غداة انتهاء زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان إلى بيروت، وعلى مسافة اقل من أسبوعين من إقرار الأميركيين ولو بصورة غير رسمية بالنكسة الاستخباراتية الكبيرة التي تعرضت لها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في بيروت، مع كشف المقاومة عددا من الجواسيس اللبنانيين المرتبطين بها في الشهور الماضية، بادرت المقاومة، ومن خلال قناة «المنار»، ليل أمس، إلى توجيه ضربة جديدة، للأميركيين تمثلت في بث تقارير تعرض تفصيليا هيكلية الـ«سي آي إيه» في لبنان، بالأسماء وتواريخ الميلاد والأسماء الحركية وآلية العمل وأهداف التجنيد.

وبدا أن «حزب الله» ومن خلال هذه الخطوة أراد إيصال رسالة للأميركيين وربما لسفارات دول أخرى، تمارس الدور نفسه، أي العمل بصفة مخبر عند الإسرائيليين، بأن عين المقاومة ساهرة على الأمن الوطني، و«أن من توصل الى هذه «الداتا» من المعلومات قادر على بث معلومات أخرى، قد تكون أخطر بكثير، في التوقيت الذي يختاره، من ضمن الحرب الخفية أو الباردة المفتوحة بين المقاومة والأجهزة الاستخباراتية التي تعمل عند الاسرائيليين».

وإذا كانت التقارير التي بثتها المقاومة عبر «المنار»، تندرج في خانة تهشيم صورة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن الأكيد أن السفارة الأميركية لم يغمض لها جفن، ليل أمس، وربما تبادر الى اعادة تقييم جديد لعمل الفريق الاستخباراتي فيها والذي يستخدم الصفة واللوحة الدبلوماسية للسفارة، واجهة لحركته، مثلما صار واجبا على بعض اللبنانيين الذين ربما لم يكن بعضهم يعرف طبيعة عمل هؤلاء الجواسيس أن يعيدوا النظر أيضا في تواصلهم مع السفارة الأميركية وحتى مع غيرها من السفارات، من دون إغفال واجبات

الدولة اللبنانية، وتحديدا وجوب استدعاء السفيرة الأميركية رسميا، وهو الأمر الذي شدد عليه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله خلال حلقة برنامج «حديث الساعة» التي بثتها «المنار» ليل أمس.

وكشفت المقاومة عبر «المنار» تفصيليا النشاط الاستخباري لجهاز الـ«سي آي إيه» انطلاقا من محطة متمركزة بشكل دائم في احد المباني التابعة للسفارة في عوكر، والتي «تتولى إدارة وتشغيل شبكات واسعة من المخبرين المنتشرين على الأراضي اللبنانية في قطاعات سياسية واجتماعية وتربوية وصحية وأمنية وإعلامية وعسكرية عدة».

ويحدد التقرير هيكلية تلك المحطة بدءًا برئيسها ضابط الاستخبارات دانيال باتريك ماكفيلي، Daniel Patrick Mcfeely مواليد 29/6/1966، الذي حل محل الرئيس السابق للمحطة «لويس كاهي» (Louis Kahi)، والذي ترك عمله في بداية العام 2009.

وبحسب التقرير، فإن ماكفيلي ينتحل صفة دبلوماسية في السفارة الأميركية ويعمل معه فريق يتولى إدارة العمل الاستخباري في لبنان يصل عدد أعضائه إلى حوالى عشرة ضباط، مكلفين إدارة ومتابعة الشبكات الأمنية التابعة للاستخبارات الأميركية في لبنان، ويخدمون بشكل ثابت في محطة بيروت لمدة ثلاث سنوات، وجميعهم يعملون بصفة دبلوماسيين في السفارة الأميركية، كما إن هناك ضباط مخابرات آخرين غير متفرغين في المحطة، يحضرون إلى لبنان لفترات قصيرة (عدة أسابيع أو عدة أشهر)، وغالبا ما يكون هؤلاء مكلفين بمهام محددة وبعد إنجازها يغادرون.

وسمى التقرير مجموعة من الضباط العاملين، وهم روسيندو سيدانو (Rosendo Cedano)، تشاك ليزنبي (Chuck Lisenbee)، سارة غيتر (Sarah Getter)، كما أشار إلى أن ضباط الاستخبارات يستخدمون أسماء وهمية يقدمون أنفسهم بها، ومن هؤلاء: الضابط «نيك» (Nick)، الضابط «جيم» (Jim)، الضابط يوسف، الضابطة «ليزا» (Lisa) ـ الضابط «جون» (John).

وكشفت معلومات المقاومة برنامج إدارة العملاء ومن ضمنه أماكن عقد اللقاءات بين الضباط والعملاء في أماكن عامة مثل «ستارباكس»، «ماكدونالدز»، «بيتزا هات»، فضلا عن بعض اللقاءات التي تعقد داخل سيارة الضابط وهي تحمل لوحة سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الأميركية ويتم التجول بها في الشوارع إلى حين الانتهاء من اللقاء.

ويلفت التقرير الانتباه إلى إن محطة الاستخبارات الأميركية في لبنان تنفذ عمليات تجنيد تطال مختلف شرائح المجتمع اللبناني، ويسلط التقرير الضوء على بنك أهداف الـ«سي آي إيه» في لبنان، ولا سيما الاستطلاع والاستخبار عن كل ما يتعلق بأفراد «حزب الله» والمقاومة من العناصر والمسؤولين، أرقام هواتفهم، وعناوين أماكن سكنهم، عناوين المدارس التي يتعلم فيها أولادهم، مشاكلهم المالية، أسماء مسؤولي «حزب الله» في القرى، والأسلحة التي بحوزتهم، مخازن الصواريخ، البنى اللوجستية للمقاومة والكوادر المعروفين بأنهم مطاردون من قبل العدو الإسرائيلي بهدف اغتيالهم.

ويشير التقرير إلى أنه خلال حرب تموز 2006، حركت المخابرات الأميركية مخبريها لمتابعة ورصد كل ما يتعلق بنشاط المقاومة، حيث كان يتم تزويد الإسرائيليين من قبل المخابرات الأميركية بكل المعلومات الميدانية التي يحصلون عليها، والتي أدى بعضها إلى استهداف العديد من المباني والأهداف المدنية من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية. كما طلب الأميركيون في محطة عوكر، من مخبريهم وجواسيسهم معلومات عن المؤسسات الصحية والاجتماعية والمالية التابعة لـ«حزب الله» المنتشرة في المناطق اللبنانية، «وفي بعض الحالات تعمد الاستخبارات الأميركية إلى ربط بعض المصادر التي كانت تديرها بضباط إسرائيليين تولوا لاحقاً استلام إدارة ومتابعة هذه المصادر، بما يخدم تنفيذ برنامج أمني خاص بالعدو الإسرائيلي بشكل كامل» كما فضح التقرير الفساد المالي داخل الـوكالة، كاشفا أن النظام المالي للـ«سي آي إيه» المعتمد مع العملاء لا يخلو من الفساد لجهة استيلاء ضابط الاستخبارات على جزء من الأموال المخصصة لجواسيسهم.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-10
  • 11687
  • من الأرشيف

المقاومة تفضح شبكة «سي آي إيه» بالأسماء والأماكن

غداة انتهاء زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان إلى بيروت، وعلى مسافة اقل من أسبوعين من إقرار الأميركيين ولو بصورة غير رسمية بالنكسة الاستخباراتية الكبيرة التي تعرضت لها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في بيروت، مع كشف المقاومة عددا من الجواسيس اللبنانيين المرتبطين بها في الشهور الماضية، بادرت المقاومة، ومن خلال قناة «المنار»، ليل أمس، إلى توجيه ضربة جديدة، للأميركيين تمثلت في بث تقارير تعرض تفصيليا هيكلية الـ«سي آي إيه» في لبنان، بالأسماء وتواريخ الميلاد والأسماء الحركية وآلية العمل وأهداف التجنيد. وبدا أن «حزب الله» ومن خلال هذه الخطوة أراد إيصال رسالة للأميركيين وربما لسفارات دول أخرى، تمارس الدور نفسه، أي العمل بصفة مخبر عند الإسرائيليين، بأن عين المقاومة ساهرة على الأمن الوطني، و«أن من توصل الى هذه «الداتا» من المعلومات قادر على بث معلومات أخرى، قد تكون أخطر بكثير، في التوقيت الذي يختاره، من ضمن الحرب الخفية أو الباردة المفتوحة بين المقاومة والأجهزة الاستخباراتية التي تعمل عند الاسرائيليين». وإذا كانت التقارير التي بثتها المقاومة عبر «المنار»، تندرج في خانة تهشيم صورة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن الأكيد أن السفارة الأميركية لم يغمض لها جفن، ليل أمس، وربما تبادر الى اعادة تقييم جديد لعمل الفريق الاستخباراتي فيها والذي يستخدم الصفة واللوحة الدبلوماسية للسفارة، واجهة لحركته، مثلما صار واجبا على بعض اللبنانيين الذين ربما لم يكن بعضهم يعرف طبيعة عمل هؤلاء الجواسيس أن يعيدوا النظر أيضا في تواصلهم مع السفارة الأميركية وحتى مع غيرها من السفارات، من دون إغفال واجبات الدولة اللبنانية، وتحديدا وجوب استدعاء السفيرة الأميركية رسميا، وهو الأمر الذي شدد عليه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله خلال حلقة برنامج «حديث الساعة» التي بثتها «المنار» ليل أمس. وكشفت المقاومة عبر «المنار» تفصيليا النشاط الاستخباري لجهاز الـ«سي آي إيه» انطلاقا من محطة متمركزة بشكل دائم في احد المباني التابعة للسفارة في عوكر، والتي «تتولى إدارة وتشغيل شبكات واسعة من المخبرين المنتشرين على الأراضي اللبنانية في قطاعات سياسية واجتماعية وتربوية وصحية وأمنية وإعلامية وعسكرية عدة». ويحدد التقرير هيكلية تلك المحطة بدءًا برئيسها ضابط الاستخبارات دانيال باتريك ماكفيلي، Daniel Patrick Mcfeely مواليد 29/6/1966، الذي حل محل الرئيس السابق للمحطة «لويس كاهي» (Louis Kahi)، والذي ترك عمله في بداية العام 2009. وبحسب التقرير، فإن ماكفيلي ينتحل صفة دبلوماسية في السفارة الأميركية ويعمل معه فريق يتولى إدارة العمل الاستخباري في لبنان يصل عدد أعضائه إلى حوالى عشرة ضباط، مكلفين إدارة ومتابعة الشبكات الأمنية التابعة للاستخبارات الأميركية في لبنان، ويخدمون بشكل ثابت في محطة بيروت لمدة ثلاث سنوات، وجميعهم يعملون بصفة دبلوماسيين في السفارة الأميركية، كما إن هناك ضباط مخابرات آخرين غير متفرغين في المحطة، يحضرون إلى لبنان لفترات قصيرة (عدة أسابيع أو عدة أشهر)، وغالبا ما يكون هؤلاء مكلفين بمهام محددة وبعد إنجازها يغادرون. وسمى التقرير مجموعة من الضباط العاملين، وهم روسيندو سيدانو (Rosendo Cedano)، تشاك ليزنبي (Chuck Lisenbee)، سارة غيتر (Sarah Getter)، كما أشار إلى أن ضباط الاستخبارات يستخدمون أسماء وهمية يقدمون أنفسهم بها، ومن هؤلاء: الضابط «نيك» (Nick)، الضابط «جيم» (Jim)، الضابط يوسف، الضابطة «ليزا» (Lisa) ـ الضابط «جون» (John). وكشفت معلومات المقاومة برنامج إدارة العملاء ومن ضمنه أماكن عقد اللقاءات بين الضباط والعملاء في أماكن عامة مثل «ستارباكس»، «ماكدونالدز»، «بيتزا هات»، فضلا عن بعض اللقاءات التي تعقد داخل سيارة الضابط وهي تحمل لوحة سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الأميركية ويتم التجول بها في الشوارع إلى حين الانتهاء من اللقاء. ويلفت التقرير الانتباه إلى إن محطة الاستخبارات الأميركية في لبنان تنفذ عمليات تجنيد تطال مختلف شرائح المجتمع اللبناني، ويسلط التقرير الضوء على بنك أهداف الـ«سي آي إيه» في لبنان، ولا سيما الاستطلاع والاستخبار عن كل ما يتعلق بأفراد «حزب الله» والمقاومة من العناصر والمسؤولين، أرقام هواتفهم، وعناوين أماكن سكنهم، عناوين المدارس التي يتعلم فيها أولادهم، مشاكلهم المالية، أسماء مسؤولي «حزب الله» في القرى، والأسلحة التي بحوزتهم، مخازن الصواريخ، البنى اللوجستية للمقاومة والكوادر المعروفين بأنهم مطاردون من قبل العدو الإسرائيلي بهدف اغتيالهم. ويشير التقرير إلى أنه خلال حرب تموز 2006، حركت المخابرات الأميركية مخبريها لمتابعة ورصد كل ما يتعلق بنشاط المقاومة، حيث كان يتم تزويد الإسرائيليين من قبل المخابرات الأميركية بكل المعلومات الميدانية التي يحصلون عليها، والتي أدى بعضها إلى استهداف العديد من المباني والأهداف المدنية من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية. كما طلب الأميركيون في محطة عوكر، من مخبريهم وجواسيسهم معلومات عن المؤسسات الصحية والاجتماعية والمالية التابعة لـ«حزب الله» المنتشرة في المناطق اللبنانية، «وفي بعض الحالات تعمد الاستخبارات الأميركية إلى ربط بعض المصادر التي كانت تديرها بضباط إسرائيليين تولوا لاحقاً استلام إدارة ومتابعة هذه المصادر، بما يخدم تنفيذ برنامج أمني خاص بالعدو الإسرائيلي بشكل كامل» كما فضح التقرير الفساد المالي داخل الـوكالة، كاشفا أن النظام المالي للـ«سي آي إيه» المعتمد مع العملاء لا يخلو من الفساد لجهة استيلاء ضابط الاستخبارات على جزء من الأموال المخصصة لجواسيسهم.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة