أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن سورية ستحظى بمستقبل تسوده الديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية الإعلام، وصناديق الاقتراع هي التي تحدد من سيحكم سورية، لافتاً إلى "أن الرئيس الأسد هو اقل الرؤساء المهتمين في المناصب السياسية".

وقال المقداد في حديث لتلفزيون "روسيا اليوم" "في الوقت الحاضر حلف شمال الأطلسي لا يمكنهم مس سورية، لأنهم لو كانوا يدركون أن الذهاب إلى سورية أمر سهل لكانوا قد فعلوا ذلك".

وفي سؤال حول تقارير منظمة حقوق الإنسان هناك أكثر من 3000 ضحية في سورية منذ بدء الاحتجاجات في آذار الماضي، قال المقداد "اعتقد أن السؤال يجب أن يكون بالعكس تماماً: ماذا يحدث في سورية؟ إن بعض المنظمات الحكومية والدولية قد فقدت مصداقيتها... إنها تنظر إلى الحقائق بعين واحدة و لا ترى حقيقة ما يحدث - هذه المنظمات تستمع إلى الإشاعات من هنا وهناك والتي تتحدث عن أرقام مضلله، ولم تذكر أي من تلك المنظمات أن سورية فقدت ألفا ومائة وخمسين عنصراً من عناصر الجيش والقوات الأمنية".

وتساءل المقداد "هل تعتقدون أن هذا هو المنهج الصحيح- بالتأكيد لا- نعم إن العديد من المدنيين قتلوا واغتيلوا ولكن السؤال هو من الذي قتل واغتال هؤلاء المدنين؟ إن العديد من المجرمين الذين وقعوا في قبضة القوات الأمنية قد اعترفوا بأنهم هم من كان يقتل ويغتال المدنين كي تبقى الاحتجاجات مستمرة ، بل أن بعضهم اعترف أنهم يقتلون المدنين كي يتمكنوا من الإبقاء على المباني غير القانونية لأنهم لا يتمكنوا من خرق القانون إذا لم تكن هناك مظاهرات واحتجاجات، هذه هي الأسباب الحقيقية، بدورنا نحن نعتقد أن مقتل شخص واحد هو أمر محزن ولذلك ولأجل مواجهة هذه التحديات قامت الحكومة باستحداث لجنة قضائية مستقلة مهمتها التحقيق في قضايا القتل والوقوف على أسباب قتل المدنيين ومن هنا نحن نؤكد لكم أن أي شخص مسؤول عن قتل المدنيين من أي طرف كان سيتم تقديمه للعدالة ".

وفي سؤال حول أن تكون سورية تقف على شفير حرب أهلية، قال المقداد "كلا، إنما أولئك الذين يشعلون نار تلك الأحداث هم من يريد أن تدخل سورية في طاحونة الحرب الأهلية ولكن التماسك الاجتماعي السوري وتاريخ سورية يحولان دون ذلك، فلدينا الأديان الموحدة الثلاثة الكبرى في سورية ولكل واحد من هذه الأديان هناك طوائف متعددة".

وأضاف "لكن من يشعل الأحداث هم من يريدون الحرب الأهلية، ونحن قد حددنا هؤلاء ويمكنني أن اسميهم الآن : المتطرفون الإسلاميون والسلفيون ومروجو المخدرات والمهربون وقد تم تزويدهم بأحدث تقنية الاتصالات من جهات خارجية، فضلا عن تمويل الإرهاب والإرهابيين .. ملايين الدولارات تم تهريبها إلى سورية بالإضافة إلى الأسلحة والمعدات من البلدان المجاورة من تركيا ولبنان والعراق وغيرها من البلدان، والهدف هو زعزعة الاستقرار والسلام في سورية".

وحول إن كانت المعارضة بالكامل تتكون من الإسلاميين ولا يوجد هناك أي مدنيين يكافحون حاليا من اجل تأمين حياة أفضل، قال "بالتأكيد كلا، لدينا معارضة داخلية، فالقيادة السورية تأخذ بنظر الاعتبار آراء هذه المعارضة وسنعمل معها لبناء سورية الجديدة".

وفي سؤال حول إمكانية تطور الأحداث في سورية مثلما حصل في تونس ومصر وليبيا، وقال المقداد "كي أكون صريحاً، نحن نعترف بالأخطاء ونعترف أيضا أن عملية الإصلاح لم تبدأ كما كان متوقعا. هذه حقائق يجب أن نتقبلها ولكن ما لم نتوقعه هو تطور الأحداث بهذا الشكل العنيف، وهذا يتناقض مع طبيعة وروح الشعب السوري ويتناقض أيضا مع حقيقة الإصلاحات التي أعلنها الرئيس الأسد، لنأخذ أمثلة من بلدان أخرى، (مصر على سبيل المثال) ماذا لدينا هناك، نظام مدعوم بالكامل من قبل أمريكا والأنظمة الغربية، ومليارات الدولارات تنفقها أمريكا سنويا لإسكات الشعب المصري تجاه سياسة النظام المصري آنذاك ، والأمر ذاته ينطبق على تونس، أما في سورية الوضع مختلف، نحن ندرك أن هناك أخطاء وندرك الحاجة للتعديلات والإصلاحات ولكن الإصلاحات لم تبدأ- لماذا.؟ حينما أتى الرئيس الأسد إلى السلطة عام 2000 أتى ببرنامج إصلاحات متكامل، ولكن الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وكانت لديهم نية لاحتلال سورية، هذه ليست الأسرار والكل يعرفها".

وأضاف "وفي عام 2005 مرة أخرى أردنا الشروع في برنامج الإصلاحات ولكن ما أن بدأنا نخطط حتى تم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني ومباشرة وبعد عشرة دقائق من مقتله تم اتهام سورية بالوقوف وراء عملية الاغتيال، وكان علينا أن ندافع عن استقلال سورية وتم نقل القضية إلى المحفل الدولي، حينها كنت أنا سفير سورية لدى مجلس الأمن الدولي، وانشغلنا في هذه القضية لمدة 2 إلى 3 سنوات، مع فرض عقوبات على سورية وعزل سورية والمشكلات الكثيرة التي تعرضت لها، و بعد كل ذلك اكتشفوا أن سورية لا علاقة لها بالاغتيال وان هناك مجموعة أخرى هي المسوؤلة عن الاغتيال، ولكن عانينا ما عانيناه".

وتابع المقداد "وتأخرت الإصلاحات مرة أخرى الآن ، أنا متأكد أن سؤالك التالي سيكون عن ماهية الإصلاحات التي تقدم بها الرئيس الأسد ومدى تقدمنا في تنفيذ الإصلاحات ".

وفي سؤال حول دور شبكات التواصل الاجتماعي في سورية، قال المقداد "لعبت دوراً كبيراً أيضاً، فقد صادرنا العديد من أجهزة الهواتف النقالة من سيارات بعض البعثات الدبلوماسية في سورية.. وبالمناسبة، قبل تطور الأحداث كانت هناك قيودا مفروضة على شبكة الانترنت ولكن الرئيس الأسد أمر برفع تلك القيود وبدأ الناس يستخدمون الشبكة العنكبوتية بحرية رغم إساءة استخدامها، ولكن الحكومة لم تضع أية قيود عليها ".

وفي سؤال حول التركيبة الطائفية في سورية وفيما إن كانت سبباً لاندلاع الأزمة، قال المقداد: "هذا سؤال خطير للغاية فنحن لا نفكر من منطق الأغلبية والأقلية في سورية، لان هذا قد يسبب تمزيق البلاد، بعض القوى لعبت على هذا الأمر واستغلت هذا الأمر ضد مصالح الشعوب، فحينما يكون رئيس من الأغلبية في القيادة سيقولون إن الأغلبية تضطهد الأقلية وحينما يكون هناك رئيس من الأقلية يقولون إن الأقلية تضطهد الأغلبية".

وأضاف "وهذه لعبة قذرة جدا يلعبونها نيابة عن القوى الغربية باسم حقوق الإنسان والديمقراطية، أليس من حق أي شخص أن يصبح رئيسا بغض النظر عن كونه من الأقلية أو من الأغلبية؟ هذه جريمة كما نعتقد ونحن في سورية لا نتحدث مطلقا عن أغلبية أو أقلية، الكل في سورية يمتلك الحق في أن يكون رئيساً أو رئيساً للوزراء، هل تعلمون أن أول رئيس وزراء في سورية كان من طائفة المسيحيين الارثوذوكس، ما الخطأ في ذلك ؟ الآن يحاولون تضليل الشعب السوري والرأي العام العالمي من خلال الحديث عن بعض القضايا التي يهدفون من ورائها إلى تقسيم سورية وتقسيم الشعب السوري، ومن هنا نحن نختلف عن مصر وتونس، هنا لدينا نظام سياسي يعمل على حماية سيادة واستقلال سورية ونحن فخورون بالقيام بذلك، على عكس مصر وتونس حيث النظامان السياسيان يداران ويتمحوران بالكامل حول المصالح الأمريكية، نحن هنا نتعرض لهجوم قوي لرفضنا لسياسات الولايات المتحدة في المنطقة الساعية إلى إخضاع المنطقة لها بالكامل ودعم إسرائيل من خلال إضعاف الأنظمة وكذلك من خلال إخضاع الشعب الفلسطيني كي تتمتع إسرائيل تعيش رغيد"

وحول ما تتناقله وسائل الإعلام عن تصريحات مفترضة لرئيس بشار الأسد هدد فيها بضرب إسرائيل إذ تعرضت سورية لهجوم من قوات الناتو، رغم أن إسرائيل ليست عضوا في الناتو، قال فيصل المقداد "كلا.. كلا، هذا أمر غير صحيح على الإطلاق، لا نريد أن نستخدم ما يحدث في سورية كورقة للمساومة على قضايا أخرى.. الرئيس الأسد لن يفعل هذا ومباشرة حينما أطلقت هذه الإشاعات صرح مصدر مخول أن سورية تميز بين ما يحدث داخليا وبين الصراع العربي الإسرائيلي".

وأضاف "لدينا آلية للتعامل مع الأحداث الداخلية، وقضية الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا وللأراضي الفلسطينية قضية مختلفة تماماً، استراتيجيا نحن لا نربط بين القضيتين فنحن نعرف أن مسألة التوازانات في الشرق الأوسط قضية حساسة جداً ولكن حينما تهددنا إسرائيل سندافع عن أنفسنا".

وحول إمكانية تدخل حلف شمال الأطلسي في سورية، قال المقداد "في الوقت الحاضر لا يمكنهم مس سورية، لأنهم لو كانوا يدركون أن الذهاب إلى سورية أمر سهل لكانوا قد فعلوا ذلك، لا يستطيعون ذلك لان المنطقة بالكامل ضد التدخل في سورية".

وأضاف "أما حينما ذهبوا إلى ليبيا بحجة حقوق الإنسان والدفاع عن الليبيين، فانا اعتقد أن القذافي لو عاش مئة عام أخرى لم يكن ليقتل جزء بسيطاً من الناس الذين سقطوا جراء هجمات الناتو.. 50 ألف شخص قضوا على أيدي قوات الناتو ونحن نعتقد أنهم يجب ان يخضعوا للعدالة الدولية لما اقترفوه من جرائم . نحن لا نعقتد أن الناتو يمكن أن يتدخل في سورية لان شعوب المنطقة لن تقبل بذلك أولا وثانيا نحن لدينا أصدقائنا في المجتمع الدولي".

وتابع المقداد "إذا كان الناتو يعتقد أن لديه بطاقة خضراء لغزو العالم فانه سيفعل ولكن هناك دول تقف ضد التدخل في الشؤون الداخلية السورية بقوه مثل روسيا الاتحادية والصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل وغيرها. حاليا لا يمكنهم القيام بذلك رغم محاولاتهم للحصول على قرار من مجلس الامن والكن الفيتو الروسي قد حال دون ذلك ".

وحول موقف روسيا والصين الداعم لبلاده، قال نائب وزير الخارجية السوري "كلا لا يمكنني القول أن روسيا والصين تدعمان سياسيات بلدنا، كان لي لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتحدثنا كثيرا عن كيفية العمل المشترك لتجنب مثل هذا الوضع، وتطوير سياساتنا والشروع بالإصلاحات، نحن لا نريد أن نضع أصدقائنا الروس والصينين في موقف يحتم عليهم اتخذ قرارات صعبه، هذا هو ليس توجهنا مطلقاً".

وأضاف "ولكن حينما يقرر الناتو أن يغزو أي بلد في أي وقت يشاء ، فما هي فائدة مجلس الأمن الدولي إذن، هل للمصادقة على قرار الغزو؟ كلا بالتأكيد، نحن نعتقد انه ليس هناك في سورية أو ليبيا أي تهديد للمجتمع الدولي ولذلك فان روسيا والصين ودولا أخرى في مجلس الآن أعلنت رفضها للطريقة الإجرامية التي قام بها الناتو بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، لذلك نحن لا نعتقد أن روسيا تعمل لمصلحة سورية فقط بل لمصلحة السلم والاستقرار العالميين وكذلك لمصلحة روسيا نفسها كونها قوة عظمى مسالمة تسعى على تحقيق السلام والاستقرار في العالم ، فاذا ما تمكنت تلك الدول من زعزعة الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، فإنها ستستعى بالتأكيد لزعزعته في بقية أرجاء العالم، والآن نرى تلك الدول تتقاسم غنائم الحرب فيما بينهاـ لذلك نحن نعتقد أن لروسيا والصين وبقية الدول الأخرى مصلحة في تحقيق السلام والاستقرار في العالم اجمع .

وفي سؤال حول تأثر مجريات الأحداث في سورية بأدوار خارجية، تركيا على سبيل المثال (التي تقدم نفسها كحامية للسنة وتدعم بعض المعارضة السورية بالخارج) ، قال المقداد "لقد فتحت الأبواب لتركيا للتقارب مع بلدان المنطقة وطي صفحات تاريخ علاقاتها معها بعد مبادرة من الرئيس بشار في الحقيقة، ولكن إذا ما استمرت الحكومة التركية بمتابعة سياستها بالطريقة الامبريالية وفقا للأنظمة العثمانية، فإنها ترتكب خطأ كبيرا بحق تركيا وبحق المواقف التركية في المنطقة".

وأضاف "من أخبرهم أنهم حماة السّنة في العالم وأنا اعتقد أن السّنة يعانون في بلدان أخرى أكثر من سورية، أنا سنّي رغم أنني لا اقبل مطلقا بمنطق هذه التسميات، فانا إنسان ومسلم ، ولا افرق بين مسلم سني أو شيعي، جميعنا مسلمون ولكن نحن في سورية نعيش في دولة علمانية، نحن لا نركز على هذه الأمور، لدينا في سورية كما ذكرت يهود ومسيحيون وهؤلاء قدموا إلى سورية حتى قبل مجيء الإسلام لو أردنا التحدث من هذا المنطلق".

وتابع "في سورية يمكن أن تشاهد في شارع واحد كنيساً ومسجدا وكنيسة، وهذا الأمر لا يزعجني كمسلم.. وهذه هي سورية، هذا أمر جميل، ولكن حينما تأتي جهة من خارج سورية وتقول إنها تريد حماية طرف ما فما هو مصير البقية؟.. سورية هي جميع هذه الأطياف ونريد أن نحافظ على هذا النسيج السوري لذلك لا احد يملك الحق في التدخل بهذه الحجج بما فيها تركيا، لان هذا يعتبر خطأ كبيراً. الشعب السوري ثار ضد هذه الأمور إبان الامبراطورية التركية في بدايات القرن الماضي ولن يقبل الشعب السوري هذا الأمر مرة أخرى، لذا لا تركيا ولا غيرها تمتلك الحق في التدخل في الشؤون الداخلية السورية لان هذا الأمر تسبب في مأساة لتركيا وللمنطقة وللعالم بأكمله".

وحول ما عرضه التلفزيون السوري من اعترافات لإرهابيين ألقي القبض عليهم واعترفوا بأنهم تلقوا الدعم من السعودية والأردن فما هي مصلحة هاتين الدولتين في ذلك، قال المقداد "هذا خطأ كبير بالتأكيد لا أريد أن اقبل ذلك وهنا أود التحدث عن مسالة حساسة جداً إلا وهي تمويل الإرهاب، نحن لا نريد القول أن الحكومة السعودية أو الأردنية أو اللبنانية أو التركية هي من تمول المجاميع الإرهابية ولكننا نعتقد أن الأموال تأتي من هذه البلدان- من مصادر غير رسمية - ولذا نحن نطلب من إخواننا وأخواتنا في هذه البلدان عدم السماح بذلك، لان ذلك وفقاً لقوانين الأمم المتحدة يسمى تمويل الإرهاب، هم يرسلون الأموال لقتل السوريين ونعتقد أن هذا الأمر يجب أن يتوقف".

وفي سؤال حول قراءته قراءتكم لمستقبل سورية رغم استمرار الصدامات والاحتجاجات، قال المقداد "الاحتجاجات تتناقص، إذا ما نظرتم اليوم إلى سورية هناك مظاهرات مؤيدة الآن، في دمشق خرج مليونا متظاهر والبعض يقول مليونان ونصف، وفي الحسكة قرب الحدود التركية تظاهر أكثر من مليون شخص مؤيد، هؤلاء أعلنوا عن تأييدهم لسورية والسلام والإصلاحات في سورية ووقوفهم ضد الإرهاب والتدخل في الشؤون السورية، ولكن نعم لا تزال هناك بعض الصدامات بين المجاميع الإرهابية وبين قوات الأمن، ونحن نأمل أن هذا الأمر سيتوقف قريباً لان قتل سوري واحد أمر محزن لنا. ولكن قد تسألون ما هو الحل؟ الحل هو الإصلاحات فبدلا من تدمير بلدنا والسماح بالتدخل الأجنبي".

وأضاف "قدم الرئيس الأسد برنامجاً إصلاحياً متكاملاً ممثلاً بالتشريعات الخاصة بالتعددية الحزبية وفقا للدستور، وقبل مجيئي إلى هنا تقدم 15 حزبا بأوراقه لتأسيس أحزاب جديدة، هناك تشريع لحرية الصحافة ونأمل أن يفتح صفحة جديدة في مجال الإعلام كما يحصل هنا في روسيا أو الولايات المتحدة وغيرها من البلدان، هناك قانون جديد للإدارة المحلية وبدأ المرشحون بالتسجيل ونأمل أن تبدأ الانتخابات العامة للمجالس البلدية في الثاني عشر من كانون الأول، ورابعاً لدينا قانون الانتخابات التي ستكون خاضعة للسيطرة التشريعية دون أي انحيازات".

وتابع "أخر الإصلاحات هي مسألة الدستور، فقد تم تشكيل لجنة جديدة للإعداد لدستور جديد لسورية ومن ثم ستجرى الانتخابات البرلمانية في شباط من العام القادم، فبعد كل ذلك هل نحن بحاجة حقيقية لقتل بعضنا البعض إذا كان الأمر يتعلق بمستقل سورية؟ الأمر منتهي والإصلاحات يتم تنفيذها حالياً، بدلاً من قتل المدنيين والجيش ورجال الأمن من قبل تلك العصابات، وصناديق الاقتراع هي التي تحدد من سيحكم سورية، وكما قلت مراراً إن الرئيس الأسد هو اقل الرؤساء المهتمين في المناصب السياسية، ولكنه لن يتخلى عن قيادة سورية سلمياً إلى الإصلاحات، لذلك نؤكد أن سورية ستحظى بمستقبل تسوده الديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية الإعلام. هذا هو المستقبل الذي نتطلع إليه في سورية".

  • فريق ماسة
  • 2011-10-31
  • 7206
  • من الأرشيف

المقداد: الرئيس الأسد أقل الرؤساء المهتمين في المناصب السياسية

أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن سورية ستحظى بمستقبل تسوده الديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية الإعلام، وصناديق الاقتراع هي التي تحدد من سيحكم سورية، لافتاً إلى "أن الرئيس الأسد هو اقل الرؤساء المهتمين في المناصب السياسية". وقال المقداد في حديث لتلفزيون "روسيا اليوم" "في الوقت الحاضر حلف شمال الأطلسي لا يمكنهم مس سورية، لأنهم لو كانوا يدركون أن الذهاب إلى سورية أمر سهل لكانوا قد فعلوا ذلك". وفي سؤال حول تقارير منظمة حقوق الإنسان هناك أكثر من 3000 ضحية في سورية منذ بدء الاحتجاجات في آذار الماضي، قال المقداد "اعتقد أن السؤال يجب أن يكون بالعكس تماماً: ماذا يحدث في سورية؟ إن بعض المنظمات الحكومية والدولية قد فقدت مصداقيتها... إنها تنظر إلى الحقائق بعين واحدة و لا ترى حقيقة ما يحدث - هذه المنظمات تستمع إلى الإشاعات من هنا وهناك والتي تتحدث عن أرقام مضلله، ولم تذكر أي من تلك المنظمات أن سورية فقدت ألفا ومائة وخمسين عنصراً من عناصر الجيش والقوات الأمنية". وتساءل المقداد "هل تعتقدون أن هذا هو المنهج الصحيح- بالتأكيد لا- نعم إن العديد من المدنيين قتلوا واغتيلوا ولكن السؤال هو من الذي قتل واغتال هؤلاء المدنين؟ إن العديد من المجرمين الذين وقعوا في قبضة القوات الأمنية قد اعترفوا بأنهم هم من كان يقتل ويغتال المدنين كي تبقى الاحتجاجات مستمرة ، بل أن بعضهم اعترف أنهم يقتلون المدنين كي يتمكنوا من الإبقاء على المباني غير القانونية لأنهم لا يتمكنوا من خرق القانون إذا لم تكن هناك مظاهرات واحتجاجات، هذه هي الأسباب الحقيقية، بدورنا نحن نعتقد أن مقتل شخص واحد هو أمر محزن ولذلك ولأجل مواجهة هذه التحديات قامت الحكومة باستحداث لجنة قضائية مستقلة مهمتها التحقيق في قضايا القتل والوقوف على أسباب قتل المدنيين ومن هنا نحن نؤكد لكم أن أي شخص مسؤول عن قتل المدنيين من أي طرف كان سيتم تقديمه للعدالة ". وفي سؤال حول أن تكون سورية تقف على شفير حرب أهلية، قال المقداد "كلا، إنما أولئك الذين يشعلون نار تلك الأحداث هم من يريد أن تدخل سورية في طاحونة الحرب الأهلية ولكن التماسك الاجتماعي السوري وتاريخ سورية يحولان دون ذلك، فلدينا الأديان الموحدة الثلاثة الكبرى في سورية ولكل واحد من هذه الأديان هناك طوائف متعددة". وأضاف "لكن من يشعل الأحداث هم من يريدون الحرب الأهلية، ونحن قد حددنا هؤلاء ويمكنني أن اسميهم الآن : المتطرفون الإسلاميون والسلفيون ومروجو المخدرات والمهربون وقد تم تزويدهم بأحدث تقنية الاتصالات من جهات خارجية، فضلا عن تمويل الإرهاب والإرهابيين .. ملايين الدولارات تم تهريبها إلى سورية بالإضافة إلى الأسلحة والمعدات من البلدان المجاورة من تركيا ولبنان والعراق وغيرها من البلدان، والهدف هو زعزعة الاستقرار والسلام في سورية". وحول إن كانت المعارضة بالكامل تتكون من الإسلاميين ولا يوجد هناك أي مدنيين يكافحون حاليا من اجل تأمين حياة أفضل، قال "بالتأكيد كلا، لدينا معارضة داخلية، فالقيادة السورية تأخذ بنظر الاعتبار آراء هذه المعارضة وسنعمل معها لبناء سورية الجديدة". وفي سؤال حول إمكانية تطور الأحداث في سورية مثلما حصل في تونس ومصر وليبيا، وقال المقداد "كي أكون صريحاً، نحن نعترف بالأخطاء ونعترف أيضا أن عملية الإصلاح لم تبدأ كما كان متوقعا. هذه حقائق يجب أن نتقبلها ولكن ما لم نتوقعه هو تطور الأحداث بهذا الشكل العنيف، وهذا يتناقض مع طبيعة وروح الشعب السوري ويتناقض أيضا مع حقيقة الإصلاحات التي أعلنها الرئيس الأسد، لنأخذ أمثلة من بلدان أخرى، (مصر على سبيل المثال) ماذا لدينا هناك، نظام مدعوم بالكامل من قبل أمريكا والأنظمة الغربية، ومليارات الدولارات تنفقها أمريكا سنويا لإسكات الشعب المصري تجاه سياسة النظام المصري آنذاك ، والأمر ذاته ينطبق على تونس، أما في سورية الوضع مختلف، نحن ندرك أن هناك أخطاء وندرك الحاجة للتعديلات والإصلاحات ولكن الإصلاحات لم تبدأ- لماذا.؟ حينما أتى الرئيس الأسد إلى السلطة عام 2000 أتى ببرنامج إصلاحات متكامل، ولكن الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وكانت لديهم نية لاحتلال سورية، هذه ليست الأسرار والكل يعرفها". وأضاف "وفي عام 2005 مرة أخرى أردنا الشروع في برنامج الإصلاحات ولكن ما أن بدأنا نخطط حتى تم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني ومباشرة وبعد عشرة دقائق من مقتله تم اتهام سورية بالوقوف وراء عملية الاغتيال، وكان علينا أن ندافع عن استقلال سورية وتم نقل القضية إلى المحفل الدولي، حينها كنت أنا سفير سورية لدى مجلس الأمن الدولي، وانشغلنا في هذه القضية لمدة 2 إلى 3 سنوات، مع فرض عقوبات على سورية وعزل سورية والمشكلات الكثيرة التي تعرضت لها، و بعد كل ذلك اكتشفوا أن سورية لا علاقة لها بالاغتيال وان هناك مجموعة أخرى هي المسوؤلة عن الاغتيال، ولكن عانينا ما عانيناه". وتابع المقداد "وتأخرت الإصلاحات مرة أخرى الآن ، أنا متأكد أن سؤالك التالي سيكون عن ماهية الإصلاحات التي تقدم بها الرئيس الأسد ومدى تقدمنا في تنفيذ الإصلاحات ". وفي سؤال حول دور شبكات التواصل الاجتماعي في سورية، قال المقداد "لعبت دوراً كبيراً أيضاً، فقد صادرنا العديد من أجهزة الهواتف النقالة من سيارات بعض البعثات الدبلوماسية في سورية.. وبالمناسبة، قبل تطور الأحداث كانت هناك قيودا مفروضة على شبكة الانترنت ولكن الرئيس الأسد أمر برفع تلك القيود وبدأ الناس يستخدمون الشبكة العنكبوتية بحرية رغم إساءة استخدامها، ولكن الحكومة لم تضع أية قيود عليها ". وفي سؤال حول التركيبة الطائفية في سورية وفيما إن كانت سبباً لاندلاع الأزمة، قال المقداد: "هذا سؤال خطير للغاية فنحن لا نفكر من منطق الأغلبية والأقلية في سورية، لان هذا قد يسبب تمزيق البلاد، بعض القوى لعبت على هذا الأمر واستغلت هذا الأمر ضد مصالح الشعوب، فحينما يكون رئيس من الأغلبية في القيادة سيقولون إن الأغلبية تضطهد الأقلية وحينما يكون هناك رئيس من الأقلية يقولون إن الأقلية تضطهد الأغلبية". وأضاف "وهذه لعبة قذرة جدا يلعبونها نيابة عن القوى الغربية باسم حقوق الإنسان والديمقراطية، أليس من حق أي شخص أن يصبح رئيسا بغض النظر عن كونه من الأقلية أو من الأغلبية؟ هذه جريمة كما نعتقد ونحن في سورية لا نتحدث مطلقا عن أغلبية أو أقلية، الكل في سورية يمتلك الحق في أن يكون رئيساً أو رئيساً للوزراء، هل تعلمون أن أول رئيس وزراء في سورية كان من طائفة المسيحيين الارثوذوكس، ما الخطأ في ذلك ؟ الآن يحاولون تضليل الشعب السوري والرأي العام العالمي من خلال الحديث عن بعض القضايا التي يهدفون من ورائها إلى تقسيم سورية وتقسيم الشعب السوري، ومن هنا نحن نختلف عن مصر وتونس، هنا لدينا نظام سياسي يعمل على حماية سيادة واستقلال سورية ونحن فخورون بالقيام بذلك، على عكس مصر وتونس حيث النظامان السياسيان يداران ويتمحوران بالكامل حول المصالح الأمريكية، نحن هنا نتعرض لهجوم قوي لرفضنا لسياسات الولايات المتحدة في المنطقة الساعية إلى إخضاع المنطقة لها بالكامل ودعم إسرائيل من خلال إضعاف الأنظمة وكذلك من خلال إخضاع الشعب الفلسطيني كي تتمتع إسرائيل تعيش رغيد" وحول ما تتناقله وسائل الإعلام عن تصريحات مفترضة لرئيس بشار الأسد هدد فيها بضرب إسرائيل إذ تعرضت سورية لهجوم من قوات الناتو، رغم أن إسرائيل ليست عضوا في الناتو، قال فيصل المقداد "كلا.. كلا، هذا أمر غير صحيح على الإطلاق، لا نريد أن نستخدم ما يحدث في سورية كورقة للمساومة على قضايا أخرى.. الرئيس الأسد لن يفعل هذا ومباشرة حينما أطلقت هذه الإشاعات صرح مصدر مخول أن سورية تميز بين ما يحدث داخليا وبين الصراع العربي الإسرائيلي". وأضاف "لدينا آلية للتعامل مع الأحداث الداخلية، وقضية الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا وللأراضي الفلسطينية قضية مختلفة تماماً، استراتيجيا نحن لا نربط بين القضيتين فنحن نعرف أن مسألة التوازانات في الشرق الأوسط قضية حساسة جداً ولكن حينما تهددنا إسرائيل سندافع عن أنفسنا". وحول إمكانية تدخل حلف شمال الأطلسي في سورية، قال المقداد "في الوقت الحاضر لا يمكنهم مس سورية، لأنهم لو كانوا يدركون أن الذهاب إلى سورية أمر سهل لكانوا قد فعلوا ذلك، لا يستطيعون ذلك لان المنطقة بالكامل ضد التدخل في سورية". وأضاف "أما حينما ذهبوا إلى ليبيا بحجة حقوق الإنسان والدفاع عن الليبيين، فانا اعتقد أن القذافي لو عاش مئة عام أخرى لم يكن ليقتل جزء بسيطاً من الناس الذين سقطوا جراء هجمات الناتو.. 50 ألف شخص قضوا على أيدي قوات الناتو ونحن نعتقد أنهم يجب ان يخضعوا للعدالة الدولية لما اقترفوه من جرائم . نحن لا نعقتد أن الناتو يمكن أن يتدخل في سورية لان شعوب المنطقة لن تقبل بذلك أولا وثانيا نحن لدينا أصدقائنا في المجتمع الدولي". وتابع المقداد "إذا كان الناتو يعتقد أن لديه بطاقة خضراء لغزو العالم فانه سيفعل ولكن هناك دول تقف ضد التدخل في الشؤون الداخلية السورية بقوه مثل روسيا الاتحادية والصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل وغيرها. حاليا لا يمكنهم القيام بذلك رغم محاولاتهم للحصول على قرار من مجلس الامن والكن الفيتو الروسي قد حال دون ذلك ". وحول موقف روسيا والصين الداعم لبلاده، قال نائب وزير الخارجية السوري "كلا لا يمكنني القول أن روسيا والصين تدعمان سياسيات بلدنا، كان لي لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتحدثنا كثيرا عن كيفية العمل المشترك لتجنب مثل هذا الوضع، وتطوير سياساتنا والشروع بالإصلاحات، نحن لا نريد أن نضع أصدقائنا الروس والصينين في موقف يحتم عليهم اتخذ قرارات صعبه، هذا هو ليس توجهنا مطلقاً". وأضاف "ولكن حينما يقرر الناتو أن يغزو أي بلد في أي وقت يشاء ، فما هي فائدة مجلس الأمن الدولي إذن، هل للمصادقة على قرار الغزو؟ كلا بالتأكيد، نحن نعتقد انه ليس هناك في سورية أو ليبيا أي تهديد للمجتمع الدولي ولذلك فان روسيا والصين ودولا أخرى في مجلس الآن أعلنت رفضها للطريقة الإجرامية التي قام بها الناتو بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، لذلك نحن لا نعتقد أن روسيا تعمل لمصلحة سورية فقط بل لمصلحة السلم والاستقرار العالميين وكذلك لمصلحة روسيا نفسها كونها قوة عظمى مسالمة تسعى على تحقيق السلام والاستقرار في العالم ، فاذا ما تمكنت تلك الدول من زعزعة الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، فإنها ستستعى بالتأكيد لزعزعته في بقية أرجاء العالم، والآن نرى تلك الدول تتقاسم غنائم الحرب فيما بينهاـ لذلك نحن نعتقد أن لروسيا والصين وبقية الدول الأخرى مصلحة في تحقيق السلام والاستقرار في العالم اجمع . وفي سؤال حول تأثر مجريات الأحداث في سورية بأدوار خارجية، تركيا على سبيل المثال (التي تقدم نفسها كحامية للسنة وتدعم بعض المعارضة السورية بالخارج) ، قال المقداد "لقد فتحت الأبواب لتركيا للتقارب مع بلدان المنطقة وطي صفحات تاريخ علاقاتها معها بعد مبادرة من الرئيس بشار في الحقيقة، ولكن إذا ما استمرت الحكومة التركية بمتابعة سياستها بالطريقة الامبريالية وفقا للأنظمة العثمانية، فإنها ترتكب خطأ كبيرا بحق تركيا وبحق المواقف التركية في المنطقة". وأضاف "من أخبرهم أنهم حماة السّنة في العالم وأنا اعتقد أن السّنة يعانون في بلدان أخرى أكثر من سورية، أنا سنّي رغم أنني لا اقبل مطلقا بمنطق هذه التسميات، فانا إنسان ومسلم ، ولا افرق بين مسلم سني أو شيعي، جميعنا مسلمون ولكن نحن في سورية نعيش في دولة علمانية، نحن لا نركز على هذه الأمور، لدينا في سورية كما ذكرت يهود ومسيحيون وهؤلاء قدموا إلى سورية حتى قبل مجيء الإسلام لو أردنا التحدث من هذا المنطلق". وتابع "في سورية يمكن أن تشاهد في شارع واحد كنيساً ومسجدا وكنيسة، وهذا الأمر لا يزعجني كمسلم.. وهذه هي سورية، هذا أمر جميل، ولكن حينما تأتي جهة من خارج سورية وتقول إنها تريد حماية طرف ما فما هو مصير البقية؟.. سورية هي جميع هذه الأطياف ونريد أن نحافظ على هذا النسيج السوري لذلك لا احد يملك الحق في التدخل بهذه الحجج بما فيها تركيا، لان هذا يعتبر خطأ كبيراً. الشعب السوري ثار ضد هذه الأمور إبان الامبراطورية التركية في بدايات القرن الماضي ولن يقبل الشعب السوري هذا الأمر مرة أخرى، لذا لا تركيا ولا غيرها تمتلك الحق في التدخل في الشؤون الداخلية السورية لان هذا الأمر تسبب في مأساة لتركيا وللمنطقة وللعالم بأكمله". وحول ما عرضه التلفزيون السوري من اعترافات لإرهابيين ألقي القبض عليهم واعترفوا بأنهم تلقوا الدعم من السعودية والأردن فما هي مصلحة هاتين الدولتين في ذلك، قال المقداد "هذا خطأ كبير بالتأكيد لا أريد أن اقبل ذلك وهنا أود التحدث عن مسالة حساسة جداً إلا وهي تمويل الإرهاب، نحن لا نريد القول أن الحكومة السعودية أو الأردنية أو اللبنانية أو التركية هي من تمول المجاميع الإرهابية ولكننا نعتقد أن الأموال تأتي من هذه البلدان- من مصادر غير رسمية - ولذا نحن نطلب من إخواننا وأخواتنا في هذه البلدان عدم السماح بذلك، لان ذلك وفقاً لقوانين الأمم المتحدة يسمى تمويل الإرهاب، هم يرسلون الأموال لقتل السوريين ونعتقد أن هذا الأمر يجب أن يتوقف". وفي سؤال حول قراءته قراءتكم لمستقبل سورية رغم استمرار الصدامات والاحتجاجات، قال المقداد "الاحتجاجات تتناقص، إذا ما نظرتم اليوم إلى سورية هناك مظاهرات مؤيدة الآن، في دمشق خرج مليونا متظاهر والبعض يقول مليونان ونصف، وفي الحسكة قرب الحدود التركية تظاهر أكثر من مليون شخص مؤيد، هؤلاء أعلنوا عن تأييدهم لسورية والسلام والإصلاحات في سورية ووقوفهم ضد الإرهاب والتدخل في الشؤون السورية، ولكن نعم لا تزال هناك بعض الصدامات بين المجاميع الإرهابية وبين قوات الأمن، ونحن نأمل أن هذا الأمر سيتوقف قريباً لان قتل سوري واحد أمر محزن لنا. ولكن قد تسألون ما هو الحل؟ الحل هو الإصلاحات فبدلا من تدمير بلدنا والسماح بالتدخل الأجنبي". وأضاف "قدم الرئيس الأسد برنامجاً إصلاحياً متكاملاً ممثلاً بالتشريعات الخاصة بالتعددية الحزبية وفقا للدستور، وقبل مجيئي إلى هنا تقدم 15 حزبا بأوراقه لتأسيس أحزاب جديدة، هناك تشريع لحرية الصحافة ونأمل أن يفتح صفحة جديدة في مجال الإعلام كما يحصل هنا في روسيا أو الولايات المتحدة وغيرها من البلدان، هناك قانون جديد للإدارة المحلية وبدأ المرشحون بالتسجيل ونأمل أن تبدأ الانتخابات العامة للمجالس البلدية في الثاني عشر من كانون الأول، ورابعاً لدينا قانون الانتخابات التي ستكون خاضعة للسيطرة التشريعية دون أي انحيازات". وتابع "أخر الإصلاحات هي مسألة الدستور، فقد تم تشكيل لجنة جديدة للإعداد لدستور جديد لسورية ومن ثم ستجرى الانتخابات البرلمانية في شباط من العام القادم، فبعد كل ذلك هل نحن بحاجة حقيقية لقتل بعضنا البعض إذا كان الأمر يتعلق بمستقل سورية؟ الأمر منتهي والإصلاحات يتم تنفيذها حالياً، بدلاً من قتل المدنيين والجيش ورجال الأمن من قبل تلك العصابات، وصناديق الاقتراع هي التي تحدد من سيحكم سورية، وكما قلت مراراً إن الرئيس الأسد هو اقل الرؤساء المهتمين في المناصب السياسية، ولكنه لن يتخلى عن قيادة سورية سلمياً إلى الإصلاحات، لذلك نؤكد أن سورية ستحظى بمستقبل تسوده الديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية الإعلام. هذا هو المستقبل الذي نتطلع إليه في سورية".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة