دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في
ظل التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط عموماً وفي سوريا على وجه الخصوص
التي نجحت في إنهاء حكم عائلة الأسد الذي استمر لأكثر من 50 عام، لا يزال
الطريق مظلم وغير واضح لأسباب عديدة على رأسها أن حكم الأسد خلف وراه عدد
من الدول المتعمقة في الداخل السوري ودول أخرى تبحث عن سبيل لتوسيع رقعة
نفوذها في البلاد مستغلين التدهور الاقتصادي الذي خلفه الأسد.
ومنذ
أن تم الإعلان عن سقوط الأسد مطلع ديسمبر الحالي بدأ الغرب يتحدث عن شروطه
لرفع هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع "الجولاني" من قوائم الإرهاب
وشروط تقديم الدعم للحكومة الجديدة والمضي قدماً نحو تحقيق الاستقرار في
البلاد وعلى رأسها طرد الروس من البلاد، الأمر الذي أثار الكثير من
التساؤلات حول مصير القواعد الروسية في سوريا، والأهم من ذلك السبب وراء
تخوفهم من بقاء روسيا في سوريا.
على
مدار الأيام القليلة الماضية منذ تولي حكومة الإنقاذ السورية زمام الأمور
في البلاد، كشفت جميع الدول المعنية بالملف السوري عن مطالبها وخططها
للتعامل مع الحكومة الجديدة، إلا أن التصريحات وبالأخص الغربية حملت طابع
من التهديد والتسلط وانتهاك السيادة السورية.
الولايات
المتحدة الأمريكية أكدت على لسان وزير الخارجية، انتوني بلينكن عن وجود
اتصالات مباشرة مع هيئة تحرير الشام ولكي تعترف ولكي تعترف واشنطن بالحكومة
الجديدة وتُزيل الهيئة من قوائم الإرهاب يجب عليها أن تحترم حقوق الأقليات
وتسهيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين ومنع استخدام سوريا كقاعدة للإرهاب
وأخيراً تدمير أي مخزونات من الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية بشكل آمن.
وبخصوص
السياسة التي ستتبعها واشنطن في سوريا في الوقت الراهن، قال وزير الدفاع
الأمريكي، لويد أوستن، إن أولوية بلاده القصوى بعد سقوط نظام بشار الأسد،
هي حماية جنودها في سوريا، المتواجدين في الشمال، المنطقة الغنية بالنفط
والواقعة تحت سيطرة الأكراد، مؤكداً أنها ستظل كذلك.
السياسة
الأوروبية لم تختلف كثيراً عن الأمريكية، بل كانت أكثر صرامة وفقاً لبعض
الخبراء والمراقبين، حيث أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي
كايا كالاس، أن التكتل لن يرفع العقوبات المفروضة على سوريا في الوقت
الحالي، قائلة "هذا الأمر ليس ضمن جدول الأعمال في الوقت الراهن، وإنما قد
يصبح محط نقاش في وقت لاحق عندما نرى خطوات إيجابية"، وذكرت أن موضوع
التواجد الروسي على الساحل السوري نوقش خلال الاجتماع الوزاري، وأن بعض
الوزراء تحدثوا عن ضرورة طرح شرط إنهاء النفوذ الروسي في سوريا للحوار مع
السلطات السورية الجديدة.
وبالحديث
عن روسيا، ومصير قواعدها العسكرية الذي يعتبره الغرب بمثابة تهديد لطموحهم
في سوريا، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن ما حدث في سوريا وسقوط
نظام الأسد لا يُعتبر هزيمة لروسيا، فروسيا حققت أهدافها والتي كان على
رأسها ألا تصل الجماعات الإرهابية إلى كرسي الحكم في البلاد.
ما
عن قاعدة حميميم العسكرية وقاعدة طرطوس البحرية، قال بوتين أن بلاده
اقترحت على السلطات في سوريا إلى استخدام قاعدة حميميم لإيصال المساعدات
الإنسانية إلى الشعب السوري، وتمت بالفعل الموافقة على ذلك.
الباحث
السياسي والخبير في الشأن الداخلي السوري، حسن إبراهيم، يرى أن مستقبل
سوريا في الوقت الراهن يعتمد وبشكل كلي على القرارات التي سيتخذها قائد
هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، والنهج الذي سيتبعه للاستفادة بأكبر صورة
ممكنة من تواجد هذه الدول في البلاد للنهوض بالاقتصاد السوري الذي أنهكتها
العقوبات من جهة والحرب ضد الإرهاب من جهة أخرى.
وأضاف
إبراهيم، انه وحتى هذه اللحظة يعمل أحمد الشرع على تحقيق ذلك عبر التواصل
مع جميع الأطراف لإيجاد الطريق الأمثل للنهوض بسوريا الجديدة والمضي نحو
تحقيق مطالب وأمال الشعب السوري مع مراعاة ضمان السيادة السورية دون أي
ضغوطات خارجية
المصدر :
محمد صادق كاتب وباحث في شؤون الشرق الأوسط/ الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة