#
  • فريق ماسة
  • 2022-06-14
  • 10453

متى ستطرد الولايات المتحدة ممثلها المهرج زيلينسكي من على المسرح الأوكراني ..؟؟؟

  دخلت الحرب الروسية في أوكرانيا يومها المائة منذ عدة أيام ورغم التوقعات المتفائلة لبعض الروس بإنهاء الحرب خلال فترة وجيزة , والتوقعات المتشائمة للعديد من السياسيين الغربيين وتابعيهم من المحللين بأن روسيا قد دخلت إلى مستنقع الحرب في أوكرانيا و ستغرق فيه , إلا أن الوقائع على الأرض أثبتت أن القيادة الروسية غير مستعجلة في إنهاء الحرب حتى تحقيق الأهداف العليا التي رسمتها لها , وأن المنعكسات الاقتصادية لهذه الحرب كانت في صالح الاقتصاد الروسي على عكس جميع الرغبات والتوقعات الغربية التي رافقت فرض مجموعات متتالية من حزم العقوبات صار يصعب متابعة إلى أين وصل العد لمجموعات حزمها  " قد تكون الحزمة السابعة أو التاسعة..و قليل من يهتم بذلك " .   على المنقلب الآخر بدأ التضعضع يصيب المعسكر الغربي حيث تؤكد المتابعات الإعلامية لتصريحات المسؤولين الغربيين وعلى رأسهم قادة الولايات المتحدة بأن الحديث عن إنهاء الحرب صار مطلباً مستتراً للجميع دون أن يتجرؤوا على ذلك علناً, وصار الحديث عن ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة في أوكرانيا جزءا من طروحات الرئيس بايدن ومسؤولي الإدارة الأمريكية المختلفين , علماً أن أول من أطلق النداء بضرورة إيقاف الحرب في أوكرانيا وضرورة تنازلها عن جزء من أراضيها لصالح روسيا هو الثعلب السياسي العتيق وزير الخارجية الأمريكي الأسبق( هل هو أسبق حقاً؟؟؟)  هنري كيسنجر من على منبر أوربي هام . ولا يقتصر الأمر على الإدارة الأمريكية فحسب بل إن الخلافات بين دول أوربا باتت تطفو على السطح بين مؤيد لوقف الحرب وبين داعم لاستمرارها وها هو الرئيس الفرنسي يكرر في لقاء مع إعلام محلي ما قاله كيسنجر بأنه يجب عدم إذلال روسيا و هذا انعكاس حقيقي للخلاف بين فرنسا وحليفتها ألمانيا من جهة وجيران أوكرانيا في البلطيق وبولونيا الراغبين في استمرار الحرب بدعم أمريكي دون الأخذ بعين الاعتبار نتائج هذه الحرب على أوربا ذاتها بل على العالم أجمع .   لقد بدأت آثار الحرب تظهر على الاقتصاد العالمي وارتفعت أسعار السلع  في أغلب دول العالم وكثير من المحللين الاقتصاديين يتحدث عن كارثة عالمية وأن الجوع سيضرب العالم , وقد بدأت آثار الأزمة الاقتصادية تظهر في الولايات المتحدة ذاتها المصرة على استمرار الحرب في أوكرانيا ووصل التضخم في الاقتصاد الأمريكي حداً غير مسبوق وارتفعت أسعار المواد البترولية , إلى درجة دفعت  النائب الأمريكي جون كينيدي إلى القول إن شراء البنزين في ولايته لوزيانا صار أغلى من شراء الكوكايين وهي عاصمة تكرير النفط في الولايات المتحدة . وإذا كانت آثار الأزمة بهذا السوء على الولايات المتحدة فكيف سيكون الأمر على دول العالم الأخرى ؟؟؟   أوربا مثلاً بدأت استعداداتها لأزمة تطال المحروقات في الشتاء القادم وغيرت كثير من دولها خطط الاستغناء عن الفحم الحجري المضر بالبيئة نظراً لتناقص إمدادات النفط والغاز بعد أن دفعت الولايات المتحدة دول القارة العجوز إلى مقاطعة النفط والغاز الروسي .لكن بعض الدول الأوربية  الحريصة على مصالحها الاقتصادية خرجت عن بيت الطاعة الأمريكي وعقدت اتفاقاتها الخاصة مع روسيا للاستمرار في توريد الغاز والنفط  إليها والتسديد بالطرق التي فرضتها روسيا ثمناً لهذه التوريدات .أما دول العالم الثالث فيبدو أن شعوبها ستواجه مصيراً مجهولاً حتى الآن سواء في إمدادات الطاقة أو الغذاء .   الغريب في أمر الحرب في أوكرانيا أنه ورغم المخاطر الواضحة من استمرار هذه الحرب , فإن آلة الدعاية الغربية مستمرة في ضخ الأكاذيب والفبركات وقلب الحقائق . وتنخرط وسائل إعلام غربية كثيرة بعرض مواد إعلامية غير صحيحة عما يجري في أوكرانيا محملة روسيا وجيشها كل ما يحصل هناك من مآس , وتعرض هذه الوسائل الكذبة تلو الأخرى متناسية الفظائع التي يرتكبها النازيون الجدد بدعم أمريكي وأوربي وكأن القادة الأوربيين نسوا الأهوال التي عاشتها أوربا على يد هتلر وألمانيا الفاشية وملايين البشر الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية .ومازالت وسائل إعلامية عريقة في الغرب تكتب عن ما يجري في الحرب من وجهة نظر واحدة وتبني على ذلك تقارير ومواد إعلامية مصنعة بطريق مهنية تكاد تقنع حتى من يملك الحقائق ويعرفها بتصديق هذه التقارير كما فعلت صحيفة أمريكية مشهورة ببناء تقرير إعلامي طويل و"عريض" عن مذبحة ارتكبها الجنود الروس ضد عدد من المدنيين الأوكرانيين هذا التقرير مبني على لقطات مصورة بالهاتف المحمول لمجموعة من الأشخاص الذين يقتادهم عسكريان روسيان الى مكان غير معروف ويبدو أنه تم أسر هؤلاء كمقاتلين من الأوكرانيين , ولا تتجاوز مدة التصوير الخمسة عشر ثانية لتقوم الصحيفة بعدها بتحليل الفيلم وتصوير المكان الذي التقطت الصور فيه وبناء قصة هوليودية على أن هؤلاء الأسرى تم قتلهم بالمكان وتقدم صوراً لا أحد يعرف إن كانت صحيحة أم لا أو هي مصنعة بأساليب الغرافيك في محاولة لإثبات أن مجزرة ارتكبت بحق هؤلاء الأسرى . ونحن نورد هذا المثال عن ما تقوم به وسائل الإعلام الغربية لنقول إن الفبركات المهنية لوسائل الإعلام الغربية تكاد تكون مقنعة إلى حد كبير ولكن ما لم ينتبه إليه أحد هو أن هذه البروباغاندا الغربية عاجزة عن إقناع شعوب العالم وشعوب الغرب على وجه الخصوص بأن الحرب الروسية في أوكرانيا غير عادلة وأنه يجب الوقوف في وجه روسيا لتوقف هذه الحرب . ودعونا نقارن بين المظاهرات الضخمة التي اجتاحت العالم وعواصمه الغربية قبل الآخرين لمناهضة حرب الولايات المتحدة وحلفائها في العراق . ألم يقف أغلب الشعب البريطاني ضد مشاركة حكومته إلى جانب الولايات المتحدة في حربها ضد العراق وهكذا كان الأمر في أغلب العواصم الغربية وخاصة في المدن الأمريكية . صحيح أن هذه الاحتجاجات والمظاهرات لم تمنع من غزو العراق وتدميره لكن الشعوب سجلت موقفها حينذاك واعترضت على الحرب وداعميها . أما اليوم فأين هي الاحتجاجات الشعبية ضد الحرب في أوكرانيا أين هي الجماهير المناهضة لهذه الحرب في العواصم الغربية أو العالمية ؟؟؟يبدو أن الشعوب أصبحت أكثر وعياً بكثير من آلة الإعلام الغربية وأكثر كشفاً  لما تضخه هذه الآلة من أكاذيب وفبركات . حتى أن الاهتمام الذي أعطته وسائل إعلام  كبرى ومنها قنوات عربية للحرب في أوكرانيا قد تراجع بشكل كبير ولم تعد أخبار هذه الحرب تظهر إلا في نهاية نشرات الأخبار أو ما قبلها بقليل , بل حتى أن تراجع الاهتمام الشعبي المتأثر بوسائل الإعلام في بداية الحرب اختفى واختفت الأعلام الأوكرانية التي انتشرت في المدن الأمريكية , لتأخذ مكانها أعلام المثليين قبل أسبوع من مسيرتهم الكبرى في العاصمة الأمريكية .   ونصل في حديثنا عن الحرب في أوكرانيا إلى المهرج الأكثر ظهوراً في هذه الحرب وأقصد من يسمي نفسه الرئيس زيلينسكي . هذا المسكين الذي اختارته الدوائر الاستخباراتية في الغرب رئيساً لأوكرانيا رغم أنه وجميع أعضاء حكومته ووزرائه من الشباب صغار السن ( وزراء الخارجية والدفاع والداخلية ..الخ) عديمي الخبرة والتجربة والمعرفة حتى بتاريخ بلادهم ولا أدل على ذلك من تلك السقطات الكثيرة التي وقعوا فيها في تصريحاتهم وتعليقاتهم منذ بداية الحرب. لقد صنّعت الدوائر الغربية زيلينسكي ليكون ألعوبة تنفذ التعليمات الغربية والأمريكية خاصة , دون النظر نهائيا إلى مصالح بلده . ففي عهده "الميمون" قويت شوكة النازيين الجدد ورفعوا رؤوسهم  وكشفوا عن وجههم الحقيقي وأخذوا دورهم حتى في القرارات الحكومية ومارسوا نازيتهم ضد الناطقين بالروسية مثلاً , على مرأى الحكومة و دون أن يعترض على ممارساتهم أحد بل على العكس كان هناك دعم حكومي لهذه الممارسات وتم  قوننة بعضها . إن زيلينسكي يظهر بشكل يومي في الإعلام الغربي وفي كل ظهور له نراه يطالب بالمزيد من الأسلحة والصواريخ ليتمكن حسب زعمه من التصدي للهجمات الروسية في أوكرانيا ولكن يبدو أن الجميع صار منشغلاً عنه ولم يعد أحد مهتماً بدعمه , لأن المصائب التي جلبتها أوكرانيا للعالم جعلت الجميع يتراجعون عن ما تورطوا به وصار زيلينسكي يتوسل بعد أن كان يأمر وصارت المساعدات تأتي بالقطارة من دول المجموعة الأوربية المنشغلة بمشاكل لها أول وليس لها آخر .ولا يذكرني هذا الزيلينسكي إلا بالملقن في قصة تشيخوف الشهيرة , والذي قفز من كوته الصغيرة تحت المسرح معتقداً أنه قادر على أن يأخذ دور البطل الذي غاب عن الحضور , خاصة وأن الملقن يعتقد أن حفظه للنص كاف ليقدمه للجمهور من على الخشبة . ولكن سوء أدائه جعل مدير المسرح يطرده شر طردة  لفشله وانعدام الموهبة لديه . وهكذا هو زيلينسكي فقد استخدم ألعوبة لحفظه للتعليمات التي كانت تعطى له قبل الحرب ولكن مع بدء الحرب ظهر إلى العيان فشله وانعدام موهبته أمام العالم مما سيؤدي إلى طرده واستجلاب ممثل آخر للقيام بالدور . دعونا ننتظر لنر كم يمكنهم احتمال فشل هذا الممثل في أداء الدور الذي رسموه له .

المصدر : محطة أخبار سورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة