تراهن شركات النفط الأوروبية على بقاء الرئيس بشار الأسد على رأس النظام في سورية، وتبحر عدة ناقلات إلى سورية خلال أيام، إما لتسليم الوقود أو لتحميل النفط الخام، وهو ما قد يشير إلى أن شركات النفط تعتقد أن المعارضة في سورية ستفشل ، وراهنت الشركات نفسها، ومنها "فيتول" ومقرها سويسرا، على العكس في ما يتعلق بالتجارة مع ليبيا، فوافقت على إمداد المعارضين للعقيد الليبي معمر القذافي بالوقود على أمل أن تكافأ على مساندتها بعد انتهاء الحرب.

وقال مصدر دبلوماسي غربي، في لندن، "ما تفعله شركات النفط الآن يدل على أنها تعتقد أن الرئيس الأسد سيفوز وأنها ستتعامل معه مرة أخرى.. وأضاف الاختلاف الكبير الذي تراه جميع هذه الشركات في ما يتعلق بليبيا هو أن في سورية ليس هناك مكان تتجمع فيه المعارضة مثلما كانت الحال في بنغازي.

ومن المتوقع ان تقوم "رويال داتش شل" بتحميل ناقلتها "نفرلاند ستار" بشحنة نفط خام في ميناء بانياس مطلع الأسبوع المقبل. وكانت الناقلة في ميناء الإسكندرية المصري أمس على مسافة يوم واحد فقط من الميناء السوري.

وتدير الشركة مشروعا مشتركا مع شركة النفط الحكومية السورية وشركة صينية - هندية لإنتاج الخام السوري الخفيف. وقال متعاملون إنه من المرجح تحميل الناقلة بكميات من حصة "شل" في المشروع.

وتقول مصادر من قطاع النفط إنه حتى إذا حظر الاتحاد الأوروبي صادرات النفط من سورية هذا الأسبوع ستواصل "شل" العمل داخل سورية، وستبقي على ذلك حتى يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركات التي تتعامل مع الشركات السورية، وهو ما يبدو احتمالا أبعد حتى الآن.

وكان من المقرر أن تورد "فيتول"، التي أدت دورا رئيسيا في جهود الحرب في ليبيا، 70 ألف طن من السولار إلى بانياس أمس، ما يشير إلى أن لديها خطة مختلفة في ما يتعلق بسوريا. وأظهرت معلومات رصد السفن بالأقمار الاصطناعية أن ناقلة ثالثة هي "التيسي" تتجه إلى الميناء السوري من مدينة نابولي الايطالية، ومن المتوقع ان تصل قريبا. ولم يتضح إن كانت الناقلة، التي تبلغ سعتها 70 الف طن، ستفرغ حمولة أم ستحمل من بانياس، لكن من المتوقع وصول شحنتين على الأقل من البنزين إلى سوريا من "فيتول" و"ترافيغورا".

وقالت شركة "ايه بي مولر ميرسك" الدنماركية الاسبوع الماضي إنها ألغت اتفاقا لتحميل النفتا من سورية بسبب عقوبات أميركية. ولم يكن للعقوبات أثر يذكر على أسواق النفط حتى الآن، إذ ان صادرات سوريا البالغة 150 الف برميل يوميا ووارداتها من المنتجات النفطية لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من شحنات ليبيا قبل الحرب والتي هز انقطاعها السوق قبل ستة أشهر.

ويقول المحللون إن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات أوسع نطاقا على التجارة لن يشل بالضرورة الاقتصاد السوري.

  • فريق ماسة
  • 2011-09-02
  • 8219
  • من الأرشيف

شركات النفط الأوروبية تراهن على بقاء الرئيس الأسد وتبحر عدة ناقلات إلى سورية

تراهن شركات النفط الأوروبية على بقاء الرئيس بشار الأسد على رأس النظام في سورية، وتبحر عدة ناقلات إلى سورية خلال أيام، إما لتسليم الوقود أو لتحميل النفط الخام، وهو ما قد يشير إلى أن شركات النفط تعتقد أن المعارضة في سورية ستفشل ، وراهنت الشركات نفسها، ومنها "فيتول" ومقرها سويسرا، على العكس في ما يتعلق بالتجارة مع ليبيا، فوافقت على إمداد المعارضين للعقيد الليبي معمر القذافي بالوقود على أمل أن تكافأ على مساندتها بعد انتهاء الحرب. وقال مصدر دبلوماسي غربي، في لندن، "ما تفعله شركات النفط الآن يدل على أنها تعتقد أن الرئيس الأسد سيفوز وأنها ستتعامل معه مرة أخرى.. وأضاف الاختلاف الكبير الذي تراه جميع هذه الشركات في ما يتعلق بليبيا هو أن في سورية ليس هناك مكان تتجمع فيه المعارضة مثلما كانت الحال في بنغازي. ومن المتوقع ان تقوم "رويال داتش شل" بتحميل ناقلتها "نفرلاند ستار" بشحنة نفط خام في ميناء بانياس مطلع الأسبوع المقبل. وكانت الناقلة في ميناء الإسكندرية المصري أمس على مسافة يوم واحد فقط من الميناء السوري. وتدير الشركة مشروعا مشتركا مع شركة النفط الحكومية السورية وشركة صينية - هندية لإنتاج الخام السوري الخفيف. وقال متعاملون إنه من المرجح تحميل الناقلة بكميات من حصة "شل" في المشروع. وتقول مصادر من قطاع النفط إنه حتى إذا حظر الاتحاد الأوروبي صادرات النفط من سورية هذا الأسبوع ستواصل "شل" العمل داخل سورية، وستبقي على ذلك حتى يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركات التي تتعامل مع الشركات السورية، وهو ما يبدو احتمالا أبعد حتى الآن. وكان من المقرر أن تورد "فيتول"، التي أدت دورا رئيسيا في جهود الحرب في ليبيا، 70 ألف طن من السولار إلى بانياس أمس، ما يشير إلى أن لديها خطة مختلفة في ما يتعلق بسوريا. وأظهرت معلومات رصد السفن بالأقمار الاصطناعية أن ناقلة ثالثة هي "التيسي" تتجه إلى الميناء السوري من مدينة نابولي الايطالية، ومن المتوقع ان تصل قريبا. ولم يتضح إن كانت الناقلة، التي تبلغ سعتها 70 الف طن، ستفرغ حمولة أم ستحمل من بانياس، لكن من المتوقع وصول شحنتين على الأقل من البنزين إلى سوريا من "فيتول" و"ترافيغورا". وقالت شركة "ايه بي مولر ميرسك" الدنماركية الاسبوع الماضي إنها ألغت اتفاقا لتحميل النفتا من سورية بسبب عقوبات أميركية. ولم يكن للعقوبات أثر يذكر على أسواق النفط حتى الآن، إذ ان صادرات سوريا البالغة 150 الف برميل يوميا ووارداتها من المنتجات النفطية لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من شحنات ليبيا قبل الحرب والتي هز انقطاعها السوق قبل ستة أشهر. ويقول المحللون إن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات أوسع نطاقا على التجارة لن يشل بالضرورة الاقتصاد السوري.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة