مع كل حادث يحصل على الحدود اللبنانية ـ السورية لا سيما الشمالية منها، يتأكد اكثر فأكثر ان نسبة لا يستهان بها من هذه الاحداث تحصل على خلفيات عمليات تهريب، يقوم بها اشخاص او مجموعات من اللبنانيين او السوريين كانت تنشط سابقا في عمليات تهريب متنوعة لمواد غذائية او مشتقات نفطية او أدوات كهربائية وغيرها. أما اليوم، فيتركز نشاط تلك المجموعات على تهريب السلاح والمخدرات التي تصل الى مجموعات مسلحة تستخدمها لكي تقوم بعمليات قتل.

وبعد متابعة حثيثة ودقيقة للحادث الاخير الذي وقع على الحدود الشمالية وأودى بحياة الشبان الثلاثة، ماهر ابو زيد وأحمد حسين زيد وشقيقه كاسر، تقول مصادر أمنية انه «فور مقتل الشبان الثلاثة سارعت قيادة الجيش اللبناني الى تشكيل لجنة تحقيق بالحادث، كون الحادث وقع ضمن الاراضي اللبنانية وبالتحديد على بعد ثلاثة امتار عن الحدود السورية، الا ان قيادة الجيش أحاطت نتائج التحقيق بالكتمان».

وتقول انه ليس دقيقا ما اعلن سابقا عن ان الذين كانوا داخل السيارة قتلوا جميعهم، اي الشبان الذين اعلن عنهم، وترجح ان من كان بداخل السيارة خمسة اشخاص لا القتلى الثلاثة فقط. وتضيف «ان هؤلاء يعملون في تهريب السلاح وغيره الى سورية، وهم معروفون لدى السلطات السورية المعنية، وتحديدا لجهة تنقلهم من منطقة إلى اخرى في عمليات التهريب، لذلك عمدت قوات الامن السورية الى زرع مخبر بينهم، وهو الذي رصد عملية تحضير صفقة تهريب سلاح الى سورية، على ان يكون بانتظارهم على الطرف الآخر من الحدود من يريد استلام السلاح المهرب».

وتضيف المصادر «ان قوات الامن السورية وبعد علمها بترتيب صفقة التهريب وفق ما وردها من المخبر، نصبت كمينا في الطرف المقابل من الحدود، على ان يصار الى توقيف المهربين فور عبورهم الحدود اللبنانية ودخولهم الارض السورية، الا ان الامور لم تجر وفق ما كان مخططا له نتيجة تطورات في اللحظة الاخيرة ادت الى نتائج عكسية».

وتشير المعلومات، حسب المصادر الامنية، «انه حصل خطأ بشري غير محسوب أدى الى كشف المخبر داخل السيارة المستخدمة في عملية التهريب، اذ قبل امتار من الحدود السورية (ثلاثة امتار)، اكتشفت المجموعة المهربة حركة غير طبيعية تحدث في المحيط وشيئا ما تم تحضيره، فحصل بداية اطلاق نار داخل السيارة نفسها، وعمد السائق الى العودة بها الى الوراء وبسرعة كبيرة ادت الى اصطدامها بأحد الجدران، فحصل تبادل لاطلاق النار مع الكمين السوري وأصيب الخمسة داخل السيارة وبينهم المخبر».

وتضيف المعلومات انه «كون السيارة ظلت على مقربة من الحدود السورية، فإن عناصر الكمين السوري عمدوا الى المسارعة في سحب احد الجرحى من داخل السيارة وهو المخبر، ولاحقا نقل جريح الى احد مستشفيات الشمال فيما توفي الشبان الثلاثة متأثرين بجروحهم».

وتقول المصادر ان «قوات الامن السورية ومنذ بداية الاحداث في سورية، وتنامي عمليات تهريب السلاح وتنقل اشخاص ومجموعات عبر الحدود اللبنانية السورية، قامت بعملية رصد ومتابعة افضت الى القاء القبض على عدد من عناصر الهجانة السورية الذين يسهلون بعض عمليات التهريب لا سيما السلاح من لبنان الى سورية وفي اجراء وقائي تم اجراء عملية استبدال معظم عناصر الهجانة المنتشرين على طول الحدود السورية ـ اللبنانية، وهذا ما ادى الى كشف العديد من عمليات تهريب السلاح والمخدرات، كون المجموعات التي تنشط في عمليات التهريب لم تعلم بداية بالتدبير السوري، فوقعوا بكمائن الامن السوري الذي استقى المعطيات من عناصر الهجانة الذين سبق أن تورطوا في عمليات تسهيل تهريب السلاح».

وختم المصادر بالقول ان «هذا ما يفسر لجوء المهربين في لبنان والمجموعات المسلحة في سورية الى اجراء جديد في عملية نقل السلاح والمخدرات، بحيث يتفق عبر الهاتف او عبر الانترنت على نقاط محددة عند الحدود توضع فيها الكمية المهربة بحيث تقوم مجموعة من داخل سورية بالوصول اليها ونقلها، وهذه العملية غير الآمنة سهلت على الامن السوري الكشف عن العديد من هذه العمليات».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-01-02
  • 14274
  • من الأرشيف

خطأ بشري عطل كميناً سورياً لاعتقال مهربين

  مع كل حادث يحصل على الحدود اللبنانية ـ السورية لا سيما الشمالية منها، يتأكد اكثر فأكثر ان نسبة لا يستهان بها من هذه الاحداث تحصل على خلفيات عمليات تهريب، يقوم بها اشخاص او مجموعات من اللبنانيين او السوريين كانت تنشط سابقا في عمليات تهريب متنوعة لمواد غذائية او مشتقات نفطية او أدوات كهربائية وغيرها. أما اليوم، فيتركز نشاط تلك المجموعات على تهريب السلاح والمخدرات التي تصل الى مجموعات مسلحة تستخدمها لكي تقوم بعمليات قتل. وبعد متابعة حثيثة ودقيقة للحادث الاخير الذي وقع على الحدود الشمالية وأودى بحياة الشبان الثلاثة، ماهر ابو زيد وأحمد حسين زيد وشقيقه كاسر، تقول مصادر أمنية انه «فور مقتل الشبان الثلاثة سارعت قيادة الجيش اللبناني الى تشكيل لجنة تحقيق بالحادث، كون الحادث وقع ضمن الاراضي اللبنانية وبالتحديد على بعد ثلاثة امتار عن الحدود السورية، الا ان قيادة الجيش أحاطت نتائج التحقيق بالكتمان». وتقول انه ليس دقيقا ما اعلن سابقا عن ان الذين كانوا داخل السيارة قتلوا جميعهم، اي الشبان الذين اعلن عنهم، وترجح ان من كان بداخل السيارة خمسة اشخاص لا القتلى الثلاثة فقط. وتضيف «ان هؤلاء يعملون في تهريب السلاح وغيره الى سورية، وهم معروفون لدى السلطات السورية المعنية، وتحديدا لجهة تنقلهم من منطقة إلى اخرى في عمليات التهريب، لذلك عمدت قوات الامن السورية الى زرع مخبر بينهم، وهو الذي رصد عملية تحضير صفقة تهريب سلاح الى سورية، على ان يكون بانتظارهم على الطرف الآخر من الحدود من يريد استلام السلاح المهرب». وتضيف المصادر «ان قوات الامن السورية وبعد علمها بترتيب صفقة التهريب وفق ما وردها من المخبر، نصبت كمينا في الطرف المقابل من الحدود، على ان يصار الى توقيف المهربين فور عبورهم الحدود اللبنانية ودخولهم الارض السورية، الا ان الامور لم تجر وفق ما كان مخططا له نتيجة تطورات في اللحظة الاخيرة ادت الى نتائج عكسية». وتشير المعلومات، حسب المصادر الامنية، «انه حصل خطأ بشري غير محسوب أدى الى كشف المخبر داخل السيارة المستخدمة في عملية التهريب، اذ قبل امتار من الحدود السورية (ثلاثة امتار)، اكتشفت المجموعة المهربة حركة غير طبيعية تحدث في المحيط وشيئا ما تم تحضيره، فحصل بداية اطلاق نار داخل السيارة نفسها، وعمد السائق الى العودة بها الى الوراء وبسرعة كبيرة ادت الى اصطدامها بأحد الجدران، فحصل تبادل لاطلاق النار مع الكمين السوري وأصيب الخمسة داخل السيارة وبينهم المخبر». وتضيف المعلومات انه «كون السيارة ظلت على مقربة من الحدود السورية، فإن عناصر الكمين السوري عمدوا الى المسارعة في سحب احد الجرحى من داخل السيارة وهو المخبر، ولاحقا نقل جريح الى احد مستشفيات الشمال فيما توفي الشبان الثلاثة متأثرين بجروحهم». وتقول المصادر ان «قوات الامن السورية ومنذ بداية الاحداث في سورية، وتنامي عمليات تهريب السلاح وتنقل اشخاص ومجموعات عبر الحدود اللبنانية السورية، قامت بعملية رصد ومتابعة افضت الى القاء القبض على عدد من عناصر الهجانة السورية الذين يسهلون بعض عمليات التهريب لا سيما السلاح من لبنان الى سورية وفي اجراء وقائي تم اجراء عملية استبدال معظم عناصر الهجانة المنتشرين على طول الحدود السورية ـ اللبنانية، وهذا ما ادى الى كشف العديد من عمليات تهريب السلاح والمخدرات، كون المجموعات التي تنشط في عمليات التهريب لم تعلم بداية بالتدبير السوري، فوقعوا بكمائن الامن السوري الذي استقى المعطيات من عناصر الهجانة الذين سبق أن تورطوا في عمليات تسهيل تهريب السلاح». وختم المصادر بالقول ان «هذا ما يفسر لجوء المهربين في لبنان والمجموعات المسلحة في سورية الى اجراء جديد في عملية نقل السلاح والمخدرات، بحيث يتفق عبر الهاتف او عبر الانترنت على نقاط محددة عند الحدود توضع فيها الكمية المهربة بحيث تقوم مجموعة من داخل سورية بالوصول اليها ونقلها، وهذه العملية غير الآمنة سهلت على الامن السوري الكشف عن العديد من هذه العمليات».    

المصدر : السفير /داود رمال


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة