تشهد صناعة السينما المحلية اهتماماً في إنتاج أفلام الرسوم المتحركة الخاصة بالطفل ،

ويبدو هذا التوجه جلياً في اندفاع الشركات الخاصة والأفراد لإنجاز العديد من أعمال (الأنيميشن) على ضوء تطلعاتهم لمزيد من دعم القطاع العام عبر التعاون مع المؤسسة العامة للسينما والتلفزيون إضافة لجهات وطنية أخرى . وعلى الرغم من الجهود التي أثمرت مجموعة من الأفلام الهامة إلا أن الأمل في مستقبل أكثر حضوراً وتأثيراً لهذا الفن الجديد نسبياً في مجتمعنا هو الطموح لرؤية أعمال سينمائية كرتونية في المستقبل القريب تستقر شخصياتها وصورها وأصداؤِها في ذاكرة أطفال المجتمعات العربية كلها والأشد تأثيراً لو كان لها جاذبية خارج البلاد العربية ،وخاصة وأن كوادرنا المحلية تمتلك الكثير من الإمكانات والمواهب ، وتستطيع أن تلعب أدواراً ثقافية كبيرة من خلال هذا الفن الذي يكتنز وسائل تعبيرية يفهمها الأطفال أينما وجدوا.‏

تم إنتاج ثلاثة أفلام طويلة حتى الآن كان بدايتها فيلم (الجرة حكاية من الشرق) عام 1999 من إنتاج شركة النجم، وأنتجت بعد ذلك شركة تايغر برودكشن فيلمين بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما هما (خيط الحياة) عام 2005 و(طيور الياسمين) ، وقبل ذلك أنتجت مؤسسة السينما عدة أفلام قصيرة منها : حكاية مسمارية ، ألف صورة وصورة ، مذكرات رجل بدائي .. وأنتجت بعض الشركات الخاصة أفلاماً قصيرة جاء معظمها غير واضح الهوية لا في السرد ولا في الشخصية .‏

رغبة في المنافسة‏

تعمل الشركات المحلية المنتجة للانيميشن على ابتكار أنماط متميزة تتمتع بخصوصيتها على صعيد الشخصية والسرد القصصي أو السياق الروائي ، ضمن إدراك للأثر الترفيهي وعامل الإثارة وتأكيد مظاهر جمالية متعددة نابعة من البيئة المحلية والعربية ، ذلك بالاعتماد على أفكار هادفة وتنموية تبنى عليها قصص محكمة بترابطها وتشابكها ، تبوح بموضوعات عميقة ، فلسفية وأخلاقية . ويأتي هذا العمل الدؤوب ضمن رغبة في الاختلاف عما غزا العالم من أفلام الرسوم المتحركة التي انطلقت من الغرب وفي مقدمتها (ديزني) ، إضافة لأفلام (الأنيمي) والمقصود بها الرسوم المتحركة اليابانية ، والتي جاءت من الشرق . وبتنا تحت تأثير كبير لاتجاهين من الرسوم المتحركة ، كل منهما يمتلك روعة تأثيره . وبالطبع فإن البحث عن اختلاف في ظل هذه الظروف أمر غاية في الصعوبة لكن لا يستحيل تحقيقه ، إنما يحتاج لمزيد من تضافر الجهود ، وسخاء في تكاليف الإنتاج، ولا يخفى على أحد أن تجربتنا في هذا المضمار تبدو في خطواتها الأولى ، ولا يجب انتظار ما هو خارق إلا بالنظر لعامل الزمن ، أي بعد مضي زمن على التجربة المحلية وكذلك العربية .‏

مراحل إنجاز الفيلم‏

يحتاج فيلم الرسوم المتحركة لميزانية ضخمة ولخبرات كبيرة ولزمن طويل ومناسب للتنفيذ وذلك ضمن خطوات متتابعة تبدأ بتحديد الفكرة ، تليها كتابة القصة ومن ثم انجاز السيناريو والحوار ، وتلي ذلك مرحلة (ستوري بورد) وغالباً ما تكون على شكل رسوم سريعة تنقل النص إلى الشكل المرئي وتجمع بين الحدث والشخصية والأجواء المحيطة من خلال كوادر توضح الأحداث الرئيسية ، وتتبعها مرحلة الرسم الدقيق عبر كوادر تدخل مرحلة التحريك من خلال برامج الكترونية في الحاسوب ، فتضم الثانية ( كوحدة زمنية) 12 فريم أي رسمه ، وهنا تتطابق التعابير وحركة الشفاه مع التسجيل الصوتي الذي يترافق مع الموسيقا التصويرية والمؤثرات الصوتية والبصرية ضمن عملية مونتاج على الصورة ، وبعد ذلك تطبع على الشريط النهائي
  • فريق ماسة
  • 2010-04-11
  • 11042
  • من الأرشيف

فيلم الكرتون المحلي... ابتكارات مواهب وإمكانيات .. في مهب الريح

تشهد صناعة السينما المحلية اهتماماً في إنتاج أفلام الرسوم المتحركة الخاصة بالطفل ، ويبدو هذا التوجه جلياً في اندفاع الشركات الخاصة والأفراد لإنجاز العديد من أعمال (الأنيميشن) على ضوء تطلعاتهم لمزيد من دعم القطاع العام عبر التعاون مع المؤسسة العامة للسينما والتلفزيون إضافة لجهات وطنية أخرى . وعلى الرغم من الجهود التي أثمرت مجموعة من الأفلام الهامة إلا أن الأمل في مستقبل أكثر حضوراً وتأثيراً لهذا الفن الجديد نسبياً في مجتمعنا هو الطموح لرؤية أعمال سينمائية كرتونية في المستقبل القريب تستقر شخصياتها وصورها وأصداؤِها في ذاكرة أطفال المجتمعات العربية كلها والأشد تأثيراً لو كان لها جاذبية خارج البلاد العربية ،وخاصة وأن كوادرنا المحلية تمتلك الكثير من الإمكانات والمواهب ، وتستطيع أن تلعب أدواراً ثقافية كبيرة من خلال هذا الفن الذي يكتنز وسائل تعبيرية يفهمها الأطفال أينما وجدوا.‏ تم إنتاج ثلاثة أفلام طويلة حتى الآن كان بدايتها فيلم (الجرة حكاية من الشرق) عام 1999 من إنتاج شركة النجم، وأنتجت بعد ذلك شركة تايغر برودكشن فيلمين بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما هما (خيط الحياة) عام 2005 و(طيور الياسمين) ، وقبل ذلك أنتجت مؤسسة السينما عدة أفلام قصيرة منها : حكاية مسمارية ، ألف صورة وصورة ، مذكرات رجل بدائي .. وأنتجت بعض الشركات الخاصة أفلاماً قصيرة جاء معظمها غير واضح الهوية لا في السرد ولا في الشخصية .‏ رغبة في المنافسة‏ تعمل الشركات المحلية المنتجة للانيميشن على ابتكار أنماط متميزة تتمتع بخصوصيتها على صعيد الشخصية والسرد القصصي أو السياق الروائي ، ضمن إدراك للأثر الترفيهي وعامل الإثارة وتأكيد مظاهر جمالية متعددة نابعة من البيئة المحلية والعربية ، ذلك بالاعتماد على أفكار هادفة وتنموية تبنى عليها قصص محكمة بترابطها وتشابكها ، تبوح بموضوعات عميقة ، فلسفية وأخلاقية . ويأتي هذا العمل الدؤوب ضمن رغبة في الاختلاف عما غزا العالم من أفلام الرسوم المتحركة التي انطلقت من الغرب وفي مقدمتها (ديزني) ، إضافة لأفلام (الأنيمي) والمقصود بها الرسوم المتحركة اليابانية ، والتي جاءت من الشرق . وبتنا تحت تأثير كبير لاتجاهين من الرسوم المتحركة ، كل منهما يمتلك روعة تأثيره . وبالطبع فإن البحث عن اختلاف في ظل هذه الظروف أمر غاية في الصعوبة لكن لا يستحيل تحقيقه ، إنما يحتاج لمزيد من تضافر الجهود ، وسخاء في تكاليف الإنتاج، ولا يخفى على أحد أن تجربتنا في هذا المضمار تبدو في خطواتها الأولى ، ولا يجب انتظار ما هو خارق إلا بالنظر لعامل الزمن ، أي بعد مضي زمن على التجربة المحلية وكذلك العربية .‏ مراحل إنجاز الفيلم‏ يحتاج فيلم الرسوم المتحركة لميزانية ضخمة ولخبرات كبيرة ولزمن طويل ومناسب للتنفيذ وذلك ضمن خطوات متتابعة تبدأ بتحديد الفكرة ، تليها كتابة القصة ومن ثم انجاز السيناريو والحوار ، وتلي ذلك مرحلة (ستوري بورد) وغالباً ما تكون على شكل رسوم سريعة تنقل النص إلى الشكل المرئي وتجمع بين الحدث والشخصية والأجواء المحيطة من خلال كوادر توضح الأحداث الرئيسية ، وتتبعها مرحلة الرسم الدقيق عبر كوادر تدخل مرحلة التحريك من خلال برامج الكترونية في الحاسوب ، فتضم الثانية ( كوحدة زمنية) 12 فريم أي رسمه ، وهنا تتطابق التعابير وحركة الشفاه مع التسجيل الصوتي الذي يترافق مع الموسيقا التصويرية والمؤثرات الصوتية والبصرية ضمن عملية مونتاج على الصورة ، وبعد ذلك تطبع على الشريط النهائي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة