أصبحت قيمة شركة «آبل» التكنولوجية الأميركية أمس، تساوي وحدها قيمة المصارف الأوروبية الـ32 الكبرى. ويأتي ذلك نتيجة تراجع حادّ في أسهم هذه المصارف بعد سلسلة من المخاوف التي طالت قدراتها المالية على خلفية ازمة الدين الأوروبية، مقابل ارتفاع في أسهم «آبل»، فيما أنهت الأسهم الأوروبية عموما تعاملات الأسبوع على تراجع كبير.

وتراجع مؤشر «دي جاي ستوكس» الأوروبي للمصارف بنسبة 4 في المئة لتصل قيمة أسهم المصارف الـ32 الكبرى المدرجة فيه إلى قيمة إجمالية من 340 مليار دولار. ومن أبرز هذه المصارف، «بي ان بي» و«سوسييتيه جنرال» الفرنسيان، و«دوتشبنك» الالماني و«يونيكريديت» الايطالي. وتكون بذلك المصارف الأوروبية قد خسرت ثلاثة أرباع قيمتها منذ أيار 2007.

وفي المقابل، وصلت قيمة رسملة شركة «آبل» الاميركية للمنتجات التكنولوجية إلى 340 مليار دولار في الأسواق، على خلفية نجاح منتجاتها مثل «آي بود» و«آي فون» و«آي باد».

وأنهت الأسهم الأوروبية تعاملات الأسبوع على تراجع كبير بسبب مخاوف بشأن النمو العالمي والديون السيادية وتمويل البنوك دفعت المستثمرين إلى الهروب من مخاطر سوق الأسهم. وقال متعاملون إن استمرار القلق بشأن التعامل مع الأزمة ولا سيما غياب الوحدة السياسية والحظر الجزئي للبيع على المكشوف في المنطقة ساهما في تراجع القطاع المصرفي.

 

وأنهى مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم كبرى الشركات الأوروبية تعاملات الأسبوع منخفضا 5.9 في المئة ومسجلا رابع خسارة أسبوعية على التوالي. وأنهى معاملات أمس منخفضا بنسبة 1.66 في المئة. وبلغت خسائره منذ بداية آب الحالي 16 في المئة وهو

 في طريقه لتسجيل أكبر خسارة شهرية منذ إطلاقه في العام 1999 . وبلغت خسائره منذ بداية العام 19 في المئة. وفي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني واحدا في المئة ومؤشر «داكس» الألماني 2.2 في المئة ومؤشر «كاك 40» الفرنسي 1.9 في المئة.

وتزايدت الضغوط على ألمانيا وفرنسا لاتخاذ إجراء حاسم بشأن أزمة ديون منطقة اليورو إذ واصلت الأسواق المالية تراجعها وانضمت بلجيكا إلى الدول الداعية إلى إصدار سندات مشتركة من منطقة اليورو. وقال وزير المالية البلجيكي ديدييه ريندرز إن منطقة اليورو ينبغي أن تصدر سندات مشتركة وتزيد حجم صندوق الإنقاذ لتهدئة موجات البيع المتكررة لسندات الدول المدينة وأسهم بنوكها.

وقادت ألمانيا المعارضة لكلا المقترحين. ولن يؤدي تأييد بلجيكا لفكرة السندات المشتركة التي اقترحتها دول مثقلة بالديون مثل ايطاليا وأيدها بعض مسؤولي المفوضية الأوروبية إلى ترجيح كفتها. لكن الدعوة التي أطلقها ريندرز في صحيفة «فايننشال تايمز» بأن تبرهن منطقة اليورو أن مواردها وفيرة تشير إلى تنامي المخاوف بين حكومات منطقة اليورو من عجزها عن طمأنة المستثمرين إلى أن بنوك المنطقة آمنة بدون إجراء حاسم.

أما على الصعيد الاميركي، فقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إنه ليس هناك ما يدعو الصين للقلق بشأن سلامة حيازاتها الضخمة من ديون الخزانة الأميركية بينما عبر رئيس الوزراء الصيني وين جياباو عن ثقة قوية في متانة الاقتصاد الأميركي المثقل بالديون. وجاءت هذه التصريحات المتبادلة في اليوم الثاني من زيارة بايدن إلى الصين التي تستمر خمسة أيام والتي يحاول خلالها تخفيف انعدام الثقة بين أكبر اقتصادين في العالم وبناء علاقات مع القادة الصينيين.

وقال وين إنه على ثقة في أن الاقتصاد الأميركي سيعود إلى مسار النمو القوي وذلك بعد تصريحات مماثلة من نائب الرئيس الصيني الذي سيخلفه في المنصب على ما يبدو شي جين بينغ. وقال وين لبايدن «من المهم على وجه الخصوص أنك أرسلت رسالة شديدة الوضوح إلى الرأي العام الصيني بأن الولايات المتحدة ستفي بكلمتها والتزاماتها فيما يتعلق بالدين الحكومي وستحافظ على سلامة وسيولة وقيمة أوراق الخزانة الأميركية.»

ويحاول الجانبان جاهدين الظهور بمظهر متناغم خلال الزيارة بالرغم من حدث غير متوقع ليل الخميس الجمعة حيث تحولت مباراة لكرة السلة بين فريق جامعي أميركي وفريق صيني محترف إلى مشاجرة.

 

وردا على التصريحات أبلغ بايدن وين بأن واشنطن تقدر وترحب باستثمار الصين في أوراق الخزانة الأميركية. وقال بايدن «بمنتهى الصدق أريد أن أوضح أنه ليس هناك ما يدعو للقلق.» وفي وقت سابق قال نائب الرئيس الأميركي لمضيفيه أن «أحدا لم يكسب المال قط من المراهنة ضد أميركا» بحسب نص تصريحات أدلى بها مع شي.

 

  

  

 

  • فريق ماسة
  • 2011-08-19
  • 10437
  • من الأرشيف

شركة «آبل» تساوي قيمة أكبر 32 مصرفاً أوروبياً مجتمعة!

أصبحت قيمة شركة «آبل» التكنولوجية الأميركية أمس، تساوي وحدها قيمة المصارف الأوروبية الـ32 الكبرى. ويأتي ذلك نتيجة تراجع حادّ في أسهم هذه المصارف بعد سلسلة من المخاوف التي طالت قدراتها المالية على خلفية ازمة الدين الأوروبية، مقابل ارتفاع في أسهم «آبل»، فيما أنهت الأسهم الأوروبية عموما تعاملات الأسبوع على تراجع كبير. وتراجع مؤشر «دي جاي ستوكس» الأوروبي للمصارف بنسبة 4 في المئة لتصل قيمة أسهم المصارف الـ32 الكبرى المدرجة فيه إلى قيمة إجمالية من 340 مليار دولار. ومن أبرز هذه المصارف، «بي ان بي» و«سوسييتيه جنرال» الفرنسيان، و«دوتشبنك» الالماني و«يونيكريديت» الايطالي. وتكون بذلك المصارف الأوروبية قد خسرت ثلاثة أرباع قيمتها منذ أيار 2007. وفي المقابل، وصلت قيمة رسملة شركة «آبل» الاميركية للمنتجات التكنولوجية إلى 340 مليار دولار في الأسواق، على خلفية نجاح منتجاتها مثل «آي بود» و«آي فون» و«آي باد». وأنهت الأسهم الأوروبية تعاملات الأسبوع على تراجع كبير بسبب مخاوف بشأن النمو العالمي والديون السيادية وتمويل البنوك دفعت المستثمرين إلى الهروب من مخاطر سوق الأسهم. وقال متعاملون إن استمرار القلق بشأن التعامل مع الأزمة ولا سيما غياب الوحدة السياسية والحظر الجزئي للبيع على المكشوف في المنطقة ساهما في تراجع القطاع المصرفي.   وأنهى مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم كبرى الشركات الأوروبية تعاملات الأسبوع منخفضا 5.9 في المئة ومسجلا رابع خسارة أسبوعية على التوالي. وأنهى معاملات أمس منخفضا بنسبة 1.66 في المئة. وبلغت خسائره منذ بداية آب الحالي 16 في المئة وهو  في طريقه لتسجيل أكبر خسارة شهرية منذ إطلاقه في العام 1999 . وبلغت خسائره منذ بداية العام 19 في المئة. وفي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني واحدا في المئة ومؤشر «داكس» الألماني 2.2 في المئة ومؤشر «كاك 40» الفرنسي 1.9 في المئة. وتزايدت الضغوط على ألمانيا وفرنسا لاتخاذ إجراء حاسم بشأن أزمة ديون منطقة اليورو إذ واصلت الأسواق المالية تراجعها وانضمت بلجيكا إلى الدول الداعية إلى إصدار سندات مشتركة من منطقة اليورو. وقال وزير المالية البلجيكي ديدييه ريندرز إن منطقة اليورو ينبغي أن تصدر سندات مشتركة وتزيد حجم صندوق الإنقاذ لتهدئة موجات البيع المتكررة لسندات الدول المدينة وأسهم بنوكها. وقادت ألمانيا المعارضة لكلا المقترحين. ولن يؤدي تأييد بلجيكا لفكرة السندات المشتركة التي اقترحتها دول مثقلة بالديون مثل ايطاليا وأيدها بعض مسؤولي المفوضية الأوروبية إلى ترجيح كفتها. لكن الدعوة التي أطلقها ريندرز في صحيفة «فايننشال تايمز» بأن تبرهن منطقة اليورو أن مواردها وفيرة تشير إلى تنامي المخاوف بين حكومات منطقة اليورو من عجزها عن طمأنة المستثمرين إلى أن بنوك المنطقة آمنة بدون إجراء حاسم. أما على الصعيد الاميركي، فقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إنه ليس هناك ما يدعو الصين للقلق بشأن سلامة حيازاتها الضخمة من ديون الخزانة الأميركية بينما عبر رئيس الوزراء الصيني وين جياباو عن ثقة قوية في متانة الاقتصاد الأميركي المثقل بالديون. وجاءت هذه التصريحات المتبادلة في اليوم الثاني من زيارة بايدن إلى الصين التي تستمر خمسة أيام والتي يحاول خلالها تخفيف انعدام الثقة بين أكبر اقتصادين في العالم وبناء علاقات مع القادة الصينيين. وقال وين إنه على ثقة في أن الاقتصاد الأميركي سيعود إلى مسار النمو القوي وذلك بعد تصريحات مماثلة من نائب الرئيس الصيني الذي سيخلفه في المنصب على ما يبدو شي جين بينغ. وقال وين لبايدن «من المهم على وجه الخصوص أنك أرسلت رسالة شديدة الوضوح إلى الرأي العام الصيني بأن الولايات المتحدة ستفي بكلمتها والتزاماتها فيما يتعلق بالدين الحكومي وستحافظ على سلامة وسيولة وقيمة أوراق الخزانة الأميركية.» ويحاول الجانبان جاهدين الظهور بمظهر متناغم خلال الزيارة بالرغم من حدث غير متوقع ليل الخميس الجمعة حيث تحولت مباراة لكرة السلة بين فريق جامعي أميركي وفريق صيني محترف إلى مشاجرة.   وردا على التصريحات أبلغ بايدن وين بأن واشنطن تقدر وترحب باستثمار الصين في أوراق الخزانة الأميركية. وقال بايدن «بمنتهى الصدق أريد أن أوضح أنه ليس هناك ما يدعو للقلق.» وفي وقت سابق قال نائب الرئيس الأميركي لمضيفيه أن «أحدا لم يكسب المال قط من المراهنة ضد أميركا» بحسب نص تصريحات أدلى بها مع شي.          

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة