أدلى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بمواقف جديدة ومثيرة متعددة حول الوضع في سورية، وذلك على هامش اجتماعات حلف شمال الأطلسي في بروكسل.

ورأى الوزير التركي في حوار مع صحيفة «حرييت» أن الحديث عن تدخل عسكري خارجي في سورية مجرد شائعات، وإن الثقة التي اكتسبها حلف شمال الأطلسي من الحرب على ليبيا لا تعني تكرارها في سورية، حيث لا تساند تركيا ولا فرنسا هذه الفكرة، كما أن الانسحاب الأميركي من العراق عامل آخر في عدم ترجيح هذا الخيار.

ويقول داود اوغلو إن تغيير النظام في سورية سيكون عبر الديناميات الداخلية، بحيث لا يتطلب أي تدخل خارجي، لكنه أضاف انه إذا كان الأمر يتطلب تدخل «عنصر خارجي» فيمكن الإشارة إلى الجامعة العربية وليس الاتحاد الأوروبي. وهنا لا يرى داود اوغلو الجامعة العربية ولا تركيا «عنصرا خارجيا» بل انهما «فردان في العائلة الواسعة».

وتابع إن الخيار العسكري يتطلب قرارا من الأمم المتحدة، وهو ما تعارضه روسيا، التي تقف أيضا بشدة ضد أي تدخل «أطلسي». وقال إن إبعاد روسيا عن النظام في سوريا مهم لتقريب نهاية النظام، مضيفا انه يتحادث في هذا الأمر مع موسكو، وهو الذي كان وراء تشجيع روسيا على الجلوس مع المعارضة السورية.

واعتبر داود اوغلو أن من أهم أسباب استمرار النظام هو عدم تخلي البورجوازية التجارية في دمشق وحلب عنه، والعقوبات الاقتصادية سوف تسرّع من قطع العلاقة بين البورجوازية والنظام. كما أن هناك سببا آخر هو أن الأقلية المسيحية تقف إلى جانب الأقلية العلوية.

وقال إن العامل المسيحي هو من العوامل المؤثرة في طريقة تعاطي الغرب مع سوريا. وإذ أشار إلى أهمية اتخاذ مواقف تحول دون صدامات مذهبية، قال إن تركيا ستكون ضمانة أمن المسيحيين في سوريا، وسوف تقدم في وقت قريب على خطوة محددة في هذا الإطار.

وحول فكرة المنطقة العازلة، قال الوزير التركي انه مطلب للمعارضة السورية وليست مطلبا تركيا. وأضاف انه إذا أقيمت منطقة عازلة فسوف يلجأ إليها السنّة، وحينها سوف يأخذ النظام، بهذه الحجة، المنطقة الواقعة غرب خط حلب وحماه وحمص التي تمتد إلى البحر المتوسط، كمنطقة علوية، وهذا سيفتح أمام تقسيم جغرافي لسوريا على أساس مذهبي.

  • فريق ماسة
  • 2011-12-10
  • 10450
  • من الأرشيف

تركيا : الحديث عن تدخل عسكري خارجي في سورية مجرد شائعات

  أدلى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بمواقف جديدة ومثيرة متعددة حول الوضع في سورية، وذلك على هامش اجتماعات حلف شمال الأطلسي في بروكسل. ورأى الوزير التركي في حوار مع صحيفة «حرييت» أن الحديث عن تدخل عسكري خارجي في سورية مجرد شائعات، وإن الثقة التي اكتسبها حلف شمال الأطلسي من الحرب على ليبيا لا تعني تكرارها في سورية، حيث لا تساند تركيا ولا فرنسا هذه الفكرة، كما أن الانسحاب الأميركي من العراق عامل آخر في عدم ترجيح هذا الخيار. ويقول داود اوغلو إن تغيير النظام في سورية سيكون عبر الديناميات الداخلية، بحيث لا يتطلب أي تدخل خارجي، لكنه أضاف انه إذا كان الأمر يتطلب تدخل «عنصر خارجي» فيمكن الإشارة إلى الجامعة العربية وليس الاتحاد الأوروبي. وهنا لا يرى داود اوغلو الجامعة العربية ولا تركيا «عنصرا خارجيا» بل انهما «فردان في العائلة الواسعة». وتابع إن الخيار العسكري يتطلب قرارا من الأمم المتحدة، وهو ما تعارضه روسيا، التي تقف أيضا بشدة ضد أي تدخل «أطلسي». وقال إن إبعاد روسيا عن النظام في سوريا مهم لتقريب نهاية النظام، مضيفا انه يتحادث في هذا الأمر مع موسكو، وهو الذي كان وراء تشجيع روسيا على الجلوس مع المعارضة السورية. واعتبر داود اوغلو أن من أهم أسباب استمرار النظام هو عدم تخلي البورجوازية التجارية في دمشق وحلب عنه، والعقوبات الاقتصادية سوف تسرّع من قطع العلاقة بين البورجوازية والنظام. كما أن هناك سببا آخر هو أن الأقلية المسيحية تقف إلى جانب الأقلية العلوية. وقال إن العامل المسيحي هو من العوامل المؤثرة في طريقة تعاطي الغرب مع سوريا. وإذ أشار إلى أهمية اتخاذ مواقف تحول دون صدامات مذهبية، قال إن تركيا ستكون ضمانة أمن المسيحيين في سوريا، وسوف تقدم في وقت قريب على خطوة محددة في هذا الإطار. وحول فكرة المنطقة العازلة، قال الوزير التركي انه مطلب للمعارضة السورية وليست مطلبا تركيا. وأضاف انه إذا أقيمت منطقة عازلة فسوف يلجأ إليها السنّة، وحينها سوف يأخذ النظام، بهذه الحجة، المنطقة الواقعة غرب خط حلب وحماه وحمص التي تمتد إلى البحر المتوسط، كمنطقة علوية، وهذا سيفتح أمام تقسيم جغرافي لسوريا على أساس مذهبي.

المصدر : السفير /محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة