أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بالإجماع يوم أمس صفقة تبادل مع مصر يتم بموجبها الإفراج عن الإسرائيلي - الأميركي إيلان غرابيل في مقابل إطلاق سراح 25 مصريا محكومين في السجون الإسرائيلية بينهم ثلاثة أطفال لم تكن السلطات الإسرائيلية قد أصدرت أحكاما بحقهم. وأُعلن في إسرائيل أن الصفقة ستنفذ يوم الخميس المقبل في معبر طابا الحدودي.

ومن الواضح أن صفقة التبادل هذه تمت في إطار ضغوط أميركية على الجانبين المصري والإسرائيلي من ناحية، وفي سياق رغبة إسرائيلية في تحسين العلاقات مع مصر. وقد أصرت إسرائيل في مداولاتها بهذا الشأن على أن غرابيل الذي سبق أن خدم في الجيش الإسرائيلي لم يكن مبعوثا من قبلها للتجسس في مصر. وبالتالي فإن التبادل جاء في إطار توفير مخرج لمصر التي وجهت اتهامات شديدة لغرابيل بالتجسس والتحريض على العنف داخل مصر.

وكان غرابيل قد اعتقل في منتصف حزيران الماضي. وقد عملت الولايات المتحدة أساساً طوال الفترة الماضية من أجل الإفراج عنه، إلا أن حساسية الجمهور المصري في مثل هذه الظروف حالت دون الإفراج المبكر عنه. وأشار موقع «يديعوت» الإلكتروني إلى أن غرابيل سيجد في استقباله في معبر طابا عضو كونغرس أميركياً سيسافر معه مباشرة إلى الولايات المتحدة.

وقد حاولت إسرائيل في إطار الصفقة إثارة قضية أحد «مواطنيها» العرب المعتقلين في إسرائيل واسمه عودة ترابين. ولكن الموقف المصري كان حازما في رفض بحث هذه المسألة، خصوصا في سياق تبادل الأسرى هذا. ومعلوم أن ترابين هو أصلا من مواطني سيناء المصريين لكنه اضطر للنزوح مع عائلته إلى إسرائيل بعد إبرام اتفاقية السلام مع مصر بسبب كون والده أحد العملاء المطلوبين للمخابرات المصرية. وقد سبق لترابين أن عاد إلى سيناء وحذرته المخابرات المصرية من العودة بسبب الحساب القديم ولكنه عاد متسللا فاعتقلته قبل 11 عاما وحكمت عليه بالسجن لفترة طويلة بتهمة التجسس.

وسبق القرار الإسرائيلي تقديم قادة الأذرع الاستخبارية تقارير حول المسألة، وبين من قدم عرضا بهذا الشأن رئيس الشاباك يورام كوهين ورئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية العميد إيتي بارون ومفتش عام الشرطة ورئيس مصلحة السجون وممثل عن الخارجية. وتضمن البلاغ الرسمي الإسرائيلي عن المداولات ثناء من الحكومة الإسرائيلية على المساعدة الكبيرة التي قدمتها الإدارة الأميركية لتسهيل إبرام صفقة غرابيل.

وكانت السلطات المصرية قد سمحت لمبعوثي إسرائيل الخاصين، المحامي اسحق مولخو وعضو الكنيست إسرائيل حسون، اللذين أدارا المفاوضات، بزيارة غرابيل في مكان احتجازه في شقة تابعة للمخابرات المصرية. وبدا غرابيل في وضع حسن وبلباسه المدني في المكان الذي احتجز فيه. وقالت مصادر إسرائيلية إن عدم صدور حكم ضده سهل إبرام الصفقة. وقال حسون الذي يحظى بعلاقات جيدة مع ضباط المخابرات المصرية منذ أيام عمله نائباً لرئيس الشاباك إن «هذه ليست صفقة، ومصر ليست حماس، وما جرى حوار بين دولتين تتشاركان الطريق».

ونشرت إسرائيل قائمة المصريين المفرج عنهم في إطار الصفقة والتهم التي سبق أن حوكموا بشأنها. ويتبين أن غالبية هؤلاء من مهربي المخدرات والسلاح، وأن فترات اعتقال بعضهم تتراوح ما بين عامين ونصف العام إلى أحد عشر عاما. أما فترة السجن الأكبر الباقية لأي منهم فلا تتجاوز ست سنوات. وقال المراسل العسكري للقناة العاشرة إن بعض هؤلاء سوف يعودون إلى السجون الإسرائيلية لأنهم لا يعرفون مهنة سوى التهريب.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-10-25
  • 5470
  • من الأرشيف

إسرائيل توافق على «صفقة غرابيل»: الإفراج عن 25 مصرياً بينهم 3 أطفال

أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بالإجماع يوم أمس صفقة تبادل مع مصر يتم بموجبها الإفراج عن الإسرائيلي - الأميركي إيلان غرابيل في مقابل إطلاق سراح 25 مصريا محكومين في السجون الإسرائيلية بينهم ثلاثة أطفال لم تكن السلطات الإسرائيلية قد أصدرت أحكاما بحقهم. وأُعلن في إسرائيل أن الصفقة ستنفذ يوم الخميس المقبل في معبر طابا الحدودي. ومن الواضح أن صفقة التبادل هذه تمت في إطار ضغوط أميركية على الجانبين المصري والإسرائيلي من ناحية، وفي سياق رغبة إسرائيلية في تحسين العلاقات مع مصر. وقد أصرت إسرائيل في مداولاتها بهذا الشأن على أن غرابيل الذي سبق أن خدم في الجيش الإسرائيلي لم يكن مبعوثا من قبلها للتجسس في مصر. وبالتالي فإن التبادل جاء في إطار توفير مخرج لمصر التي وجهت اتهامات شديدة لغرابيل بالتجسس والتحريض على العنف داخل مصر. وكان غرابيل قد اعتقل في منتصف حزيران الماضي. وقد عملت الولايات المتحدة أساساً طوال الفترة الماضية من أجل الإفراج عنه، إلا أن حساسية الجمهور المصري في مثل هذه الظروف حالت دون الإفراج المبكر عنه. وأشار موقع «يديعوت» الإلكتروني إلى أن غرابيل سيجد في استقباله في معبر طابا عضو كونغرس أميركياً سيسافر معه مباشرة إلى الولايات المتحدة. وقد حاولت إسرائيل في إطار الصفقة إثارة قضية أحد «مواطنيها» العرب المعتقلين في إسرائيل واسمه عودة ترابين. ولكن الموقف المصري كان حازما في رفض بحث هذه المسألة، خصوصا في سياق تبادل الأسرى هذا. ومعلوم أن ترابين هو أصلا من مواطني سيناء المصريين لكنه اضطر للنزوح مع عائلته إلى إسرائيل بعد إبرام اتفاقية السلام مع مصر بسبب كون والده أحد العملاء المطلوبين للمخابرات المصرية. وقد سبق لترابين أن عاد إلى سيناء وحذرته المخابرات المصرية من العودة بسبب الحساب القديم ولكنه عاد متسللا فاعتقلته قبل 11 عاما وحكمت عليه بالسجن لفترة طويلة بتهمة التجسس. وسبق القرار الإسرائيلي تقديم قادة الأذرع الاستخبارية تقارير حول المسألة، وبين من قدم عرضا بهذا الشأن رئيس الشاباك يورام كوهين ورئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية العميد إيتي بارون ومفتش عام الشرطة ورئيس مصلحة السجون وممثل عن الخارجية. وتضمن البلاغ الرسمي الإسرائيلي عن المداولات ثناء من الحكومة الإسرائيلية على المساعدة الكبيرة التي قدمتها الإدارة الأميركية لتسهيل إبرام صفقة غرابيل. وكانت السلطات المصرية قد سمحت لمبعوثي إسرائيل الخاصين، المحامي اسحق مولخو وعضو الكنيست إسرائيل حسون، اللذين أدارا المفاوضات، بزيارة غرابيل في مكان احتجازه في شقة تابعة للمخابرات المصرية. وبدا غرابيل في وضع حسن وبلباسه المدني في المكان الذي احتجز فيه. وقالت مصادر إسرائيلية إن عدم صدور حكم ضده سهل إبرام الصفقة. وقال حسون الذي يحظى بعلاقات جيدة مع ضباط المخابرات المصرية منذ أيام عمله نائباً لرئيس الشاباك إن «هذه ليست صفقة، ومصر ليست حماس، وما جرى حوار بين دولتين تتشاركان الطريق». ونشرت إسرائيل قائمة المصريين المفرج عنهم في إطار الصفقة والتهم التي سبق أن حوكموا بشأنها. ويتبين أن غالبية هؤلاء من مهربي المخدرات والسلاح، وأن فترات اعتقال بعضهم تتراوح ما بين عامين ونصف العام إلى أحد عشر عاما. أما فترة السجن الأكبر الباقية لأي منهم فلا تتجاوز ست سنوات. وقال المراسل العسكري للقناة العاشرة إن بعض هؤلاء سوف يعودون إلى السجون الإسرائيلية لأنهم لا يعرفون مهنة سوى التهريب.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة