دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حاصرت مجموعات تابعة لتنظيم “جبهة النصرة”، مقرات لـ “حركة أحرار الشام”، بهدف إجبار عناصرها على إعلان البيعة لـ “حسن صوفان”، الذي قاد انقلاباً داخلياً ضمن صفوف الحركة ليتسلم مهام القائد العام للحركة بدلاً من “جابر علي باشا”، الذي كان يحظى بدعم الحكومة التركية قبل أن تبدأ أزمة الانقلاب التي قادها “صوفان”، بعد قرار بعزله من منصبه كـ “قائد للجناح العسكري” للحركة.
بحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة أنباء آسيا، فإن “النصرة”، وما تسمى بـ “القوة اﻷمنية”، التابعة لها لتحاصر مقرات “أحرار الشام”، في بلدة “حزارين”، وأكثر من ٢٠٠ قرية في محافظة إدلب لإجبار العناصر الموالين لـ “علي باشا”، على إعلان البيعة لـ “صوفان”، بحجة “حقن الدماء”،
الأمر الذي قابله برود من الجانب التركي الذي كان قد عرض على جانبي الصراع في “أحرار الشام” خلال اجتماع عقد قبل ١٠ أيام في الأراضي التركية، تسوية يستبعد من خلالها كل من “علي باشا” و “صوفان” من احتمالات قيادة الحركة المحسوبة أساساً على تيار “الإخوان المسلمين”.
المصادر أكدت إن “علي باشا” ما زال يعتبر القائد العام لـ “حركة أحرار الشام” في المناطق الواقعة خارج إدلب، إذ إن المجموعات التابعة لـلحركة المنتشرة في مناطق ريف حلب الشمالي مازالت تعلن الولاء المطلق لزعيمها السابق، ما يعني أن “أحرار الشام” قسمت إلى نصفين،
الأمر الذي يعني بالنسبة لزعيم جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني” نهاية أقوى منافسيه على مستوى العدد في مناطق شمال غرب سورية، خاصةً وأن “الحركة”، باتت تعد جزءاً من “الجيش الوطني” المشكل من قبل الحكومة التركية، ما منع محاولات “الجولاني” للسيطرة على مناطق محافظة إدلب بالقوة، إذ يعتبر أي صراع مع الفصائل المدعومة من تركيا خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه خلال المرحلة الحالية.
وتزامنت تحركات النصرة الدعمة لـ “صوفان” باستعراض عسكري لها داخل مدينة إدلب، الأمر الذي اعتبرته المنصات الإخبارية التابعة لـ “المعارضة”، أو الموالية لـ “أحرار الشام”، نوعاً من التهديد بالقتال ضد الفصائل التي قد تتحرك لدعم “الاحرار”، فيما أسمي بـ “بغي الجولاني” وتمويله لـ “الانقلاب”،
علماً أنها ليست المرة الأولى التي يستثمر فيها زعيم جبهة النصرة الصراعات الداخلية ضمن صفوف الحركة، إذ سبق وأن قدم الدعم لـ “أبو صالح طحان”، إبان عزله من منصبه كقائد عسكري في العام 2016، ومكنه من التعيين في منصب القائد العام للنصرة بشكل مؤقت إلى أن تمت تسوية الملف، كما دعم “الجولاني” قبل ذلك “أبو جابر الشيخ”، في انقلابه الذي نفذه خلال العام 2015 ليسيطر على مركز القرار في “حركة أحرار الشام” قبل أن يعلن نفسه قائداً لها.
الصراع الداخلي الذي عاشته “أحرار الشام” وغذاه “الجولاني” يأتي في مرحلة ترتفع فيها احتمالات اشتعال الشمال الغربي من سورية بعد فشل الحكومة التركية بإجبار الفصائل المسلحة وعلى رأسها “النصرة” في تطبيق مخرجات القمة التي جمعت بين الرئيسين “رجب طيب أردوغان” ونظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، في موسكو يوم ٥ آذار الماضي، والتي أفضت إلى اتفاق يعرف اليوم باسم “اتفاق موسكو”، والذي كان من أساسياته فتح الطريق “M4″، في الجزء الواصل بين محافظتي حلب واللاذقية أمام حركة النقل التجاري،
الأمر الذي قابلته “النصرة” بالمماطلة، بهدف بناء تحصينات هندسية في المناطق التي باتت تشكل خطوط التماس المباشر مع الجيش السوري.
وتعد مسألة تمويل انشقاق “حسن صوفان” ومن يواليه من قيادات عن “حركة أحرار الشام”، مكسب لـ “الجولاني” في المعركة القادمة التي من المتوقع أن تتجه أنقرة نحو دفع الفصائل الموالية لها للحياد وعدم الاشتراك فيها، إلا إذا تجاوزت قوات الجيش السوري حدود التفاهمات “الروسية – التركية” حول المعارك التي تقول مصادر ميدانية سورية إنها بانتظار ساعة الصفر فقط، مع ترجيح أن تكون هذه المعارك قبل نهاية العام الحالي بما يمكن الحكومة السورية من فرض سيطرتها على الطريق “M4” وتأمينه من خلال السيطرة على مناطق بعمق يتراوح بين 5 إلى 10 كم إلى الشمال منه.
وتقول المصادر الميدانية خلال حديثها لوكالة أنباء آسيا، إن تركيز الجانب التركي على بناء قواعد ونقاط جديدة في منطقة “جبل الزاوية” بعد تفكيك نقاط المراقبة القديمة التي كان قد نشرها ضمن مناطق ريف حماة وإدلب قبل سيطرة الجيش السوري عليها، تأتي في محاولة من الأتراك لرسم خارطة ميدانية تتناسب ورؤاهم لشمال غرب سورية بما يحقق أكبر قدر ممكن من الضغط التركي على أي عمل عسكري سوري قادم،
لكن احتمال تكرار الالتفاف حول النقاط التركية وتحرير ما حولها بهدف جعلها نقاط محاصرة مثلما حدث سابقاً في “مورك”، و “شير مغار”، أمر غير مستبعد بالنسبة للجيش السوري رغم صعوبة وخطورة المهمة.
المصدر :
الماسة السورية/وكالة أنباء آسيا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة