#
  • فريق ماسة
  • 2023-01-07
  • 5261

بن غفير وسموتريتش.. مشجب نتنياهو للأعمال القذرة..؟!

في حكومة يمين اليمين.. يصبح نتنياهو اليميني المخادع حمامة سلام!   لا يختلف اثنان على أنّ حكومة بنيامين نتنياهو السادسة في "إسرائيل" هي الأكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ الكيان. وإذا أخذنا القلق داخل المجتمع "الإسرائيلي" نفسه من خطر هذه الحكومة، فلن يعود مستغرباً أن يكون القلق الفلسطيني والعربي والعالمي أكبر وأوسع وأشمل!   فقد أوردت قناة "i24news" التلفزيونية الإسرائيلية، أنّ استطلاعا أجراه "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" أظهر أن 70% من اليهود العلمانيين قلقون بشأن الحفاظ على أسلوب حياتهم في ظل حكومة نتنياهو، التي تعتبر الأكثر تديناً ويمينية؛ وفيما يتعلق بوضع "إسرائيل" الدولي، توقع 85٪ من المستطلعين اليساريين حدوث تغيير نحو الأسوأ.   وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تحت عنوان: هؤلاء الإسرائيليون لم يعودوا يؤمنون ببلدهم، أن العديد من اليهود العلمانيين واليساريين لم يعودوا يجدون أنفسهم في تشكيلة حكومة نتنياهو. ويعترف أحدهم: "قلنا لأنفسنا إنه لم يعد هناك مستقبل لنا في هذا البلد". وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو حقق عودة ناجحة في الأول من تشرين الثاني بفضل التحالف الذي تم تشكيله مع الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة واليهود المتعصبين في الصهيونية الدينية. وتساءلت "لوفيغارو": هل تعفّنت "إسرائيل" بالفعل بالفساد؟   ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن النائب السابق لقائد القيادة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال إيال بن روفين، إعرابه عن خشيته من أن "يكون هناك تصادم حتمي بين جنود في جيش الاحتلال ومن هم تحت قيادة (وزير الدفاع بتسلئيل) سموتريتش"، مشيراً إلى الوضع الحالي "الغريب" الذي يوجد فيه وزيران للدفاع، معتبراً أن "كل ما يحدث في هذه الحكومة هو جنون".   وعلّق رئيس وزراء "إسرائيل" السابق يائير لابيد، على اقتحام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ساحات "المسجد الأقصى" المبارك برفقة عدد من المستوطنين وحراسة أمنية مشددة، وكتب في تويتر: "هذا ما يحدث عندما يضطر رئيس وزراء ضعيف إلى تكليف أكثر رجل غير مسؤول في الشرق الأوسط بأكثر مكان متفجر في الشرق الأوسط".   وهناك العديد من التصريحات والتعليقات والتحليلات المحلية والدولية التي تعبّر عن القلق من وزراء حكومة نتنياهو الفاسدين والمتطرفين. وربما كان الوصف الأكثر تعبيراً، هو ما قاله أحد سكان مدينة "الخليل" الفلسطينية لمجلة "ليكسبرس" الفرنسية: "لم أعتبره متطرفا أبدا. بالنسبة لي، يمثل بن غفير الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل". ببساطة، يعبّر بصراحة عما يخفيه القادة الآخرون بالصيغ الدبلوماسية. إنه يعطي العالم فقط الصورة التي لدينا بالفعل عن "إسرائيل"".   مع ذلك، ثمة من لم ينبثّ ببنت شفة؛ فلم تقل رابطة مكافحة التشهير، التي تمثل اللوبي اليهودي في أمريكا، أي شيء عن الحكومة "الإسرائيلية" اليمينية المتطرفة الجديدة رغم كل التحذيرات، واحتفظ رئيس الرابطة جوناثان غرينبلات، بحالة من الصمت المطبق. وأكثر من ذلك، فقد أعلن وزير خارجية الكيان، إيلي كوهين، أن المغرب ستستضيف في آذار المقبل اجتماع القمة "الإسرائيلية" العربية "النقب 2". الاجتماع رفيع المستوى سيكون بين "إسرائيل" والدول العربية التي أبرمت اتفاقات "إبراهام"، بما فيها المغرب.   ولكن وكالة "رويترز" قالت في تقرير لها إنّ الحلفاء العرب الجدد أصبحوا في موقف لا يحسدون عليه، "إذ يتعين عليهم التعامل مع قوميين متطرفين، وفي الوقت نفسه محاولة القيام بما هو أكثر من مجرد إطلاق تصريحات جوفاء بشأن القضية الفلسطينية".   وفي خطوة أولى بعد تعيينه وزيراً، اقتحم الوزير "الإسرائيلي" المتطرّف، إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى المبارك؛ اقتحامٌ بدا كفيلاً برسم بعض معالم العام الجديد الذي يبدو أنه سيكون حاسماً ومفصلياً ودموياً في ظلّ تصاعد السياسات العدوانية الإسرائيلية في الأراضي المحتلّة؛ فالخطوة تمت تزكيتها من المؤسّستَين السياسية والأمنية، وأدرجت في إطار برنامج متكامل لاقتلاع الفلسطينيين والدوس على مقدّساتهم؛ وهذا يعني أنه سيكون لها ما بعدها.   ورأت افتتاحية "الخليج" الإماراتية: ليس مجرد استفزاز، أن "خطوة بن غفير المجنونة هذه، هي تعبير عن مبادئ تعتنقها الحكومة الإسرائيلية الحالية بكل ما تحمله من مخاطر قد تؤدي إلى تفجير الساحة الفلسطينية وتسرّع في قيام انتفاضة جديدة حذّر منها أكثر من مسؤول إسرائيلي". وحذّرت الصحيفة من أنّ المؤشرات تدل على أن "المستقبل قاتمٌ جداً في ظل حكومة نتنياهو الحالية، وأن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة بعيد المنال".   وفي مونديال 2022 لكرة القدم في قطر، لفت الكثيرون وأولهم الإعلام العبري نفسه، إلى الرفض الشعبي العربي للتطبيع مع "إسرائيل". يؤكد هذا ألأمر، ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن خارجية الكيان من أنه رغم انقضاء عامين على توقيع اتفاقات "إبراهام"، إلا أن مستويات التدفق المتوقع للسياح من دول الخليج إلى "إسرائيل" لم تصل إلى المنشود.   ومع ذلك، فهل ستقود حكومة نتنياهو العالم إلى معاقبة الكيان "الإسرائيلي"؟ لا يبدو الأمر مرجحاً.   فقد نشر مركز "سترافور" الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخباراتية (الذي يوصف بالمقرب من المخابرات الأمريكية)، تقريرا لتوقعاته للعام الحالي 2023، أكد فيه أن سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة في "إسرائيل" بقيادة نتنياهو ستؤدي إلى توتر علاقات "إسرائيل" الخارجية وإذكاء الاضطرابات في الأراضي الفلسطينية وإعادة تشكيل ميزان القوى الداخلي للبلاد، ما قد يجعل السياسة "الإسرائيلية" أكثر اضطرابًا؛ وسيستخدم اليمين المتطرف في "إسرائيل" نفوذه السياسي المتزايد لدفع السياسات المثيرة للجدل، مثل تقويض المحكمة العليا في البلاد، وتمرير السياسات المؤيدة للدين. وفي حين أن هذه التحركات ستثير القلق في الخارج، فإن قلة من الدول ستخفض مستوى العلاقات مع "إسرائيل" بالنظر إلى أن الدوافع الإستراتيجية الأعمق – الكراهية المشتركة لإيران والروابط الاقتصادية والتكنولوجية – سوف تفوق مخاوفهم.   باختصار، عاد نتنياهو واحضر معه "مشجبه" ليعلّق عليه كل الأعمال الإجرامية التي ستقوم بها وتمارسها حكومته ضد الشعب الفلسطيني وضد الدول المجاورة؛ ستتصرف حكومة نتنياهو بشكل مكشوف وسافر ودون أي حرج أو احترام للقوانين الدولية؛ ستضغط في الداخل وستعتدي على دول الجوار، وفيما يقوم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بأعمال التخريب والتدمير والقتل والفظاعات، يُقدِّم نتنياهو نفسه كالحمل الوديع الذي يحاول ضبط هؤلاء المجرمين ويسعى للحفاظ على السلم والأمن وبناء علاقات الصداقة وغيرها من شعارات التضليل والنفاق والكذب.   السؤال هو: ماذا سيفعل الفلسطينيون والعالم لمواجهة هذا الهجوم المتطرف الخطير؟ بالطبع ثمة خطوات وردود أفعال قد لا تتوقعها حكومة نتنياهو، وستأتي في حينها ومن يعد قراءة التاريخ يفهم ما قد يحدث عندما يصل الأذى والضغط إلى اقصى حدوده وكيف تبدأ "انفجارات" ردود أفعال شعبية غير محسوبة ولا متوقعة ولا يمكن السيطرة عليها..!!

المصدر : بديع عفيف/موقع Syriafriends


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة