كلّما ظهرت إشارات إيجابية في الموقف السوري لتنفيذ المبادرة العربية، تقوم وسائل إعلام عربية بحملات مجنونة ضد سوريا لمنع الحل ووقف إراقة الدماء كأنما بعض الدول العربية تريد تنفيذ مخطط تقسيم سورية وانهاء دور سورية في المنطقة وإفساح المجال لإسرائيل لتسيطر على المنطقة كلها .رغم كلام وزير الخارجية السورية وليد المعلم في إعلان موقف سوريةالقابل والموافق على المبادرة العربية وكذلك إعلان دمشق مجيء وفد من 500 شخصية من مراقبين عاملين في مجال حقوق الانسان وعسكريين عرب واعلاميين للمراقبة والاشراف على تنفيذ المبادرة العربية كلها، اتخذت دول عربية تابعة لاميركا موافقة ضد القبول السوري.

لم يعد أمامنا إلا ان يعود الاستعمار العثماني، وهذه اللعبة العربية الخطرة أفسحت في المجال لتدمير العراق ولتدمير أكثرية الدول العربية تحت عنوان «الديموقراطية» وللايضاح نحن مع الاصلاحات ومع الديموقواطية ونحن مع مطالب يريدها الشعب السوري ووافق على قسم كبير منها النظام السوري بكلام وقرارات رئاسية وحكومية، ولكن هنالك خطر كبير ناتج من مخطط يستهدف تقسيم سوريا الى دولة علوية ودولتين سنيّتين، واحدة عاصمتها دمشق ودولة سنيّة ثانية عاصمتها حلب، ودولة درزية تتصل من جبل العرب في حوران الى جبل الشيخ حيث القرى الدرزية ثم الى حاصبيا والى الشوف وعاليه وصولا الى خلدة، على ان يتم تقسيم لبنان بعد ذلك الى مناطق طائفية في الجنوب والبقاع للشيعة ومن الحدث وصولا الى بشري وإهدن منطقة مسيحية ومن القلمون الى عكار منطقة سنية، وهكذا لا يعود أمام اسرائيل الا دويلات طوائفية مذهبية مجزأة ومقسّمة وضعيفة وتكون الدولة اليهودية المؤلفة من 8 ملايين يهودي هي الاقوى وتحكم الدويلات الصغيرة حولها.

نحن ننتظر من اجتماع الرباط ايجابية من العرب حيال الموقف السوري الموافق على المبادرة العربية ومهما كانت الاخطاء، إذا كانت من سوريا او من العرب او من المعارضين وغيرهم، لكن من المؤكد ان المؤامرة كبيرة ويجب تجنّبها، فإذا سقطت سوريا لا سمح الله، عبر تقسيمها، فهذا انتصار للمخطط الصهيوني على العرب كلهم، ومن يقول بسقوط النظام في سوريا يقول ان المطلوب هو الفوضى الكاملة في سوريا. فلا يمكن إسقاط النظام في سوريا ولا يمكن تجاهل وجود معارضة سورية، والمطلوب حوار ترعاه الجامعة العربية لوقف نزيف الدم في سوريا فوراً بإشراف عربي وعبر تنفيذ المبادرة العربية التي تقوم بها اللجنة التابعة للجامعة العربية.

إذا فشل مؤتمر الرباط في قبول واستيعاب الموافقة السورية على المبادرة العربية، فإن ذلك يعني ان هناك مؤامرة عربية ـ صهيونية ـ اميركية يجري تنفيذها ضد سوريا ولبنان لتقسيمهما، وهو أمر سيؤدي الى شلالات من الدم والى زلزال كبير في المنطقة كلها لن ينجو احد منه في المنطقة العربية التي ستشتعل وستكون هناك حروب كبرى وصغرى وبحر من الدماء ولهباً من النار.

إننا ننتظر الحكمة العربية والوعي العربي كما نشدّد على تأكيد الموافقة السورية على المبادرة العربية، لأن تجربة لبنان في الحروب الداخلية علّمتنا ان الحوار وحده القادر على حل المشاكل وان حرب السنتين في لبنان والحروب المتعددة في لبنان قد أدت الى استشهاد مئتي الف لبناني اصبحوا تحت التراب وهجرة ثلاثة ملايين الى الخارج ودمار وخراب لأكثرية المناطق. ولولا الحوار في الطائف لاستمرت الحروب الى ما لا نهاية رغم عدم موافقتنا على كل بنود الطائف، خاصة ما جاء فيه من تأكيد على طائفية البلد ودخول الميليشيات الى الدولة وابتلاعها وعلى كيفية تطبيق الطائف في لبنان من قبل سوريا.

اليوم نحن نقف أمام مؤامرة على سوريا، لكن سوريا قوية، وسوريا عزيزة، وسوريا منيعة، وسوريا قادرة على اجتياز العواصف مهما كانت، وسوريا دولة عربية وقوية والجيش السوري يحمل الراية العربية بعنفوان واعتزاز، وسوريا رمز للعروبة وتاريخ للعروبة والمطلوب منع المؤامرة عليها وإنقاذها من هذه المؤامرة، وأولياء الحل يجب أن يكونوا العرب وان يتفهموا القبول السوري للمبادرة العربية وان يعملوا على وقف نزيف الدم في سوريا لأن الآتي أخطر اذا استمر الوضع في سوريا.

الشعب السوري عزيز على قلوبنا، والوطن السوري عزيز على قلوبنا، والاستقرار في سوريا استقرار للمنطقة كلها، وأما تنفيذ المؤامرة ضد سوريا فتدمير شامل للعروبة وللمنطقة كلها وانفجار برميل البارود ستصل أصداؤه من المحيط الى الخليج.

كل عربي حر يجب ان يعمل على وقف نزيف الدماء في سوريا، كل عربي حر يجب ان يؤكد في هذه اللحظة حرصه على العروبة عبر وقف المؤامرة على سوريا، والمطلوب من الجميع وأولهم النظام السوري وكذلك المسلحون والمتظاهرون في سوريا ومن العالم العربي العمل جميعاً وبمسؤولية عالية لوقف المؤامرة ولا بديل عن المبادرة العربية وما دامت سوريا وافقت على هذه المبادرة فلماذا تقوم بعض الدول العربية بالعمل على إفساح المجال لتدخل دولي عسكري خارجي ربما في سوريا لان تدخلاً من هذا النوع لن يمر بسهولة بل سيفجر المنطقة كلها.

إننا إذ نؤكد ان هنالك مؤامرة ضد سوريا وفي الوقت ذاته نؤكد حرصنا على حصول إصلاحات، وعلى تجاوب العرب مع القبول السوري للمبادرة العربية لان الاتجاه الآخر هو المجهول وهو الانفجار الكبير في منطقتنا وهو اكبر هزيمة للعروبة واكبر انتصار لاسرائيل وللمخطط الصهيوني.

فهل نصدّق أن هنالك عرباً يريدون نجاح المخطط الصهيوني ضد العروبة.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-11-15
  • 11090
  • من الأرشيف

المؤامرة خطرة على سورية

كلّما ظهرت إشارات إيجابية في الموقف السوري لتنفيذ المبادرة العربية، تقوم وسائل إعلام عربية بحملات مجنونة ضد سوريا لمنع الحل ووقف إراقة الدماء كأنما بعض الدول العربية تريد تنفيذ مخطط تقسيم سورية وانهاء دور سورية في المنطقة وإفساح المجال لإسرائيل لتسيطر على المنطقة كلها .رغم كلام وزير الخارجية السورية وليد المعلم في إعلان موقف سوريةالقابل والموافق على المبادرة العربية وكذلك إعلان دمشق مجيء وفد من 500 شخصية من مراقبين عاملين في مجال حقوق الانسان وعسكريين عرب واعلاميين للمراقبة والاشراف على تنفيذ المبادرة العربية كلها، اتخذت دول عربية تابعة لاميركا موافقة ضد القبول السوري. لم يعد أمامنا إلا ان يعود الاستعمار العثماني، وهذه اللعبة العربية الخطرة أفسحت في المجال لتدمير العراق ولتدمير أكثرية الدول العربية تحت عنوان «الديموقراطية» وللايضاح نحن مع الاصلاحات ومع الديموقواطية ونحن مع مطالب يريدها الشعب السوري ووافق على قسم كبير منها النظام السوري بكلام وقرارات رئاسية وحكومية، ولكن هنالك خطر كبير ناتج من مخطط يستهدف تقسيم سوريا الى دولة علوية ودولتين سنيّتين، واحدة عاصمتها دمشق ودولة سنيّة ثانية عاصمتها حلب، ودولة درزية تتصل من جبل العرب في حوران الى جبل الشيخ حيث القرى الدرزية ثم الى حاصبيا والى الشوف وعاليه وصولا الى خلدة، على ان يتم تقسيم لبنان بعد ذلك الى مناطق طائفية في الجنوب والبقاع للشيعة ومن الحدث وصولا الى بشري وإهدن منطقة مسيحية ومن القلمون الى عكار منطقة سنية، وهكذا لا يعود أمام اسرائيل الا دويلات طوائفية مذهبية مجزأة ومقسّمة وضعيفة وتكون الدولة اليهودية المؤلفة من 8 ملايين يهودي هي الاقوى وتحكم الدويلات الصغيرة حولها. نحن ننتظر من اجتماع الرباط ايجابية من العرب حيال الموقف السوري الموافق على المبادرة العربية ومهما كانت الاخطاء، إذا كانت من سوريا او من العرب او من المعارضين وغيرهم، لكن من المؤكد ان المؤامرة كبيرة ويجب تجنّبها، فإذا سقطت سوريا لا سمح الله، عبر تقسيمها، فهذا انتصار للمخطط الصهيوني على العرب كلهم، ومن يقول بسقوط النظام في سوريا يقول ان المطلوب هو الفوضى الكاملة في سوريا. فلا يمكن إسقاط النظام في سوريا ولا يمكن تجاهل وجود معارضة سورية، والمطلوب حوار ترعاه الجامعة العربية لوقف نزيف الدم في سوريا فوراً بإشراف عربي وعبر تنفيذ المبادرة العربية التي تقوم بها اللجنة التابعة للجامعة العربية. إذا فشل مؤتمر الرباط في قبول واستيعاب الموافقة السورية على المبادرة العربية، فإن ذلك يعني ان هناك مؤامرة عربية ـ صهيونية ـ اميركية يجري تنفيذها ضد سوريا ولبنان لتقسيمهما، وهو أمر سيؤدي الى شلالات من الدم والى زلزال كبير في المنطقة كلها لن ينجو احد منه في المنطقة العربية التي ستشتعل وستكون هناك حروب كبرى وصغرى وبحر من الدماء ولهباً من النار. إننا ننتظر الحكمة العربية والوعي العربي كما نشدّد على تأكيد الموافقة السورية على المبادرة العربية، لأن تجربة لبنان في الحروب الداخلية علّمتنا ان الحوار وحده القادر على حل المشاكل وان حرب السنتين في لبنان والحروب المتعددة في لبنان قد أدت الى استشهاد مئتي الف لبناني اصبحوا تحت التراب وهجرة ثلاثة ملايين الى الخارج ودمار وخراب لأكثرية المناطق. ولولا الحوار في الطائف لاستمرت الحروب الى ما لا نهاية رغم عدم موافقتنا على كل بنود الطائف، خاصة ما جاء فيه من تأكيد على طائفية البلد ودخول الميليشيات الى الدولة وابتلاعها وعلى كيفية تطبيق الطائف في لبنان من قبل سوريا. اليوم نحن نقف أمام مؤامرة على سوريا، لكن سوريا قوية، وسوريا عزيزة، وسوريا منيعة، وسوريا قادرة على اجتياز العواصف مهما كانت، وسوريا دولة عربية وقوية والجيش السوري يحمل الراية العربية بعنفوان واعتزاز، وسوريا رمز للعروبة وتاريخ للعروبة والمطلوب منع المؤامرة عليها وإنقاذها من هذه المؤامرة، وأولياء الحل يجب أن يكونوا العرب وان يتفهموا القبول السوري للمبادرة العربية وان يعملوا على وقف نزيف الدم في سوريا لأن الآتي أخطر اذا استمر الوضع في سوريا. الشعب السوري عزيز على قلوبنا، والوطن السوري عزيز على قلوبنا، والاستقرار في سوريا استقرار للمنطقة كلها، وأما تنفيذ المؤامرة ضد سوريا فتدمير شامل للعروبة وللمنطقة كلها وانفجار برميل البارود ستصل أصداؤه من المحيط الى الخليج. كل عربي حر يجب ان يعمل على وقف نزيف الدماء في سوريا، كل عربي حر يجب ان يؤكد في هذه اللحظة حرصه على العروبة عبر وقف المؤامرة على سوريا، والمطلوب من الجميع وأولهم النظام السوري وكذلك المسلحون والمتظاهرون في سوريا ومن العالم العربي العمل جميعاً وبمسؤولية عالية لوقف المؤامرة ولا بديل عن المبادرة العربية وما دامت سوريا وافقت على هذه المبادرة فلماذا تقوم بعض الدول العربية بالعمل على إفساح المجال لتدخل دولي عسكري خارجي ربما في سوريا لان تدخلاً من هذا النوع لن يمر بسهولة بل سيفجر المنطقة كلها. إننا إذ نؤكد ان هنالك مؤامرة ضد سوريا وفي الوقت ذاته نؤكد حرصنا على حصول إصلاحات، وعلى تجاوب العرب مع القبول السوري للمبادرة العربية لان الاتجاه الآخر هو المجهول وهو الانفجار الكبير في منطقتنا وهو اكبر هزيمة للعروبة واكبر انتصار لاسرائيل وللمخطط الصهيوني. فهل نصدّق أن هنالك عرباً يريدون نجاح المخطط الصهيوني ضد العروبة.  

المصدر : الديار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة