أبرزت مصادر وزارية لبنانية لـ"النهار" التحوّل السوري من "متحفظ عن القرار الختامي لمجلس وزراء الخارجية العرب الى قابل باستقبال الوفد من اجل مناقشة مضمونه سواء بالنسبة الى رئاسته او بالنسبة الى مكان الاجتماع، اذ ان قرار الجامعة سمى رئيس وزراء وزير خارجية قطر وقرر ان تلتئم الجلسات في مقر الجامعة في القاهرة".

وأفادت استناداً الى معلومات دوائر ديبلوماسية في القاهرة ان "قبول استقبال الوفد مؤشر ايجابي من القيادة السورية لكنه لا يعني القبول بتنفيذ مضمونه كما ورد. ولفتت الى ان الاجتماع مع الرئيس السوري بشار الاسد سيكون طويلاً وصعباً وسيشهد عتاباً على سوء التعاطي وسوريا الرسمية التي تعد برنامجاً شاملاً للاصلاحات مبني على احدث القوانين، وعلى خلفية تعرضها لحملات سياسية واعلامية نتيجة لرد السلطات الامنية من جيش وشرطة "على اعتداءات المسلحين على الضباط والجنود الذين سقطوا برصاصهم وزاد عددهم على الـ 1500 عنصر، وهناك لوائح اسمية جاهزة لمن يريد الاطلاع عليها"، لافتة الى ان "المسؤول القطري سيدحض ما اتهمه به السفير الاحمد داخل الجلسة وفي خطاب مكتوب ومنقول مباشرة عبر اجهزة التلفزة، وسيكرر ان الدافع الى عقد الاجتماع في 16 الجاري هو الرغبة في المساعدة في حقن الدم السوري الذي يسيل يومياً وتحقيق الاصلاحات في شكل سلمي وديموقراطي، وسيؤكد عدم وجود اجندات خارجية تقف وراء هذا التحرك"، مضيفة  "اذا حضر الشيخ حمد شخصياً الى دمشق فستكون زيارته الاولى لمسؤول قطري منذ اندلاع المواجهات في آذار الماضي.

وأفادت ان "روسيا حضت سوريا على القبول بالتحرك العربي لقطع الطريق على المزيد من التورّط الاميركي والاوروبي في استعمال سلاح العقوبات بدل سلاح الجو لمساعدة المسلحين"، مشيرة الى ان "موسكو أكدت ان الحل الآتي من طريق الجامعة طبيعي ويجب التجاوب معه بعد مناقشة ما سيعرضه الوفد".

وذكرت ان "ما سيحرج وفد الجامعة هو الاتصال بجميع اطياف المعارضة"، مضيفة أنه " وحتى اليوم لا تبرز مشكلة، فالامين العام للجامعة نبيل العربي سبق ان استقبل اكثر من وفد يمثل المعارضة السورية، حتى قبيل انعقاد الاجتماع الطارئ الذي انعقد منذ تسعة ايام، لكن التحدي الاكبر للوفد في دمشق سيكون في الاتصال بالمعارضين"، علماً ان "المفاوض السوري لن يقبل بأن يجلس اي ممثل لهم الى الطاولة نفسها بين ممثلين للحكومة السورية وممثلين للمعارضة التي يعتبرها "غير مسلحة".

وأشارت الى أن "دمشق ترفض حضور اي ممثل لـ"المجلس الوطني السوري"، فهل يقبل الوفد بنقل مكان التفاوض من القاهرة الى دمشق؟ وهل سيستمر رئيس الوفد الشيخ حمد في مهمته؟ واذا تُرجمت هذه التحفظات فهل سيتمكن وفد الجامعة من تحقيق اي نجاح، ام ان نجاحه وفشله هو على المحك؟ الجواب ليس سهلاً، لأن المعارضين سيستمرون في احتجاجاتهم كما ان القوات المسلحة ستستمر في عمليات القمع وبالتالي سيستمر سقوط الضحايا من الطرفين، وبذلك لا يتحقق الغرض الاول من تحرك الجامعة"، معتبرة ان "اسهل ما ستطلبه سوريا من اللجنة وستحصل عليه هو وقف ما تسميه الحملات التحريضية الاعلامية، اي وقف بث صور عن تظاهرات المعارضة وعن اعمال تعذيب لسوريين معارضين يقعون في قبضة رجال الامن".

  • فريق ماسة
  • 2011-10-23
  • 8134
  • من الأرشيف

النهار: قبول استقبال سورية للوفد العربي مؤشر ايجابي من القيادة السورية

  أبرزت مصادر وزارية لبنانية لـ"النهار" التحوّل السوري من "متحفظ عن القرار الختامي لمجلس وزراء الخارجية العرب الى قابل باستقبال الوفد من اجل مناقشة مضمونه سواء بالنسبة الى رئاسته او بالنسبة الى مكان الاجتماع، اذ ان قرار الجامعة سمى رئيس وزراء وزير خارجية قطر وقرر ان تلتئم الجلسات في مقر الجامعة في القاهرة". وأفادت استناداً الى معلومات دوائر ديبلوماسية في القاهرة ان "قبول استقبال الوفد مؤشر ايجابي من القيادة السورية لكنه لا يعني القبول بتنفيذ مضمونه كما ورد. ولفتت الى ان الاجتماع مع الرئيس السوري بشار الاسد سيكون طويلاً وصعباً وسيشهد عتاباً على سوء التعاطي وسوريا الرسمية التي تعد برنامجاً شاملاً للاصلاحات مبني على احدث القوانين، وعلى خلفية تعرضها لحملات سياسية واعلامية نتيجة لرد السلطات الامنية من جيش وشرطة "على اعتداءات المسلحين على الضباط والجنود الذين سقطوا برصاصهم وزاد عددهم على الـ 1500 عنصر، وهناك لوائح اسمية جاهزة لمن يريد الاطلاع عليها"، لافتة الى ان "المسؤول القطري سيدحض ما اتهمه به السفير الاحمد داخل الجلسة وفي خطاب مكتوب ومنقول مباشرة عبر اجهزة التلفزة، وسيكرر ان الدافع الى عقد الاجتماع في 16 الجاري هو الرغبة في المساعدة في حقن الدم السوري الذي يسيل يومياً وتحقيق الاصلاحات في شكل سلمي وديموقراطي، وسيؤكد عدم وجود اجندات خارجية تقف وراء هذا التحرك"، مضيفة  "اذا حضر الشيخ حمد شخصياً الى دمشق فستكون زيارته الاولى لمسؤول قطري منذ اندلاع المواجهات في آذار الماضي. وأفادت ان "روسيا حضت سوريا على القبول بالتحرك العربي لقطع الطريق على المزيد من التورّط الاميركي والاوروبي في استعمال سلاح العقوبات بدل سلاح الجو لمساعدة المسلحين"، مشيرة الى ان "موسكو أكدت ان الحل الآتي من طريق الجامعة طبيعي ويجب التجاوب معه بعد مناقشة ما سيعرضه الوفد". وذكرت ان "ما سيحرج وفد الجامعة هو الاتصال بجميع اطياف المعارضة"، مضيفة أنه " وحتى اليوم لا تبرز مشكلة، فالامين العام للجامعة نبيل العربي سبق ان استقبل اكثر من وفد يمثل المعارضة السورية، حتى قبيل انعقاد الاجتماع الطارئ الذي انعقد منذ تسعة ايام، لكن التحدي الاكبر للوفد في دمشق سيكون في الاتصال بالمعارضين"، علماً ان "المفاوض السوري لن يقبل بأن يجلس اي ممثل لهم الى الطاولة نفسها بين ممثلين للحكومة السورية وممثلين للمعارضة التي يعتبرها "غير مسلحة". وأشارت الى أن "دمشق ترفض حضور اي ممثل لـ"المجلس الوطني السوري"، فهل يقبل الوفد بنقل مكان التفاوض من القاهرة الى دمشق؟ وهل سيستمر رئيس الوفد الشيخ حمد في مهمته؟ واذا تُرجمت هذه التحفظات فهل سيتمكن وفد الجامعة من تحقيق اي نجاح، ام ان نجاحه وفشله هو على المحك؟ الجواب ليس سهلاً، لأن المعارضين سيستمرون في احتجاجاتهم كما ان القوات المسلحة ستستمر في عمليات القمع وبالتالي سيستمر سقوط الضحايا من الطرفين، وبذلك لا يتحقق الغرض الاول من تحرك الجامعة"، معتبرة ان "اسهل ما ستطلبه سوريا من اللجنة وستحصل عليه هو وقف ما تسميه الحملات التحريضية الاعلامية، اي وقف بث صور عن تظاهرات المعارضة وعن اعمال تعذيب لسوريين معارضين يقعون في قبضة رجال الامن".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة