دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
عن الفيغارو
منذ روايته «شيفرة دافنشي» ما يزال دان براون يعوم على أمواج من النجاح مع أنه يوم صدورها في العام 2004 لم يكن هذا الكاتب معروفاً إذ كان يعمل قبلها في الغناء ثم أستاذاً للغة الانكليزية.
بعد عام من صدور الرواية في الولايات المتحدة حيث لاقت نجاحاً كبيراً اجتاحت «شيفرة دافنشي» فرنسا وكأنها تسونامي دفع الفرنسيين للتهافت على الرواية المثيرة المليئة بالأسرار.
وبدأ مردود الرواية الرائدة من نوعها يثير ذهول أصحاب دور النشر بعد أول طباعة لها والتي بدأت ب 8000 نسخة لتصل في نهاية العام 2004 إلى مليون نسخة وخلال عامين إلى خمس ملايين نسخة تم بيعها في فرنسا.
وعلى امتداد العالم فقد بلغت المبيعات حوالي 90 مليون نسخة أعيدت الطباعة خلالها 82 مرة لتضرب هذه الرواية رقماً قياسياً عالمياً. مع العلم أن كبار الناشرين في باريس كانوا قد رفضوا المخطوطة الأصلية حين عرضت عليهم.
وحدها ايزابيل لافون مديرة دار (JC لاتي) تنبأت بالمستقبل واشترت حقوق النشر بمبلغ 30000 يورو في خريف عام 2002 عندما كانت الرواية لم تجتاز بعد الحدود الأمريكية، وتنقل لنا الناشرة ما تتذكره عن الرواية في نسختها الانكليزية بأنها كانت مليئة بالأخطاء فيما يخص الناحية الطبولوجية لمدينة باريس أي مكان الحبكة.
وهذا ما يفسر في جزء منها رفض الكثير من دور النشر لها، وتضيف لافون:
غير أني لم أتوقف عند هذه الأخطاء التي لم يكن من الصعب تصحيحها رغم فداحتها كما أنه يتوجب علينا الاعتراف بأن داون براون دقق معلوماته بجد ونشاط حول مدينة النور كأن يشير الى أحد جسور سان بير أو الى أحد شخصيات الرواية حين يأخذ القطار الى مدينة ليل من محطة (سان لازار) وكما يروي عن علم ومعرفة أنه من حديقة تويليري يمكننا وبنظرة واحدة أن نرى ليس فقط متحف اللوفر بل متحف أورسي أيضاً مركز جورج بومبيدو.
وتشير ايزابيل لافون الى اللحظة الأولى لقراءتها الرواية كيف أسرتها تقول:
لقد قرأت المخطوطة في عطلة نهاية الأسبوع وأكثر ما أعجبني بها حركة اقتفاء الأثر أيضاً الجانب الميتافيزيقي والفني لها، ثم فصولها القصيرة و اثاراتها المتواصلة.
وكان سبق لي أن نشرت حقائق تاريخية عن شيفرات سرية كتبها الصحفي البريطاني سيمون سينغ تجاوزت مبيعاتنا منها 20000 نسخة ما شجعني كثيراً على طباعة «شيفرة دافنشي» فالموضوع مشابه وقد يقودنا إلى المستوى ذاته من المبيعات غير أن الحقيقية جاءت مذهلة وتجاوزت التوقعات بكثير إذ بعد أقل من أربعة أشهر من صدورها أي نهاية حزيران 2004 قاربت المبيعات 40000 نسخة وبدأنا نطلب أطناناً من الورق لنطبع المزيد الذي وصل إلى المليون ونصف خلال العام الأول. إلا أنه مقابل هذا النجاح في المبيع كان هناك ثمن دفعته ايزابيل لافون في الهجوم العنيف عليها والجدل الكبير الذي أثير حول ما جاء في الرواية من أن أمين متحف اللوفر المدعو جاك سونيير وهو القائم على رئاسة ديرسيون قد تم اغتياله لأن لديه أسراراً عن أن السيد المسيح قد تزوج مريم المجدلية وأنجب منها ابنة ويقدم الكاتب هذا السر على أنه حقيقة تاريخية.
تقول لافون:
وجدت نفسي مدعوة إلى جميع محطات التلفزة في مواجهة كاهن الموراندي وكان المطلوب مني أن أقول: إن ما جاء به الكتاب خيالاً وليس حقيقة كما أقيمت دعاوى ضد داون براون واتهم يومها بالسرقة الأدبية، غير أنه أخيراً وبهذا الجدل الذي أثير حول الرواية ومضمونها كان سبباً في زيادة المبيعات الى حد غير معقول. ثم جاء الفيلم المنقول عن الرواية الذي قام فيه توم هينكس بدور روبرت لانغدون الأستاذ في جامعة هارفارد وبالتحقيق في عملية اغتيال صديقه سونيير ليدفع الجمهور الى الارتداد لشراء الرواية وقراءتها لمن لم يكن قد قرأها بعد وليسجل الفيلم إخفاقاً كبيراً.
بعد هذا كله ترى هل سينجح داون براون واسع الثروة في أن يمسك القلم من جديد ليثير قراءّه؟
مع أن رواياته الأولى لم تكن تجد لها ناشراً في فرنسا نرى اليوم تهافت الناس على شراء رواياته أمراً لا يصدق كما حدث مع روايته «ملائكة وشياطين» التي بيع منها أيضاً ملايين النسخ. كما أن النجاح الساحق والمنظم بمهارة لروايته «الرمز المفقود» عام 2009 أدى إلى بيع ملايين النسخ منها وهذا ما يؤكد أن حالة داون براون أصبحت خارج معايير وضوابط الروائيين.
ورائعته «الرمز المفقود» التي تدور أحداثها في واشنطن في الأوساط الماسونية أمضى في كتابتها سبع سنوات.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة