دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أحكم تنظيم القاعدة قبضته على بلدة زنجبار الساحلية في الوقت الذي سرت فيه هدنة في العاصمة صنعاء يوم الاحد بين قوات الرئيس علي عبد الله صالح ومقاتلين مسلحين لانهاء قتال في الشوارع هدد باشعال حرب أهلية في البلاد.
واتهم زعماء المعارضة الرئيس صالح بالسماح بسقوط مدينة زنجبار المطلة على خليج عدن في أيدي المتشددين لاثارة القلق في المنطقة مما سيؤدي بالتالي الى حصوله على المساندة.
وأصبح لمسلحين يعتقد أنهم من القاعدة سيطرة كاملة على مدينة زنجبار الساحلية في محافظة أبين المضطربة.
وقال أحد السكان "جاء نحو 300 اسلامي متشدد ورجال من تنظيم القاعدة الى زنجبار وسيطروا على كل شيء يوم الجمعة." وانسحب الجيش من زنجبار بعد معركة مع المتشددين في مارس اذار لكنه استعاد السيطرة لاحقا.
ويتهم دبلوماسيون وجماعات معارضة الرئيس اليمني باستغلال التهديد بتنظيم القاعدة في الحصول على مساعدات من قوى اقليمية تسعى للاستعانة بحكومته في محاربة المتشددين.
وقال محللون ان هناك مخاوف متزايدة من أن يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز باليمن الاوضاع في تنفيذ تفجيرات.
ولقي نحو 300 شخص حتفهم على مدى الشهور الماضية أثناء محاولة الرئيس اليمني وقف الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية بالقوة.
واليمن متاخم للمملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ويطل على ممر شحن يمر به نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا.
وقال علي دهمس وهو مسؤول يساري في المعارضة بمحافظة أبين "الامن انسحب وترك المدينة للعناصر الاسلامية المسلحة التي نهبت المؤسسات الحكومية."
وأضاف "الان أفراد من الجيش ورجال القبائل يخوضون مواجهات مع العناصر المسلحة لطردها من المدينة."
وتقول جماعات المعارضة ان من الممكن أن يكون أداؤها أفضل من الرئيس في احتواء تنظيم القاعدة.
وفي صنعاء عاد المارة والسيارات الى شوارع صنعاء التي اندلعت بها معارك محتدمة خلال نحو أسبوع من القتال الذي أسفر عن سقوط 115 قتيلا على الاقل.
وكان أحدث عنف الذي شهد مواجهة بين قوات صالح وأعضاء من قبيلة حاشد التي يتزعمها صادق الاحمر هو الاعنف منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في يناير كانون الثاني وأشعله رفض صالح التوقيع على اتفاق لنقل السلطة.
وقال شهود عيان ان أفراد قبيلة الاحمر أعادوا مبنى حكوميا لوسطاء في اطار اتفاق لوقف اطلاق النار.
وكان اول مبنى يسيطر عليه أفراد القبائل يجري تسليمه في اطار الهدنة التي تهدف الى اعادة الحياة لطبيعتها في صنعاء حيث دفع القتال بالاسلحة الالية والقذائف الصاروخية وقذائف المورتر الالاف للفرار.
وفتحت متاجر الالكترونيات والعطور وغيرها من المصالح أبوابها لكن الزبائن عددهم محدود نظرا لان السكان يحاولون عدم انفاق المال تحسبا لاندلاع القتال مرة أخرى وهم يحتاجون الى شراء الاساسيات سريعا.
وقال التاجر منصور عبد الرحمن "حال العمل سيء للغاية. اضطررنا لاقالة بعض العمال. ليس هناك مال ولا يمكنني دفع الايجار."
وتمتد الهدنة أيضا لمناطق خارج صنعاء حيث اشتبك أفراد قبائل مع الحرس الجمهوري وهاجمت القوات الجوية أفراد القبائل المسلحين مستخدمة القنابل.
وقالت مصادر قبلية ان بعض أعضاء الحرس في محافظة ذمار جنوبا انضموا للمعارضة في مطلع الاسبوع.
وعلى الرغم من الهدنة فان المحللين يساورهم القلق من احتمال اندلاع القتال مرة أخرى نظرا للعداء بين الاطراف المختلفة والغضب الشعبي المتزايد من صالح لتمسكه بالسلطة بعد 33 عاما قضاها في الرئاسة في أزمة جعلت البلاد على وشك الانهيار المالي.
وقالت يسرا العبسي التي تشارك في اعتصام "ما زلنا موجودين هنا لاسقاط النظام.. حتى اذا استغرق ذلك اسبوعا اخر.. أو شهرا اخر أو عاما اخر."
وأضافت "لقد استغل هو وأسرته ثروة البلاد لانفسهم."
وقال وزير التجارة اليمني لرويترز يوم السبت ان هذه الازمة السياسية أدت الى تكبد اقتصاد البلاد ما يصل الى خمسة مليارات دولار وهناك حاجة فورية لتقديم المساعدة لمنع الانهيار في البلد الذي يبلغ فيه الناتج المحلي الاجمالي الاسمي 31 مليار دولار.
وقال مسؤولون أمريكيون يوم السبت ان الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن الخصومة بين القبائل المختلفة تعقد جهود التوصل الى اتفاق لنقل السلطة وتعتقد أن تنظيم القاعدة يحاول استغلال الاضطرابات هناك.
وأغضب صالح المفاوضين الدوليين الذين يقولون انه يفرض مرارا وتكرارا شروطا جديدة في كل مرة يحل فيها توقيت توقيع اتفاق نقل السلطة برعاية دول مجلس التعاون الخليجي وكان أحدث طلب هو تنظيم مراسم عامة للتوقيع.
لكن القوى العالمية ليس لديها ثقل يذكر للتأثير على الاحداث في اليمن حيث تمثل الانتماءات القبلية أكبر عنصر في النسيج الاجتماعي.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة