خلال أشهر قليلة على اعتلاء البطريرك بشارة بطرس الراعي سدة البطريركية المارونية أصبح محط أنظار ومركز جذب واستقطاب... ونجح في صياغة دوره الوطني والسياسي، مختطاً لنفسه أسلوباً متميزاً... ومنذ اليوم الأول لانتخابه أرسل الراعي إشارات متلاحقة إلى أنه بطريرك مختلف عمن سبقوه: بطريرك «شعبي» و«مبادر» يتبع أسلوب الصدمات والمفاجآت وأولها كان في دعوته المبكرة إلى إجراء تعديلات في اتفاق الطائف والدعوة إلى عقد اجتماعي جديد في لبنان... وأما آخر هذه المفاجآت فجاء من باريس عندما أدلى الراعي بمواقف اعتبرت «جريئة» في مقاربتها وتصديها لمسائل دقيقة وحساسة، وهي من النوع الذي «يصدم».

وبالفعل هذا ما حدث، وكانت الصدمة شاملة لدى طرفي الصراع السياسي في لبنان. ففريق 14 آذار صدم سلباً لأن البطريرك الراعي ذهب في تمايزه واختلافه عن البطريرك صفير في الأسلوب والمضمون إلى أبعد مما توقعه هذا الفريق. وفريق 8 آذار صدم إيجاباً وفوجئ بأن البطريرك الراعي ذهب في مواقفه إلى أكثر مما توقع وانتظر في ثلاثة مواضيع أساسية: المحكمة الدولية وسلاح حزب اللـه والوضع في سورية...

مصدر إعلامي مستقل يقول: فريق 8آذار يبالغ في ترحيبه واحتضانه للراعي. في حين فريق المعارضة يخطئ في رد فعله المتسرع والانفعالي، والذي يتخذ طابع التهجم الشخصي مع العلم أن تصريحات البطريرك في باريس تعبر عن قناعات تعكس أيضاً مناخ الفاتيكان ومداولات ونتائج السينودس الخاص من أجل مسيحيي الشرق الأوسط وكان انتخابه بطريركا إحدى ثماره ونتائجه.

استمرت ارتدادات مواقف البطريرك: وفي وقت تدفقت المواقف المرحبة من قوى 8 آذار، أكدت أوساط بارزة في المعارضة تمسكها بمواقفها ضد خطاب البطريرك الجديد، ولم تكتف بتبرير الموقف ورمي الكرة في ملعب الإعلام و«الفهم الخاطئ»، وطالبت باجتماع استثنائي لمجلس المطارنة الموارنة يحدد الموقف بصراحة ووضوح ويضع النقاط على الحروف وإلا وستتحرك شعبيا.من جهته استغرب رئيس الحكومة السابق سليم الحص أن «تلقى مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي اعتراضاً من بعض اللبنانيين الذين لا يرون الحقيقة إلا بمنظارهم الضيق». ورأى أن «تلك المواقف كانت تاريخية بكل معنى الكلمة من حيث إنها عبرت عن نظرة وطنية موضوعية جامعة تصب في مصلحة قضايا لبنان والعرب في مضمونها القومي البناء، واعتراض البعض على ما جاء على لسانه إنما هو شاهد على الجرأة التي تميزت بها تلك المواقف، وما كان هذا بالغريب على البطريرك».

  • فريق ماسة
  • 2011-09-19
  • 6910
  • من الأرشيف

سليم الحص... مواقف البطريرك الراعي تاريخية وعبرت عن وطنية جامعة

خلال أشهر قليلة على اعتلاء البطريرك بشارة بطرس الراعي سدة البطريركية المارونية أصبح محط أنظار ومركز جذب واستقطاب... ونجح في صياغة دوره الوطني والسياسي، مختطاً لنفسه أسلوباً متميزاً... ومنذ اليوم الأول لانتخابه أرسل الراعي إشارات متلاحقة إلى أنه بطريرك مختلف عمن سبقوه: بطريرك «شعبي» و«مبادر» يتبع أسلوب الصدمات والمفاجآت وأولها كان في دعوته المبكرة إلى إجراء تعديلات في اتفاق الطائف والدعوة إلى عقد اجتماعي جديد في لبنان... وأما آخر هذه المفاجآت فجاء من باريس عندما أدلى الراعي بمواقف اعتبرت «جريئة» في مقاربتها وتصديها لمسائل دقيقة وحساسة، وهي من النوع الذي «يصدم». وبالفعل هذا ما حدث، وكانت الصدمة شاملة لدى طرفي الصراع السياسي في لبنان. ففريق 14 آذار صدم سلباً لأن البطريرك الراعي ذهب في تمايزه واختلافه عن البطريرك صفير في الأسلوب والمضمون إلى أبعد مما توقعه هذا الفريق. وفريق 8 آذار صدم إيجاباً وفوجئ بأن البطريرك الراعي ذهب في مواقفه إلى أكثر مما توقع وانتظر في ثلاثة مواضيع أساسية: المحكمة الدولية وسلاح حزب اللـه والوضع في سورية... مصدر إعلامي مستقل يقول: فريق 8آذار يبالغ في ترحيبه واحتضانه للراعي. في حين فريق المعارضة يخطئ في رد فعله المتسرع والانفعالي، والذي يتخذ طابع التهجم الشخصي مع العلم أن تصريحات البطريرك في باريس تعبر عن قناعات تعكس أيضاً مناخ الفاتيكان ومداولات ونتائج السينودس الخاص من أجل مسيحيي الشرق الأوسط وكان انتخابه بطريركا إحدى ثماره ونتائجه. استمرت ارتدادات مواقف البطريرك: وفي وقت تدفقت المواقف المرحبة من قوى 8 آذار، أكدت أوساط بارزة في المعارضة تمسكها بمواقفها ضد خطاب البطريرك الجديد، ولم تكتف بتبرير الموقف ورمي الكرة في ملعب الإعلام و«الفهم الخاطئ»، وطالبت باجتماع استثنائي لمجلس المطارنة الموارنة يحدد الموقف بصراحة ووضوح ويضع النقاط على الحروف وإلا وستتحرك شعبيا.من جهته استغرب رئيس الحكومة السابق سليم الحص أن «تلقى مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي اعتراضاً من بعض اللبنانيين الذين لا يرون الحقيقة إلا بمنظارهم الضيق». ورأى أن «تلك المواقف كانت تاريخية بكل معنى الكلمة من حيث إنها عبرت عن نظرة وطنية موضوعية جامعة تصب في مصلحة قضايا لبنان والعرب في مضمونها القومي البناء، واعتراض البعض على ما جاء على لسانه إنما هو شاهد على الجرأة التي تميزت بها تلك المواقف، وما كان هذا بالغريب على البطريرك».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة