"التنبل" هو الشخص الكسول المتقاعس المترهل الذي لا عمل له سوى الأكل والتسلية وقضاء جل وقته في النوم والراحة، وهو عادة شخص ثرثار يفتقر إلى التفكير السليم والدوافع النفسية المحركة له اتجاه أهداف محددة.

هذا باختصار اهم تعريف لكلمة "تنبل" وهي كلمة تركية الأصل بحسب المصادر، ولكنها منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا العربي واللبناني، ربما لكثرة "التنابل"، ولكن ما هي اسباب هذه الحالة؟ وهل يمكن التخلص منها؟

"تنابل" السلطان عبد الحميد

 

في السابق كان العديد من الملوك يستخدمون "التنابل" للهو والترفيه، لكن يروى ان السلطان العثماني عبد الحميد تنبه لخطرهم فعزم على "إبادتهم" عن بكرة أبيهم، وعمد إلى خطة بارعة فخصص لهم مكاناً في ضواحي الأستانة وأذيع أن المكان معد لإقامة "التنابل"، يأكلون ويشربون ويعيشون فيه، وماهي إلا أسابيع قليلة حتى غص المكان بـ"التنابل" الذين توافدوا من شتى أنحاء البلاد . فأمر السلطان بحرقهم جميعاً ، لكن الصدر الأعظم استدرك قائلاً: "لعل بينهم من هم غير "تنابل"، لذلك أضرم حولهم نيران بشكل دوائر حلزونية، بحيث إذا سعى أحدهم إلى النجاة وجد سبيلاً فيكون عندئذٍ من غير فئة "التنابل"، وهكذا كان، فنجا قسم منهم ، بينما أبيد الآخرون.

ومن التعليقات التي رافقت محرقة التنابل هذه، أن أحد التنابل قال لرفيقه قبل وصول النار إليهما: "أعطني ولعة لسيكارتي"، فأجاب الآخر:"لاحق تولع بس توصل النار".

 

"التنابل" لا يعترفون!

لا يعترف "التنابل" بحالتهم التي تشكل أزمة كبيرة في وسطهم الاجتماعي، ويعتبر "التنبل" أنه يستمتع بحياته على طريقته الخاصة، ولكن المحيطون به يعتبرونه عالة عليهم ولا فائدة ترجى منه.

ويشير أحد "التنابل" الى أنه لا يعرف سبب وصفه بهذه الصفة، ويرفض الكلام عن أنه لا يعمل ويقضي معظم وقته في النوم واللهو، قائلاً: "من حق أي انسان ان يرتاح بعد الجهد الذي يبذله بالعمل لفترة طويلة".

ويلفت الى أنه منذ صغره يقول الناس وأهله عنه أنه "تنبل" في حين أنه يعمل بجد أكثر منهم ولكن هذه الصفة التصقت به منذ الصغر وأصبحت لقبا يطلق عليه.

لا يحتملون؟

وتلفت إحدى السيدات الى أنه لا يمكن التفاهم مع "التنابل" بسبب طبيعة حياتهم، مشيرة الى أن هذه الحالة كانت أحد الاسباب لانفصالها عن زوجها السابق، مضيفة: "لا يمكن العيش مع هكذا شخص لأن المشكلة تهبط عليك بشكل كبير ولا يحتمل، لا يقوم بشيء ويقضي معظم وقته بالنوم وعندما تطلب منه القيام بأمر يتحجج بأي شي لكي لا يقوم به".

"دلع"

من ناحية اخرى تعترف احدى الفتيات بأنها ممن يقال عليهم "تنابل"، وتشير الى ان والدتها هي أكثر من يقول عنها ذلك، وتلفت الى أنها تشعر في ذلك خاصة خلال فترة الصيف حيث تقضي فرصتها مع العائلة ولا يكون لديها أي عمل تقوم به، وتعتبر ان ما بين "الدلع" وعدم وجود العمل فمن الطبيعي ان يصبح أي أنسان "تنبل".

"التنابل" والامراض المزمنة

تشير احدى الدراسات الاميركية الى أن الأشخاص الذين يخصصون وقتاً للتمارين الرياضية المنتظمة لكن نمط حياتهم تغلب عليه قلة النشاط والحركة، هم عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة.

وتوضح أن "قلة النشاط الجسدي هي السبب الرئيسي للإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة ومرض الكبد الدهني، وأن الأشخاص الذين يخصصون وقتاً منتظماً للتمارين لكنهم بالمجمل غير نشيطين هم أيضاً عرضة للإصابة بهذه الأمراض".

 الدكتور نبيل خوري: "التنبلة" مشكلة نفسية يمكن علاجها

 يؤكد الاخصائي في الطب النفساني الدكتور نبيل خوري على ان هذه الحالات تكون ناتجة عن مشكلة نفسية، ويشير في حديث لـ"النشرة" الى أنها قد تعود الى "تقوقع إجتماعي أو الى ضعف في الطاقات الادراكية أو ضعف في التواصل الاجتماعي والثقافة العامة أوخوف من الفشل والارتباط يفضل الانسان على ضوئها التقوقع والتنبلة وعدم القيام بأي عمل لأنه يكون حكم على نفسه قبل أن يقدم على أي نشاط".

ورداً على سؤال، يؤكد الدكتور خوري على أن هذه الحالات قابلة للعلاج في حال المتابعة، لافتاً الى ان الامراض تكون على درجات.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-09-18
  • 10238
  • من الأرشيف

خبر سار الى كل "التنابل"... المشكلة نفسية وعلاجها ممكن!

"التنبل" هو الشخص الكسول المتقاعس المترهل الذي لا عمل له سوى الأكل والتسلية وقضاء جل وقته في النوم والراحة، وهو عادة شخص ثرثار يفتقر إلى التفكير السليم والدوافع النفسية المحركة له اتجاه أهداف محددة. هذا باختصار اهم تعريف لكلمة "تنبل" وهي كلمة تركية الأصل بحسب المصادر، ولكنها منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا العربي واللبناني، ربما لكثرة "التنابل"، ولكن ما هي اسباب هذه الحالة؟ وهل يمكن التخلص منها؟ "تنابل" السلطان عبد الحميد   في السابق كان العديد من الملوك يستخدمون "التنابل" للهو والترفيه، لكن يروى ان السلطان العثماني عبد الحميد تنبه لخطرهم فعزم على "إبادتهم" عن بكرة أبيهم، وعمد إلى خطة بارعة فخصص لهم مكاناً في ضواحي الأستانة وأذيع أن المكان معد لإقامة "التنابل"، يأكلون ويشربون ويعيشون فيه، وماهي إلا أسابيع قليلة حتى غص المكان بـ"التنابل" الذين توافدوا من شتى أنحاء البلاد . فأمر السلطان بحرقهم جميعاً ، لكن الصدر الأعظم استدرك قائلاً: "لعل بينهم من هم غير "تنابل"، لذلك أضرم حولهم نيران بشكل دوائر حلزونية، بحيث إذا سعى أحدهم إلى النجاة وجد سبيلاً فيكون عندئذٍ من غير فئة "التنابل"، وهكذا كان، فنجا قسم منهم ، بينما أبيد الآخرون. ومن التعليقات التي رافقت محرقة التنابل هذه، أن أحد التنابل قال لرفيقه قبل وصول النار إليهما: "أعطني ولعة لسيكارتي"، فأجاب الآخر:"لاحق تولع بس توصل النار".   "التنابل" لا يعترفون! لا يعترف "التنابل" بحالتهم التي تشكل أزمة كبيرة في وسطهم الاجتماعي، ويعتبر "التنبل" أنه يستمتع بحياته على طريقته الخاصة، ولكن المحيطون به يعتبرونه عالة عليهم ولا فائدة ترجى منه. ويشير أحد "التنابل" الى أنه لا يعرف سبب وصفه بهذه الصفة، ويرفض الكلام عن أنه لا يعمل ويقضي معظم وقته في النوم واللهو، قائلاً: "من حق أي انسان ان يرتاح بعد الجهد الذي يبذله بالعمل لفترة طويلة". ويلفت الى أنه منذ صغره يقول الناس وأهله عنه أنه "تنبل" في حين أنه يعمل بجد أكثر منهم ولكن هذه الصفة التصقت به منذ الصغر وأصبحت لقبا يطلق عليه. لا يحتملون؟ وتلفت إحدى السيدات الى أنه لا يمكن التفاهم مع "التنابل" بسبب طبيعة حياتهم، مشيرة الى أن هذه الحالة كانت أحد الاسباب لانفصالها عن زوجها السابق، مضيفة: "لا يمكن العيش مع هكذا شخص لأن المشكلة تهبط عليك بشكل كبير ولا يحتمل، لا يقوم بشيء ويقضي معظم وقته بالنوم وعندما تطلب منه القيام بأمر يتحجج بأي شي لكي لا يقوم به". "دلع" من ناحية اخرى تعترف احدى الفتيات بأنها ممن يقال عليهم "تنابل"، وتشير الى ان والدتها هي أكثر من يقول عنها ذلك، وتلفت الى أنها تشعر في ذلك خاصة خلال فترة الصيف حيث تقضي فرصتها مع العائلة ولا يكون لديها أي عمل تقوم به، وتعتبر ان ما بين "الدلع" وعدم وجود العمل فمن الطبيعي ان يصبح أي أنسان "تنبل". "التنابل" والامراض المزمنة تشير احدى الدراسات الاميركية الى أن الأشخاص الذين يخصصون وقتاً للتمارين الرياضية المنتظمة لكن نمط حياتهم تغلب عليه قلة النشاط والحركة، هم عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة. وتوضح أن "قلة النشاط الجسدي هي السبب الرئيسي للإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة ومرض الكبد الدهني، وأن الأشخاص الذين يخصصون وقتاً منتظماً للتمارين لكنهم بالمجمل غير نشيطين هم أيضاً عرضة للإصابة بهذه الأمراض".  الدكتور نبيل خوري: "التنبلة" مشكلة نفسية يمكن علاجها  يؤكد الاخصائي في الطب النفساني الدكتور نبيل خوري على ان هذه الحالات تكون ناتجة عن مشكلة نفسية، ويشير في حديث لـ"النشرة" الى أنها قد تعود الى "تقوقع إجتماعي أو الى ضعف في الطاقات الادراكية أو ضعف في التواصل الاجتماعي والثقافة العامة أوخوف من الفشل والارتباط يفضل الانسان على ضوئها التقوقع والتنبلة وعدم القيام بأي عمل لأنه يكون حكم على نفسه قبل أن يقدم على أي نشاط". ورداً على سؤال، يؤكد الدكتور خوري على أن هذه الحالات قابلة للعلاج في حال المتابعة، لافتاً الى ان الامراض تكون على درجات.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة