دريد لحام فنان قدير من الزمن الجميل، ومن أوائل المقاومين الذين أعلوا الصوت على طريقته، وإن كان يئس في مرحلة من المراحل حين لم يلق إلا الصدى، لكنه استمر في مقاومته ومناصرته للقضايا الاجتماعية كما يكشف عن ذلك في شخصيته المميزة في مسلسل “الخربة” الذي أعاده الى التلفزيون، وعنه يقول:

 تعبير “العودة” ليس دقيقاً، فأنا لم أغب لأعود، بل كنت أمّر بفترة انتقاء دقيقة، خصوصاً أن مستقبلي اليوم أصبح ورائي وليس أمامي، لذلك يمكن أن يمر عامان أو أكثر لأقدّم عملاً واحداً، وهذا ما حصل معي اليوم حين عُرض عليّ مسلسل “الخربة” الذي سحرني نصه، فقررت أن أخوض تجربته من دون تردد .

ما رأيك في تكرار أعمال البيئة الشامية وتشابهها؟

 هذه مشكلة . خصوصاً أن هذه البيئة الشامية لا تعكس الواقع الحقيقي للعلاقات الاجتماعية، ولواقع المرأة فيها التي كانت أكثر مشاركة فيها . . عموماً هذا لا يعني أن هذه الأعمال ليست جيدة، فأنا واحد من الناس الذين كانوا يصرّون على مشاهدة “باب الحارة” برغم أني كنت متضايقاً من الصورة غير الحقيقية التي كان يعكسها، ولكنها كانت “حدوتة مسلية” .

 لماذا برأيك استطاعت الدراما السورية أن تثبت حضورها عربياً، فيما لم تستطع ذلك السينما السورية؟

 هذه القضية تخضع لمسألة العمل العام والخاص . السينما قطاع عام . ولكن الفن لا يمكن توظيفه فهو حالة خاصة وليست عامة . إذ لا يمكن  أن نأتي بفنان ونقول له غنّ أو لحنّ من الساعة الثامنة إلى الثانية بعد الظهر . وهذا ما يحصل في السينما كل الموجودين في هذا القطاع موظفون وقد استطاعت الدراما أن تنطلق، عندما تحررت من استديوهات القطاع العام، بالتالي إن لم تتحرر السينما فلن تستطيع النهوض، وهذا ما تحاول فعله مؤسسة السينما من خلال شراكاتها مع القطاع الخاص لتستطيع الانطلاق خصوصاً أن أي شيء يكلّف في القطاع الخاص ليرة، يكلّف في القطاع العام عشرة، لذلك فهو غير مُجدٍ تجارياً .

 ندمت على المشاركة في فيلم “سيلينا”؟

 لم أندم، ولكني قلت إن الفيلم كان يجب أن يكون أفضل . لم أندم يوماً على عمل قدمته، لأني أفكر ملياً قبل الاختيار لكي لا أصل إلى هذه المرحلة .

لو خيّرت اليوم بين أن تقدم عملاً سينمائياً بميزانية مفتوحة، من تختار للعمل معه، وما القصة التي تقدمها؟

 أختار الفنان جورج فهو فنان أصيل وملتزم بكل معنى الكلمة .

 ألا تحلم بأن تقف أمام اسم معين من الكبار من جيلك؟

 خلال مسيرتي الفنية، لم يبق فنان إلاّ وعملت معه إن في مصر أم في سورية، نساء ورجالاً حتى فاتن حمامة، لذلك لم يعد هناك مجال للحلم في هذا المجال، أما من ناحية الإخراج، فأتطلع لأن أخرج أنا العمل الذي أحلم به والذي سميته “وطن في السماء” على طريقة “الحدود”، والذي تجري أحداثه في السماء بدل الأرض . ولكن الكسل هو الذي يعيق تنفيذ هذه الفكرة التي ولدت في العام 1984 .

  أعلنت في العام 1993 أنك سوف تعتزل المسرح ثم عدلت عن قرارك . . لماذا؟

 يشعر الفنانون أحياناً بأنهم قادرون على تغيير الكون ليفاجأوا في كثير من الأحيان بأن الأمور تسير من سيئ إلى أسوء، وهذا ما حصل معي عندما قدّمت فيلم “الحدود” الذي كنت أظن أنه سيغير أموراً كثيرة، وأني سأستطيع بعده أن أسافر من بلد عربي لآخر، من دون جواز سفر، لأُفاجأ بأن التعقيدات زادت على الحدود الأمر الذي يصيب الفنان بخيبة أمل . . عندما يجد أن أعماله الفنية لم تغير شيئاً فيصل لحالة إحباط وخيبة أمل، ما جعلني أتساءل في العام 1993 لماذا تبلّد الحس الوطني للإنسان العربي في ظل الجرأة والتفرقة، فأعلنت عن رغبتي في الاعتزال، إلى أن جاء رجل أعمال يتمتع بحس وطني قلّما يمكن مصادفته في أمثاله، وعرض عليّ إنتاج عمل مسرحي تحمّست له، فكانت مسرحية “السقوط” الصادمة بعض الشيء، فقدمنا خمسة عروض في الدوحة، على أساس أن نقوم بعدها بجولة عربية، ولكن مع انتهاء عرضنا الخامس، قامت القيامة في الدول العربية كافة ولم تقعد حتى اليوم من تونس إلى مصر وصولاً إلى سوريا اليوم .

وكأنك تعيش خيبة أمل في تصريحك بأن الفن لا يستطيع أن يغيّر واقعاً؟

 ربما نظلم الفن إذا قلنا إنه لا يمكن أن يغير واقعاً، لأنه قادر على ذلك، ولكن على المدى البعيد . نحن كان حلمنا أن يكون التغيير سريعاً وأكثر، ربما كنّا ننتظر أن نخرج من المسرح لنلمس التغيير في الشارع، وهذا خطأ، لأن الأفكار التي نزرعها من خلال أعمالنا لابُد وأن تتفتح مع الأجيال، مثلما انفجرت ثورة أطفال الحجارة في الجيل السادس للنكبة . . والتي كان الفن جزءاً من أسباب تفجيرها .

كنت من أوائل الفنانين الذين انتقدوا السياسة في المسرح والتلفزيون والسينما في زمن كان القمع فيه سائداً، فهل كنت مدعوماً؟

 صحيح كنت أنتقد السياسة، ولكني كنت مهذباً بانتقادي، فلم أجرّح أحداً . نحن لم نحصل على حرية تعبيرنا من أحد مجاناً، بل قامرنا بسجننا لكي نفتح أفواهنا . قامرنا بكل شيء لنقول كلمة حق، ولكن صادف أنها وجدت من يسمعها . . من هنا بدأنا في التوسّع بالفكرة من خلال أعمالنا بأفكار بناءة وليس بأفكار هدّامة .

 ماذا عنت لك الشهرة في حياتك، ماذا أخذت منك وماذا أعطتك؟

 ربما تخطف الشهرة من حرية الفنان الشخصية ولكنها في المقابل أعطتني كل شيء جميل في الحياة، لذلك أقول لها شكراً . . يا ويلي لو مررت يوماً في الشارع من دون أن يلقي أحد التحية عليّ، فهذا يعني أني انتهيت .

 متى يجب على الفنان أن يعتزل؟

 لا يمكن أن أحدد زمناً لاعتزال الفنان . لطالما كان قادراً على الاستمرار، يمكنه أن يستمر، لذلك فإن لكل فنان حالة خاصة، ومن هنا على كل فنان أن يكون عاقلاً وحكيماً وأن يحدد إمكانية استمراريته أو توقفه .

 يزعجك انتقادك؟

 أبداً، ولكني أحب الانتقاد الذي يرى بعينين وليس بعين واحدة سالبة أو بعين موجبة، فأنا لا أستفيد من هؤلاء بشيء، بينما أستفيد من الانتقاد الموضوعي البنّاء من الصحافة التي أعتبرها مرآة حقيقية لأعمالنا .

 ما أسوأ وأفضل انتقاد واجهته في حياتك؟

 أسوأ الانتقادات التي واجهتها تلك التي لم تكن ترى إلاّ السوّاد، فمثلاً فيلم “الحدود” الذي أفتخر به كثيراً كتب عنه أحد النّقاد بأنه لا يستحق أن يكون فيلماً سينمائياً، علماً أنه حاز جوائز مهمة .. هذا ما يحزنني، أن يعتبر ناقد مثلاً أن رأيه وحده هو الصحيح بغض النظر عن آراء الناس، خصوصاً أن الأعمال الفنية تتوجه أولاً وأخيراً إليهم، وعلى هذا الأساس يكون الانتقاد . . أما أفضل انتقاد سمعته فهو عندما يُقال عني شارلي شابلن العرب .

 لماذا لم تحاول استثمار طاقات صوتك في الغناء؟

 صوتي لم يكن يوماً للغناء، بل لاستثمار لحظات درامية مؤثرة،  فكان أداء له علاقة بها . لست صباح فخري، ولا عاصي الحلاني، أنا دريد لحّام الممثل وليس المغني .

 لماذا قبلت أن تكون سفيراً للطفولة في اليونيسيف . وماذا حققت من خلال هذا المنصب؟

 أي شيء له علاقة بالطفولة يسحرني على الفور، لأني أؤمن بأن مستقبلنا بيدهم، هم جيل الغد، لذلك عندما عرضت عليّ اليونيسيف منصباً يتعلق بخدمتهم في سوريا في البداية، وبعد النجاح الذي حققته بعد عام ونصف العام، عرضوا عليّ أن أكون سفيراً للطفولة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وفي هذا الإطار حققت نجاحات ميدانية في مسألة أطفال الشوارع، وفي حملات التلقيح خصوصاً في المغرب، والسودان، حين قُدت حملات التقليح ضد “شلل الأطفال” متصالحاً مع نفسي، لدرجة أن وزير الصحة السوداني قال لي، لولاك لما نجحت هذه الحملة حيث كان الأهل يأتون لتقليح أطفالهم وكأنهم ذاهبون إلى احتفال أو عيد، فكنت سعيداً جداً بهذا الإنجاز، خصوصاً أن بعض الأمراض لها علاقة بالجهل . . ويكفيني فخراً في هذا الإطار أني أنقذت نحو مئة طفل على الأقل من شلل الأطفال . ولكني اختلفت بعد ذلك مع المنظمة بسبب الموقف الوطني وانتهى الموضوع بيننا على خير .

  • فريق ماسة
  • 2011-09-02
  • 11054
  • من الأرشيف

دريد لحام: لم أغب لأعود

دريد لحام فنان قدير من الزمن الجميل، ومن أوائل المقاومين الذين أعلوا الصوت على طريقته، وإن كان يئس في مرحلة من المراحل حين لم يلق إلا الصدى، لكنه استمر في مقاومته ومناصرته للقضايا الاجتماعية كما يكشف عن ذلك في شخصيته المميزة في مسلسل “الخربة” الذي أعاده الى التلفزيون، وعنه يقول:  تعبير “العودة” ليس دقيقاً، فأنا لم أغب لأعود، بل كنت أمّر بفترة انتقاء دقيقة، خصوصاً أن مستقبلي اليوم أصبح ورائي وليس أمامي، لذلك يمكن أن يمر عامان أو أكثر لأقدّم عملاً واحداً، وهذا ما حصل معي اليوم حين عُرض عليّ مسلسل “الخربة” الذي سحرني نصه، فقررت أن أخوض تجربته من دون تردد . ما رأيك في تكرار أعمال البيئة الشامية وتشابهها؟  هذه مشكلة . خصوصاً أن هذه البيئة الشامية لا تعكس الواقع الحقيقي للعلاقات الاجتماعية، ولواقع المرأة فيها التي كانت أكثر مشاركة فيها . . عموماً هذا لا يعني أن هذه الأعمال ليست جيدة، فأنا واحد من الناس الذين كانوا يصرّون على مشاهدة “باب الحارة” برغم أني كنت متضايقاً من الصورة غير الحقيقية التي كان يعكسها، ولكنها كانت “حدوتة مسلية” .  لماذا برأيك استطاعت الدراما السورية أن تثبت حضورها عربياً، فيما لم تستطع ذلك السينما السورية؟  هذه القضية تخضع لمسألة العمل العام والخاص . السينما قطاع عام . ولكن الفن لا يمكن توظيفه فهو حالة خاصة وليست عامة . إذ لا يمكن  أن نأتي بفنان ونقول له غنّ أو لحنّ من الساعة الثامنة إلى الثانية بعد الظهر . وهذا ما يحصل في السينما كل الموجودين في هذا القطاع موظفون وقد استطاعت الدراما أن تنطلق، عندما تحررت من استديوهات القطاع العام، بالتالي إن لم تتحرر السينما فلن تستطيع النهوض، وهذا ما تحاول فعله مؤسسة السينما من خلال شراكاتها مع القطاع الخاص لتستطيع الانطلاق خصوصاً أن أي شيء يكلّف في القطاع الخاص ليرة، يكلّف في القطاع العام عشرة، لذلك فهو غير مُجدٍ تجارياً .  ندمت على المشاركة في فيلم “سيلينا”؟  لم أندم، ولكني قلت إن الفيلم كان يجب أن يكون أفضل . لم أندم يوماً على عمل قدمته، لأني أفكر ملياً قبل الاختيار لكي لا أصل إلى هذه المرحلة . لو خيّرت اليوم بين أن تقدم عملاً سينمائياً بميزانية مفتوحة، من تختار للعمل معه، وما القصة التي تقدمها؟  أختار الفنان جورج فهو فنان أصيل وملتزم بكل معنى الكلمة .  ألا تحلم بأن تقف أمام اسم معين من الكبار من جيلك؟  خلال مسيرتي الفنية، لم يبق فنان إلاّ وعملت معه إن في مصر أم في سورية، نساء ورجالاً حتى فاتن حمامة، لذلك لم يعد هناك مجال للحلم في هذا المجال، أما من ناحية الإخراج، فأتطلع لأن أخرج أنا العمل الذي أحلم به والذي سميته “وطن في السماء” على طريقة “الحدود”، والذي تجري أحداثه في السماء بدل الأرض . ولكن الكسل هو الذي يعيق تنفيذ هذه الفكرة التي ولدت في العام 1984 .   أعلنت في العام 1993 أنك سوف تعتزل المسرح ثم عدلت عن قرارك . . لماذا؟  يشعر الفنانون أحياناً بأنهم قادرون على تغيير الكون ليفاجأوا في كثير من الأحيان بأن الأمور تسير من سيئ إلى أسوء، وهذا ما حصل معي عندما قدّمت فيلم “الحدود” الذي كنت أظن أنه سيغير أموراً كثيرة، وأني سأستطيع بعده أن أسافر من بلد عربي لآخر، من دون جواز سفر، لأُفاجأ بأن التعقيدات زادت على الحدود الأمر الذي يصيب الفنان بخيبة أمل . . عندما يجد أن أعماله الفنية لم تغير شيئاً فيصل لحالة إحباط وخيبة أمل، ما جعلني أتساءل في العام 1993 لماذا تبلّد الحس الوطني للإنسان العربي في ظل الجرأة والتفرقة، فأعلنت عن رغبتي في الاعتزال، إلى أن جاء رجل أعمال يتمتع بحس وطني قلّما يمكن مصادفته في أمثاله، وعرض عليّ إنتاج عمل مسرحي تحمّست له، فكانت مسرحية “السقوط” الصادمة بعض الشيء، فقدمنا خمسة عروض في الدوحة، على أساس أن نقوم بعدها بجولة عربية، ولكن مع انتهاء عرضنا الخامس، قامت القيامة في الدول العربية كافة ولم تقعد حتى اليوم من تونس إلى مصر وصولاً إلى سوريا اليوم . وكأنك تعيش خيبة أمل في تصريحك بأن الفن لا يستطيع أن يغيّر واقعاً؟  ربما نظلم الفن إذا قلنا إنه لا يمكن أن يغير واقعاً، لأنه قادر على ذلك، ولكن على المدى البعيد . نحن كان حلمنا أن يكون التغيير سريعاً وأكثر، ربما كنّا ننتظر أن نخرج من المسرح لنلمس التغيير في الشارع، وهذا خطأ، لأن الأفكار التي نزرعها من خلال أعمالنا لابُد وأن تتفتح مع الأجيال، مثلما انفجرت ثورة أطفال الحجارة في الجيل السادس للنكبة . . والتي كان الفن جزءاً من أسباب تفجيرها . كنت من أوائل الفنانين الذين انتقدوا السياسة في المسرح والتلفزيون والسينما في زمن كان القمع فيه سائداً، فهل كنت مدعوماً؟  صحيح كنت أنتقد السياسة، ولكني كنت مهذباً بانتقادي، فلم أجرّح أحداً . نحن لم نحصل على حرية تعبيرنا من أحد مجاناً، بل قامرنا بسجننا لكي نفتح أفواهنا . قامرنا بكل شيء لنقول كلمة حق، ولكن صادف أنها وجدت من يسمعها . . من هنا بدأنا في التوسّع بالفكرة من خلال أعمالنا بأفكار بناءة وليس بأفكار هدّامة .  ماذا عنت لك الشهرة في حياتك، ماذا أخذت منك وماذا أعطتك؟  ربما تخطف الشهرة من حرية الفنان الشخصية ولكنها في المقابل أعطتني كل شيء جميل في الحياة، لذلك أقول لها شكراً . . يا ويلي لو مررت يوماً في الشارع من دون أن يلقي أحد التحية عليّ، فهذا يعني أني انتهيت .  متى يجب على الفنان أن يعتزل؟  لا يمكن أن أحدد زمناً لاعتزال الفنان . لطالما كان قادراً على الاستمرار، يمكنه أن يستمر، لذلك فإن لكل فنان حالة خاصة، ومن هنا على كل فنان أن يكون عاقلاً وحكيماً وأن يحدد إمكانية استمراريته أو توقفه .  يزعجك انتقادك؟  أبداً، ولكني أحب الانتقاد الذي يرى بعينين وليس بعين واحدة سالبة أو بعين موجبة، فأنا لا أستفيد من هؤلاء بشيء، بينما أستفيد من الانتقاد الموضوعي البنّاء من الصحافة التي أعتبرها مرآة حقيقية لأعمالنا .  ما أسوأ وأفضل انتقاد واجهته في حياتك؟  أسوأ الانتقادات التي واجهتها تلك التي لم تكن ترى إلاّ السوّاد، فمثلاً فيلم “الحدود” الذي أفتخر به كثيراً كتب عنه أحد النّقاد بأنه لا يستحق أن يكون فيلماً سينمائياً، علماً أنه حاز جوائز مهمة .. هذا ما يحزنني، أن يعتبر ناقد مثلاً أن رأيه وحده هو الصحيح بغض النظر عن آراء الناس، خصوصاً أن الأعمال الفنية تتوجه أولاً وأخيراً إليهم، وعلى هذا الأساس يكون الانتقاد . . أما أفضل انتقاد سمعته فهو عندما يُقال عني شارلي شابلن العرب .  لماذا لم تحاول استثمار طاقات صوتك في الغناء؟  صوتي لم يكن يوماً للغناء، بل لاستثمار لحظات درامية مؤثرة،  فكان أداء له علاقة بها . لست صباح فخري، ولا عاصي الحلاني، أنا دريد لحّام الممثل وليس المغني .  لماذا قبلت أن تكون سفيراً للطفولة في اليونيسيف . وماذا حققت من خلال هذا المنصب؟  أي شيء له علاقة بالطفولة يسحرني على الفور، لأني أؤمن بأن مستقبلنا بيدهم، هم جيل الغد، لذلك عندما عرضت عليّ اليونيسيف منصباً يتعلق بخدمتهم في سوريا في البداية، وبعد النجاح الذي حققته بعد عام ونصف العام، عرضوا عليّ أن أكون سفيراً للطفولة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وفي هذا الإطار حققت نجاحات ميدانية في مسألة أطفال الشوارع، وفي حملات التلقيح خصوصاً في المغرب، والسودان، حين قُدت حملات التقليح ضد “شلل الأطفال” متصالحاً مع نفسي، لدرجة أن وزير الصحة السوداني قال لي، لولاك لما نجحت هذه الحملة حيث كان الأهل يأتون لتقليح أطفالهم وكأنهم ذاهبون إلى احتفال أو عيد، فكنت سعيداً جداً بهذا الإنجاز، خصوصاً أن بعض الأمراض لها علاقة بالجهل . . ويكفيني فخراً في هذا الإطار أني أنقذت نحو مئة طفل على الأقل من شلل الأطفال . ولكني اختلفت بعد ذلك مع المنظمة بسبب الموقف الوطني وانتهى الموضوع بيننا على خير .

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة