دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكدت مصادر مصرية مطلعة ان القمة السورية المصرية ستتم الاسبوع الجاري في منتجع شرم الشيخ . وبدا أن قيادتي البلدين اتخذتا قراراً بضرورة «المصالحة» بعد سنوات من «الجفاء» و «القطيعة»، إذ برز اخيراً «غزل متبادل» توّج في القمة العربية التي استضافتها مدينة سرت الليبية الشهر الماضي بإعلان الأسد استعداده لزيارة مصر «إذا رغب مسؤولوها»، ما قوبل بترحيب من رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف الذي رأس وفد بلاده إلى القمة ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط
وسبق بوادر المصالحة المصرية – السورية في سرت اتجاه لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إذ قضى وزير الصناعة والتجارة المصري رشيد محمد رشيد نحو اسبوع في لقاءات مع المسؤولين السوريين في دمشق الشهر الماضي في زيارة وصفها نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري بـ «التاريخية»، تبعتها زيارة وزيرة الاقتصاد ا لمياء عاصي لمصر أوائل الشهر الجاري والتي اتفق خلالها «على الإسراع في إزالة أي معوقات تحول دون زيادة التبادل التجاري بين البلدين». ولوحظ في تصريحات مسؤولي البلدين خلال الزيارتين التذكير بـ «المصير الواحد» و «دولة الوحدة التي ما زالت في عقول شعبي البلدين وقلوبهم
واختتمت قبل أيام في مدينة الاسكندرية أعمال اللجنة الفنية المصرية - السورية المشتركة التي اتفق خلالها على توقيع عدد من مذكرات التفاهم خلال اجتماعات اللجنة التجارية المشتركة في دمشق الشهر المقبل برئاسة وزير التجارة والصناعة المصري ونظيرته السورية بهدف «تنمية التعاون التجاري والاقتصادي والنهوض به إلى المستوى اللائق بطبيعة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين». وأكد مسؤولو البلدين «حرص القيادة السياسية في مصر وسورية على دفع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك في المجالات المختلفة وتنميتها»، موضحين أن المرحلة المقبلة من التعاون تهدف الى تعظيم التبادل التجاري والاستثماري والخدمي والسياحي، ما ينعكس إيجاباً على الاستثمارات المشتركة وصولاً الى حجم مبادلات تجارية يتجاوز معدلاته الحالية، وهي نحو بليون و347 مليون دولار
أما على المستوى السياسي، فكان احتفال سورية الشهر الجاري بالعيد الرابع والستين لاستقلالها، «فرصة» انتهزتها القاهرة لتلطيف العلاقات مع دمشق، إذ لم يكتفِ الرئيس مبارك بإيفاد مسؤول في رئاسة الجمهورية إلى سفارة سورية في مصر للتهنئة، بل بعث برسالة تهنئة للرئيس الأسد الذي رد برسالة شكر. وعلى رغم أن هذه الأمور «البروتوكولية» ليست دليلاً على «عودة المياه لمجاريها»، إلا أن الحضور الرسمي المصري في الاحتفالية التي اقامتها السفارة السورية في مصر لمناسبة الاستقلال، عكس اتجاها رسمياً في تلطيف الأجواء، إذ حضر الحفلة 4 وزراء مصريين، فضلاً عن مسؤولين وديبلوماسيين من درجات أقل. وذكّر خلالها وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية الدكتور مفيد شهاب، الذي رأس الوفد المصري في القمة العربية في دمشق عام 2008 التي غاب عنها مبارك، بـ «تاريخ الكفاح المشترك بين البلدين دفاعاً عن القضية الفلسطينية وتاريخ العمل المشترك بين سورية ومصر إيماناً بالتضامن العربي وبالعمل العربي المشترك وضرورة دفعه». وأكد أنه «كلما كانت العلاقة بين البلدين طيبة وتسير في خط واحد لدفع العمل العربي التنموي المشترك، كان التنسيق في القضايا العربية والإقليمية والدولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، أكبر». وقال إن «العلاقة القوية بين مصر وسورية تجعلنا نشعر بالاطمئنان على الأمة العربية بأكملها (...) عيد سورية هو عيد لمصر
وبعد أسابيع من «الغزل المتبادل» بين القاهرة ودمشق، ينتظر مطار شرم الشيخ وصول الرئيس الأسد بعد انقطاع دام أكثر من أربع سنوات
المصدر :
الحياة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة