أفادت مصادر عسكرية، في المعارضة السورية، عن رصدها حشودات عسكرية ضخمة للقوات السورية على محور سهل الغاب، وخصوصا بلدتي “الطنجرة” و”العمقية”، وحشودات أخرى في مناطق جبل “شحشبو” بريف حماة الغربي، تتضمن عدداً كبيراً من الجنود والآليات، تمهيداً لعمل عسكري مرتقب.

 

وفي مواجهة هذه التحركات أرسلت الميليشيات المسلحة تعزيزات عسكرية، إلى خطوطها القتالية في مناطق سهل الغاب، وذلك في محاولة لمنع الجيش السوري من التقدم في هذه المنطقة.

وقال أحد قادة الميليشيات المسلحة في المنطقة: «قمنا برفع الجاهزية والاستعداد القتالي، وإعادة تأهيل قواتنا، وتدريبها على كافة التكتيكات والخطط العسكرية، وذلك للتصدي لأي عملية عسكرية، قد تشنها القوات السورية والروس».

وحول إمكانية شن هجوم سوري من محور سهل الغاب يقول “القيادي في المعارضة المسلحة”: «تتواجد القوات النظامية في السهل على خطوط التماس، وإمكانية شن هجوم عسكري أمر وارد، ولكن، بالمقابل، قمنا بتعزيز القوات على كافة جبهات سهل الغاب وريفي إدلب وحلب».

 

ويقع سهل الغاب في ريف حماة الغربي، وتتقاسم الميليشيات المسلحة والحكومة السورية السيطرة عليه، في حين لم تنشئ القوات التركية نقاطاً عسكرية في تلك المنطقة بعد.

رغبة روسية بالسيطرة على سهل الغاب

العميد “محمد الخالد”، الضابط المنشق عن الجيش السوري، يقول لـ«الحل»: «روسيا لم تخف نيتها بالسيطرة على سهل الغاب، منذ تدخّلها في سوريا، وذلك نظراً لأهميته في الوصول إلى الطريق الدولي حلب-اللاذقية، والإشراف على منطقة جسر_ لشغور، ناهيك عن رغبتها في السيطرة على معاقل الفصائل المعارضة بريف حماة، وخصوصا في منطقة سهل الغاب، التي ينتشر فيها مئات المقاتلين، التابعين لحركة أحرار الشام وفصائل أخرى».

 

ويضيف: «من الناحية العسكرية لا يمكنك السيطرة على السهل دون السيطرة على مناطق مرتفعة في جبل الزاوية، مثل نقطتي “سفوهن” و”كفرعويد”، ناهيك عن ضرورة السيطرة على “تلة كبانة” بريف اللاذقية، من أجل التحكّم، بشكل كامل، بمنطقة سهل الغاب، التي يعدّ قسم كبير منها مكشوفاً على جبل الزاوية وتلال ريف اللاذقية».

رسالة لتركيا

وحول أسباب الحشودات الأخيرة في سهل الغاب يوضح “الخالد”: «السبب الرئيسي للحشودات هو رسالة روسية مفادها أن عدم تنفيذ تركيا للاتفاق الأخيرة بين الطرفين، القاضي بانسحابها إلى شمال طريق M4، سيؤدي إلى هجوم سوري – روسي جديد، يكون مسرحه سهل الغاب وجبل الزاوية، لذلك فإن الرد التركي جاء بنشر عشرات النقاط في جبل الزاوية، واستطلاع نقاط في سهل الغاب، لنشرها قريباً».

 

وقامت القوات التركية باستطلاع نقاط “تل القرقور” و”العنكاوي” في سهل الغاب، لنشر نقاط عسكرية فيها، إضافةً لتشييد نقاط عسكرية كبيرة في مناطق مرتفعة من جبل الزاوية، تسيطر نارياً على قرى سهل الغاب، وخصوصا منطقة “قوقفين”.

عمر السليم”، الباحث في “مركز ألوان للدراسات”، يرى أن: «التصعيد الروسي الأخير يدلّ على اقتراب هجوم عسكري جديد، على منطقة جنوب أوتستراد 4M، وخصوصاً مع نشر قوات الفرقة الخامسة والعشرين، التابعة للفيلق الخامس المدعوم من القوات الروسية، على طول خطوط الجبهات، والذي اعتمدت عليه روسيا في الاقتحامات، خلال الحملات الماضية».

 

ويضيف “السليم”: «المعركة القادمة بين الطرفين ستكون حاسمة، لأن الوحدات العسكرية التركية، التي انتشرت مؤخراً، كانت مهامها قتالية، على عكس مهام نقاط المراقبة التركية، التي حاصرتها القوات السورية، وتم سحبها مؤخراً، من عدة مناطق في أرياف حلب وحماة وإدلب».

  • فريق ماسة
  • 2020-12-18
  • 10874
  • من الأرشيف

هل يحضّر الجيش السوري للسيطرة الكاملة على سهل الغاب؟

أفادت مصادر عسكرية، في المعارضة السورية، عن رصدها حشودات عسكرية ضخمة للقوات السورية على محور سهل الغاب، وخصوصا بلدتي “الطنجرة” و”العمقية”، وحشودات أخرى في مناطق جبل “شحشبو” بريف حماة الغربي، تتضمن عدداً كبيراً من الجنود والآليات، تمهيداً لعمل عسكري مرتقب.   وفي مواجهة هذه التحركات أرسلت الميليشيات المسلحة تعزيزات عسكرية، إلى خطوطها القتالية في مناطق سهل الغاب، وذلك في محاولة لمنع الجيش السوري من التقدم في هذه المنطقة. وقال أحد قادة الميليشيات المسلحة في المنطقة: «قمنا برفع الجاهزية والاستعداد القتالي، وإعادة تأهيل قواتنا، وتدريبها على كافة التكتيكات والخطط العسكرية، وذلك للتصدي لأي عملية عسكرية، قد تشنها القوات السورية والروس». وحول إمكانية شن هجوم سوري من محور سهل الغاب يقول “القيادي في المعارضة المسلحة”: «تتواجد القوات النظامية في السهل على خطوط التماس، وإمكانية شن هجوم عسكري أمر وارد، ولكن، بالمقابل، قمنا بتعزيز القوات على كافة جبهات سهل الغاب وريفي إدلب وحلب».   ويقع سهل الغاب في ريف حماة الغربي، وتتقاسم الميليشيات المسلحة والحكومة السورية السيطرة عليه، في حين لم تنشئ القوات التركية نقاطاً عسكرية في تلك المنطقة بعد. رغبة روسية بالسيطرة على سهل الغاب العميد “محمد الخالد”، الضابط المنشق عن الجيش السوري، يقول لـ«الحل»: «روسيا لم تخف نيتها بالسيطرة على سهل الغاب، منذ تدخّلها في سوريا، وذلك نظراً لأهميته في الوصول إلى الطريق الدولي حلب-اللاذقية، والإشراف على منطقة جسر_ لشغور، ناهيك عن رغبتها في السيطرة على معاقل الفصائل المعارضة بريف حماة، وخصوصا في منطقة سهل الغاب، التي ينتشر فيها مئات المقاتلين، التابعين لحركة أحرار الشام وفصائل أخرى».   ويضيف: «من الناحية العسكرية لا يمكنك السيطرة على السهل دون السيطرة على مناطق مرتفعة في جبل الزاوية، مثل نقطتي “سفوهن” و”كفرعويد”، ناهيك عن ضرورة السيطرة على “تلة كبانة” بريف اللاذقية، من أجل التحكّم، بشكل كامل، بمنطقة سهل الغاب، التي يعدّ قسم كبير منها مكشوفاً على جبل الزاوية وتلال ريف اللاذقية». رسالة لتركيا وحول أسباب الحشودات الأخيرة في سهل الغاب يوضح “الخالد”: «السبب الرئيسي للحشودات هو رسالة روسية مفادها أن عدم تنفيذ تركيا للاتفاق الأخيرة بين الطرفين، القاضي بانسحابها إلى شمال طريق M4، سيؤدي إلى هجوم سوري – روسي جديد، يكون مسرحه سهل الغاب وجبل الزاوية، لذلك فإن الرد التركي جاء بنشر عشرات النقاط في جبل الزاوية، واستطلاع نقاط في سهل الغاب، لنشرها قريباً».   وقامت القوات التركية باستطلاع نقاط “تل القرقور” و”العنكاوي” في سهل الغاب، لنشر نقاط عسكرية فيها، إضافةً لتشييد نقاط عسكرية كبيرة في مناطق مرتفعة من جبل الزاوية، تسيطر نارياً على قرى سهل الغاب، وخصوصا منطقة “قوقفين”. “عمر السليم”، الباحث في “مركز ألوان للدراسات”، يرى أن: «التصعيد الروسي الأخير يدلّ على اقتراب هجوم عسكري جديد، على منطقة جنوب أوتستراد 4M، وخصوصاً مع نشر قوات الفرقة الخامسة والعشرين، التابعة للفيلق الخامس المدعوم من القوات الروسية، على طول خطوط الجبهات، والذي اعتمدت عليه روسيا في الاقتحامات، خلال الحملات الماضية».   ويضيف “السليم”: «المعركة القادمة بين الطرفين ستكون حاسمة، لأن الوحدات العسكرية التركية، التي انتشرت مؤخراً، كانت مهامها قتالية، على عكس مهام نقاط المراقبة التركية، التي حاصرتها القوات السورية، وتم سحبها مؤخراً، من عدة مناطق في أرياف حلب وحماة وإدلب».

المصدر : الماسةالسورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة