تابع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، توجيه نصائحه السياسية للعرب وتحذيراته النارية للإسرائيليين، إذ اغتنم وجوده في تونس، المحطة الثانية من جولته في دول «الربيع العربي»، للتأكيد أن «الإسلام والديموقراطية لا يتعارضان»، في رسالة واضحة لبلد يستعد لخوض انتخابات يعتبر الإسلاميون الأوفر حظا للفوز بها، فيما حذر مجدداً إسرائيل من أن السفن الحربية التركية جاهزة للتحرك في البحر المتوسط رداً على أي انتهاكات، فيما لم يفوّت الفرصة لتمرير رسالة أخرى لدمشق، إذ قال إن أنقرة حذرت طهران بشأن سورية في عدد من المناسبات.

وقال أردوغان، عقب محادثات مع نظيره التونسي الباجي قائد السبسي في تونس، إن «الاسلام والديموقراطية لا يتعارضان. والمسلم قادر على قيادة الدولة بنجاح كبير». واضاف اردوغان ان «نجاح العملية الانتخابية في تونس سيؤكد للعالم ان الديموقراطية والاسلام يمكن ان يسيرا معا»، في الوقت الذي تثير حركة النهضة الإسلامية التونسية مخاوف كبيرة في الاوساط العلمانية والمثقفين التونسيين.

وستنتخب تونس في 23 تشرين الاول مجلسا تأسيسيا لصياغة دستور جديد بعد تسعة اشهر على الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي اثر ثورة شعبية غير مسبوقة. وتعتبر حركة النهضة التي حظرت وقمعت في عهد بن علي، وتعرب صراحة عن انتمائها الى النموذج الاسلامي المحافظ في تركيا، الاوفر حظا للفوز بالانتخابات. وقد حضر زعيمها راشد الغنوشي في مقدمة الحشد الذي كان في مطار تونس لاستقبال أردوغان مساء أمس الأول.

وقال المحلل فيصل الشريف إن «تركيا دولة من العيار الثقيل وربما ليس بريئا ان يأتي اردوغان الى تونس قبل شهر من الانتخابات وان يوجه رسالة مطمئنة الى الرأي العام مفادها ان لا تخشوا النهضة». واضاف الشريف ان «انقرة تلعب منذ فترة دور عراب الدول العربية في موقف عززه موقفها من اسرائيل».

وجدد اردوغان عقب لقائه مع السبسي تحذيراته لاسرائيل، إذ قال إنه «لن يكون بوسع اسرائيل ان تفعل ما يحلو لها في البحر المتوسط وسترون سفنا حربية تركية في هذا البحر». وتابع ان «العلاقات مع اسرائيل لن تعود الى طبيعتها ما لم تعتذر عن الهجوم على الاسطول ولم تعوض عائلات الشهداء ولم ترفع الحصار عن غزة».

وأعرب أردوغان عن استعداد تركيا لدعم الثورة التونسية، التي وصفها بأنها كانت وراء صنع «الربيع العربي». ونوه بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين يقارب حاليا المليار دولار وهو رقم يمكن رفعه إلى 4 أو 5 مليارات دولار، مضيفا انه يمكن كذلك تعزيز التعاون الثنائي ودعمه في مجالات السياحة والتعليم والبنية التحتية.

من جهة ثانية، قال أردوغان إنه لا يوجد توتر ملحوظ بين تركيا وإيران، لكن أنقرة حذرت طهران بشأن سورية. واتهم أردوغان إيران بأنها «تدلل» نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وعقب لقائه مع باجي قائد السبسي أجرى رئيس الوزراء التركي محادثات مع الرئيس الموقت فؤاد المبزع ووزيري الخارجية والدفاع التونسيين. ويفترض ان يوقع مع نهاية زيارته على معاهدة صداقة وتعاون للدفع بالعلاقات التجارية بين البلدين اللذين يربطهما اتفاق منطقة تبادل حر منذ العام 2004، وتجاوز حجم المبادلات بين تركيا وتونس مليار دولار بحسب الارقام الرسمية.

ويتوجه اردوغان مساء اليوم إلى ليبيا في آخر محطة من جولته في بلدان «الربيع العربي».

لكن أردوغان أشار في المقابل إلى أن «99 في المئة من شعب تركيا من المسلمين لكنها دولة ديموقراطية علمانية حيث تحظى جميع الاديان بالمكانة نفسها. فالمسلم والمسيحي واليهودي متساوون في دولة علمانية».

  • فريق ماسة
  • 2011-09-15
  • 13422
  • من الأرشيف

أردوغان في تونس: حذرنا إيران بشأن سورية

تابع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، توجيه نصائحه السياسية للعرب وتحذيراته النارية للإسرائيليين، إذ اغتنم وجوده في تونس، المحطة الثانية من جولته في دول «الربيع العربي»، للتأكيد أن «الإسلام والديموقراطية لا يتعارضان»، في رسالة واضحة لبلد يستعد لخوض انتخابات يعتبر الإسلاميون الأوفر حظا للفوز بها، فيما حذر مجدداً إسرائيل من أن السفن الحربية التركية جاهزة للتحرك في البحر المتوسط رداً على أي انتهاكات، فيما لم يفوّت الفرصة لتمرير رسالة أخرى لدمشق، إذ قال إن أنقرة حذرت طهران بشأن سورية في عدد من المناسبات. وقال أردوغان، عقب محادثات مع نظيره التونسي الباجي قائد السبسي في تونس، إن «الاسلام والديموقراطية لا يتعارضان. والمسلم قادر على قيادة الدولة بنجاح كبير». واضاف اردوغان ان «نجاح العملية الانتخابية في تونس سيؤكد للعالم ان الديموقراطية والاسلام يمكن ان يسيرا معا»، في الوقت الذي تثير حركة النهضة الإسلامية التونسية مخاوف كبيرة في الاوساط العلمانية والمثقفين التونسيين. وستنتخب تونس في 23 تشرين الاول مجلسا تأسيسيا لصياغة دستور جديد بعد تسعة اشهر على الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي اثر ثورة شعبية غير مسبوقة. وتعتبر حركة النهضة التي حظرت وقمعت في عهد بن علي، وتعرب صراحة عن انتمائها الى النموذج الاسلامي المحافظ في تركيا، الاوفر حظا للفوز بالانتخابات. وقد حضر زعيمها راشد الغنوشي في مقدمة الحشد الذي كان في مطار تونس لاستقبال أردوغان مساء أمس الأول. وقال المحلل فيصل الشريف إن «تركيا دولة من العيار الثقيل وربما ليس بريئا ان يأتي اردوغان الى تونس قبل شهر من الانتخابات وان يوجه رسالة مطمئنة الى الرأي العام مفادها ان لا تخشوا النهضة». واضاف الشريف ان «انقرة تلعب منذ فترة دور عراب الدول العربية في موقف عززه موقفها من اسرائيل». وجدد اردوغان عقب لقائه مع السبسي تحذيراته لاسرائيل، إذ قال إنه «لن يكون بوسع اسرائيل ان تفعل ما يحلو لها في البحر المتوسط وسترون سفنا حربية تركية في هذا البحر». وتابع ان «العلاقات مع اسرائيل لن تعود الى طبيعتها ما لم تعتذر عن الهجوم على الاسطول ولم تعوض عائلات الشهداء ولم ترفع الحصار عن غزة». وأعرب أردوغان عن استعداد تركيا لدعم الثورة التونسية، التي وصفها بأنها كانت وراء صنع «الربيع العربي». ونوه بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين يقارب حاليا المليار دولار وهو رقم يمكن رفعه إلى 4 أو 5 مليارات دولار، مضيفا انه يمكن كذلك تعزيز التعاون الثنائي ودعمه في مجالات السياحة والتعليم والبنية التحتية. من جهة ثانية، قال أردوغان إنه لا يوجد توتر ملحوظ بين تركيا وإيران، لكن أنقرة حذرت طهران بشأن سورية. واتهم أردوغان إيران بأنها «تدلل» نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وعقب لقائه مع باجي قائد السبسي أجرى رئيس الوزراء التركي محادثات مع الرئيس الموقت فؤاد المبزع ووزيري الخارجية والدفاع التونسيين. ويفترض ان يوقع مع نهاية زيارته على معاهدة صداقة وتعاون للدفع بالعلاقات التجارية بين البلدين اللذين يربطهما اتفاق منطقة تبادل حر منذ العام 2004، وتجاوز حجم المبادلات بين تركيا وتونس مليار دولار بحسب الارقام الرسمية. ويتوجه اردوغان مساء اليوم إلى ليبيا في آخر محطة من جولته في بلدان «الربيع العربي». لكن أردوغان أشار في المقابل إلى أن «99 في المئة من شعب تركيا من المسلمين لكنها دولة ديموقراطية علمانية حيث تحظى جميع الاديان بالمكانة نفسها. فالمسلم والمسيحي واليهودي متساوون في دولة علمانية».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة