دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكدت مصادر إيرانية قريبة من أروقة صناعة القرار في طهران لصحيفة الاخبار اللبنانية أن ايران تعتبر سورية خطا أحمر. و«ان كتف المقاومة «إيران» ثابتة كالصخر، وقبضتها «حزب الله» فولاذية، واعتبرت المصادر الايرانية بحسب الصحيفة أن تركيز الاستهداف على سورية، «الكوع الطري للمقاومة» المقصود منه هو حسن نصر الله. وتابعت «هي عمليا محاولة لتوظيف الفضاء العام لربيع الثورات العربية في ثورة مضادة تكون زمام المبادرة فيها للخارج وليس للداخل، بدأت من لحظة الشروع بالسيناريو الليبي». واعتبرت هذه المصادر «ان الدفاع عن أسوار دمشق هو دفاع عن أسوار بيروت وطهران»، مشددة في الوقت نفسه على أن «ذلك لا علاقة له بعملية الإصلاح والحراك الداخلي السوري. عملية كهذه شأن داخلي محض تقرر آلياته القوى السورية مجتمعة في الدولة والمجتمع». وتضيف «من هنا، فإننا لن نتدخل أبدا فيما يجري بين المعارضة والموالاة. لكننا سنتدخل بحزم ضد من يريد أن يوظف الحراك السوري باتجاه قرصنة ربيع الثورات العربية».وتتحدث هذه المصادر لصحيفة «الاخبار» اللبنانية «باستفاضة عن الدور التركي في هذا السياق، كاشفة عن أن طهران هددت تركيا بأنها «إذا جعلت أرضها مقرا لاستنساخ السيناريو الليبي على الحالة السورية، فإن القوات المسلحة الإيرانية ستقصف القواعد الأميركية وأي وجود أطلسي على الأراضي التركية. الرسائل الإيرانية لتركيا لم تكن أقل حزما على مستويي الخارجية والأمن، والتحذير واضح: إياكم والوقوع في الفخ الغربي في سورية». تهديدات بلغت أوجها مع معركة جسر الشغور في الشمال السوري. «من هنا كبح الأتراك اندفاعهم في السيناريو الذي كان معدا للحالة السورية»، وبينه منطقة عازلة وتدخل أطلسي.ومع ذلك، تشير هذه المصادر إلى أن علاقة إيران بتركيا «لم تتأثر سلبا على المستوى الاستراتيجي، لكن الأتراك منزعجون جدا من الضغط الإيراني عليهم».وتوضح، في تفسيرها لحراك أنقرة حيال الملف السوري، أن «التركي مستعجل. يطمح الى أن يؤدي دورا إقليميا كبيرا من دون أن ينتبه إلى أن الأحجام والأدوار في الافئدة والقلوب، لا تأتي بالرغبات ولا تشترى ولا تستأجر، بل تأتي بالدم ومجبولة بالمعاناة والمثابرة على المواقف لعقود». تضيف «الدليل على ذلك أن مصر، رغم موقعها الاستراتيجي المهم، بمجرد أن وقعت في أيدي آخرين لم يثابروا على المواقف تحولت إلى شيء أشبه بالصفر، على مستوى الحجم والدور».التركي فكر على ما يبدو أنه بوابة أوروبا إلى الشرق ويمتلك غطاء أطلسيا ومساحات شاسعة من الأراضي والإمكانات.هذا وحده لا يكفي، يجب أن يثابر على مواقفه التي بدأها في دافوس، مرورا بقضية السفينة مرمرة وما إلى ذلك».وتخلص المصادر إلى أن «ما حصل في تونس ومصر شيء نحن معه ولن نسمح للأميركي بأن يدخل على الخط.سنساعد المصري في كل ما يريده منا.أما حرب الاستنزاف في ليبيا واليمن فنعمل جاهدين على وقفها والحد من أضرارها. أما القطع في البحرين فنعالجه بالصدمة.الحوار مقطوع مع السعودية ولا تسوية لا يقبل بها الشعب البحريني.أرادوها (الأميركيون) مواجهة إيرانية ـ سعودية في البحرين قد تتدحرج إلى حرب إقليمية وتدويل للملف البحريني من أجل الاجهاز على المشروع الإيراني». وأضافت «أرادونا أن نقع في فخ إرسال قوات إلى البحرين فيبدأ الصراخ:الخطر الإيراني أتى إلى صدوركم. لم نقع في هذا الفخ بل تحركنا على أطرافه.استعرضنا قوتنا في كل مكان.بوارج عبر قناة السويس وغواصات في البحر الأحمر وفتشنا سفنا، وغيرها أمور كثيرة مما لم يعلن عنه».وتضيف «كانت رسالتنا واضحة للأميركي: لم نتدخل في البحرين ليس لأننا خائفون بل لأننا كشفناك، والدليل، هذه غواصاتنا في باب المندب. وهذا تعبير عن حنكة ودراية وفطنة».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة