دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أنه خرج "من عقدة 7 أيار 2008 ولم يخرج منها الآخرون"، موضحًا أنه عرف "أخطارها"، قائلاً: "كانت العودة الطبيعيّة إلى سوريا عندما استقبلني الرئيس السوري بشار الأسد، لا أقول ذلك تملقاً، بل أشير إلى رمزيّة ما حصل، كانت للمرحلة السابقة ظروفها، وبعضها مؤلم، وأنا نادم على بعض ما قيل. وعندما استخدمت عبارة لحظة تخلٍّ كنت أعني ما أقول. لقد أدخلونا في لعبة أكبر منا
وعمّا إن كان يصحّ القول إن زعامة سياسيّة كبيرة كبيته تُدخل في لعبة أكبر منها، أجاب جنبلاط: "لم أكن وحدي. أنا استدركت، ولكن البعض لا". وأضاف: "هناك مَن استدرك قبلي ولا بد من إنصافه على الرغم من كل ما يقال عنه، وهو البطريرك "الماروني مار نصر الله بطرس) صفير، إذ كان أول مَن استدرك الأخطار عندما رفض نصاب "النصف +1" لانتخاب رئيس للجمهورية. وهنا أريد أن أعطي حقاً مماثلاً للوزير السابق بهيج طبارة الذي انتبه بدوره دستورياً لهذا الخطأ. عندما أتى الجنون إلى البعض في قوى 14 آذار" صدّقوا الدعم الأميركي، فقادت النصف +1 إلى 7 أيار
جنبلاط رأى أنه عاد إلى وليد جنبلاط القديم، معتبراً أنَّ "التاريخ يُعيد نفسه ولا أحد يقرأ التاريخ. أنا لا أعود إلى الخيار السوري، بل هو الخيار العربي الموضوعي، الذي لا يلغي استقلال لبنان ولا يتناقض مع عروبته
ولفت جنبلاط إلى أن كلام رئيس الهيئة التنفيذيّة في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "يذكّرنا بعامي 1982 و1983، كانت الحجة آنذاك السلاح الفلسطيني وما كانوا يسمّونه اليسار الدولي"، مشيراً في هذا السياق إلى أنَّ "حجتهم اليوم سلاح المقاومة، فيا ليتهم يفهمون أهمية هذا السلاح وأهمية بناء استراتيجية دفاعية يكون سلاح المقاومة جزءاً منها. اليوم يهاجمون سلاح المقاومة، وغداً العقيدة القتالية العربية للجيش، ومن بعدها اتفاق الهدنة بغية إلغائه كي يدفعوا لبنان إلى معاهدة سلام مع إسرائيل. يريدون الجيش بلا عقيدة عربيّة قتالية، كي يصبح جيش مرتزقة على طريقة الجيش الأميركي، ويتسللون من خلاله كما حاولوا التسلل عبر الإتفاقية الأمنيّة"، قائلاً: "كل ذلك يقلقني
جنبلاط أضاف: "هذا الرجل (جعجع) لا أعرف ماذا يريد، إمَّا أنه خيالي، أو لا أستطيع أن أفهم عليه. في طاولة الحوار قال إنه يريد إرسال 4000 جندي لبناني من الوحدات المدرّبة لمواجهة إسرائيل. صحيح أننا نقاومها ونضربها، لكن النتيجة أننا سنخسر الجنود الـ4000 أمام جيش العدو، فيما نحن نعدّهم لمنع الفوضى الداخليّة وحماية الاستقرار، وبدلاً من التنسيق بين الجيش والمقاومة نخسر أحدهما". ورأى أن "الظرف الحاضر يختلف عن العام 1982، ولعلّ في ذلك فضيلة لأنه لا تناقض بين المقاومة وسوريا. حينذاك كان هناك تناقض بين سوريا و(رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات) أبو عمّار الذي كان يسعى إلى خطة "الأكورديون" التي من خلالها تهاجم إسرائيل لبنان وتلتف على سوريا لتعصرها، فيذهب هو إلى التفاوض مع إسرائيل". وأضاف: "نحن نجحنا بجبهة الخلاص الوطني في مواجهة الخيارات الإسرائيلية. كنت مع (رئيس مجلس النواب) نبيه برّي و(الرئيسين) سليمان فرنجية ورشيد كرامي
ولفت جنبلاط إلى أن "جعجع يكشف نفسه يوماً بعد آخر ويستخدم كلاماً مقلقاً، ولا يريد أن يتعلّم من تجربة الماضي. لو كنت مكانه، لالتزمت الصمت أو لزايدت على كلام المقاومة". وأضاف: "أنا لم أعد أفهم عليه، وإذا استمر كذلك فلا أعرف كيف يمكن المحافظة عندئذ على ما بقي من وجود مسيحي في لبنان، وإذا دبّت الفوضى فستهاجر البقية، عندئذ ماذا سيفعل الآخرون؟
وإذ ميّز بين موقفه من جعجع والمسيحييين الآخرين في قوى "14 آذار"، لاحظ جنبلاط أن "المسلمين في الأمانة العامة لقوى "14 آذار" يتكلمون كجعجع، وأنا لا أرى سلاح المقاومة إلا جزءاً من منظومة عسكرية دفاعية لحماية لبنان وتحسين شروط التفاوض مع إسرائيل وتعزيز المبادرة العربية للسلام
وعمّا إذا اكتشف التناقض بينه وبين جعجع عندما قرّر الذهاب إلى دمشق، قال جنبلاط: "ظننت أنه انضم إلى اتفاق الطائف. لكن لا يبدو ذلك، فللانضمام إلى اتفاق الطائف شروطه وموجباته". ورأى أن "جعجع يتحدّث اليوم بلغة (الرئيس) بشير الجميّل واليمين اللبناني. اليمين اللبناني ليس مسيحياً فقط. كان هناك أيضاً كامل الأسعد. قاومناهم مع سليمان فرنجية ورشيد كرامي ونبيه برّي، واتفقنا مع (الرئيس) رفيق الحريري وكان يعمل عامي 1983 و1984 في الظلّ موفداً من الملك فهد بن عبد العزيز، ثم في العلن في اتفاق الطائف
جنبلاط رفض الكلام على عودة نفوذ دمشق إلى لبنان، بالقول: "لا أحب استخدام هذا التعبير، فسوريا ردّتني إلى وليد جنبلاط القديم، لكننا الآن في ظروف أفضل لأنه لا حرب في لبنان، ومع ذلك هناك مَن لا يزال يتحدّث بلغة قديمة. في العام 1958 أنجد (الرئيس جمال) عبد الناصر كمال جنبلاط كي لا يقع لبنان في شرك حلف بغداد. وعندما تعذّر لقاء كمال جنبلاط مع (الرئيس) حافظ الأسد نجح لقائي به بعد الأربعين، في العام 1977
إلى ذلك، وضع جنبلاط الشأن الداخلي "في سياق تطورات إقليميّة من خلال معطيات أبرزها، أن رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو تغلب على الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما جمّد خطته الهامشيّة للسلام وأصرّ على الإستيطان"، معتبراً أن نتنياهو "يحاول الآن تحويل الأنظار من الصراع العربي - الإسرائيلي إلى الجبهة الإيرانيّة ـ السوريّة ـ اللبنانيّة"، وأضاف: "في رأي إسرائيل إن ذلك يُضعف هذه الجبهة ويُجبر سوريا على القبول بالشروط الإسرائيلية
وأضاف جنبلاط: "أتمنى على صديقي جيف (مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير جيفري فيلتمان) ألا يرتكب خطأ فيليب حبيب ويقتدي بتجربته الفاشلة ويصبح مثله محرّضاً على سوريا. أقول ذلك لأنني أعرفه جيّداً، وأعرف على أبواب انتخابات تشرين الثاني أن الحزب "الديموقراطي" يريد تحسين شروطه للفوز، وقد يكون لبنان مسرحه، وبحسب معرفتي المقبولة به، وهو صديقي، لم يكن كلام جيف تحريضياً في جلسة استماع اللجنة الفرعية للشرق الأوسط التابعة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، وأمام رئيسها غاري ايكرمان الذي أعرفه جيداً أيضاً"، لافتاً في هذا المجال إلى أنَّ "تريد الإدارة الأميركية فتح صفحة جديدة مع سوريا وإرسال سفير أميركي إليها، لكن اللوبي الصهيوني يؤدي دوراً معاكساً لإحراجها
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة