عندما كانت المعطيات السياسيّة تؤكّد أن منسوب التوتّر بين الرئيس سعد الحريري وسوريا يرتفع، ويتبيّن أن الزيارة أصبحت في حكم المؤجّلة، زار النائب عقاب صقر قائد القوّات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب ونقل عنه دعم الزيارة لأنها «تأسيسية سيُشارك فيها كل ألوان الطيف اللبناني من خلال الوزراء المشاركين ولو أن هناك بعض الأصوات التي تتحدث عن عرقلة أو تأجيل أو إلغاء لهذه الزيارة الهادفة إلى ضرب العلاقات السوية والطبيعية والأخوية بين لبنان وسوريا

وشدّد صقر على «أن سنة 2010 لن تكون كالـ 1989 أو الـ 2003 فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، ومن يحاول إعادتها فليعد هو إلى زمن مضى ويتركنا لنبني معاً المستقبل

وقد شكر صقر جعجع على خطابه الاستثنائي في البيال «الذي يدلّ بكل وضوح على التطور في فكر القوات اللبنانية ونظرتها إلى الواقع العربي المستجدّ وقراءة المتغيرات العربية والقضية الفلسطينية ودور لبنان في عملية الصراع والسلام في المنطقة

بدوره، تخوّف النائب في كتلة القوات اللبنانيّة أنطوان زهرا من «استخفاف الرئيس السوري بشار الأسد بعشرات الشهداء وبتضحيات الشعب اللبناني على فترة 5 سنوات»، مطالباً سوريا بـ«التعامل مع لبنان تحت شعار من دولة لدولة لتكون العلاقة عبر الحكومة اللبنانية». ورأى أن «أكثر ما يؤذي الفريق الذي ينقل الإملاءات من وراء الحدود أن «القوات» اليوم ليست فقط فريقاً مسيحياً، بل هي شريك وطني فاعل ضمن القوى السيادية

وقال زهرا إنه «لا سلام مع إسرائيل قبل إعلان سوريا السلام معها، ولكن نحن مع سير لبنان وفق خطوات سوريا في موضوع التفاوض أو الحرب أو السلام، فسوريا هي دولة الممانعة الأساسية، وبالتالي علينا انتهاج نفس قدر الممانعة لا أكثر ولا أقل». ورأى أن «كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن «أننا سنحمي المقاومة برموش عيوننا» يناقض الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية والتي هي ليست موضوع إجماع لدى اللبنانيين

أمّا الأمانة العامّة لقوى 14 آذار، فأشارت إلى «ما طرحته قيادة حزب الله من أن المقاومة لا تحتاج إلى توافق وطني، وأنها مستمرة بأسلوبها وأدواتها، رغم كونها مسألة خلافية. إن هذا الأمر يتعارض كلياً مع القاعدة التي تعمل على أساسها هيئة الحوار الوطني بخصوص الاستراتيجية الدفاعية، وهي قاعدة التوافق، بالإضافة إلى تعارضه المبدئي مع صلاحيات الدولة ومسؤولياتها. إن أطروحة حزب الله قائمة على تغييب الدولة، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق. فالدولة اللبنانية قائمة، وينبغي تعزيز دورها وقدراتها، ولا دور للمقاومة الشعبية المسلحة إلا بعد أن تعلن الدولة عجزها عن الدفاع، كما صرح بذلك فخامة رئيس الجمهورية أخيراً

  • فريق ماسة
  • 2010-04-07
  • 4973
  • من الأرشيف

14آذار: طرح حزب الله قائم على تغييب الدولة

عندما كانت المعطيات السياسيّة تؤكّد أن منسوب التوتّر بين الرئيس سعد الحريري وسوريا يرتفع، ويتبيّن أن الزيارة أصبحت في حكم المؤجّلة، زار النائب عقاب صقر قائد القوّات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب ونقل عنه دعم الزيارة لأنها «تأسيسية سيُشارك فيها كل ألوان الطيف اللبناني من خلال الوزراء المشاركين ولو أن هناك بعض الأصوات التي تتحدث عن عرقلة أو تأجيل أو إلغاء لهذه الزيارة الهادفة إلى ضرب العلاقات السوية والطبيعية والأخوية بين لبنان وسوريا وشدّد صقر على «أن سنة 2010 لن تكون كالـ 1989 أو الـ 2003 فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، ومن يحاول إعادتها فليعد هو إلى زمن مضى ويتركنا لنبني معاً المستقبل وقد شكر صقر جعجع على خطابه الاستثنائي في البيال «الذي يدلّ بكل وضوح على التطور في فكر القوات اللبنانية ونظرتها إلى الواقع العربي المستجدّ وقراءة المتغيرات العربية والقضية الفلسطينية ودور لبنان في عملية الصراع والسلام في المنطقة بدوره، تخوّف النائب في كتلة القوات اللبنانيّة أنطوان زهرا من «استخفاف الرئيس السوري بشار الأسد بعشرات الشهداء وبتضحيات الشعب اللبناني على فترة 5 سنوات»، مطالباً سوريا بـ«التعامل مع لبنان تحت شعار من دولة لدولة لتكون العلاقة عبر الحكومة اللبنانية». ورأى أن «أكثر ما يؤذي الفريق الذي ينقل الإملاءات من وراء الحدود أن «القوات» اليوم ليست فقط فريقاً مسيحياً، بل هي شريك وطني فاعل ضمن القوى السيادية وقال زهرا إنه «لا سلام مع إسرائيل قبل إعلان سوريا السلام معها، ولكن نحن مع سير لبنان وفق خطوات سوريا في موضوع التفاوض أو الحرب أو السلام، فسوريا هي دولة الممانعة الأساسية، وبالتالي علينا انتهاج نفس قدر الممانعة لا أكثر ولا أقل». ورأى أن «كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن «أننا سنحمي المقاومة برموش عيوننا» يناقض الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية والتي هي ليست موضوع إجماع لدى اللبنانيين أمّا الأمانة العامّة لقوى 14 آذار، فأشارت إلى «ما طرحته قيادة حزب الله من أن المقاومة لا تحتاج إلى توافق وطني، وأنها مستمرة بأسلوبها وأدواتها، رغم كونها مسألة خلافية. إن هذا الأمر يتعارض كلياً مع القاعدة التي تعمل على أساسها هيئة الحوار الوطني بخصوص الاستراتيجية الدفاعية، وهي قاعدة التوافق، بالإضافة إلى تعارضه المبدئي مع صلاحيات الدولة ومسؤولياتها. إن أطروحة حزب الله قائمة على تغييب الدولة، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق. فالدولة اللبنانية قائمة، وينبغي تعزيز دورها وقدراتها، ولا دور للمقاومة الشعبية المسلحة إلا بعد أن تعلن الدولة عجزها عن الدفاع، كما صرح بذلك فخامة رئيس الجمهورية أخيراً


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة