دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
منذ خمس سنوات تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى ترسيخ أحادية معبر كرم أبو سالم «الحدودي» الذي يفصل الأراضي المحتلة عن قطاع غزة، والمنوط به أن يمد القطاع باحتياجاته التجارية.
وفي سبيل ذلك أغلقت قوات الاحتلال المعابر التجارية الأخرى التي تفصلها عن غزة، وبدأت أمس بأعمال هدم وتجريف في معبر المنطار (كارني) شرقي غزة، بدعوى أن فصائل المقاومة تسعى عبره للتسلل وتنفيذ عمليات فدائية.
وقالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية إن قوات الاحتلال بدأت أعمال إزالة معبر المنطار التجاري وهو مقدمة لإغلاقه بشكل كامل على غرار إغلاق معبر الشجاعية (ناحل عوز) قبل عدة أشهر.
ويعتبر الفلسطينيون إغلاق المعبر بمثابة تشديد للحصار على القطاع بمبررات أمنية معهودة تقود إلى اعتماد معبر كرم أبو سالم الغير جاهز والغير قادر على استيعاب حاجة غزة التي تبلغ يومياً 1200 شاحنة.
ويتحكم الجانب الإسرائيلي منذ فرض الحصار على غزة قبل خمس سنوات بما يدخل إلى القطاع الساحلي، ويمنع عشرات الأصناف من دخول القطاع بدعاوى مختلفة، لكن المشكلة الأبرز هي سماحه بدخول ما يقارب 300 شاحنة، فقط أي ثلث حاجة غزة اليومية.
وتراهن السلطة الفلسطينية في رام الله التي تدير عملياً التنسيق مع الجانب الإسرائيلي حول المعابر التجارية على أن توسيع معبر كرم أبو سالم سيعمل على تحسين قدراته وتسهيل العمل فيه، وتتوقع انتهاء الأعمال التوسعية فيه بعد 40 يوماً، وفق ما ذكر المسؤول عن لجنة تنسيق البضائع رائد فتوح لـ«السفير».
ويقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع لـ«السفير» إن إزالة المعبر تندرج تحت بند التطبيق الفعلي لإغلاقه نهائياً لكي لا يخضع لمفاوضات في حال رفع الحصار على غزة بشكل كامل. وذكر الطباع أن سلطات الاحتلال أغلقت معبر الشجاعية الذي كان يمد غزة بالمحروقات والغاز نهائيا، وحولت كل متطلبات غزة إلى معبر كرم أبو سالم، وهو ما ينعكس سلبا على ارتفاع الأسعار عند المستوردين ما سينعكس سلبا على المواطنين الذين يعانون أصلا نتيجة الحصار.
وبين الطباع أن معبر كرم أبو سالم غير جاهز ليكون بديلا عن المعابر الخمسة التي أغلقت، حيث إنه لا يتسع لكل ما تحتاجه غزة، إضافة إلى بعده وعدم تحمل الطريق الواصل إليه عدد الشاحنات.
من جهته وصف رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري إغلاق المعبر بالخطوة الأحادية لتنفيذ السياسة الإسرائيلية لفصل غزة عن الضفة والعالم وتشديد الحصار. وشدد على أن قرار إزالة المعبر جزء من تشديد الحصار، معتبراً أن إسرائيل تطبق رؤيتها على الأرض في غزة والضفة والقدس، ومن ثم يصبح ذلك أمراً واقعاً يصعب تغييره.
وبين الخضري أن الاحتلال بفعلته هذه يقتل أي أمل وأي إمكانية بإعادة فتح المعبر المغلق منذ قرابة عام من قبل إسرائيل، على الرغم من أنه من أكبر المعابر التجارية في غزة ومهيأ للعمل بطاقة تشغيلية تفي احتياجات القطاع ودخول كافة المستلزمات. ودعا المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإلغاء قراره، مناشداً الجهات الأوروبية التي أشرفت على بناء وتمويل المعبر وقف إسرائيل عن إكمال مخططها في تعزيز فصل غزة عن العالم.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة