حبست الأسواق المالية والنفطية العالمية ومعها المراقبون الامنيون أنفاسهم أمس، بعدما أقدم الاتحاد الأوروبي فعليا على فرض حظر تدريجي على صادرات النفط الايراني، إضافة إلى عقوبات غير مسبوقة على مصرف ايران المركزي، اعتبرتها طهران «غير منصفة» و«مآلها الفشل»، مكررة التهديد بإغلاق مضيق هرمز، كما أثارت قلق روسيا وأسفها، وترحيب اسرائيل واميركا.

ورغم إعلان الدول الأوروبية عن مزاوجتها بين مسار العقوبات هذا والسعي للحل التفاوضي، إلا أن من شأن هذه الضغوط المتزايدة على ايران أن تخفف من احتمالات نجاح المفاوضات التي يطرح استئنافها قريبا في اسطنبول.

العقوبات الأوروبية

ووافقت حكومات الاتحاد الأوروبي أمس، على الحظر الفوري لكل العقود الجديدة لاستيراد النفط الخام الايراني أو شرائه أو نقله. لكن الحكومات اتفقت، عملا على حماية الاقتصاد الاوروبي في ظل أزمة الديون المستمرة منذ عامين، على تنفيذ الحظر على مراحل لإمهال الدول التي لها عقود قائمة مع ايران حتى الأول من تموز المقبل للانتهاء من هذه الصفقات. وقال مسؤولون في الاتحاد الاوروبي ان الحكومات اتفقت ايضا في اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل على تجميد أرصدة البنك المركزي الايراني وحظر جميع أشكال التجارة في الذهب والمعادن النفيسة الأخرى مع البنك وسائر الأجهزة الحكومية.

وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بأنها تأمل أن تقنع العقوبات المالية طهران بالعودة للمفاوضات مع القوى الغربية التي تمثلها في المحادثات مع إيران. وقالت للصحافيين قبل اجتماع وزراء الخارجية «أريد أن تكون نتيجة الضغط الذي تمثله تلك العقوبات العودة للمفاوضات». وتابعت قائلة «أريد أن أرى إيران تعود إلى المائدة، إما أن تقبل كل الأفكار التي طرحناها على المائدة... العام الماضي... أو أن تتقدم بأفكارها».

وطلبت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجددا من ايران «التعليق الفوري» لبرنامجها النووي بعد تبني الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة ضدها، بحسب بيان مشترك نشرته الرئاسة الفرنسية. وجاء في البيان «نطلب حالا من المسؤولين الايرانيين تعليقا فوريا لأنشطتهم النووية الحساسة»، مضيفا مع ذلك «ان الباب لا يزال مفتوحا اذا قبلت ايران الالتزام الجدي بمفاوضات في العمق حول برنامجها النووي».

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان قرار الاتحاد الاوروبي فرض حظر على صادرات النفط الايراني «غير منصف» و«مآله الفشل». وقال مهمانبرست في تصريحات نقلها موقع الاذاعة الرسمية «ان طريقة التهديد والضغط والعقوبات غير المنصفة... مآلها الفشل» و«لن تمنع ايران من الحصول على حقوقها الثابتة» في المجال النووي. وأضاف ان الاتحاد الاوروبي تبنى القرار «تحت ضغط سياسي من الولايات المتحدة» ونصح الاتحاد بالتفكير في مصالحه بدلا من الإذعان لواشنطن.

وقال مهمانبرست ان حظر النفط لن ينفذ نظرا «للأزمة الاقتصادية» التي يشهدها الاتحاد الاوروبي. وقال «يبدو ان السلطات الاميركية تريد عرقلة مصادر الطاقة لمنافسيها، وإضعاف خصومها الاقتصاديين تحت ذريعة تصعيد الضغوط على ايران». وأضاف ان أي دولة ترغب في حرمان نفسها من مخزونات الطاقة الايرانية الهائلة «سيتم استبدالها على الفور بدول اخرى».

وقال عضو بارز في البرلمان الإيراني إن الجمهورية الإسلامية ستغلق مضيق هرمز إذا فرضت عقوبات جديدة على صادراتها النفطية، مكررا تهديداً لمسؤولين آخرين قبل شهر تسبب في ارتفاع مؤقت في أسعار النفط. وتابع نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني محمد كوثري قوله لوكالة فارس شبه الرسمية للأنباء «إذا حدث أي تعطيل يتعلق بمبيعات النفط الإيراني فسيغلق بالتأكيد مضيق هرمز».

تجدر الإشارة إلى أن البنتاغون الأميركي أعلن ان حاملة الطائرات الاميركية «يو اس اس ابراهام لينكولن» عبرت مساء أول أمس، مضيق هرمز وباتت موجودة في الخليج.

وقال وزير النفط الايراني الاسبق سيد كاظم وزيري هامانه في تصريح لمراسل وكالة «مهر» للانباء ان «على الدول الاوروبية أن تعلم أن النفط الايراني سوف لن يبقى بدون زبائن». وأوضح أن «نوعية النفط الخام الايراني لا يمكن مقارنته مع أي من الدول الاعضاء بمنظمة اوبك كالسعودية»، مضيفا «ان النتائج النفسية لقرار الاتحاد الاوروبي ستؤدي الى زيادة كبيرة ومفاجئة في اسعار النفط الخام في الاسواق العالمية».

وعبرت روسيا عن «الأسف والقلق» بشأن عقوبات الاتحاد الأوروبي على ايران، وقالت إن طهران لن تقدم تنازلات بشأن برنامجها النووي في مواجهة تصاعد الضغط الغربي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان بعد موافقة الاتحاد الأوروبي على العقوبات التي شملت حظر النفط الايراني «من الواضح أن ما يحدث هنا هو ضغط صريح وإملاء.. محاولة لمعاقبة ايران على سلوكها العنيد. هذا نهج خاطئ للغاية كما قلنا لشركائنا الأوروبيين أكثر من مرة. لن توافق إيران في ظل مثل هذا الضغط على تقديم أي تنازلات أو إدخال أي تعديلات على سياستها».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تعتقد ان هناك فرصة جيدة لاستئناف المحادثات قريبا بين القوى العالمية وإيران بشأن برنامج طهران النووي رغم الحظر المقرر للاتحاد الاوروبي للصادرات النفطية الإيرانية ومصادر التوتر الاخرى. وأكد لافروف معارضة روسيا للعقوبات الغربية على إيران قائلا انها تقلل من فرص إنهاء المواجهة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني الذي تخشى الولايات المتحدة وأوروبا ان يكون الهدف منه إنتاج أسلحة. وقال لافروف للصحافيين «رغم هذه العوامل المشددة .. لا يزال لدينا أمل قوي في استئناف المحادثات في المستقبل القريب» في اشارة الى المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بين إيران والقوى العالمية الست روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وأشادت حكومة الرئيس الاميركي باراك أوباما بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على ايران، وقالت إن الولايات المتحدة وشركاءها الدوليين ملتزمون بمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية. وقال وزير الخزانة تيموثي غايتنر ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيان مشترك إن حظر أوروبا استيراد النفط الايراني والاجراءات الرامية لتجميد أصول البنك المركزي الايراني «خطوة كبيرة جديدة ضمن الجهود الدولية لزيادة الضغط بشدة على ايران». وقالت إدارة أوباما إن عقوبات الاتحاد الأوروبي تنسجم مع الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد ايران. كما أعلنت واشنطن فرضها عقوبات إضافية على بنك التجارة الايراني وأحد فروعها في الخارج.

ورحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحذر بقرار الاتحاد الاوروبي فرض حظر نفطي على ايران في محاولة لإجبارها على وقف برنامجها النووي. وقال في مستهل اجتماع لحزب الليكود اليميني الحاكم الذي يتزعمه «أعتقد ان هذه خطوة في الاتجاه الصحيح» مشيرا الى انه «من المستحيل» معرفة النتيجة التي ستسفر عنها مثل هذه العقوبات. وقال «من الضروري الضغط على ايران بشدة وبسرعة، وعلينا ان نتفحص هذه العقوبات في ضوء نتائجها. وحتى اليوم، تواصل ايران إنتاج أسلحة نووية دون إعاقة».

وقالت وكالة الطاقة الدولية في بيان أرسلته بالبريد الالكتروني إن حظر الاتحاد الأوروبي النفط الإيراني سيؤثر على الإمدادات بدءا من منتصف العام 2012 تقريبا مما يمنح العملاء مهلة لإيجاد مصادر بديلة. وأضافت أنها ترحب بتصريحات الدول الخليجية المنتجة للنفط بأنها ستواصل تلبية الاحتياجات الحالية لعملائها وأي احتياجات إضافية. وقالت الوكالة «حظر الاتحاد الأوروبي قد لا يؤثر على الإمدادات الفعلية حتى منتصف العام 2012 تقريبا». وارتفع بالفعل سعر خام البرنت المستخدم لتسعير النفط الاجنبي المستورد في المصافي الأميركية 50 سنتا ليصل إلى 110،36 دولارات للبرميل.

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأن مجلس الوزراء السعودي وافق على تعزيز التعاون مع الصين في قطاع النفط والغاز بعد زيارة رئيس الوزراء الصيني للمملكة أكبر مصدر للنفط في العالم في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات بشأن إيران.

  • فريق ماسة
  • 2012-01-23
  • 7606
  • من الأرشيف

أوروبا تصبّ الزيت فوق نار الخليج: حظر تدريجي على النفط الإيراني

          حبست الأسواق المالية والنفطية العالمية ومعها المراقبون الامنيون أنفاسهم أمس، بعدما أقدم الاتحاد الأوروبي فعليا على فرض حظر تدريجي على صادرات النفط الايراني، إضافة إلى عقوبات غير مسبوقة على مصرف ايران المركزي، اعتبرتها طهران «غير منصفة» و«مآلها الفشل»، مكررة التهديد بإغلاق مضيق هرمز، كما أثارت قلق روسيا وأسفها، وترحيب اسرائيل واميركا. ورغم إعلان الدول الأوروبية عن مزاوجتها بين مسار العقوبات هذا والسعي للحل التفاوضي، إلا أن من شأن هذه الضغوط المتزايدة على ايران أن تخفف من احتمالات نجاح المفاوضات التي يطرح استئنافها قريبا في اسطنبول. العقوبات الأوروبية ووافقت حكومات الاتحاد الأوروبي أمس، على الحظر الفوري لكل العقود الجديدة لاستيراد النفط الخام الايراني أو شرائه أو نقله. لكن الحكومات اتفقت، عملا على حماية الاقتصاد الاوروبي في ظل أزمة الديون المستمرة منذ عامين، على تنفيذ الحظر على مراحل لإمهال الدول التي لها عقود قائمة مع ايران حتى الأول من تموز المقبل للانتهاء من هذه الصفقات. وقال مسؤولون في الاتحاد الاوروبي ان الحكومات اتفقت ايضا في اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل على تجميد أرصدة البنك المركزي الايراني وحظر جميع أشكال التجارة في الذهب والمعادن النفيسة الأخرى مع البنك وسائر الأجهزة الحكومية. وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بأنها تأمل أن تقنع العقوبات المالية طهران بالعودة للمفاوضات مع القوى الغربية التي تمثلها في المحادثات مع إيران. وقالت للصحافيين قبل اجتماع وزراء الخارجية «أريد أن تكون نتيجة الضغط الذي تمثله تلك العقوبات العودة للمفاوضات». وتابعت قائلة «أريد أن أرى إيران تعود إلى المائدة، إما أن تقبل كل الأفكار التي طرحناها على المائدة... العام الماضي... أو أن تتقدم بأفكارها». وطلبت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجددا من ايران «التعليق الفوري» لبرنامجها النووي بعد تبني الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة ضدها، بحسب بيان مشترك نشرته الرئاسة الفرنسية. وجاء في البيان «نطلب حالا من المسؤولين الايرانيين تعليقا فوريا لأنشطتهم النووية الحساسة»، مضيفا مع ذلك «ان الباب لا يزال مفتوحا اذا قبلت ايران الالتزام الجدي بمفاوضات في العمق حول برنامجها النووي». في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان قرار الاتحاد الاوروبي فرض حظر على صادرات النفط الايراني «غير منصف» و«مآله الفشل». وقال مهمانبرست في تصريحات نقلها موقع الاذاعة الرسمية «ان طريقة التهديد والضغط والعقوبات غير المنصفة... مآلها الفشل» و«لن تمنع ايران من الحصول على حقوقها الثابتة» في المجال النووي. وأضاف ان الاتحاد الاوروبي تبنى القرار «تحت ضغط سياسي من الولايات المتحدة» ونصح الاتحاد بالتفكير في مصالحه بدلا من الإذعان لواشنطن. وقال مهمانبرست ان حظر النفط لن ينفذ نظرا «للأزمة الاقتصادية» التي يشهدها الاتحاد الاوروبي. وقال «يبدو ان السلطات الاميركية تريد عرقلة مصادر الطاقة لمنافسيها، وإضعاف خصومها الاقتصاديين تحت ذريعة تصعيد الضغوط على ايران». وأضاف ان أي دولة ترغب في حرمان نفسها من مخزونات الطاقة الايرانية الهائلة «سيتم استبدالها على الفور بدول اخرى». وقال عضو بارز في البرلمان الإيراني إن الجمهورية الإسلامية ستغلق مضيق هرمز إذا فرضت عقوبات جديدة على صادراتها النفطية، مكررا تهديداً لمسؤولين آخرين قبل شهر تسبب في ارتفاع مؤقت في أسعار النفط. وتابع نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني محمد كوثري قوله لوكالة فارس شبه الرسمية للأنباء «إذا حدث أي تعطيل يتعلق بمبيعات النفط الإيراني فسيغلق بالتأكيد مضيق هرمز». تجدر الإشارة إلى أن البنتاغون الأميركي أعلن ان حاملة الطائرات الاميركية «يو اس اس ابراهام لينكولن» عبرت مساء أول أمس، مضيق هرمز وباتت موجودة في الخليج. وقال وزير النفط الايراني الاسبق سيد كاظم وزيري هامانه في تصريح لمراسل وكالة «مهر» للانباء ان «على الدول الاوروبية أن تعلم أن النفط الايراني سوف لن يبقى بدون زبائن». وأوضح أن «نوعية النفط الخام الايراني لا يمكن مقارنته مع أي من الدول الاعضاء بمنظمة اوبك كالسعودية»، مضيفا «ان النتائج النفسية لقرار الاتحاد الاوروبي ستؤدي الى زيادة كبيرة ومفاجئة في اسعار النفط الخام في الاسواق العالمية». وعبرت روسيا عن «الأسف والقلق» بشأن عقوبات الاتحاد الأوروبي على ايران، وقالت إن طهران لن تقدم تنازلات بشأن برنامجها النووي في مواجهة تصاعد الضغط الغربي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان بعد موافقة الاتحاد الأوروبي على العقوبات التي شملت حظر النفط الايراني «من الواضح أن ما يحدث هنا هو ضغط صريح وإملاء.. محاولة لمعاقبة ايران على سلوكها العنيد. هذا نهج خاطئ للغاية كما قلنا لشركائنا الأوروبيين أكثر من مرة. لن توافق إيران في ظل مثل هذا الضغط على تقديم أي تنازلات أو إدخال أي تعديلات على سياستها». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تعتقد ان هناك فرصة جيدة لاستئناف المحادثات قريبا بين القوى العالمية وإيران بشأن برنامج طهران النووي رغم الحظر المقرر للاتحاد الاوروبي للصادرات النفطية الإيرانية ومصادر التوتر الاخرى. وأكد لافروف معارضة روسيا للعقوبات الغربية على إيران قائلا انها تقلل من فرص إنهاء المواجهة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني الذي تخشى الولايات المتحدة وأوروبا ان يكون الهدف منه إنتاج أسلحة. وقال لافروف للصحافيين «رغم هذه العوامل المشددة .. لا يزال لدينا أمل قوي في استئناف المحادثات في المستقبل القريب» في اشارة الى المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بين إيران والقوى العالمية الست روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وأشادت حكومة الرئيس الاميركي باراك أوباما بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على ايران، وقالت إن الولايات المتحدة وشركاءها الدوليين ملتزمون بمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية. وقال وزير الخزانة تيموثي غايتنر ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيان مشترك إن حظر أوروبا استيراد النفط الايراني والاجراءات الرامية لتجميد أصول البنك المركزي الايراني «خطوة كبيرة جديدة ضمن الجهود الدولية لزيادة الضغط بشدة على ايران». وقالت إدارة أوباما إن عقوبات الاتحاد الأوروبي تنسجم مع الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد ايران. كما أعلنت واشنطن فرضها عقوبات إضافية على بنك التجارة الايراني وأحد فروعها في الخارج. ورحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحذر بقرار الاتحاد الاوروبي فرض حظر نفطي على ايران في محاولة لإجبارها على وقف برنامجها النووي. وقال في مستهل اجتماع لحزب الليكود اليميني الحاكم الذي يتزعمه «أعتقد ان هذه خطوة في الاتجاه الصحيح» مشيرا الى انه «من المستحيل» معرفة النتيجة التي ستسفر عنها مثل هذه العقوبات. وقال «من الضروري الضغط على ايران بشدة وبسرعة، وعلينا ان نتفحص هذه العقوبات في ضوء نتائجها. وحتى اليوم، تواصل ايران إنتاج أسلحة نووية دون إعاقة». وقالت وكالة الطاقة الدولية في بيان أرسلته بالبريد الالكتروني إن حظر الاتحاد الأوروبي النفط الإيراني سيؤثر على الإمدادات بدءا من منتصف العام 2012 تقريبا مما يمنح العملاء مهلة لإيجاد مصادر بديلة. وأضافت أنها ترحب بتصريحات الدول الخليجية المنتجة للنفط بأنها ستواصل تلبية الاحتياجات الحالية لعملائها وأي احتياجات إضافية. وقالت الوكالة «حظر الاتحاد الأوروبي قد لا يؤثر على الإمدادات الفعلية حتى منتصف العام 2012 تقريبا». وارتفع بالفعل سعر خام البرنت المستخدم لتسعير النفط الاجنبي المستورد في المصافي الأميركية 50 سنتا ليصل إلى 110،36 دولارات للبرميل. إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأن مجلس الوزراء السعودي وافق على تعزيز التعاون مع الصين في قطاع النفط والغاز بعد زيارة رئيس الوزراء الصيني للمملكة أكبر مصدر للنفط في العالم في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات بشأن إيران.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة