قالت مصادر سورية إن ما قامت به قطر من سحب لسفيرها في دمشق زايد الخيارين من دون إعلام وزارة الخارجية السورية هو «فعل استفزازي واضح»، على أساس أن الاعتداء على السفارة القطرية في دمشق «لا يتطلب سحب السفير القطري، أسوة بالسفيرين الأميركي والفرنسي، مع العلم أن ما حصل للسفارة القطرية هو أقل بكثير مما حصل مع السفارتين الفرنسية والأميركية»، وحسب  صحيفة «الوطن» السورية فأن «قطر هي التي تحاول تأجيج الخلافات»، فيما ما زال السفير السوري في قطر يقوم بمهامه. ووفقاً لـ «الوطن» فإن إثر اندلاع الاحتجاجات في سورية، عرضت قطر على القيادة السورية القيام بوساطة مع بعض القيادات المعارضة، لكن دمشق تمنت على الخارج عدم ممارسة أي نوع من الوصاية عليها. وأبلغ الرئيس السوري أميرَ قطر انه جاد في الإصلاحات وسيمضي فيها حتى النهاية. وتابعت «لكن شيئاً ما حصل، لا تزال ملابساته غامضة حتى الآن، وفق جهة قامت بوساطة غير ناجحة بين الطرفين. وتعتبر هذه الجهة أن الأمر سياسي بالدرجة الأولى، وأن أمير قطر أبلغ جهات دولية، بينها الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأنه حصل على تعهد من الأسد بإجراء إصلاحات عميقة وسريعة، لتعود الأمور وتتدهور فجأة بعدما استمرت الأوضاع السورية بالتأزم». وأفادت المصادر السورية بأن قطر أرسلت مستشاراً رفيعا إلى دمشق، وعقد سلسلة اجتماعات تركزت على سبل استئناف التواصل. لكن الرئيس السوري ربط كل ذلك بعدم التدخل. وفي مرحلة ثالثة، حصل تباين أدى إلى امتناع الرئيس السوري عن استقبال شخصيات قطرية بارزة، ليتم بعدها الاتفاق على قناة مثّلها أحد العاملين في مكتب أمير قطر. وذكرت «الوطن» أن المبعوث عاد الى سورية مقترحاً كتابة رسالة إلى أمير قطر يشرح فيها ما يجري. وهو ما حصل بالفعل ليعود بعد أيام حاملاً رسالة خطية جوابية، وصفتها «الوطن» بأنها كانت صدمة بالنسبة للقيادة السورية لأنها تضمنت مطلباً بأن يتم تشكيل إطار سياسي انتقالي تتمثل فيه حركة «الإخوان المسلمين» .وتابعت «عند هذا الحد، بدا واضحاً أن القيادة السورية لم تعد تتعامل مع الموقف على أنه تباين في وجهات النظر. رفض الأسد ترتيب أي لقاءات أخرى. فيما رفعت الجزيرة سقف الحملة على النظام، واستدعت عدداً كبيراً من المعارضين الإسلاميين الذين أطلقوا حملة مباشرة تدعو إلى إسقاط النظام. ومن يومها توقفت العلاقات». وأضافت «حقيقة الأمر أن تلك العلاقات بدت كأنها مبنية على أساسات وهمية لم تحتج إلى أكثر من عاصفة واحدة حتى تطيحها، وهو ما تُرجم بحزم السفير القطري زايد الخيارين أمتعته أخيراً، ومغادرته عاصمة الأمويين من دون أن يبلغ وزارة الخارجية السورية بذلك».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-07-23
  • 3208
  • من الأرشيف

بعد رسالة الأمير الخطية المطالبة بإطار سياسي انتقالي تتمثل فيه حركة الإخوان المسلمين...سورية امتنعت عن استقبال إي مسؤول قطري

قالت مصادر سورية إن ما قامت به قطر من سحب لسفيرها في دمشق زايد الخيارين من دون إعلام وزارة الخارجية السورية هو «فعل استفزازي واضح»، على أساس أن الاعتداء على السفارة القطرية في دمشق «لا يتطلب سحب السفير القطري، أسوة بالسفيرين الأميركي والفرنسي، مع العلم أن ما حصل للسفارة القطرية هو أقل بكثير مما حصل مع السفارتين الفرنسية والأميركية»، وحسب  صحيفة «الوطن» السورية فأن «قطر هي التي تحاول تأجيج الخلافات»، فيما ما زال السفير السوري في قطر يقوم بمهامه. ووفقاً لـ «الوطن» فإن إثر اندلاع الاحتجاجات في سورية، عرضت قطر على القيادة السورية القيام بوساطة مع بعض القيادات المعارضة، لكن دمشق تمنت على الخارج عدم ممارسة أي نوع من الوصاية عليها. وأبلغ الرئيس السوري أميرَ قطر انه جاد في الإصلاحات وسيمضي فيها حتى النهاية. وتابعت «لكن شيئاً ما حصل، لا تزال ملابساته غامضة حتى الآن، وفق جهة قامت بوساطة غير ناجحة بين الطرفين. وتعتبر هذه الجهة أن الأمر سياسي بالدرجة الأولى، وأن أمير قطر أبلغ جهات دولية، بينها الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأنه حصل على تعهد من الأسد بإجراء إصلاحات عميقة وسريعة، لتعود الأمور وتتدهور فجأة بعدما استمرت الأوضاع السورية بالتأزم». وأفادت المصادر السورية بأن قطر أرسلت مستشاراً رفيعا إلى دمشق، وعقد سلسلة اجتماعات تركزت على سبل استئناف التواصل. لكن الرئيس السوري ربط كل ذلك بعدم التدخل. وفي مرحلة ثالثة، حصل تباين أدى إلى امتناع الرئيس السوري عن استقبال شخصيات قطرية بارزة، ليتم بعدها الاتفاق على قناة مثّلها أحد العاملين في مكتب أمير قطر. وذكرت «الوطن» أن المبعوث عاد الى سورية مقترحاً كتابة رسالة إلى أمير قطر يشرح فيها ما يجري. وهو ما حصل بالفعل ليعود بعد أيام حاملاً رسالة خطية جوابية، وصفتها «الوطن» بأنها كانت صدمة بالنسبة للقيادة السورية لأنها تضمنت مطلباً بأن يتم تشكيل إطار سياسي انتقالي تتمثل فيه حركة «الإخوان المسلمين» .وتابعت «عند هذا الحد، بدا واضحاً أن القيادة السورية لم تعد تتعامل مع الموقف على أنه تباين في وجهات النظر. رفض الأسد ترتيب أي لقاءات أخرى. فيما رفعت الجزيرة سقف الحملة على النظام، واستدعت عدداً كبيراً من المعارضين الإسلاميين الذين أطلقوا حملة مباشرة تدعو إلى إسقاط النظام. ومن يومها توقفت العلاقات». وأضافت «حقيقة الأمر أن تلك العلاقات بدت كأنها مبنية على أساسات وهمية لم تحتج إلى أكثر من عاصفة واحدة حتى تطيحها، وهو ما تُرجم بحزم السفير القطري زايد الخيارين أمتعته أخيراً، ومغادرته عاصمة الأمويين من دون أن يبلغ وزارة الخارجية السورية بذلك».    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة