يسيطر المسلّحون على معظم المعابر غير الشرعية على الحدود اللبنانية مع سورية. للوهلة الأولى، تعتقد أن هؤلاء مهرّبون. الانطباع لديك لا يلبث أن يتغيّر. يُخبرك أحدهم أن هؤلاء من «الإخوة المجاهدين». تعلم أن هناك نحو 150 مسلّحاً ينتشرون على الأراضي الوعرة الممتدة بين لبنان وسوريا. ينتمون إلى جنسيات مختلفة، أبرزها اللبنانية والسورية. يخبرك الرجل نفسه أن بينهم قرابة خمسين لبنانياً منخرطين في العمل الجهادي. الفكرة لا تزال غير واضحة في رأسك. فالتمييز بين المهربين والمقاتلين لا يزال صعباً، وماهية العلاقة مع المهرّبين ملتبسة. يتدخل أحد «الإخوة» ليشرح أن المجاهدين يستخدمون المهرّبين. يتحدث الأخ عن دفعات عينية ومالية تُفرض على المهرّبين. يذكر أنهم يأخذون منهم مازوتاً ومواد غذائية، ويتحدث عن مبالغ مالية يدفعها أولئك لإمرار شحناتهم. تسأله، «إذاً تأخذون منهم خوّة؟»، فيضحك قائلاً: «لا. ليست خوّات.. إنها تبرّعات». تسترسل مستفسراً إن رفض أحدهم الدفع، فيؤكد لك أن الجميع يلتزم بها عن طيب خاطر، وإذا رفض أحدهم فإنه سيُمنع تلقائياً من المرور في الاتجاهين. يخبرك أن المهرّبين يساعدونهم في نقل السلاح والمواد الغذائية والجرحى إلى القرى البقاعية والشمالية. يطول الحديث عن الأساليب المتّبعة للتهريب، فيدخل بعض «الإخوة» على خط الحديث، ويستذكر أحدهم كيف كان المهرّب في الماضي يدفع «رشى» للهجانة السورية لكي يمر وشحنته. أما اليوم، فيشير إلى أنها استُبدلت بالتبرعات التي تذهب لـ«دعم أهل السنّة والجماعة في ثورتهم على الطاغوت».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-01-22
  • 9506
  • من الأرشيف

القاعدة تسيطر على معظم المعابر غير الشرعية على الحدود اللبنانية مع سورية

  يسيطر المسلّحون على معظم المعابر غير الشرعية على الحدود اللبنانية مع سورية. للوهلة الأولى، تعتقد أن هؤلاء مهرّبون. الانطباع لديك لا يلبث أن يتغيّر. يُخبرك أحدهم أن هؤلاء من «الإخوة المجاهدين». تعلم أن هناك نحو 150 مسلّحاً ينتشرون على الأراضي الوعرة الممتدة بين لبنان وسوريا. ينتمون إلى جنسيات مختلفة، أبرزها اللبنانية والسورية. يخبرك الرجل نفسه أن بينهم قرابة خمسين لبنانياً منخرطين في العمل الجهادي. الفكرة لا تزال غير واضحة في رأسك. فالتمييز بين المهربين والمقاتلين لا يزال صعباً، وماهية العلاقة مع المهرّبين ملتبسة. يتدخل أحد «الإخوة» ليشرح أن المجاهدين يستخدمون المهرّبين. يتحدث الأخ عن دفعات عينية ومالية تُفرض على المهرّبين. يذكر أنهم يأخذون منهم مازوتاً ومواد غذائية، ويتحدث عن مبالغ مالية يدفعها أولئك لإمرار شحناتهم. تسأله، «إذاً تأخذون منهم خوّة؟»، فيضحك قائلاً: «لا. ليست خوّات.. إنها تبرّعات». تسترسل مستفسراً إن رفض أحدهم الدفع، فيؤكد لك أن الجميع يلتزم بها عن طيب خاطر، وإذا رفض أحدهم فإنه سيُمنع تلقائياً من المرور في الاتجاهين. يخبرك أن المهرّبين يساعدونهم في نقل السلاح والمواد الغذائية والجرحى إلى القرى البقاعية والشمالية. يطول الحديث عن الأساليب المتّبعة للتهريب، فيدخل بعض «الإخوة» على خط الحديث، ويستذكر أحدهم كيف كان المهرّب في الماضي يدفع «رشى» للهجانة السورية لكي يمر وشحنته. أما اليوم، فيشير إلى أنها استُبدلت بالتبرعات التي تذهب لـ«دعم أهل السنّة والجماعة في ثورتهم على الطاغوت».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة