مستوطنون إسرائيليون يحرقون مسجداً في فلسطين المحتلة فهذا خبر ثانوي و يتوسط الشريط الإخباري في قناة الجزيرة للتقليل من أهميته ... أما تحريف كلام البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي و اقتطاع جزء من كلامه للإيحاء بأنه يقف ضد النظام السوري فهذا خبر يتصدر نشراتهم و شريطهم الإخباري لذلك ارتأينا أن ننشر ما جاء في حديث البطريرك لـ" فرانس 24" حيث رد البطريك على سؤاله عن شعوره بالقلق على وضع الأقليات المسيحية في بعض الدول العربية كالذي يحصل في العراق؟ وهل سيطالبون فرنسا باتخاذ إجراءات فاعلة بالتعاون مع المجتمع الدولي؟

أجاب البطريرك قائلاً: طبعا نحن نقلق، والعالم كله يعرف أنه ويا للاسف لا ناقة لهم ولا جمل، في العراق يقتلون في بيوتهم وفي كنائسهم وعلى الطرق، فهؤلاء ليسوا ثوارا ولا مقاتلين، وليسوا ضد النظام، فماذا فعلوا ليقتلوا؟ هل لأنهم مسيحيون؟ كذلك في مصر دفعنا الثمن غاليا، فعندما تعيش المجتمعات الحروب وأزمات أمنية واقتصادية وحرمان المواطن من حقوقه الأساسية؛ طبعا نحن نقلق على الحضور المسيحي لأننا لا نريد أن يتم التعامل مع المسيحيين وكأنهم أغراب، فنحن لسنا غرباء، واذا كانت الأنظمة في معظم البلدان العربية هي أنظمة دينية بما يعني مثلا أن دين الدولة الاسلام، أو كما في اسرائيل دين الدولة اليهودية، اذاً نحن نعيش في خطر مستمر، وما نطالب به الأسرة الدولية وفرنسا هو عدم التسرع في القرارات التي تبغي تغيير الأنظمة، فهم طالبوا أن يكون في العراق ديموقراطية، فهذه الديموقراطية حصدت أرواحا وأرواحا ولم تنته، والبلدان العربية كلها في مخاض، فإلى أين سنصل؟ وهذه سورية إلى أين سنصل؟ فعلى المجتمع الدولي وعلى فرنسا أن يفكروا وماذا بعد إلى أين نحن ذاهبون؟ هل إلى أنظمة متشددة وعنفية أكثر أم إلى تفتيت عالم عربي، وعلى كل حال فهذا ليس لمصلحة الشعوب عامة، ولا لمصلحة الأقليات، ولا المسيحيين لأن الإنسان يأبى أن يعيش في جحيم، فمن حقه أن يعيش سعيدا في هذه الدنيا، وعلى السياسات أن تؤمن أجواء سليمة لكل الناس.

وعند سؤاله: هل تشاطرون البعض في قولهم أنه إذا سقط النظام في سورية فسيؤثر ذلك على الأقلية المسيحية هناك؟

أجاب البطريريك: الكنيسة لا تتلون بأي نظام، بل تريد أن تكون الأنظمة السياسية حامية لحقوق المواطنين، فنحن لا نقول بأننا مع نظام فلان، فنحن لسنا مع النظام، بل مع نتائجه وثماره، هل هذا النظام يصنع عدالة اجتماعية؟ هل يعطي المواطنين حقوقهم الاساسية؟ وهل يحترم التعددية في المجتمعات؟ وهل هو متشدد ومتعصب دينيا؟ وهل هو ديكتاتوري نرفضه؟ وهل هذا النظام الآتي هو نظام تفتيت ولحرب اهلية نرفضه، فلسنا مع أي نظام، ولا نوالي أي نظام، بل نبارك كل نظام يحترم حقوق الشعوب والسلام والعدالة وحقوق الانسان وكرامته. أقول هذا لكي لا نقع في التباس، الكنيسة لا يمكن أن تتلون بأي نظام بل تبارك أي نظام يفعل لخير البلد والمواطنين.

البطريرك أجاب على سؤاله عن رسالته في خضم الاحداث الجارية في العالم العربي والثورات العربية للمسيحيين في العالم العربي؟

أجل، فنحن نقول للمسيحيين أنه علينا ان نصمد، وأن نحتمل، ولكن هذا الكلام إذا كانوا يعيشون في جو من التهديد الأمني، وفي حالة اقتصادية مزرية وحال اضطهاد فكيف نستطيع أن تقول لانسان له عائلته أن يصمد؟ فكيف يصمد؟ علينا أن نساندهم ونساعدهم ماديا وانسانيا وعاطفيا وروحيا، وعلينا أن نعمل مع الأسرة الدولية، إنه لا يجوز أن نلعب بمصائر الشعوب، فلا يكفي أن نقول، ونطالب بالاصلاح، وأن توضع الديموقراطية، وأن تعطي الناس حقوقها عبر الحرب والعنف، فنحن نقول هناك وسائل اخرى، مؤتمرات دولية وحوار وتعاط بين الدول على المستوى الاقتصادي، فالدول تستطيع أن تضع شروطا من أجل الديموقراطية لا أن تصنع حربا من اجلها لأن الاختبارات في العالم العربي كلها أدت إلى الخراب، لذلك أقول، واتطلع إلى فرنسا أنه ينبغي علينا ان نفكر جديا ماذا بعد؟ هل نحن ذاهبون في سورية مثلا إلى حرب أهلية، فهذه إبادة شعوب وليست ديموقراطية ولا إصلاح، وهل نحن ذاهبون إلى تقسيم سورية إلى دويلات طائفية؟ فهذا السؤال يطرح أيضا على كل البلدان العربية، فينبغي على الأسرة الدولية أن تواكب الأمور حتى النهاية، فلا يكفي أن نشعل، ونبارك الحروب، بل ينبغي أن ندرك إلى أين سنصل، فهذا نداء الكنيسة، وهي لا تؤمن أبدا بالعنف والحرب، وهذه ليست وسيلة، فمن له حق ان يحدد نهاية انسان.

وختم البطرك في جوابه فيما إذا كان  يقول للمسيحيين السوريين لا تخافوا؟

 هذه كلمة الرب يسوع " لا تخافوا انا هو"، لذلك علينا ألا نخاف، وأن نثق بأنفسنا، وأن نتضامن معهم روحيا وماديا، وعلينا أن نساعدهم سياسيا مع الأسرة الدولية لكي يصار إلى حماية الأقليات أيا كانت مسيحية أو اسلامية لأنه من حق الانسان أن يعيش كريما، ويجب ان نستعمل لغة التعاطي بين الدول.

  • فريق ماسة
  • 2011-09-04
  • 11298
  • من الأرشيف

البطريرك الماروني مار بشارة الراعي يطالب فرنسا يدعوا فرنسا للتفكير "ماذا بعد" في تغيير الأنظمة...و الجزيرة تقول أنه ضد النظام

مستوطنون إسرائيليون يحرقون مسجداً في فلسطين المحتلة فهذا خبر ثانوي و يتوسط الشريط الإخباري في قناة الجزيرة للتقليل من أهميته ... أما تحريف كلام البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي و اقتطاع جزء من كلامه للإيحاء بأنه يقف ضد النظام السوري فهذا خبر يتصدر نشراتهم و شريطهم الإخباري لذلك ارتأينا أن ننشر ما جاء في حديث البطريرك لـ" فرانس 24" حيث رد البطريك على سؤاله عن شعوره بالقلق على وضع الأقليات المسيحية في بعض الدول العربية كالذي يحصل في العراق؟ وهل سيطالبون فرنسا باتخاذ إجراءات فاعلة بالتعاون مع المجتمع الدولي؟ أجاب البطريرك قائلاً: طبعا نحن نقلق، والعالم كله يعرف أنه ويا للاسف لا ناقة لهم ولا جمل، في العراق يقتلون في بيوتهم وفي كنائسهم وعلى الطرق، فهؤلاء ليسوا ثوارا ولا مقاتلين، وليسوا ضد النظام، فماذا فعلوا ليقتلوا؟ هل لأنهم مسيحيون؟ كذلك في مصر دفعنا الثمن غاليا، فعندما تعيش المجتمعات الحروب وأزمات أمنية واقتصادية وحرمان المواطن من حقوقه الأساسية؛ طبعا نحن نقلق على الحضور المسيحي لأننا لا نريد أن يتم التعامل مع المسيحيين وكأنهم أغراب، فنحن لسنا غرباء، واذا كانت الأنظمة في معظم البلدان العربية هي أنظمة دينية بما يعني مثلا أن دين الدولة الاسلام، أو كما في اسرائيل دين الدولة اليهودية، اذاً نحن نعيش في خطر مستمر، وما نطالب به الأسرة الدولية وفرنسا هو عدم التسرع في القرارات التي تبغي تغيير الأنظمة، فهم طالبوا أن يكون في العراق ديموقراطية، فهذه الديموقراطية حصدت أرواحا وأرواحا ولم تنته، والبلدان العربية كلها في مخاض، فإلى أين سنصل؟ وهذه سورية إلى أين سنصل؟ فعلى المجتمع الدولي وعلى فرنسا أن يفكروا وماذا بعد إلى أين نحن ذاهبون؟ هل إلى أنظمة متشددة وعنفية أكثر أم إلى تفتيت عالم عربي، وعلى كل حال فهذا ليس لمصلحة الشعوب عامة، ولا لمصلحة الأقليات، ولا المسيحيين لأن الإنسان يأبى أن يعيش في جحيم، فمن حقه أن يعيش سعيدا في هذه الدنيا، وعلى السياسات أن تؤمن أجواء سليمة لكل الناس. وعند سؤاله: هل تشاطرون البعض في قولهم أنه إذا سقط النظام في سورية فسيؤثر ذلك على الأقلية المسيحية هناك؟ أجاب البطريريك: الكنيسة لا تتلون بأي نظام، بل تريد أن تكون الأنظمة السياسية حامية لحقوق المواطنين، فنحن لا نقول بأننا مع نظام فلان، فنحن لسنا مع النظام، بل مع نتائجه وثماره، هل هذا النظام يصنع عدالة اجتماعية؟ هل يعطي المواطنين حقوقهم الاساسية؟ وهل يحترم التعددية في المجتمعات؟ وهل هو متشدد ومتعصب دينيا؟ وهل هو ديكتاتوري نرفضه؟ وهل هذا النظام الآتي هو نظام تفتيت ولحرب اهلية نرفضه، فلسنا مع أي نظام، ولا نوالي أي نظام، بل نبارك كل نظام يحترم حقوق الشعوب والسلام والعدالة وحقوق الانسان وكرامته. أقول هذا لكي لا نقع في التباس، الكنيسة لا يمكن أن تتلون بأي نظام بل تبارك أي نظام يفعل لخير البلد والمواطنين. البطريرك أجاب على سؤاله عن رسالته في خضم الاحداث الجارية في العالم العربي والثورات العربية للمسيحيين في العالم العربي؟ أجل، فنحن نقول للمسيحيين أنه علينا ان نصمد، وأن نحتمل، ولكن هذا الكلام إذا كانوا يعيشون في جو من التهديد الأمني، وفي حالة اقتصادية مزرية وحال اضطهاد فكيف نستطيع أن تقول لانسان له عائلته أن يصمد؟ فكيف يصمد؟ علينا أن نساندهم ونساعدهم ماديا وانسانيا وعاطفيا وروحيا، وعلينا أن نعمل مع الأسرة الدولية، إنه لا يجوز أن نلعب بمصائر الشعوب، فلا يكفي أن نقول، ونطالب بالاصلاح، وأن توضع الديموقراطية، وأن تعطي الناس حقوقها عبر الحرب والعنف، فنحن نقول هناك وسائل اخرى، مؤتمرات دولية وحوار وتعاط بين الدول على المستوى الاقتصادي، فالدول تستطيع أن تضع شروطا من أجل الديموقراطية لا أن تصنع حربا من اجلها لأن الاختبارات في العالم العربي كلها أدت إلى الخراب، لذلك أقول، واتطلع إلى فرنسا أنه ينبغي علينا ان نفكر جديا ماذا بعد؟ هل نحن ذاهبون في سورية مثلا إلى حرب أهلية، فهذه إبادة شعوب وليست ديموقراطية ولا إصلاح، وهل نحن ذاهبون إلى تقسيم سورية إلى دويلات طائفية؟ فهذا السؤال يطرح أيضا على كل البلدان العربية، فينبغي على الأسرة الدولية أن تواكب الأمور حتى النهاية، فلا يكفي أن نشعل، ونبارك الحروب، بل ينبغي أن ندرك إلى أين سنصل، فهذا نداء الكنيسة، وهي لا تؤمن أبدا بالعنف والحرب، وهذه ليست وسيلة، فمن له حق ان يحدد نهاية انسان. وختم البطرك في جوابه فيما إذا كان  يقول للمسيحيين السوريين لا تخافوا؟  هذه كلمة الرب يسوع " لا تخافوا انا هو"، لذلك علينا ألا نخاف، وأن نثق بأنفسنا، وأن نتضامن معهم روحيا وماديا، وعلينا أن نساعدهم سياسيا مع الأسرة الدولية لكي يصار إلى حماية الأقليات أيا كانت مسيحية أو اسلامية لأنه من حق الانسان أن يعيش كريما، ويجب ان نستعمل لغة التعاطي بين الدول.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة