#
  • فريق ماسة
  • 2023-10-03
  • 5384

ماذا يجري في السويداء؟

  تقول المعلومات: إن اجتماعاً في عمان عقدته الولايات المتحدة مع دول إقليمية حصل في العاشر من شهر أيلول/ سبتمبر للعمل على تنفيذ مخطط نشر ما يُسمى جيش "سورية الحرة" ما بين قاعدة التنف والجولان السوري المحتل مروراً بالحدود الجنوبية لدرعا والسويداء مع الأردن، هذا الاجتماع يؤكد أن ما يجري في السويداء ليس عفوياً، والدليل أن السويداء لم تتحرك بهذا الزخم من قبل وإن كانت تحركت في أكثر من مرة بحجة المطالبة بتحسين الوضع المعيشي هذا من جهة، من جهة أخرى لابد من التوقف عند كلام الشيخ حكمت الهجري في بداية الحراك من أنهم ليسوا لوحدهم ولن يتركهم من في الداخل أو الخارج! أيضا يمكن التوقف عند ما يقوم به حزب اللواء السوري الذي يحصل على دعم من فرنسا والولايات المتحدة ويقيم علاقات مع قاعدة التنف ويمتلك مليشيا عسكرية وقام مؤخراً بتأسيس هيئة سياسة من ثلاث محافظات هي السويداء ودرعا والقنيطرة بهدف فصل الجنوب عن سورية وإنشاء إدارة ذاتية على غرار انموذج "قسد". التدخلات الأمريكية المباشرة ما يؤكد صحة ما نقول هو إجراء النائب في الكونغرس الأميركي فرينش هيل، يوم 15 أيلول، اتصالاً بالشيخ حكمت الهجري، مدّعيا بأنه مهتم بالحراك السلمي في السويداء وسلامة الشيخ الهجري شخصياً، وسلامة المتظاهرين، في حين اتصل هيل مع ما يُسمى قائد " جيش سورية الحرة" محمد فريد القاسم ما يؤكد أن الولايات المتحدة تربط ما بين ما يجري في السويداء، وما تقوم به في قاعدة التنف من إعداد لهذه المليشيا تحت ذريعة محاربة المخدرات، في حين أن أغلب مليشيا " سورية الحرة" هم تجار مخدرات! والهدف هو محاصرة الدولة السورية وفصلها عن محيطها العربي بعد تفتيها كصربيا بحسب ما نشرت صحيفة جيروزيليم الاسرائيلية، الشهر الماضي. وربطاً بأن ما يجري في عموم سوريا واحد بالنسبة للولايات المتحدة فإن فرينش هيل هو من يقود ما يُسمى "قانون الكبتاغون" في الكونغرس و"قانون محاربة التطبيع" مع الدولة السورية، وهو من جاء متسللاً إلى شمال غرب سورية عبر باب السلامة على رأس وفد مؤلف من ثلاثة أعضاء من الكونغرس، وثمة أنباء تقول بإنه اجتمع مع رئيس جبهة "النصرة" أبو محمد الجولاني، وكل هذا يجري بتنسيق مما يُسمى "المنظمة السورية للطوارىء" التي يرأسها معاذ مصطفى السوري الفلسطيني المتأمرك . ويظهر التدخل الغربي في الشؤون الداخلية السورية وفي السويداء تحديداً من خلال تصريحات كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا على المظاهرات التي تشهدها محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، حيث قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، في كلمة أمام مجلس الأمن في “الأيام الأخيرة، شهدنا احتجاجات سلمية في مدن مثل درعا والسويداء، حيث دعا السوريون إلى تغييرات سياسية وطالب جميع الأطراف باحترام القرار 2254”. اما المبعوث الألماني إلى سوريا ستيفن شنيك: فقد اشاد بشجاعة أهالي ‎السويداء و درعا المطالبين بالعدالة والحرية والمواطنة” حسب تعبيره. في حين نشرت السفارة الأمريكية في سورية على حسابها التغريدة التالية : "نحن قلقون بشأن التقارير حول استخدام النظام للقوة في السويداء جنوب سوريا. ندعم حق الشعب السوري في التظاهر بسلام من أجل الكرامة والحرية والأمان والعدالة، الحل السياسي وفقًا للقرار الأممي رقم 2254 هو الحل الوحيد الممكن لهذا النزاع" علماً أن السفارة قامت بتغيير الشعار الخاص بها ووضعت بدلاً من " السفارة الأميريكي - دمشق" إلى عبارة "السفارة الأميريكية – سوريا - ما دعا البعض للقول إن الولايات المتحدة قد تفتح سفارتها في مدينة أخرى خارج سيطرة الدولة وهذا سيكون تطوراً خطيراً، ما يعني أن الولايات المتحدة ستشرعن انفصال أي جزء عن الدولة السورية. وكان سبق بيان السفارة الأمريكية بيان صادر عما يُسمى “الهيئة السياسية للعمل الوطني” في مدينة السويداء، بالتنسيق مع الشيخ حكمت الهجري. وهذا يؤكد مرة أخرى وقوف جهات خارجية خلف حركة احتجاج السويداء ودفعها للعمل على التنسيق بين جماعات مسلحة في المحافظة وبين الهيكل السياسي الجديد، لتشكيل إدارة ذاتية بعيداً عن الحكومة في دمشق. وهنا لابد من التوقف عند ما كتبه وليد فارس مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون العلاقات الخارجية، بأن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى لإعلان "منطقة حرة درزية" في السويداء في جنوب سوريا. وإقامة ادارة أمنية و سياسية ذاتية أو محلية، و رفض تواجد ميليشيا حزب الله و سائر الميليشيات الإيرانية في المنطقة، و احتمال حصول السويداء الحرة على "منطقة حظر جوي" اميركي No fly zone، عال جداً، ويؤكد أن هذا القرار يتم النظر اليه في واشنطن. أما المعارض السوري المقيم في واشنطن ماهر شرف الدين، فقد أكد أن اتصالاً حدث بين عضو الكونغرس الأمريكي فرينش هيل والشيخ حكمت الهجري دام أكثر من نصف ساعة واستفسر خلاله الأخير، عن حقيقة ما يجري في السويداء. وأضاف "شرف الدين" في تغريدة على موقع "إكس"، إن  "هيل" عبر عن اعتزازه بالتواصل مع القائد الروحي للموحدين الدروز، متمنياً بناء علاقة وطيدة معه، ومشدّداً على أن سلامته الشخصية هي موضع اهتمام خاص. في حين ذكرت صحيفة "إندبندنت عربي" نقلاً عن مصادر "لم تسمها"، أن الأردن قد يطلب من الجانبين الأمريكي والروسي في المستقبل، تأمين مناطق عازلة ضمن المناطق الحدودية مع سوريا في حال استمر تهريب المخدرات. وأشارت الصحيفة إلى أن تقارير صحفية أمريكية تحدثت عن احتمال مشاركة الولايات المتحدة مع الأردن في حربه ضد المخدرات، لكن تحت مظلة التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات، خصوصاً مع إدّعاء عمان أن الجيش الأردني رصد أكثر من 160 شبكة في سوريا تعمل على تهريب المخدرات إلى دول الجوار. من هنا تتضح أهداف الولايات المتحدة وإسرائيل في سورية التي لم تهتم يوماً بمطالب الناس وإنما تعمل على استثمارها وتفتيت دولة كانت يوماً انموذجا في الاكتفاء الذاتي . آخر ما يشغل بال الإدارة الامريكية هو معاناة السوريين، والأهم بالنسبة والأهم بالنسبة لها هو أمن إسرائيل وإذلال سورية وشعبها. ولو كانت الإدارة الأمريكية لديها أدنى اهتمام بالوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري لكانت توقفت عن سرقة النفطه والغاز والقمح، ورفعت العقوبات عن الشعب السوري التي تمس حياة الناس أولاً قبل أي مسؤول حكومي

المصدر : ناديه محمد برتاوي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة