كشفت برقية مرسلة من السفارة الامريكية في عمان 2002 نشرها موقع "ويكيليكس" مؤخراً بان الملك عبدالله الثاني أبدى لدى لقائه بعضوي الكونغرس داريل عيسى وتوم دافيس إعجابه بالرئيس السوري بشار الأسد .

 وقال السفير الأمريكي الأسبق ادوارد غنيم في البرقية:"كرر الملك عبدالله الثاني دعمه للمبادرة العربية وعبر عن دعمه لمسارين لعملية السلام. الأول يختص فقط بعملية السلام الفلسطيني- الإسرائيلي، أما المسار الثاني الذي سمي بالمسار العربي الإسرائيلي فيختص بالمباحثات بين سورية و إسرائيل حول مرتفعات الجولان.و نوه الملك إلى أنه بوجود مسارين لن يستطيع السوريون السيطرة على العملية ومماطلة التقدم في القضايا الفلسطينية-الإسرائيلية. لأن لديهم مسارهم الخاص، سيبقى السوريون مندمجين و"سيحسنون التصرف"".

 وبحسب الوثيقة فقد أجاب الملك على سؤال عن علاقته بالرئيس السوري،بالقول:"الأسد مثير للإعجاب عندما يكون وحده"، لكنه أعرب عن شكوك حول قدرة الأخير على مواجهة الحرس القديم. وقال أنه وولي العهد السعودي الأمير عبدالله قادرين على لعب دور " الشرطي الطيب والشرطي السيء" مع الأسد، فبامكان ولي العهد الأمير عبدالله أن يضغط على الرئيس الأسد مباشرةً بينما يجسر الملك عبدالله الثاني الفجوة العمرية ويكون أكثر زمالةً في أسلوبه.

 وفي رده على إشارة عضو في الكونجرس عيسى عما إذا كانت الأردن ومصر قادرتين على إرسال قوات لحفظ الأمن في الضفة الغربية، قال أنه يستحيل على الأردن سياسياً أن يرسل قوات إلى الضفة الغربية. "لا يمكننا استبدال الدبابات الإسرائيلية بأخرى أردنية".

 وعندما اقترح عيسى أن يؤسس الأردن مراكز لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، أجاب الملك أن الأردن كان قد درب قوات خاصة فلسطينية في الإطار الزمني لأوسلو 93 – 94 ، إلا أن الرئيس عرفات رفض استقبال الفرقة لشكوكه حول ولائهم مشيراً حينها إلى أن الفرقة لا تزال متواجدة في الأردن وهي قادرة على أن تدخل الأراضي الفلسطينية لو أراد الرئيس عرفات ذلك.

واستعرضت البرقية اجتماع عضوي الكونغرس عيسى ودافيس أيضاً مع وزير الخارجية مروان المعشر في 26 أيار . ونقلت عنه قوله بأنه من الضروري لدفع عملية السلام مجدداً أن يتم التقدم على ثلاثة أصعدة: المبادرة العربية، إصلاح السلطة الفلسطينية، ونبذ العنف.

 كما شدد على أهمية المبادرة العربية التي تعطي كلا الطرفين ما يحتاجانه. وتوقع أن يقوم الملك عبدالله في غضون الشهور القادمة بطرح المبادرة على الجمهور الإسرائيلي مباشرةً عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية.

 وأضاف الوزير أنه على الرغم من أنه لم يقم أي مسؤول إسرائيلي بتبني المبادرة إلا أن استطلاعات الرأي العام في الأسابيع الأخيرة تظهر تأييداً متزايداً للمبادرة في إسرائيل.

 وبحسب الوثيقة أعرب الوزير معشر عن تفاؤله بإمكانية إصلاح السلطة الفلسطينية. ونقل ما شهده في إحدى زياراته مؤخراً من أن المحيطين بالرئيس عرفات "كانوا يخالفونه علناُ أمامنا".

 ويرى الوزير أن هناك توجه في داخل السلطة إلى دفع الرئيس عرفات إلى طريق الإصلاح. لكنه شدد على ضرورة أن يرى الناس أن الدفع باتجاه الإصلاح ينبع من الداخل وليس مفروضاً من الخارج.

 وقال وزير الخارجية أن الحكومة الأردنية تشجع الفلسطينيين على أخذ موقف أكثر حزماً مع "الجماعات المتشددة". وتابع بأن كلاً من السعودية ومصر، باتخاذهما مواقف قوية ضد الجماعات المتطرفة في بلادهم، أعطيتا السلطة الفلسطينية الغطاء اللازم لاتخاذ مثل تلك المواقف ضد هذه الجماعات. إلا أنه علق على ضرورة وجود عملية سلام ذات مصداقية توضح الهدف النهائي و إلا لن تستطيع السلطة أن تتحرك بشكل مؤثر.

  • فريق ماسة
  • 2011-09-06
  • 9894
  • من الأرشيف

ويكيليكس عن ملك الأردن:الأسد مثير للإعجاب ويستحيل استبدال الدبابات الإسرائيلية بأردنية

كشفت برقية مرسلة من السفارة الامريكية في عمان 2002 نشرها موقع "ويكيليكس" مؤخراً بان الملك عبدالله الثاني أبدى لدى لقائه بعضوي الكونغرس داريل عيسى وتوم دافيس إعجابه بالرئيس السوري بشار الأسد .  وقال السفير الأمريكي الأسبق ادوارد غنيم في البرقية:"كرر الملك عبدالله الثاني دعمه للمبادرة العربية وعبر عن دعمه لمسارين لعملية السلام. الأول يختص فقط بعملية السلام الفلسطيني- الإسرائيلي، أما المسار الثاني الذي سمي بالمسار العربي الإسرائيلي فيختص بالمباحثات بين سورية و إسرائيل حول مرتفعات الجولان.و نوه الملك إلى أنه بوجود مسارين لن يستطيع السوريون السيطرة على العملية ومماطلة التقدم في القضايا الفلسطينية-الإسرائيلية. لأن لديهم مسارهم الخاص، سيبقى السوريون مندمجين و"سيحسنون التصرف"".  وبحسب الوثيقة فقد أجاب الملك على سؤال عن علاقته بالرئيس السوري،بالقول:"الأسد مثير للإعجاب عندما يكون وحده"، لكنه أعرب عن شكوك حول قدرة الأخير على مواجهة الحرس القديم. وقال أنه وولي العهد السعودي الأمير عبدالله قادرين على لعب دور " الشرطي الطيب والشرطي السيء" مع الأسد، فبامكان ولي العهد الأمير عبدالله أن يضغط على الرئيس الأسد مباشرةً بينما يجسر الملك عبدالله الثاني الفجوة العمرية ويكون أكثر زمالةً في أسلوبه.  وفي رده على إشارة عضو في الكونجرس عيسى عما إذا كانت الأردن ومصر قادرتين على إرسال قوات لحفظ الأمن في الضفة الغربية، قال أنه يستحيل على الأردن سياسياً أن يرسل قوات إلى الضفة الغربية. "لا يمكننا استبدال الدبابات الإسرائيلية بأخرى أردنية".  وعندما اقترح عيسى أن يؤسس الأردن مراكز لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، أجاب الملك أن الأردن كان قد درب قوات خاصة فلسطينية في الإطار الزمني لأوسلو 93 – 94 ، إلا أن الرئيس عرفات رفض استقبال الفرقة لشكوكه حول ولائهم مشيراً حينها إلى أن الفرقة لا تزال متواجدة في الأردن وهي قادرة على أن تدخل الأراضي الفلسطينية لو أراد الرئيس عرفات ذلك. واستعرضت البرقية اجتماع عضوي الكونغرس عيسى ودافيس أيضاً مع وزير الخارجية مروان المعشر في 26 أيار . ونقلت عنه قوله بأنه من الضروري لدفع عملية السلام مجدداً أن يتم التقدم على ثلاثة أصعدة: المبادرة العربية، إصلاح السلطة الفلسطينية، ونبذ العنف.  كما شدد على أهمية المبادرة العربية التي تعطي كلا الطرفين ما يحتاجانه. وتوقع أن يقوم الملك عبدالله في غضون الشهور القادمة بطرح المبادرة على الجمهور الإسرائيلي مباشرةً عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية.  وأضاف الوزير أنه على الرغم من أنه لم يقم أي مسؤول إسرائيلي بتبني المبادرة إلا أن استطلاعات الرأي العام في الأسابيع الأخيرة تظهر تأييداً متزايداً للمبادرة في إسرائيل.  وبحسب الوثيقة أعرب الوزير معشر عن تفاؤله بإمكانية إصلاح السلطة الفلسطينية. ونقل ما شهده في إحدى زياراته مؤخراً من أن المحيطين بالرئيس عرفات "كانوا يخالفونه علناُ أمامنا".  ويرى الوزير أن هناك توجه في داخل السلطة إلى دفع الرئيس عرفات إلى طريق الإصلاح. لكنه شدد على ضرورة أن يرى الناس أن الدفع باتجاه الإصلاح ينبع من الداخل وليس مفروضاً من الخارج.  وقال وزير الخارجية أن الحكومة الأردنية تشجع الفلسطينيين على أخذ موقف أكثر حزماً مع "الجماعات المتشددة". وتابع بأن كلاً من السعودية ومصر، باتخاذهما مواقف قوية ضد الجماعات المتطرفة في بلادهم، أعطيتا السلطة الفلسطينية الغطاء اللازم لاتخاذ مثل تلك المواقف ضد هذه الجماعات. إلا أنه علق على ضرورة وجود عملية سلام ذات مصداقية توضح الهدف النهائي و إلا لن تستطيع السلطة أن تتحرك بشكل مؤثر.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة