تتواصل العمليات العسكرية التركية في شمال العراق ضد معاقل حزب العمال الكردستاني ولا سيما في المناطق القريبة من الحدود.

وأعلن الجيش التركي أن قواته قتلت 49 متمردا كرديا في جنوبي شرقي البلاد خلال اليومين الماضيين، في هجوم يأتي انتقاما لمقتل 24 جنديا الأسبوع الماضي، لكن حزب العمال الكردستاني نفى هذه المعلومات.

وفي موازاة ذلك تتصاعد حدة الحرب الكلامية بين رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وحزب السلام والديموقراطية الكردي الممثل في البرلمان بـ35 نائبا.

وتعهد نائب رئيس الحكومة بولنت أرينتش بان قادة القوات المسلحة لن يعودوا من مناطق القتال الى أنقرة والى بيوتهم قبل إتمام مهمتهم، قائلاً إن الدولة تقوم بكل إمكانياتها لاستئصال الإرهاب بكل امتدادته وجذوره.

وشنّ رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان هجوما عنيفا على الاتحاد الأوروبي متهما بعض دوله بالمشاركة في «جرائم» حزب العمال الكردستاني من خلال تسهيل مدّه بالدعم المالي وحرية الحركة. وقال إن مواقف هذه الدول «لطخة سوداء» في وجهها.

من جهته، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي ايغيمين باغيش، إن بعض وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية تصف عناصر «المنظمة الإرهابية» بأنهم حفنة من المقاتلين من أجل الحرية. وقال إنهم بذلك يخطئون لأن «حزب العمال الكردستاني» تنظيم إرهابي مثل تنظيم «القاعدة». وقال في لقاء مع الصحافيين إن «حزب العمال الكردستاني» ليس عدوا لتركيا فقط بل أيضا لأوروبا. وأضاف «لقد قلت مرارا إن أمن لندن وبروكسيل وباريس يبدأ من حقّاري ومن شيرناك. فماضينا ومستقبلنا واحد ويجب أن نحارب معا الإرهاب».

وطلب باغيش من وسائل الإعلام الغربية الإشارة الى حزب العمال الكردستاني باسم»المنظمة الإرهابية»،خصوصا انه موضوع على قوائم الإرهاب الأميركية والأوروبية.

واعتبر باغيش أن تركيا تشكل نموذجا لدول المشرق في الديموقراطية وحقوق الإنسان. وقال إنه عندما يهاجم بعض السياسيين الأوروبيين ضيّقي الأفق عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي فإنما يعتدون على أحلام الناس وتطلعاتهم في دول الربيع العربي.

ودعا باغيش الى إطفاء الحرائق في دول المنطقة «لأن عدم إطفاء الحريق يجعله يمتد الى دول الجوار. وتركيا ستبذل ما بوسعها لإطفاء الحرائق ونشر الديموقراطية.

وبعد اتهام أردوغان لحزب السلام والديموقراطية الكردي بدعم «الإرهاب»، ردّ رئيسه صلاح الدين ديميرطاش بعنف على أردوغان قائلا له إن «عجزك عن دخول جبال قنديل يجعلك توجه غضبك على حزب السلام والديموقراطية».

وفي مؤتمر لفرع الحزب في فان، في شرق تركيا، اتهم ديميرطاش أردوغان بالعمل على كم أفواه الصحافة عبر الاجتماع بهم منذ أيام . وقال إنه أبلغهم بوجوب التعمية على أخبار حزب السلام والديموقراطية وتشويه مواقفه. وأضاف إن أردوغان يشن حربا على حزب السلام والديموقراطية بعدما فشل في دخول جبال قنديل، معتبراً أن «الانتقام» الذي تحدثوا عنه انصبَّ على أعضاء الحزب الذي نال ملايين الأصوات.

واتهم نامق كمال زيبق، رئيس الحزب الديموقراطي، وهو حزب صغير، أردوغان بأنه يسعى الى كم صوت الصحافة ومنع انتقاده. ودعا زيبق أردوغان الى عدم التلهي باصطحاب عائلته معه في الزيارات والسياحات والانشغال، بدلا من ذلك، بمشكلات تركيا مخاطبا إياه: «أنت مسؤول عن تركيا. انت لست رئيسا لحكومة سوريا ولست رئيسا لحكومة ليبيا. وبعدما سقط 24 جنديا تلطّف وشعر بالحاجة لإلغاء زيارته وسياحته الى كازاخستان». واتهم زيبق أردوغان بأنه يتصرف في تركيا مثل خليفة محوّلا البلاد الى «طيب لاند». وقال إنه يسير على غرار أنور باشا، احد زعماء الاتحاديين في نهاية الدولة العثمانية، الذين كانوا يعتبرونه حاكم تركيا المطلق، وحيث نعت الألمان تركيا بأنها «أنور لاند». وقال إنه كما انخدع أنور باشا بشعار»الرابطة التركية» فإن أردوغان ينخدع اليوم بشعار»الرابطة الإسلامية».

وفي صحيفة «حرييت» كتب الشاعر المعروف اوزديمير اينجه منتقدا الحكومة التي تتحمل مسؤولية مقتل 967 جندبا تركيا منذ ان تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة حتى اليوم. وقال اينجه إن على الحكومة ان تجيب على تساؤلات كثيرة منها هل أنها تريد الحوار لحل المشكلة الكردية أم الحرب.وما هي حدود الحوار في حدّه الأدنى وحدّه الأعلى. ولماذا تجتمع مع عبد الله اوجالان وعن ماذا تتحدث معه. وقال إن الأمة التي لا تعرف ما يدور من حقها ان تتهم الحكومة بأنها لا تدافع عن الوطن بل عن سلطتها. واعتبر اينجه ان على الحكومة ان ترد على تساؤلات كثيرة في كيفية تعاطيها مع المشكلة الكردية لأنها ليست قضية سلطة حزب العدالة والتنمية بل قضية مستقبل تركيا.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-10-23
  • 7718
  • من الأرشيف

أنقره تعلن أنها خط الدفاع عن أوروبا

تتواصل العمليات العسكرية التركية في شمال العراق ضد معاقل حزب العمال الكردستاني ولا سيما في المناطق القريبة من الحدود. وأعلن الجيش التركي أن قواته قتلت 49 متمردا كرديا في جنوبي شرقي البلاد خلال اليومين الماضيين، في هجوم يأتي انتقاما لمقتل 24 جنديا الأسبوع الماضي، لكن حزب العمال الكردستاني نفى هذه المعلومات. وفي موازاة ذلك تتصاعد حدة الحرب الكلامية بين رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وحزب السلام والديموقراطية الكردي الممثل في البرلمان بـ35 نائبا. وتعهد نائب رئيس الحكومة بولنت أرينتش بان قادة القوات المسلحة لن يعودوا من مناطق القتال الى أنقرة والى بيوتهم قبل إتمام مهمتهم، قائلاً إن الدولة تقوم بكل إمكانياتها لاستئصال الإرهاب بكل امتدادته وجذوره. وشنّ رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان هجوما عنيفا على الاتحاد الأوروبي متهما بعض دوله بالمشاركة في «جرائم» حزب العمال الكردستاني من خلال تسهيل مدّه بالدعم المالي وحرية الحركة. وقال إن مواقف هذه الدول «لطخة سوداء» في وجهها. من جهته، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي ايغيمين باغيش، إن بعض وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية تصف عناصر «المنظمة الإرهابية» بأنهم حفنة من المقاتلين من أجل الحرية. وقال إنهم بذلك يخطئون لأن «حزب العمال الكردستاني» تنظيم إرهابي مثل تنظيم «القاعدة». وقال في لقاء مع الصحافيين إن «حزب العمال الكردستاني» ليس عدوا لتركيا فقط بل أيضا لأوروبا. وأضاف «لقد قلت مرارا إن أمن لندن وبروكسيل وباريس يبدأ من حقّاري ومن شيرناك. فماضينا ومستقبلنا واحد ويجب أن نحارب معا الإرهاب». وطلب باغيش من وسائل الإعلام الغربية الإشارة الى حزب العمال الكردستاني باسم»المنظمة الإرهابية»،خصوصا انه موضوع على قوائم الإرهاب الأميركية والأوروبية. واعتبر باغيش أن تركيا تشكل نموذجا لدول المشرق في الديموقراطية وحقوق الإنسان. وقال إنه عندما يهاجم بعض السياسيين الأوروبيين ضيّقي الأفق عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي فإنما يعتدون على أحلام الناس وتطلعاتهم في دول الربيع العربي. ودعا باغيش الى إطفاء الحرائق في دول المنطقة «لأن عدم إطفاء الحريق يجعله يمتد الى دول الجوار. وتركيا ستبذل ما بوسعها لإطفاء الحرائق ونشر الديموقراطية. وبعد اتهام أردوغان لحزب السلام والديموقراطية الكردي بدعم «الإرهاب»، ردّ رئيسه صلاح الدين ديميرطاش بعنف على أردوغان قائلا له إن «عجزك عن دخول جبال قنديل يجعلك توجه غضبك على حزب السلام والديموقراطية». وفي مؤتمر لفرع الحزب في فان، في شرق تركيا، اتهم ديميرطاش أردوغان بالعمل على كم أفواه الصحافة عبر الاجتماع بهم منذ أيام . وقال إنه أبلغهم بوجوب التعمية على أخبار حزب السلام والديموقراطية وتشويه مواقفه. وأضاف إن أردوغان يشن حربا على حزب السلام والديموقراطية بعدما فشل في دخول جبال قنديل، معتبراً أن «الانتقام» الذي تحدثوا عنه انصبَّ على أعضاء الحزب الذي نال ملايين الأصوات. واتهم نامق كمال زيبق، رئيس الحزب الديموقراطي، وهو حزب صغير، أردوغان بأنه يسعى الى كم صوت الصحافة ومنع انتقاده. ودعا زيبق أردوغان الى عدم التلهي باصطحاب عائلته معه في الزيارات والسياحات والانشغال، بدلا من ذلك، بمشكلات تركيا مخاطبا إياه: «أنت مسؤول عن تركيا. انت لست رئيسا لحكومة سوريا ولست رئيسا لحكومة ليبيا. وبعدما سقط 24 جنديا تلطّف وشعر بالحاجة لإلغاء زيارته وسياحته الى كازاخستان». واتهم زيبق أردوغان بأنه يتصرف في تركيا مثل خليفة محوّلا البلاد الى «طيب لاند». وقال إنه يسير على غرار أنور باشا، احد زعماء الاتحاديين في نهاية الدولة العثمانية، الذين كانوا يعتبرونه حاكم تركيا المطلق، وحيث نعت الألمان تركيا بأنها «أنور لاند». وقال إنه كما انخدع أنور باشا بشعار»الرابطة التركية» فإن أردوغان ينخدع اليوم بشعار»الرابطة الإسلامية». وفي صحيفة «حرييت» كتب الشاعر المعروف اوزديمير اينجه منتقدا الحكومة التي تتحمل مسؤولية مقتل 967 جندبا تركيا منذ ان تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة حتى اليوم. وقال اينجه إن على الحكومة ان تجيب على تساؤلات كثيرة منها هل أنها تريد الحوار لحل المشكلة الكردية أم الحرب.وما هي حدود الحوار في حدّه الأدنى وحدّه الأعلى. ولماذا تجتمع مع عبد الله اوجالان وعن ماذا تتحدث معه. وقال إن الأمة التي لا تعرف ما يدور من حقها ان تتهم الحكومة بأنها لا تدافع عن الوطن بل عن سلطتها. واعتبر اينجه ان على الحكومة ان ترد على تساؤلات كثيرة في كيفية تعاطيها مع المشكلة الكردية لأنها ليست قضية سلطة حزب العدالة والتنمية بل قضية مستقبل تركيا.  

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة