أكد كبير مستشاري الرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط ارشاد هورموزلو أن لا مجال للتحدث عن الخيار العسكري في سورية في هذا الوقت بالذات نافياً أن يكون وزير الخارجية التركي داوود أوغلو قد وضع جدولاً زمنياً للأخذ بالمقترحات التركية، مشيراً إلى أن ما كان يقصده داوود أوغلو بـ«الأيام الحرجة في سورية» هدفه «الإصلاح عن طريق الصدمة الشاملة»، مؤكداً أن سورية رقم صعب في المعادلة الإقليمية، وقوة سورية من قوة المنطقة. وأكد هورموزلو لـ«الرأي» الكويتية أن المحادثات الهاتفية بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي باراك أوباما لم تتطرق إلى المرحلة الانتقالية في سورية، وإنما جرى التشاور بشأن «الأرضية المناسبة للانتقال إلى الحياة الصحية الديمقراطية».

وأوضح المستشار التركي في المقابلة التي أجرتها الصحيفة معه بعد زيارة وزير الخارجية التركي لدمشق،

أن اللقاء بين الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية «لم يكن موضوع مفاوضات، فالقرار السوري يكون لسورية، وتركيا نقلت مرئياتها وشاطرت القيادة السورية تصورها عن الإصلاح عن طريق الصدمة التي تعني الإسراع في عملية الإصلاح»، على حد تعبيره.

وأشار هورموزلو إلى أن الاتصال الذي جرى بين أردوغان والرئيس الأميركي باراك أوباما لم يطل «المرحلة الانتقالية» إنما «التشاور تطرّق إلى توفير الأرضية المناسبة للانتقال إلى الحياة الديمقراطية الصحية في سورية، وهذا ما تركز عليه القيادة التركية مع كل الدول».

ورداً على سؤال حول انتهاء فترة «الأسبوعين» التي تحدث عنها الوزير التركي، أوضح هورموزلو أن «القيادة التركية قصدت إجراء عمليات إصلاحية خلال فترة الأسبوعين، ولا مجال للتحدث عن الخيار العسكري في هذا الوقت بالذات، وذكرنا أننا لا نحبّذ التدخل الخارجي، فيجب أن يكون الحل من الداخل السوري، وسبق لنا أن حذرنا من عدم الاستماع إلى مطالب الشعب السوري لأنه قد يؤدي إلى تدخل المجتمع الدولي الذي سيتولى اتخاذ القرارات للردّ بما في ذلك تركيا»، مضيفاً إن «موقف تركيا واضح ولم يتبدل منذ بداية الأزمة في سورية، والقيادة التركية سبق لها أن أوضحت رؤيتها، فهي لا تريد إراقة الدماء وتريد الإصلاح وتؤكد ضرورة الاحتكام إلى الحوار، هذا ما ذكرناه منذ البداية، وهذه المحاور تطرق لها الرئيس أردوغان في رسالته إلى الرئيس الأسد».

ولفت هورموزلو إلى أن «تركيا لا تنافس أي دولة في المنطقة وليست لديها أجندات خفية ولا خيارات غير واضحة، وفي النهاية القرار في الموضوع السوري للشعب السوري ونحن نحترم الشعب السوري»، مشيراً إلى أن «تركيا تتشاور مع جميع دول المنطقة ومع الولايات المتحدة ومع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهذا التشاور مستمر بما في ذلك مع إيران».

ورداً على سؤال عن تأثر لبنان بالأوضاع السورية، أكد هورموزلو أن «الوضع السوري لا يؤثّر على الأوضاع في لبنان وحسب، بل له تأثيراته على جميع المنطقة، فسورية رقم صعب في المعادلة الإقليمية، لذا فإن تركيا بطبيعة الحال تتحسب لجميع الاحتمالات وتتمنى أن تخرج سورية قوية، لأن قوة سورية من قوة المنطقة».

  • فريق ماسة
  • 2011-08-14
  • 8414
  • من الأرشيف

تركيا.. سورية رقم صعب والتدخل العسكري غير مطروح

أكد كبير مستشاري الرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط ارشاد هورموزلو أن لا مجال للتحدث عن الخيار العسكري في سورية في هذا الوقت بالذات نافياً أن يكون وزير الخارجية التركي داوود أوغلو قد وضع جدولاً زمنياً للأخذ بالمقترحات التركية، مشيراً إلى أن ما كان يقصده داوود أوغلو بـ«الأيام الحرجة في سورية» هدفه «الإصلاح عن طريق الصدمة الشاملة»، مؤكداً أن سورية رقم صعب في المعادلة الإقليمية، وقوة سورية من قوة المنطقة. وأكد هورموزلو لـ«الرأي» الكويتية أن المحادثات الهاتفية بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي باراك أوباما لم تتطرق إلى المرحلة الانتقالية في سورية، وإنما جرى التشاور بشأن «الأرضية المناسبة للانتقال إلى الحياة الصحية الديمقراطية». وأوضح المستشار التركي في المقابلة التي أجرتها الصحيفة معه بعد زيارة وزير الخارجية التركي لدمشق، أن اللقاء بين الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية «لم يكن موضوع مفاوضات، فالقرار السوري يكون لسورية، وتركيا نقلت مرئياتها وشاطرت القيادة السورية تصورها عن الإصلاح عن طريق الصدمة التي تعني الإسراع في عملية الإصلاح»، على حد تعبيره. وأشار هورموزلو إلى أن الاتصال الذي جرى بين أردوغان والرئيس الأميركي باراك أوباما لم يطل «المرحلة الانتقالية» إنما «التشاور تطرّق إلى توفير الأرضية المناسبة للانتقال إلى الحياة الديمقراطية الصحية في سورية، وهذا ما تركز عليه القيادة التركية مع كل الدول». ورداً على سؤال حول انتهاء فترة «الأسبوعين» التي تحدث عنها الوزير التركي، أوضح هورموزلو أن «القيادة التركية قصدت إجراء عمليات إصلاحية خلال فترة الأسبوعين، ولا مجال للتحدث عن الخيار العسكري في هذا الوقت بالذات، وذكرنا أننا لا نحبّذ التدخل الخارجي، فيجب أن يكون الحل من الداخل السوري، وسبق لنا أن حذرنا من عدم الاستماع إلى مطالب الشعب السوري لأنه قد يؤدي إلى تدخل المجتمع الدولي الذي سيتولى اتخاذ القرارات للردّ بما في ذلك تركيا»، مضيفاً إن «موقف تركيا واضح ولم يتبدل منذ بداية الأزمة في سورية، والقيادة التركية سبق لها أن أوضحت رؤيتها، فهي لا تريد إراقة الدماء وتريد الإصلاح وتؤكد ضرورة الاحتكام إلى الحوار، هذا ما ذكرناه منذ البداية، وهذه المحاور تطرق لها الرئيس أردوغان في رسالته إلى الرئيس الأسد». ولفت هورموزلو إلى أن «تركيا لا تنافس أي دولة في المنطقة وليست لديها أجندات خفية ولا خيارات غير واضحة، وفي النهاية القرار في الموضوع السوري للشعب السوري ونحن نحترم الشعب السوري»، مشيراً إلى أن «تركيا تتشاور مع جميع دول المنطقة ومع الولايات المتحدة ومع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهذا التشاور مستمر بما في ذلك مع إيران». ورداً على سؤال عن تأثر لبنان بالأوضاع السورية، أكد هورموزلو أن «الوضع السوري لا يؤثّر على الأوضاع في لبنان وحسب، بل له تأثيراته على جميع المنطقة، فسورية رقم صعب في المعادلة الإقليمية، لذا فإن تركيا بطبيعة الحال تتحسب لجميع الاحتمالات وتتمنى أن تخرج سورية قوية، لأن قوة سورية من قوة المنطقة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة