دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قالت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في مقابلة خاصة مع قناة " روسيا اليوم " أمس وذلك على هامش زيارتها الاخيرة لموسكو في الحقيقة لمست من الموقف الروسي كل تفهم لما يجري في سورية ولحقيقة ما يجري في سورية بعيداً عن التشويه والترويج الإعلامي والاستهداف الذي تقوم به الكثير من الفضائيات والأطراف الغربية أيضاً، فاجتمعت بأعضاء في مجلس الشيوخ واجتمعت مع نائب وزير الخارجية بغدانوف، واجتمعت مع جمعية الصداقة ومع شخصيات كثيرة، وكنت سعيدة، مرتاحة جداً لأن وجهات النظر مع الجانب الروسي تبدو متطابقة. أن الأولوية هي لاستعادة الامن والاستقرار في سورية وللسير قدماً بالاصلاحات التي بدأت بشكل حثيث في سورية، واستكمال القوانين التي صدرت ومراجعة الدستور وإعادة الامن والهدوء إلى سورية. ونحن نتفق أن هذا هو الطريق لمساعدة سورية، أن تتعافى من هذه الازمة. وليس الطريق الغربي الذي بدأ بإصدار العقوبات على الشعب السوري لأن المتأثر بهذه العقوبات هو المواطن السوري، وليس صحيحاً أن هذه العقوبات هي ضد مسؤولين سوريين، فهذه العقوبات التي أصدروها بحق مسؤولين سوريين لاقيمة لها لأنه لا احد من هؤلاء لديه أي رصيد في أي مكان من الامكنة التي قصدوها.
وأضافت حين طرحوا علينا فكرة الزيارة، رحبنا مباشرة بأي طرف روسي، بأعضاء مجلس الشيوخ الذين يودون زيارة القطر واللقاء بالمسؤولين والاطلاع على أرض الواقع وما يجري في سورية، ونحن الجانب السوري رحبنا مباشرة. لم يتحدث معي أحد بشأن وساطة أبداً، هذا موضوع جديد لم أسمع به.
وأشارت شعبان الاتصالات غير مقطوعة رسمياً مع الغرب ، ولكن لا توجد اتصالات رسمية وعلى مستوى عال بشأن الأزمة. المشكلة ان الغرب إلى حد الآن فيما يخص سورية، بنى كل قراراته وكل آرائه وكل تقييماته على الإعلام، على ما يصدر في الإعلام. كل العالم يعرف أن بعض وسائل الإعلام العربية للأسف اعتبرت نفسها معنية بالتغيير بسورية وبتأجيج الازمة وبالتحريض على العنف في سورية، ومن المؤسف أن دولاً تبني مواقفها وقراراتها على يوتيوب، وعلى تشويه إعلامي وعلى شاهد عيان وعلى امور مثيرة للسخرية بالحقيقة.
ولفتت شعبان نحن لدينا معلومات. أن هناك مخططات كبرى في الغرب من أجل تفتيت العالم العربي، تقسيم العراق والسودان وسورية وليبيا، واي بلد يستطيعون تقسيمه من اجل وضع أيديهم على الثروات التي يحتويها هذا العالم، ومن أجل إحكام السيطرة على المتوسط، خاصة وأن المتوسط يمتلك اهمية كبرى، وقد زادت هذه الاهمية اليوم باكتشاف النفط والغاز على شواطئ المتوسط. وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بطريقة تضمن أمن إسرائيل وتضمن هيمنة إسرائيلية على ثروات العرب. هذا ليس كلاماً، هذا نشر في أبحاث في الولايات المتحدة واماكن اخرى، ونستطيع أن نقول بعد مائة عام من سايكس بيكو ووعد بلفور، هناك مخطط جديد لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ والسيطرة على ثروات هذه المنطقة وعدم إعادة الحق العربي إلى العرب. أنا أعتقد أن فلسطين والأراضي العربية المحتلة تبقى عنواناً هاماً جداً في كل ما يجري في العالم العربي، بمعنى أنه لا احد من الحريصين على حقوق الإنسان يذكر 11 الف أسير فلسطيني وعربي في السجون الإسرائيلية منذ عشرات السنين، ولا احد يذكر ابتلاع الأراضي الفلسطينية من قبل المستوطنين الإسرائيليين ورفض إسرائيل للسلام. أنا كنت من الناس الذين شاركوا في عملية السلام لعشر سنوات، من عام 1991 إلى عام 2000، ومن الواضح جداً أن الطرف الاسرائيلي لا يريد السلام لانه لا يريد إعطاء، أو إعادة أي شيء من الحقوق إلى أصحابها الشرعيين. وأنا أرى في هذا الموضوع، طبعاً الآن البعض يقول أيضاً نظرية المؤامرة ولكن هذا الموضوع هام جداً موضوع العرب وموضوع فلسطين وموضوع الثروات العربية هام جداً بالنسبة للغرب خاصة في الأزمة الاقتصادية التي يواجهها الغرب. هذا لا ينفي على الاطلاق أنه لدينا في سورية وفي اماكن عربية أخرى مواقع خلل في مجتمعاتنا بحاجة إلى معالجة.
وبخصوص الحوار الوطني قالت شعبان كل الاطراف دعيت إلى الحوار، المعارضة والجبهة والمستقلون وكل الأطراف، كل الشرائح دعيت إلى هذا الحوار. وهذا الحوار هو شامل للامور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدماتية لكل مناحي الحياة. لأن الإنسان السوري لا يريد فقط أن يصوت ويريد تعددية حزبية وهو ربما يريد ذلك، ولكنه يريد أيضاً أن تكون حياته هنيئة وأن يكون اقتصاده جيداً وأن يكون وضعه الاجتماعي والاقتصادي والوظيفي جيداً ولذلك هذه الحوارات سوف تشمل كل مناحي الحياة، وتتوج بممثلين من المحافظات لعقد مؤتمر وطني في دمشق، والخروج بكل التوصيات للحكومة لتطبيقها، وأنا اعتقد أن الأشهر القادمة سوف تشهد نتائج كل هذا الحراك القانوني والسياسي، وكما قلت سوف تغير من طبيعة ومستقبل الحياة السياسية في سورية.
ونوهت شعبان ان الأحداث برهنت اليوم أن هناك سلاحا دخل البلد لا تملك الجمهورية العربية السورية من نوعه، وهو سلاح يمتلكه هؤلاء المسلحون الذين يقتلون ويبثون الفوضى والذعر في قلوب المواطنين، وقد ـ لا أعلم إن رأيت على التلفزيون السوري ـ تم إلقاء القبض على بعض هؤلاء المسلحين وتم الحصول على اعترافات من قبل بعض هؤلاء، من يمولهم ومن يعطيهم السلاح، واعتقد ليس سراً أن هناك بعض الدول العربية التي تمول والتي تعطي السلاح، وهذه هي المهمة الكبرى أمامنا اليوم وأمام الحكومة السورية، ان تصل إلى تحديد من يقتل من، وأن تنزل العقاب بالقاتل كائنا من كان وأن تعيد الطمأنينة والشعور بالأمان إلى قلوب بقية السوريين.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة