قالت مصادر دبلوماسية عربية لصحيفة الاخبار اللبنانية بأن رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي قدم خلال الاجتماع "عرضاً لمجريات الأمور أمام اللجنة العربية يمكن وصفه بأنه كان عرضاً موضوعياً، حيث أقر بتعاون كامل من قبل الحكومة السورية وباستجابتها لمعظم طلبات المراقبين العرب". وأضافت إن "الدابي أقر بوجود مسلحين في كثير من المناطق في سورية، وبأن هؤلاء يسيطرون على بعض المناطق سيطرة كاملة، في تأكيدات كذّبت الروايات السابقة للموفدين العرب، وخاصة القطريين الذين عملوا خلال الفترة الماضية على نفي وجود أي مسلحين في سورية". وتابعت إن "الدابي، الذي أكد للجنة أنه هو الموجود على الأرض وهو الأدرى بما يجري في سورية، حذر من نقل الموضوع إلى الأمم المتحدة، مطالباً بزيادة أعداد المراقبين وبزيادة الميزانية المخصصة لهم، وباستمرار عمل البعثة"، مشددة على أن "عرض الدابي خلق جواً إيجابياً قطع الطريق على محاولات (رئيس وزراء قطر الشيخ) حمد بن جاسم، نقل الموضوع إلى الأمم المتحدة".وقالت المصادر نفسها إن "كلام الدابي يبدو أنه لم يُعجب حمد. وعندما عادت اللجنة إلى الاجتماع وحدها، استطاع الوزير القطري، وبدعم من الدول الخليجية المشاركة في اللجنة، الخروج بالبيان الذي صدر والذي لا يعكس الأجواء الإيجابية التي حاول الفريق الدابي نقلها، وذلك بعدما دفع باتجاه الذهاب بالاجتماع إلى المراحل الأولى، إلى ما قبل توقيع سورية على البروتوكول".

مصادر أخرى وثيقة الاطلاع على ما دار في الجلسة الثانية للجنة تقول إنه "كان هناك تنسيق مصري جزائري واضح يريد أن يعطي بعثة المراقبين الفرصة. معروف أن مهمة اللجنة شهر واحد ينتهي في 19 الجاري قابل للتجديد، حتى إن الدابي استنكر استدعاءه وعقد الاجتماع اليوم (الأحد) قبل انتهاء مدة عمل البعثة". وتضيف إن "المصري والجزائري قاما بدور مهم في كبح جماح حمد، ساعدهم في ذلك نبيل العربي"، موضحة أن "نقاشاً جرى على خلفية مطالبة حمد بطلب دعم الأمم المتحدة، فتدخل العربي قائلاً إن موضوعاً كهذا سبق أن بحثه مع (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) قبل التوقيع على البروتوكول، وأن المعلم أبلغه بأن دمشق لن تقبل أبداً بشيء من هذا القبيل"، مشيرة إلى أن سجالاً دار بين حمد، الذي دفع باتجاه إعلان فشل مهمة المراقبين العرب، وبين زميليه المصري والجزائري اللذين رفضا هذا الأمر على قاعدة أن الحكومة السورية تتجاوب مع البعثة، وبالتالي يجب إعطاؤها الفرصة والوقت الكافي لإنجاز مهمتها". وأضافت إنه "عندما طُرح موضوع الصحافة الأجنبية وأن السلطات السورية تمنع دخولها للبلاد، تدخل المبعوث الجزائري قائلاً إن بعض وسائل الإعلام تعتبرها دمشق معادية وتمنع دخولها إلى البلاد، لكن هناك كثيراً من وسائل الإعلام التي دخلت"، مشيرة إلى ندوة ستُعقد في فندق «دي دي من» في دمشق عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، ستحاور فيه مجموعة من الفضائيات الأجنبية، بينها فرنسية وسويسرية وإيطالية وإيرانية، شخصيات من الموالاة ومن المعارضة السورية.ونقلت مصادر أخرى في جامعة الدول العربية في القاهرة للانتقاد ما حرفيته أن هناك إرادة عربية متنامية بعدم الذهاب وراء وزير خارجية قطر في مساعيه الهادفة لتدويل الوضع السوري، خصوصا من مصر التي لا تخفي هذه الأيام انزعاجها من قطر ووزير خارجيتها الذي يدول الأوضاع العربية بلدا بلدا وقد يأتي دور التدويل على مصر بعد أن هدد حمد بن جاسم وزير خارجية الجزائر مراد المدلسي بان الدور جايي عليهم إن استمروا في دعم سورية. ويبدو من التحركات الكثيفة والتصريحات المتشددة للمعارضة السورية خصوصا في "المجلس الوطني" السوري الذي يرأسه برهان غليون أن هذا التشدد منسق مع  الدبلوماسية القطرية والفرنسية والأميركية التي لا تتوقف عن التشكيك بمراقبي الجامعة العربية حتى قبل أن يصلوا ويبدءوا عملهم على الأرض وتبدي قطر وفرنسا بالتحديد امتعاضا كبيرا من بعض المراقبين العرب الذين يحملون خلفيات قومية عربية ويعتقد أنهم لن يقدموا تقارير تضر بسورية وموقعها خصوصا بعد ظهور نتائج الحرب على ليبيا وما سببته من موت ودمار  وفوضى عارمة تشهدها كافة المدن الليبية هذه الأيام. أما مسار الأمور السورية فترسمها المصادر في جامعة الدول العربية كالتالي مراوحة في المواقف بعد  صدور التقرير النهائي للجامعة حتى مواعيد الانتخابات الفرنسية والروسية وربما الانتخابات الأميركية في تشرين ثاني المقبل، فلا الغرب مستعد للدخول في حرب في سورية ولا روسيا سوف تسمح بقرار يدين سورية بعيدا عن مشروع القرار الذي تقدمت به لمجلس الأمن الشهر الماضي، ولا النظام السوري يبدي ضعفا أو تفككا في مؤسساته العسكرية والأمنية و والدبلوماسية وهذا ما سوف يجعل الوضع في حالة من المراوحة  بحيث يكتفي الغرب ومعه دول خليجية بحملات إعلامية تهدف إلى تأجيج الوضع الداخلي وتوتيره باستمرار طالما عجزوا عن التدخل العسكري وعن "إسقاط النظام" ، وتلفت المصادر في الجامعة لعربية إلى ان قائد ما يسمى "بجيش سورية الحر" رياض الأسعد بعث برسائل عديدة الى الجامعة يطالبها فيها بتغطية تدخل عسكري غربي في سورية نظرا لعجزه والمجموعات التي تسانده عن إسقاط النظام بمفردهم، وتوضح المصادر في الجامعة لعربية أن آخر رسالة وصلت من رياض الأسعد صبيحة الأول من شهر كانون ثاني الحالي يطالب  فيها الأسعد جامعة الدول العربية بسحب مراقبيها من سورية وبتحويل  الملف السوري الى مجلس الأمن الدولي فورا ومن دون تضييع للوقت.

  • فريق ماسة
  • 2012-01-08
  • 8904
  • من الأرشيف

الدابي وضع اللجنة الوزراية العربية في جو إيجابي وبيانها كان سلبياً.... المصري والجزائري كبحا جماح قطر نحو التدويل

قالت مصادر دبلوماسية عربية لصحيفة الاخبار اللبنانية بأن رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي قدم خلال الاجتماع "عرضاً لمجريات الأمور أمام اللجنة العربية يمكن وصفه بأنه كان عرضاً موضوعياً، حيث أقر بتعاون كامل من قبل الحكومة السورية وباستجابتها لمعظم طلبات المراقبين العرب". وأضافت إن "الدابي أقر بوجود مسلحين في كثير من المناطق في سورية، وبأن هؤلاء يسيطرون على بعض المناطق سيطرة كاملة، في تأكيدات كذّبت الروايات السابقة للموفدين العرب، وخاصة القطريين الذين عملوا خلال الفترة الماضية على نفي وجود أي مسلحين في سورية". وتابعت إن "الدابي، الذي أكد للجنة أنه هو الموجود على الأرض وهو الأدرى بما يجري في سورية، حذر من نقل الموضوع إلى الأمم المتحدة، مطالباً بزيادة أعداد المراقبين وبزيادة الميزانية المخصصة لهم، وباستمرار عمل البعثة"، مشددة على أن "عرض الدابي خلق جواً إيجابياً قطع الطريق على محاولات (رئيس وزراء قطر الشيخ) حمد بن جاسم، نقل الموضوع إلى الأمم المتحدة".وقالت المصادر نفسها إن "كلام الدابي يبدو أنه لم يُعجب حمد. وعندما عادت اللجنة إلى الاجتماع وحدها، استطاع الوزير القطري، وبدعم من الدول الخليجية المشاركة في اللجنة، الخروج بالبيان الذي صدر والذي لا يعكس الأجواء الإيجابية التي حاول الفريق الدابي نقلها، وذلك بعدما دفع باتجاه الذهاب بالاجتماع إلى المراحل الأولى، إلى ما قبل توقيع سورية على البروتوكول". مصادر أخرى وثيقة الاطلاع على ما دار في الجلسة الثانية للجنة تقول إنه "كان هناك تنسيق مصري جزائري واضح يريد أن يعطي بعثة المراقبين الفرصة. معروف أن مهمة اللجنة شهر واحد ينتهي في 19 الجاري قابل للتجديد، حتى إن الدابي استنكر استدعاءه وعقد الاجتماع اليوم (الأحد) قبل انتهاء مدة عمل البعثة". وتضيف إن "المصري والجزائري قاما بدور مهم في كبح جماح حمد، ساعدهم في ذلك نبيل العربي"، موضحة أن "نقاشاً جرى على خلفية مطالبة حمد بطلب دعم الأمم المتحدة، فتدخل العربي قائلاً إن موضوعاً كهذا سبق أن بحثه مع (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) قبل التوقيع على البروتوكول، وأن المعلم أبلغه بأن دمشق لن تقبل أبداً بشيء من هذا القبيل"، مشيرة إلى أن سجالاً دار بين حمد، الذي دفع باتجاه إعلان فشل مهمة المراقبين العرب، وبين زميليه المصري والجزائري اللذين رفضا هذا الأمر على قاعدة أن الحكومة السورية تتجاوب مع البعثة، وبالتالي يجب إعطاؤها الفرصة والوقت الكافي لإنجاز مهمتها". وأضافت إنه "عندما طُرح موضوع الصحافة الأجنبية وأن السلطات السورية تمنع دخولها للبلاد، تدخل المبعوث الجزائري قائلاً إن بعض وسائل الإعلام تعتبرها دمشق معادية وتمنع دخولها إلى البلاد، لكن هناك كثيراً من وسائل الإعلام التي دخلت"، مشيرة إلى ندوة ستُعقد في فندق «دي دي من» في دمشق عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، ستحاور فيه مجموعة من الفضائيات الأجنبية، بينها فرنسية وسويسرية وإيطالية وإيرانية، شخصيات من الموالاة ومن المعارضة السورية.ونقلت مصادر أخرى في جامعة الدول العربية في القاهرة للانتقاد ما حرفيته أن هناك إرادة عربية متنامية بعدم الذهاب وراء وزير خارجية قطر في مساعيه الهادفة لتدويل الوضع السوري، خصوصا من مصر التي لا تخفي هذه الأيام انزعاجها من قطر ووزير خارجيتها الذي يدول الأوضاع العربية بلدا بلدا وقد يأتي دور التدويل على مصر بعد أن هدد حمد بن جاسم وزير خارجية الجزائر مراد المدلسي بان الدور جايي عليهم إن استمروا في دعم سورية. ويبدو من التحركات الكثيفة والتصريحات المتشددة للمعارضة السورية خصوصا في "المجلس الوطني" السوري الذي يرأسه برهان غليون أن هذا التشدد منسق مع  الدبلوماسية القطرية والفرنسية والأميركية التي لا تتوقف عن التشكيك بمراقبي الجامعة العربية حتى قبل أن يصلوا ويبدءوا عملهم على الأرض وتبدي قطر وفرنسا بالتحديد امتعاضا كبيرا من بعض المراقبين العرب الذين يحملون خلفيات قومية عربية ويعتقد أنهم لن يقدموا تقارير تضر بسورية وموقعها خصوصا بعد ظهور نتائج الحرب على ليبيا وما سببته من موت ودمار  وفوضى عارمة تشهدها كافة المدن الليبية هذه الأيام. أما مسار الأمور السورية فترسمها المصادر في جامعة الدول العربية كالتالي مراوحة في المواقف بعد  صدور التقرير النهائي للجامعة حتى مواعيد الانتخابات الفرنسية والروسية وربما الانتخابات الأميركية في تشرين ثاني المقبل، فلا الغرب مستعد للدخول في حرب في سورية ولا روسيا سوف تسمح بقرار يدين سورية بعيدا عن مشروع القرار الذي تقدمت به لمجلس الأمن الشهر الماضي، ولا النظام السوري يبدي ضعفا أو تفككا في مؤسساته العسكرية والأمنية و والدبلوماسية وهذا ما سوف يجعل الوضع في حالة من المراوحة  بحيث يكتفي الغرب ومعه دول خليجية بحملات إعلامية تهدف إلى تأجيج الوضع الداخلي وتوتيره باستمرار طالما عجزوا عن التدخل العسكري وعن "إسقاط النظام" ، وتلفت المصادر في الجامعة لعربية إلى ان قائد ما يسمى "بجيش سورية الحر" رياض الأسعد بعث برسائل عديدة الى الجامعة يطالبها فيها بتغطية تدخل عسكري غربي في سورية نظرا لعجزه والمجموعات التي تسانده عن إسقاط النظام بمفردهم، وتوضح المصادر في الجامعة لعربية أن آخر رسالة وصلت من رياض الأسعد صبيحة الأول من شهر كانون ثاني الحالي يطالب  فيها الأسعد جامعة الدول العربية بسحب مراقبيها من سورية وبتحويل  الملف السوري الى مجلس الأمن الدولي فورا ومن دون تضييع للوقت.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة