودية ومن جهة أخرى مهاجمة بعثة المراقبين التي وضعت الجميع أمام واقع لايمكن تجاهله يتحدث عن معارضة مسلحة في سورية طالما غيبت عن الاعلام المضلل طيلة الفترة الماضية.

 

ومن الولايات المتحدة خرجت فرح الأتاسي مديرة المركز العربي الأمريكي للأبحاث والإعلام والترجمة الذي يتلقى الدعم من الحكومة الامريكية لتقول صراحة أن القرار الدولي بشأن سورية جاهز منذ أكثر من أسبوعين في مجلس الأمن وكان ينتظر فقط التقرير الوزاري الأخير الذي خرجت به الجامعة مؤكدة أن العائق الوحيد أمام تدويل الأزمة السورية كان روسيا وليس الجامعة العربية او مجلس التعاون الخليجي اللذين طالما قدما نفسيهما على انهما حريصان على حل الأزمة داخل البيت العربي.

 

ولم تتأخر الأتاسي عن مهاجمة تقرير بعثة مراقبي الجامعة الذي لم يقدم أو يؤخر حسب قولها لتبقى الحقائق التي قدمها مصدر ازعاج للمنادين بالديمقراطية والحرية.

 

وحرصت الاتاسي على ممارسة دورها كجزء من الحرب النفسية ضد الشعب السوري من خلال التشكيك بثبات الموقف الروسي على حاله على حد قولها ورهانها في ذلك كان على الضغوط الامريكية وليس على أي سوري أو عربي.

 

واعتمدت الأتاسي المبالغة طريقا لاقناع الراي العام بحجتها فهي ادعت أن سورية عقدت صفقة اسلحة مع روسيا بقيمة550 مليار دولار أي ما يعادل حوالي 25 ضعفا للموازنة العامة للدولة السورية دون أن يثير الرقم أي تساؤلات لديها حول حجمه كما هو الحال بالنسبة لارقام القتلى التي تتاجر بها المعارضة دون أي اعتبار لمشاعر السوريين.

 

وجاءت تصريحات جورج صبرة عضو مجلس اسطنبول المهللة بسحب المراقبين بناء على مبادرة السعودية لتكمل الصورة حول التصور الديمقراطي الذي ترسمه معارضة الخارج لسورية فهم باتوا يجدون ضالتهم في الديمقراطية على الطريقة الخليجية.

 

ويتساءل مراقبون أمام هذا المشهد عن العامل الحاسم الذي يعطي مجلس التعاون الخليجي القدرة على فرض طروحاته على الجامعة العربية و حشد الاصوات المؤيدة لها من داخل المعارضة السورية مؤكدين انه يتمثل باغراءات المال النفطي الذي حافظ على الانظمة الخليجية وحرم شعوبها من الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وجعل ضمير الغرب راضيا عن كل ذلك.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-01-25
  • 8745
  • من الأرشيف

أموال النفط تجعل نموذج الديمقراطية الخليجية مقبولا لدى مجلس اسطنبول والغرب

عكست عبارات الترحيب التي لاقى بها مجلس اسطنبول اعلان مجلس التعاون الخليجي سحب مراقبيه من بعثة الجامعة إلى سورية ودفعه بالأزمة السورية إلى التدويل طبيعة العلاقة التي تربط المجلسين ورؤيتهما المشتركة لتطبيق النموذج الخليجي للديمقراطية على الشعب السوري برعاية امريكية اوروبية.   ولم يتردد وليد البني مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس اسطنبول بوصف الدعوة الخليجية لتدويل الأزمة السورية بأنها خطوة مهمة وتستحق الدول الخليجية الشكر عليها مهاجما في نفس الوقت تقرير بعثة المراقبين بوصفه له بأنه شهادة ساذجة وكاذبة لمجرد حديثه عن وجود مجموعات مسلحة تتعرض لقوى الجيش والأمن في سورية وتخرب المؤسسات العامة وتهدد أمن المواطنين.   ويرى مراقبون أن الحقائق التي قدمها تقرير بعثة الجامعة فرضت على المدافعين عن الدعوة الخليجية مهمة مزدوجة فمن جهة عليهم تسويق مبادرة الجامعة التي أعدتها قطر و السعودية ومن جهة أخرى مهاجمة بعثة المراقبين التي وضعت الجميع أمام واقع لايمكن تجاهله يتحدث عن معارضة مسلحة في سورية طالما غيبت عن الاعلام المضلل طيلة الفترة الماضية.   ومن الولايات المتحدة خرجت فرح الأتاسي مديرة المركز العربي الأمريكي للأبحاث والإعلام والترجمة الذي يتلقى الدعم من الحكومة الامريكية لتقول صراحة أن القرار الدولي بشأن سورية جاهز منذ أكثر من أسبوعين في مجلس الأمن وكان ينتظر فقط التقرير الوزاري الأخير الذي خرجت به الجامعة مؤكدة أن العائق الوحيد أمام تدويل الأزمة السورية كان روسيا وليس الجامعة العربية او مجلس التعاون الخليجي اللذين طالما قدما نفسيهما على انهما حريصان على حل الأزمة داخل البيت العربي.   ولم تتأخر الأتاسي عن مهاجمة تقرير بعثة مراقبي الجامعة الذي لم يقدم أو يؤخر حسب قولها لتبقى الحقائق التي قدمها مصدر ازعاج للمنادين بالديمقراطية والحرية.   وحرصت الاتاسي على ممارسة دورها كجزء من الحرب النفسية ضد الشعب السوري من خلال التشكيك بثبات الموقف الروسي على حاله على حد قولها ورهانها في ذلك كان على الضغوط الامريكية وليس على أي سوري أو عربي.   واعتمدت الأتاسي المبالغة طريقا لاقناع الراي العام بحجتها فهي ادعت أن سورية عقدت صفقة اسلحة مع روسيا بقيمة550 مليار دولار أي ما يعادل حوالي 25 ضعفا للموازنة العامة للدولة السورية دون أن يثير الرقم أي تساؤلات لديها حول حجمه كما هو الحال بالنسبة لارقام القتلى التي تتاجر بها المعارضة دون أي اعتبار لمشاعر السوريين.   وجاءت تصريحات جورج صبرة عضو مجلس اسطنبول المهللة بسحب المراقبين بناء على مبادرة السعودية لتكمل الصورة حول التصور الديمقراطي الذي ترسمه معارضة الخارج لسورية فهم باتوا يجدون ضالتهم في الديمقراطية على الطريقة الخليجية.   ويتساءل مراقبون أمام هذا المشهد عن العامل الحاسم الذي يعطي مجلس التعاون الخليجي القدرة على فرض طروحاته على الجامعة العربية و حشد الاصوات المؤيدة لها من داخل المعارضة السورية مؤكدين انه يتمثل باغراءات المال النفطي الذي حافظ على الانظمة الخليجية وحرم شعوبها من الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وجعل ضمير الغرب راضيا عن كل ذلك.    

المصدر : الماسة السورية\ سانا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة