في قراءته للمشهد العام في سورية وردا على سؤال الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز حول رأيه بما يحدث في سورية قال رئيس مجلس النواب نبيه بري "إن ما يحدث في سورية ليس ثورة أو احتجاجات شعبية بالمعنى المتعارف عليه ، أو على صورة ما جرى في مصر وتونس على سبيل المثال .بدا وليامز وفقا لصحيفة السفير غير مقتنع بنظرية بري، فما كان بالاخير إلا ان دعمها بـ"قوة إسناد" تحليلية، قائلا:ألم تلحظ ان التوتر في سورية يُصدر من الخارج الى الداخل؟ لقد بدأت الاحداث في درعا الواقعة على الحدود مع الاردن، لكن سرعان ما تمت السيطرة عليها، فانتقلت الى تلكلخ الكائنة على الحدود مع لبنان حيث جرى إخمادها ايضا، لتحط في جسر الشغور على الحدود مع تركيا.التقط بري أنفاسه، ثم تابع: أعتقد انك تشاركني الرأي في ان الثورات الحقيقية هي التي تنطلق من العواصم والمدن الكبرى، ثم تتمدد نحو الاطراف، كما حصل في القاهرة وتونس وصنعاء وبنغازي. أما سيناريو الاحداث المتنقلة في سورية فهو يسير عكس السير ويحمل بوضوح بصمات خارجية.

وإذ يبدي بري لزواره ارتياحه الكبير الى الخطاب الاخير للرئيس بشار الاسد الذي وضع خطة قريبة وبعيدة المدى من أجل تحقيق الاصلاح الشامل في سورية، يلفت الانتباه الى ان ردود الفعل الاميركية والاوروبية على خطابه أثبتت ان المسألة بالنسبة الى الغرب ليست مسألة إصلاحات بل خيارات. «لقد بات واضحا الآن، بالعين المجردة، ان الخارج يستهدف الخيارات السياسية للقيادة السورية، ولا يهمه بعد ذلك إن طاله الاصلاح أم لا».وفيما يخص لبنان، يؤكد رئيس المجلس الثبات على الموقف الذي أطلقناه منذ بداية الازمة، وهو ان أمن واستقرار بلدنا من أمن واستقرار سورية، والعكس صحيح، وبالتالي من مصلحتنا ان يخرج الشعب والقيادة في سورية من الازمة وقد انتصرا على المؤامرة الخارجية، من دون ان يعني ذلك التقليل من أهمية الاصلاحات التي من شأنها ان تحصن الداخل وتقويه في مواجهة محاولات إخضاعه للابتزاز على قاعدة «تنازلوا عن ثوابتكم السياسية، نمنحكم الاستقرار».ويهزأ بري من أوهام أصحاب الحسابات الخاطئة، معتبرا ان من يراهن على إسقاط النظام السوري يفهم في السياسة، بقدر ما أفهم أنا في القنبلة الذرية.والشأن اللبناني كان حاضرا في النقاش بين وليامز وبري الذي لم يُخف مآخذه على المجتمع الدولي، بسبب مواقف بعض دوله من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. سأل رئيس المجلس ضيفه: «لوين رايحين»، ولماذا هذا الاستهداف للرئيس ميقاتي؟ هل هو إيراني.. هل هو سوري. هل يملك طائرات خاصة اقل من سواه. هل يختلف في شيء عن رجال الاعمال الآخرين؟ أم انه أقصر من غيره يا ترى؟ وخلص بري الى الاستنتاج ان «المواقف الصادرة عن بعض الدوائر الدولية التي تستهدف ميقاتي توحي بان هناك من لا يريد سوى شخص واحد في رئاسة الحكومة».

خرج وليامز من مقر الرئاسة الثانية، من دون ان يروي غليل رئيس المجلس بردود مقنعة، فيما كان بري يواصل أمام زواره تظهير الصورة، كما يراها، مستهجنا ادعاء جهات خارجية ان حكومة ميقاتي هي حكومة حزب الله، لافتا الانتباه الى ان الحزب دخل مجلس النواب منذ العام 1992، كما ان وزراءه شاركوا في حكومات الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس سعد الحريري، حتى ان محمد فنيش شاب شعره على مقاعد مجلس الوزراء، ولم يحصل ان اعتبرت واشنطن انها حكومات حزب الله. فلماذا استفاقوا الآن كأنهم اكتشفوا اليوم فقط ان الحزب موجود في مؤسسات الدولة.

ويضيف بري: إذا كان قد تغير شيء ما بين الامس واليوم، فهو ان حزب الله بدأ تجربته الوزارية بحقيبة من العيار الثقيل هي «الطاقة»، لينتهي به الأمر الى حقيبتين متواضعتين نسبيا قياسا الى ما حصل عليه في السابق. ومع ذلك، هناك من يصر على مقولة حكومة حزب الله. والحقيقة ان المستهدف منها بالدرجة الاولى هو الرئيس ميقاتي الذي، للغرابة، كان نفسه رئيسا للحكومة عام 2005 من دون ان يثير ذلك آنذاك حفيظة المعترضين حاليا.ولا يلبث بري ان يغادر «رواق» التلميح الى «شرفة» التصريح: الاميركيون كانوا يعتقدون اننا لن ننجح في تشكيل الحكومة، وكذلك الامر بالنسبة الى عدد من حلفائهم الأوروبيين، وقد سبق لي ان سمعت من سفراء غربيين في بيروت كلاما في هذا الاتجاه، لذلك ترك تأليف الحكومة وقع المفاجأة والصدمة في أكثر من مكان، داخليا وخارجيا.وقبل ان يبرد كلام بري، يردف متابعا: من الواضح ان الاميركيين يصوبون على ميقاتي لأنهم كانوا يتطلعون الى ان يقيم سواه في السرايا. بصراحة، إنهم يريدون فرض أحدهم رئيس حكومة علينا، ضاربين بعرض الحائط نتائج العملية الديموقراطية التي أوصلت ميقاتي الى رئاسة الحكومة بفارق بضعة أصوات عن الرئيس سعد الحريري، علما بأنهم لا ينفكون عن إعطائنا دروسا في الديموقراطية، فأي مفارقة هذه.ويرى رئيس المجلس ان واشنطن، بعدما أصبحت في مواجهة الامر الواقع، تحاول ان تُلزم الحكومة الجديدة بأجندة سياسية معينة، عن طريق التهويل المتواصل بأنها تحت المراقبة لاختبار مدى التزامها بالمحكمة والقرارات الدولية، قبل ان يضاف سؤال آخر الى المسابقة الأميركية وهو: كيف سيكون موقف لبنان من العقوبات الدولية التي تدفع الولايات المتحدة نحو فرضها على سورية.ويلاحظ بري ان فريق 14 آذار لم يصدق بعد، ولا يريد ان يصدق، انه خرج من الحكم، برغم ان ذلك طبيعي في إطار تداول السلطة التي آلت إلينا بفارق عدد من الاصوات، علما بأن الحلفاء الدوليين لهذا الفريق لا يجدون حرجا في ان يحكموا بأكثرية صوت واحد، متسائلا: هل رئاسة الحكومة في لبنان مطوبة باسم أحدهم. هل هي من الاملاك الخاصة. «شو هالمسخرة».ويستغرب رئيس المجلس ان يقود الرئيس سعد الحريري المعارضة من الخارج، إلا إذا كان المطلوب منا ان نذهب الى باريس ونفتح فرعا لمجلس النواب هناك.

  • فريق ماسة
  • 2011-06-23
  • 9791
  • من الأرشيف

بري: الثورات تنطلق من العواصم لا من الحدود ومن يراهن على سقوط الأسد يفهم في السياسة.... بقدر ما أفهم أنا في القنبلة الذرية

في قراءته للمشهد العام في سورية وردا على سؤال الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز حول رأيه بما يحدث في سورية قال رئيس مجلس النواب نبيه بري "إن ما يحدث في سورية ليس ثورة أو احتجاجات شعبية بالمعنى المتعارف عليه ، أو على صورة ما جرى في مصر وتونس على سبيل المثال .بدا وليامز وفقا لصحيفة السفير غير مقتنع بنظرية بري، فما كان بالاخير إلا ان دعمها بـ"قوة إسناد" تحليلية، قائلا:ألم تلحظ ان التوتر في سورية يُصدر من الخارج الى الداخل؟ لقد بدأت الاحداث في درعا الواقعة على الحدود مع الاردن، لكن سرعان ما تمت السيطرة عليها، فانتقلت الى تلكلخ الكائنة على الحدود مع لبنان حيث جرى إخمادها ايضا، لتحط في جسر الشغور على الحدود مع تركيا.التقط بري أنفاسه، ثم تابع: أعتقد انك تشاركني الرأي في ان الثورات الحقيقية هي التي تنطلق من العواصم والمدن الكبرى، ثم تتمدد نحو الاطراف، كما حصل في القاهرة وتونس وصنعاء وبنغازي. أما سيناريو الاحداث المتنقلة في سورية فهو يسير عكس السير ويحمل بوضوح بصمات خارجية. وإذ يبدي بري لزواره ارتياحه الكبير الى الخطاب الاخير للرئيس بشار الاسد الذي وضع خطة قريبة وبعيدة المدى من أجل تحقيق الاصلاح الشامل في سورية، يلفت الانتباه الى ان ردود الفعل الاميركية والاوروبية على خطابه أثبتت ان المسألة بالنسبة الى الغرب ليست مسألة إصلاحات بل خيارات. «لقد بات واضحا الآن، بالعين المجردة، ان الخارج يستهدف الخيارات السياسية للقيادة السورية، ولا يهمه بعد ذلك إن طاله الاصلاح أم لا».وفيما يخص لبنان، يؤكد رئيس المجلس الثبات على الموقف الذي أطلقناه منذ بداية الازمة، وهو ان أمن واستقرار بلدنا من أمن واستقرار سورية، والعكس صحيح، وبالتالي من مصلحتنا ان يخرج الشعب والقيادة في سورية من الازمة وقد انتصرا على المؤامرة الخارجية، من دون ان يعني ذلك التقليل من أهمية الاصلاحات التي من شأنها ان تحصن الداخل وتقويه في مواجهة محاولات إخضاعه للابتزاز على قاعدة «تنازلوا عن ثوابتكم السياسية، نمنحكم الاستقرار».ويهزأ بري من أوهام أصحاب الحسابات الخاطئة، معتبرا ان من يراهن على إسقاط النظام السوري يفهم في السياسة، بقدر ما أفهم أنا في القنبلة الذرية.والشأن اللبناني كان حاضرا في النقاش بين وليامز وبري الذي لم يُخف مآخذه على المجتمع الدولي، بسبب مواقف بعض دوله من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. سأل رئيس المجلس ضيفه: «لوين رايحين»، ولماذا هذا الاستهداف للرئيس ميقاتي؟ هل هو إيراني.. هل هو سوري. هل يملك طائرات خاصة اقل من سواه. هل يختلف في شيء عن رجال الاعمال الآخرين؟ أم انه أقصر من غيره يا ترى؟ وخلص بري الى الاستنتاج ان «المواقف الصادرة عن بعض الدوائر الدولية التي تستهدف ميقاتي توحي بان هناك من لا يريد سوى شخص واحد في رئاسة الحكومة». خرج وليامز من مقر الرئاسة الثانية، من دون ان يروي غليل رئيس المجلس بردود مقنعة، فيما كان بري يواصل أمام زواره تظهير الصورة، كما يراها، مستهجنا ادعاء جهات خارجية ان حكومة ميقاتي هي حكومة حزب الله، لافتا الانتباه الى ان الحزب دخل مجلس النواب منذ العام 1992، كما ان وزراءه شاركوا في حكومات الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس سعد الحريري، حتى ان محمد فنيش شاب شعره على مقاعد مجلس الوزراء، ولم يحصل ان اعتبرت واشنطن انها حكومات حزب الله. فلماذا استفاقوا الآن كأنهم اكتشفوا اليوم فقط ان الحزب موجود في مؤسسات الدولة. ويضيف بري: إذا كان قد تغير شيء ما بين الامس واليوم، فهو ان حزب الله بدأ تجربته الوزارية بحقيبة من العيار الثقيل هي «الطاقة»، لينتهي به الأمر الى حقيبتين متواضعتين نسبيا قياسا الى ما حصل عليه في السابق. ومع ذلك، هناك من يصر على مقولة حكومة حزب الله. والحقيقة ان المستهدف منها بالدرجة الاولى هو الرئيس ميقاتي الذي، للغرابة، كان نفسه رئيسا للحكومة عام 2005 من دون ان يثير ذلك آنذاك حفيظة المعترضين حاليا.ولا يلبث بري ان يغادر «رواق» التلميح الى «شرفة» التصريح: الاميركيون كانوا يعتقدون اننا لن ننجح في تشكيل الحكومة، وكذلك الامر بالنسبة الى عدد من حلفائهم الأوروبيين، وقد سبق لي ان سمعت من سفراء غربيين في بيروت كلاما في هذا الاتجاه، لذلك ترك تأليف الحكومة وقع المفاجأة والصدمة في أكثر من مكان، داخليا وخارجيا.وقبل ان يبرد كلام بري، يردف متابعا: من الواضح ان الاميركيين يصوبون على ميقاتي لأنهم كانوا يتطلعون الى ان يقيم سواه في السرايا. بصراحة، إنهم يريدون فرض أحدهم رئيس حكومة علينا، ضاربين بعرض الحائط نتائج العملية الديموقراطية التي أوصلت ميقاتي الى رئاسة الحكومة بفارق بضعة أصوات عن الرئيس سعد الحريري، علما بأنهم لا ينفكون عن إعطائنا دروسا في الديموقراطية، فأي مفارقة هذه.ويرى رئيس المجلس ان واشنطن، بعدما أصبحت في مواجهة الامر الواقع، تحاول ان تُلزم الحكومة الجديدة بأجندة سياسية معينة، عن طريق التهويل المتواصل بأنها تحت المراقبة لاختبار مدى التزامها بالمحكمة والقرارات الدولية، قبل ان يضاف سؤال آخر الى المسابقة الأميركية وهو: كيف سيكون موقف لبنان من العقوبات الدولية التي تدفع الولايات المتحدة نحو فرضها على سورية.ويلاحظ بري ان فريق 14 آذار لم يصدق بعد، ولا يريد ان يصدق، انه خرج من الحكم، برغم ان ذلك طبيعي في إطار تداول السلطة التي آلت إلينا بفارق عدد من الاصوات، علما بأن الحلفاء الدوليين لهذا الفريق لا يجدون حرجا في ان يحكموا بأكثرية صوت واحد، متسائلا: هل رئاسة الحكومة في لبنان مطوبة باسم أحدهم. هل هي من الاملاك الخاصة. «شو هالمسخرة».ويستغرب رئيس المجلس ان يقود الرئيس سعد الحريري المعارضة من الخارج، إلا إذا كان المطلوب منا ان نذهب الى باريس ونفتح فرعا لمجلس النواب هناك.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة