دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بين فساد الستينات والتسعينات من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي, خيط رفيع يربط بين العهدين, ممثلاً في صفوت الشريف, ضابط المخابرات السابق,والشهير ب¯الضابط موافي, وهو الاسم الحركي له في جهاز المخابرات في الستينات. وكان مسؤولاً عن تجنيد الفنانات والفتيات لصالح المخابرات بعد تصويرهن عرايا وفضحهن.كما ارتبط اسمه بقضية مقتل الممثلة سعاد حسني, في لندن, عقب كشفها عن كتابة مذكراتها, وبالطبع كان للشريف مساحة كبيرة في المذكرات التي اختفت عقب وفاتها.
حول فساد صفوت الشريف وعلاقاته بممثلات مصر, أصدر خالد فؤاد الصحافي بمؤسسة دار الهلال كتابه »من عبد الناصر الى مبارك.. العلاقات السرية لنجمات الفن ورجال السلطة.. الملف الأسود لصفوت الشريف مع فنانات مصر» وهو ما يتناوله الحوار التالي مع »السياسة« معه.
كيف جاءت فكرة الكتاب?
عندما سمعت عن فساد صفوت الشريف لم أكن أتصور أن يكون بهذا الحجم, ما دفعني للبحث في ملفاته, خاصة تحقيقات محكمة الثورة المعروفة باسم انحراف جهاز المخابرات, وهالني حجم الفساد الذي لعب فيه الشريف دورًا كبيرًا, وحكم عليه بعد ادانته, بالسجن لمدة عام.وكان عمره وقتها 35 سنة, واشتهر باسم حركي موافي, واعترف في التحقيقات بكيفية تجنيده وتصويره, للفنانات, ومئات من طلبة الجامعات, في أوضاع جنسية شاذة, ثم استخدامها في الضغط عليهن, لتنفيذ ما يطلب منهن!. وكانت سعاد حسني من أشهر ضحاياه, حيث شارك بنفسه في تصويرها, كما هو مثبت في أوراق الدعوى المرفوعة من أسرة الممثلة الراحلة, ضد الشريف, وتتهمه فيها بقتلها. كما كان له دور بارز في شبكة الآداب الشهيرة التي قبض عليها عام 1974, والمعروفة بشبكة ميمي شكيب. والغريب في الأمر أن الشريف رغم الحكم عليه بالسجن, في الستينات من القرن الماضي, صار من أشهر وزراء الاعلام في الثمانينات, ثم رئيسًا لمجلس الشورى وأمينًا عامًا للحزب الوطني, ورئيسًا للمجلس الأعلى للصحافة!
ما رأيك في ملابسات وفاة سعاد حسني.. وهل تم قتلها أم أنها انتحرت?
لدي اقتناع كبير بأن الشريف متورط في قتلها جسديًا بسبب مذكراتها التي كانت تعتزم نشرها, مثلما قتلها معنويًا حينما منع عنها تكاليف علاجها التي كانت الحكومة تدفعها لها, وأتذكر هنا أن الشريف طلب من نبيلة عبيد أن تبلغ سعاد حسني بتسجيل القرآن الكريم بصوتها, وبالتالي يمكنها الحصول على مبالغ كبيرة تساعدها في العلاج, وبالفعل سجلت شريطًا واحدًا, ولكنه فشل ولم يكن له أي رد فعل, ولم يحقق أي عائد مادي, ما عاد بالسلب على حالتها النفسية.
ما الذي يجعلك مقتنعًا بذلك?
ما جاء في أقوال صفوت الشريف أثناء التحقيق معه بعد اعتقاله عام 1969 فيما يخص سعاد حسني وتجنيده لها, بعد تصويرها عارية تمامًا مع أحد ضباط المخابرات, يؤكد اقتناعي بأنه السبب في قتلها, لما تعرفه عنه, وعن تورطه في الممارسات الجنسية القذرة للممثلات, وكان يمكنها أن تكشف ذلك في مذكراتها التي كانت تنوي نشرها.
وماذا عن باقي الممثلات اللاتي ورطهن الشريف مع المخابرات?
قضية سعاد حسني هي الأشهر, فقد كانت عنيدة وأصرت على كتابة مذكراتها رغم التهديدات التي وصلت اليها, بينما باقي الممثلات مثل نجاة الصغيرة, وبرلنتي عبد الحميد, وشريفة ماهر, واعتماد خورشيد وغيرهن لم يكن لهن تأثير مثل سعاد حسني.
ما تفسيرك لصعود الشريف وفقًا لما اطلعت عليه من مستندات ووثائق?
شدتني هذه النقطة بالفعل وبحثت عن سبب صعوده رغم اتهامه السابق, وتأكدت أنه كان سياسياً داهية, وحصلت على نص أول لقاء بينه وبين الرئيس مبارك, وسأله فيه ما حكايتك مع النسوان يا صفوت?, وأجاب صفوت مظلوم ياريس.. أنا كنت باخدم الوطن!. ولم يقتنع مبارك بالرد, وأبعده عن المناصب السياسية, ولكنه بعد فترة صار من أقرب المقربين الى الرئيس السابق, والسبب في ذلك أن الهانم أو سوزان مبارك, استعانت به لتقديم تقارير لها حول المسؤولين المقربين من زوجها, حيث تم استبعاد العديد من المسؤولين, من أشهرهم منصور حسن, وزير الاعلام الأسبق, وحسب الله الكفراوي, وزير الاسكان والتعمير الأسبق, وقد سبق أن حذر الأخير مبارك من الشريف, فتم استبعاده, تمت مكافأة الشريف بوزارة الاعلام, وبعدها صار الذراع الأيمن لمبارك, لدوره في حياة الرئيس العاطفية.
ماذا تقصد بعلاقات الرئيس العاطفية?
لم ينس الشريف أعماله القذرة منذ أن كان في المخابرات, ولذلك ورط مبارك وأولاده في تلك العمليات حتى يستطيع السيطرة على القصر وحكامه, فبعد سيطرته على الهانم, كان الدور على ابنها علاء فورطه مع الممثلة شريهان, بعد أن أبدى له اعجابه بها في أعقاب بطولتها لفوازير رمضان. والأيام المقبلة ستكشف تفاصيل الحادث الذي تعرضت له على الطريق الصحراوي. كما سيطر على مبارك عن طريق الحفلات التي كان يقيمها له, وتحضرها الممثلات, ومنهن - كما تردد - احدى المطربات التي أعجب بها مبارك بعد دورها في مسلسل رأفت الهجان, وكانت سببًا في مشاكل كبيرة بين مبارك وسوزان.
لماذا طرحت الكتاب في هذا التوقيت اعني بعد دخول الشريف السجن?
الكتاب صدر بالأسواق قبل دخوله السجن, بعشرة أيام, وكنت شرعت في كتابته بعد سقوط مبارك ورجاله, بعدما ظهرت في تلك الفترة وثائق ومستندات جديدة ساعدتني على تأليف الكتاب, وبالطبع كان من الصعب صدور الكتاب قبل سقوط مبارك والشريف.
تعرض أحد الصحافيين للضرب والتهديد بعد كتابته مقالاً عن الشريف وعلاقته بالممثلات.. ألم تخف من نفس المصير?
تعرضت بالفعل للتهديد بالقتل اذا لم اسحب الكتاب من السوق, بل ان عددًا من المحطات الفضائية ألغت لقاءات معي بعد الاتفاق للحديث عن الكتاب, دون سبب, واكتشفت أن أعوان الشريف يشترون الكتاب من الباعة لمنع انتشاره في السوق.
ما رأيك في استخدام المخابرات للنساء عامة والممثلات خاصة في أعمال التجسس وما شابه?
الوطن لا يمكن أن يستفيد من تلك العمليات القذرة, ولذلك أرفض هذا الأسلوب, أو استغلال أجساد الممثلات, وغيرهن في أعمال المخابرات, لأن ذلك يتنافى مع الأخلاق, والآداب والدين.
ما أغرب الحقائق التي اطلعت عليها من خلال بحثك في ملف الشريف?
من أغرب تلك الأمور طلب صلاح نصر مدير المخابرات السابق, من صفوت الشريف تصوير أفلام شذوذ جنسي نسائية, لبيعها في بيروت للحصول على عملات صعبة للبلاد!, ولكن هذه الأفلام فشلت فشلاً ذريعًا, ولم يدخل خزينة مصر أي عملة صعبة من حصيلة بيع تلك الأفلام.
ما النتيجة التي خرجت منها بعد الاطلاع على المستندات والوثائق الخاصة بالشريف والممثلات?
بعد اطلاعي على الوثائق والمستندات وشهادات الشهود ووثائق أمن الدولة, وعدد من الكتب, تأكدت أن صفوت الشريف كان له دور قذر في افساد الحياة السياسية المصرية.
ما التهم التي يجب محاكمته عليها?
يجب أن يحاكم على كل ما ارتكبه من انتهاك لأعراض الممثلات والنساء المصريات ممن تم تصويرهن بدون اذنهن, وكذا قتله أو مشاركته أو اصدار أوامره بقتل سعاد حسني, والأهم هو مساهمته الكبيرة في افساد الحياة السياسية في مصر, في عهدي عبد الناصر ومبارك.
المصدر : الديار
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة