#
  • فريق ماسة
  • 2023-02-28
  • 7811

من يحارب من في أوكرانيا ؟؟؟

إن مرور عام على بدء الحرب الروسية الأوكرانية واستمرار هذه الحرب بلا هوادة على الرغم من الخسائر المهولة التي أصابت الجانب الأوكراني ( هناك من يتحدث عن خسائر بشرية تصل إلى خمسمائة ألف قتيل في صفوف الجيش الأوكراني ) كل هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن من يحارب روسيا في أوكرانيا هي دول الناتو مجتمعة وعلى رأسها الولايات المتحدة ,  وأن زيلينسكي وقواته وعنترياته الشبيهة بأدواره المسرحية السابقة ماهي إلا عنجهيات فارغة لا قيمة لها على الأرض .   ثم دعونا نفكر بعقل بعد أن نبرد رأسنا قليلا  من آثار حملات البروباغاندا التي تقودها وسائل الإعلام الغربية وعميلاتها في بعض الدول الأخرى مثل بعض المحطات العربية والتي تروج لأكاذيب عما يحصل في أوكرانيا تجعلنا نعتقد أن انهيار الجيش الروسي بل روسيا ذاتها لا يحتاج  إلا لأيام قليلة وأن الرئيس بوتين سيعلن  تجرعه سم الهزيمة و التخلي عن الأراضي الروسية المسترجعة من أوكرانيا وإعادة جزيرة القرم الروسية إلى محتليها الأوكرانيين لتعود قطعان النازيين الجدد إلى ممارسة عربدتهم ضد السكان الروس في تلك المناطق ...نعم هذا ما يحاول الإعلام الغربي الترويج له وإقناعنا به عبر حملات إعلامية منظمة على قاعدة كبيرهم الذي علمهم السحر ونقصد طبعا غوبلز صاحب نظرية الكذب في الإعلام ...   لو فكرنا بعقل وحللنا ما نملكه من معلومات حقيقية عما يحصل في أوكرانيا سنجد أن الخسائر الفادحة التي لحقت بالجيش الأوكراني لا يمكن ترميمها بتلك السهولة التي يتحدثون عنها وأن ما تم تدميره من أنواع الأسلحة الأوكرانية لا يمكن تعويضه بالبساطة التي يريدون أن يضحكوا علينا بها . ثم هناك أمر آخر ما هذا الجيش الخارق الذي يستطيع استخدام الأسلحة المختلفة والمتنوعة التي تأتيه من دول الغرب ويتدرب على استخدامها بسرعة ويستطيع بواسطتها تحقيق أهداف قيادته العسكرية التي ينخرها الفساد والسرقات ( تمت إقالة وزير الدفاع الأوكراني لفساده وسرقاته !!!) ؟؟ هل يعقل أن أسلحة قادمة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول يتم وضعها في ساحة المعركة والتنسيق بينها بدون أية مشاكل لوجستية ؟؟؟   لا نعتقد أن الجيش الأوكراني الخارج من عباءة الجيش الأحمر السوفييتي يملك كل تلك المواصفات الخارقة والتعامل مع التقنيات العسكرية المختلفة بكل سهولة ويسر ..هل وصلت الفكرة ؟؟ هناك خبراء وعسكريون من دول الناتو يشرفون مباشرة على استخدام الأسلحة الغربية ضد روسيا وإن كان هؤلاء لم يظهروا على الساحة الإعلامية فلأنهم يعملون من خلف الكواليس ويقودون حقيقة المعارك ضد الجيش الروسي في مختلف ساحات القتال .. وإذا عدنا إلى الفضيحة التي أثارتها المستشارة الألمانية السابقة ميركل عن الهدف الحقيقي من اتفاقات مينسك التي أجلت الحرب في أوكرانيا سنجد أن تغلغل الناتو في أوكرانيا لم ينتظر بدء الحرب فيها, بل بدأ قبل ذلك بكثير وأن الاتفاقات كانت وكما قالت ميركل هي لأجل تأمين الاستعدادات للحرب على الأرض وهذا ما حصل في تحضير أوكرانيا وجيشها وقطعان النازيين فيها لهذه الحرب .   نعود إلى ما بدأنا به حديثنا وهو أن الحرب في أوكرانيا قد مضى على بدئها عام كامل ويتحدث البعض في الإعلام الغربي عن أن هذه الحرب تحولت إلى مستنقع تغرق فيه القوات المسلحة الروسية , متناسين المستنقعات التي غرق فيها الجيش الأمريكي عبر تاريخه الطويل من العدوان و الحروب التي شنها ضد الشعوب الأخرى في فيتنام وأفغانستان ويوغوسلافيا السابقة والعراق وغيرها من بلدان العالم , إذ على الرغم من الأذى الكبير والعميق الذي ألحقه الجيش الأمريكي بتلك الدول باستخدامه الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين والأهالي المسالمين( لن ننسى هنا قنبلتي هيروشيما وناغازاكي ) ,  إلا أن خسائره كانت بالآلاف من جنوده وبالمليارات من الأموال التي أخذت من دافعي الضرائب الأمريكيين ..ويبدو أن ذاكرة الغرب الضعيفة تجعله ينسى الهجمات العنيفة التي وجهها الأمريكيون ضد الأهداف المدنية والبنية التحتية في يوغسلافيا عام 1999 والتي كانت ضحاياها الآلاف من النساء والأطفال والكبار في السن من الشعب الصربي المسالم . ويبدو أن التبرير الذي يقدمه قادة الجيش الروسي عن سبب بطء عملياتهم في أوكرانيا مقنع أكثر بكثير من تبريرات البنتاغون عن سبب استمرار حربهم على العراق حتى الآن , إذ يقول القادة العسكريون الروس إن التزامهم الصارم بالضربات عالية الدقة على البنية التحتية الحيوية الأوكرانية والتي تقلل الضرر كثيرا على المدنيين هي أحد الأسباب الرئيسة لطول فترة الحرب . والمعروف أن الجيش الروسي يتميز بموقف إنساني نبيل تجاه السكان المدنيين في أوكرانيا وهذا الجيش لم يستخدم رغم كل التلفيقات التي حاول الغرب بثها عنه , حرب الإبادة ضد السكان المدنيين , كما فعل الناتو في يوغسلافيا  والعراق إذ أن الناتو أطلق عبر طائراته في عام 1999 ما يزيد على 3000 صاروخ على السكان المدنيين في صربيا إضافة إلى اسقاط ما يزيد عن 8000 طن من القنابل والذخيرة المملوءة باليورانيوم المخصب على  المدنيين الصرب مما ترك آثارا عليهم يعانونها حتى اليوم وهم الذين يسجلون أعلى معدل للإصابات بالسرطان بين جميع الدول الأوربية.   ولم يوقف الأمريكيون ممارسة بشاعاتهم ضد المدنيين الصرب بل استمروا بتطبيق معاييرهم المزدوجة على العلاقة مع الدول المشكلة حديثا في البلقان بما في ذلك الاعتراف ببعضها دون إجراء أي استفتاء شعبي فيها على عكس ما قامت به روسيا في القرم وخيرسون ودانيتسك وغيرها من الأقاليم المحررة من سيطرة حكومة أوكرانيا وأدواتها من النازيين الجدد , حيث تم  إجراء استفتاءات شعبية مارس فيها سكان تلك المناطق حقهم المشروع في تقرير المصير وفقا لميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان وأعلنوا بملء حريتهم انضمامهم إلى الدولة الروسية وهذا يتوافق مع جميع القوانين الدولية ووثيقة هلسنكي لمؤتمر الأمن والتعاون في أوربا لعام 1975 وعلى أساس ذلك كله عاد هؤلاء إلى وطنهم الأم وفق رغباتهم المعلنة في ذلك .   إن السؤال الذي يطرح نفسه على الجميع أمام هذه الحرب هو إلى متى ستستمر الولايات المتحدة في دعم زيلينسكي و جماعته وتجبر باقي دول حلف الناتو على تقديم الدعم له ؟؟ لقد بدأت دول أوربا تئن من الأزمات المتلاحقة التي أصيبت بها نتيجة انحيازها وخضوعها للإملاءات الأمريكية , وأفصح الكثيرون من قادة أوربا بشكل علني عن انزعاجهم من التوجيهات الأمريكية  بدعم أوكرانيا وقال بعض منهم أن مستودعاتنا من السلاح قد فرغت وهذا يهدد أمننا الوطني.  دون أن ننسى انزعاج هؤلاء من استغلال الولايات المتحدة لأزمة الوقود والغاز التي تعاني منها أوربا بعد الحرب في أوكرانيا نتيجة مقاطعتهم للغاز الروسي حيث تبين أن الولايات المتحدة تبيع الغاز لهذه الدول بخمسة أضعاف سعره العالمي . إذن إلى متى تستمر الولايات المتحدة بدعم الحرب في أوكرانيا ؟؟ الواضح أن استمرار الحرب ما زال يخدم مصالح الولايات المتحدة وأن بقاء زيلينسكي مرتبط بهذه المصالح وليس بمصلحة أوكرانيا ذاتها, والتاريخ يؤكد أن الولايات المتحدة تخون حلفاءها دون أي وازع من ضمير وتجربة القادة الأفغان مازالت ماثلة للأذهان دون أن ننسى كثيرا من قادة الشرق الأوسط الذين صنعتهم الولايات المتحدة ورمتهم بعد أن استهلكتهم وصاروا عبئا عليها في المنطقة وهذا يجعلنا نؤمن أن المصير ذاته ينتظر زيلينسكي وجماعته .. ومن يعش يرى...  

المصدر : محطة أخبار سورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة