كتب الفنان نضال سيجري رسالة إلى الشعب السوري من غرفة العناية الفائقة في بيروت موجهاً نداءاً إلى كل موطن سوري "افرح أيها المواطن.. وطنك في قلب الله" وفيما يلي نص الرسالة :

عندما يخرجوك من عمليه جراحيه وانت تحت مقصّات ومشارط الجراحين والبرد هو سيد الموقف؛ فمايميز غرفة العمليات هو شدّة البرودة..ولكن هذة المرة كان الآمر مختلفا قليلا، هذه المرة كان البرد الأشد هناك في مكان أخر..في مايشبه المنفى أيام روسيا القيصريه..منفى مليء بالبرد ..منفى يسمّونه عنايه فائقه..أنت الان في غرفة العنايه الفائقه؛لا احد يقول لك ذلك طبعا ولكن ستعرف ذلك لوحدك ليس لإنك تمتاز بذكاء حاد، بل لان المكان موحش بكل ماتحمله الكلمه من معنى..بالاضافه الى انابيب ملوّنه تدخل وتخرج من كل انحاء الجسد دون استحاء او خجل..ستعرف لوحدك ياصاحبي بأنك ستقبع في غرفة العنايه الفائقه لمدة 24 ساعه؛24 ساعه من الوجع الذي يظهر رويدا رويدا ؛24ساعه من الوحدة والعزله والخوف..وملايين الاسئله المربكه للروح والعقل خجول لايريد ان يجيب على أي منها؛انت الان في مكان يجعلك لاتعرف أين رأسك وأين قدميك؛متخبّط وكأنك كنت على حلبة ملاكمه ضد ملاكم اطرش لايسمع الاستغاثه وانت طبعا لاتعرف من الرياضه إلا الشطرنج؛ورياضة الشطرنج لاتنفع في هكذا حلبات..ولك الحق وحريه الخيال ماذا ممكن ان يجري بين ملاكم اطرش ولاعب شطرنج وكيف سيكون الوضع.. المكان الموحش يعتذر منك لآن لا إمكانيه للأحلام هنا؛فالكوابيس هي السائدة .....وفي لحظة هروب من كابوس يلاحق ذالك القابع في العنايه الفائقه ؛يمر حلم صغير او مايشبه الحلم؛أو ملاك او مايشبه الملاك؛ملاك يخرج من بين غيوم بيضاء ..يأتي من صوب ضوء بعيد وكأنه الشمس..يقترب الملاك ويسأل مابك ؟لماذ انت خائف؟اهنئك لقد نجوت هذة المرة ايضا..فبكى الشاب الماكث هناك وقال:ماهي اخبار وطني؟خذ حصتي من النجاة واعطيها لوطني..فابتسم الملاك وقال للشاب القابع امامه"اولا لاتعلّمنا ماذا علينا ان نفعل..ولكن الاهم اريدك ألا تخاف ياصغيري لان وطنك في قلب الله..مسّد الملاك على رأس ذالك المرتبك ومشى..غادر الملاك وعاد الى غيومه الناصعة البياض وتحوّل الى خيط نور وغاب في ضوء الشمس ..في هذة اللحظه ايضا تحوّل ذالك الشاب الذي في العنايه الفائقه الى مايشبه طائر الفونكس .طائر فينيقي يبحث عن الحريه ويتحول الى نور ..حتى اللحظه الطائر الفنيقي يبحث عن الملاك ليشكره على الحلم الذي أخذه اليه ولو للحظه؛لحظة حلم استثنائيه مرّ بها ذلك الشاب القابع هناك..24 ساعه من الكوابيس..ولكن لحظة حلم واحدة كانت هي الاقوى والابهى والاجمل...........افرح ايها الحالم..افرح ايها المواطن ..وطنك في قلب الله..هذا ماقاله الملاك

 

نضال سيجري - بيروت

  • فريق ماسة
  • 2011-06-16
  • 13950
  • من الأرشيف

الوطن يخترق قلب نضال سيجري في العناية الفائقة...و الملاك يقول له لاتخاف وطنك في قلب الله

كتب الفنان نضال سيجري رسالة إلى الشعب السوري من غرفة العناية الفائقة في بيروت موجهاً نداءاً إلى كل موطن سوري "افرح أيها المواطن.. وطنك في قلب الله" وفيما يلي نص الرسالة : عندما يخرجوك من عمليه جراحيه وانت تحت مقصّات ومشارط الجراحين والبرد هو سيد الموقف؛ فمايميز غرفة العمليات هو شدّة البرودة..ولكن هذة المرة كان الآمر مختلفا قليلا، هذه المرة كان البرد الأشد هناك في مكان أخر..في مايشبه المنفى أيام روسيا القيصريه..منفى مليء بالبرد ..منفى يسمّونه عنايه فائقه..أنت الان في غرفة العنايه الفائقه؛لا احد يقول لك ذلك طبعا ولكن ستعرف ذلك لوحدك ليس لإنك تمتاز بذكاء حاد، بل لان المكان موحش بكل ماتحمله الكلمه من معنى..بالاضافه الى انابيب ملوّنه تدخل وتخرج من كل انحاء الجسد دون استحاء او خجل..ستعرف لوحدك ياصاحبي بأنك ستقبع في غرفة العنايه الفائقه لمدة 24 ساعه؛24 ساعه من الوجع الذي يظهر رويدا رويدا ؛24ساعه من الوحدة والعزله والخوف..وملايين الاسئله المربكه للروح والعقل خجول لايريد ان يجيب على أي منها؛انت الان في مكان يجعلك لاتعرف أين رأسك وأين قدميك؛متخبّط وكأنك كنت على حلبة ملاكمه ضد ملاكم اطرش لايسمع الاستغاثه وانت طبعا لاتعرف من الرياضه إلا الشطرنج؛ورياضة الشطرنج لاتنفع في هكذا حلبات..ولك الحق وحريه الخيال ماذا ممكن ان يجري بين ملاكم اطرش ولاعب شطرنج وكيف سيكون الوضع.. المكان الموحش يعتذر منك لآن لا إمكانيه للأحلام هنا؛فالكوابيس هي السائدة .....وفي لحظة هروب من كابوس يلاحق ذالك القابع في العنايه الفائقه ؛يمر حلم صغير او مايشبه الحلم؛أو ملاك او مايشبه الملاك؛ملاك يخرج من بين غيوم بيضاء ..يأتي من صوب ضوء بعيد وكأنه الشمس..يقترب الملاك ويسأل مابك ؟لماذ انت خائف؟اهنئك لقد نجوت هذة المرة ايضا..فبكى الشاب الماكث هناك وقال:ماهي اخبار وطني؟خذ حصتي من النجاة واعطيها لوطني..فابتسم الملاك وقال للشاب القابع امامه"اولا لاتعلّمنا ماذا علينا ان نفعل..ولكن الاهم اريدك ألا تخاف ياصغيري لان وطنك في قلب الله..مسّد الملاك على رأس ذالك المرتبك ومشى..غادر الملاك وعاد الى غيومه الناصعة البياض وتحوّل الى خيط نور وغاب في ضوء الشمس ..في هذة اللحظه ايضا تحوّل ذالك الشاب الذي في العنايه الفائقه الى مايشبه طائر الفونكس .طائر فينيقي يبحث عن الحريه ويتحول الى نور ..حتى اللحظه الطائر الفنيقي يبحث عن الملاك ليشكره على الحلم الذي أخذه اليه ولو للحظه؛لحظة حلم استثنائيه مرّ بها ذلك الشاب القابع هناك..24 ساعه من الكوابيس..ولكن لحظة حلم واحدة كانت هي الاقوى والابهى والاجمل...........افرح ايها الحالم..افرح ايها المواطن ..وطنك في قلب الله..هذا ماقاله الملاك   نضال سيجري - بيروت

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة