في مثل هذا اليوم عام 2015 أطلقت روسيا عملية عسكرية في سوريا، في خطوة أثبتت السنوات الخمس الماضية صوابها ونجاعتها في الحد من تمدد قوى الإرهاب في المنطقة وخارجها.

 

جاء قرار التدخل بطلب من دمشق بعد أن أصبح وضع القوات الحكومية السورية بحلول خريف 2015 حرجا في حربها ضد مختلف جماعات المعارضة المسلحة والتنظيمات الإرهابية.

 

وساعد انخراط روسيا في الحرب الدائرة في سوريا، والذي تمثل أساسا في الإسناد الجوي لعمليات الجيش السوري، إضافة إلى المساعدة الاستشارية ونشر وحدات من الشرطة العسكرية، في قلب موازين القوى على أرض المعركة ونقل الجيش السوري من جبهة الدفاع إلى الهجوم، حيث تمكن من تحرير معظم أراضي البلاد.

 

التغيرات الميدانية التي ساعدت في تثبيتها “عملية أستانا” بمشاركة روسيا وتركيا وإيران، إضافة إلى الحكومة السورية وممثلين عن المعارضة، مهدت لظهور بوادر عملية تسوية سياسية، من خلال تشكيل اللجنة الدستورية قبل عام، والتي تبقى الآلية الوحيدة عمليا للحوار السوري السوري، وإن كان أداؤها حتى الآن دون المستوى المطلوب لأسباب مختلفة.

 

تجدر الإشارة إلى أن أهداف العملية الروسية في سوريا لم تقتصر على تجنيب هذا البلد مغبة السقوط في قبضة المتطرفين والانزلاق إلى هاوية الفوضى والتفكك، بل راعت أيضا اعتبارات المصالح القومية والأمنية لروسيا نفسها.

 

وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أنه بنتيجة العملية العسكرية الروسية في سوريا، تمت تصفية أكثر من 133 ألف مسلح، 4,5 ألف منهم من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

 

وأشار إلى أنه تم إلحاق أضرار جسيمة بالعصابات الإرهابية الدولية، وقنوات تمويلها وإمدادها، كما وضعت “أعمال القوات المسلحة الروسية الناجحة في سوريا حاجزا منيعا أمام توسع نشاط الجماعات الإرهابية وانتقالها إلى المناطق المجاورة”.

 

وشدد شويغو على أن “تنظيم “داعش” الإرهابي الدولي في سوريا أزيل عن الوجود، ولم يتسلل أي إرهابي إلى روسيا”، لتصبح بذلك “المهمة التي حددها القائد العام الأعلى للقوات المسلحة الرئيس فلاديمير بوتين، تم تنفيذها بالكامل”.

 

وردا على السؤال، الذي يطرحه البعض حتى الآن، عما إذا كانت روسيا “فعلت الشيء الصحيح” في توليها تلك المهمة الصعبة في سوريا، أكد شويغو أنه “يمكن القول استنادا إلى أدلة وحقائق إن المهمة كانت ضرورية، وكان قرار بدء العملية العسكرية صائبا، إن لم يكن القرار الوحيد الممكن”.

 

كما أظهرات العملية في سوريا زيادة قدرات القوات المسلحة الروسية، واستعدادها لتقديم المساعدة العسكرية لحلفائها وشركائها، حسبما أشار شويغو، مضيفا أنها “عززت هيبة روسيا، وزادت من نفوذها الدولي، وأحبطت محاولات المنافسين الجيوسياسيين لعزل بلادنا سياسيا ودبلوماسيا”.

 

وبعد تنفيذ مهام العملية تم تقليص عدد القوات الروسية المتواجدة في سوريا، غير أنها تبقى قادرة على زيادة قدراتها في أي وقت استنادا إلى قاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية في طرطوس، ما يجعل روسيا لاعبا يحسب له ألف حساب من أي جهات إقليمية ودولية فاعلة في المنطقة.

  • فريق ماسة
  • 2020-09-29
  • 12081
  • من الأرشيف

5 سنوات على انطلاق العملية العسكرية الروسية في سورية.. ماذا حصدت موسكو؟

في مثل هذا اليوم عام 2015 أطلقت روسيا عملية عسكرية في سوريا، في خطوة أثبتت السنوات الخمس الماضية صوابها ونجاعتها في الحد من تمدد قوى الإرهاب في المنطقة وخارجها.   جاء قرار التدخل بطلب من دمشق بعد أن أصبح وضع القوات الحكومية السورية بحلول خريف 2015 حرجا في حربها ضد مختلف جماعات المعارضة المسلحة والتنظيمات الإرهابية.   وساعد انخراط روسيا في الحرب الدائرة في سوريا، والذي تمثل أساسا في الإسناد الجوي لعمليات الجيش السوري، إضافة إلى المساعدة الاستشارية ونشر وحدات من الشرطة العسكرية، في قلب موازين القوى على أرض المعركة ونقل الجيش السوري من جبهة الدفاع إلى الهجوم، حيث تمكن من تحرير معظم أراضي البلاد.   التغيرات الميدانية التي ساعدت في تثبيتها “عملية أستانا” بمشاركة روسيا وتركيا وإيران، إضافة إلى الحكومة السورية وممثلين عن المعارضة، مهدت لظهور بوادر عملية تسوية سياسية، من خلال تشكيل اللجنة الدستورية قبل عام، والتي تبقى الآلية الوحيدة عمليا للحوار السوري السوري، وإن كان أداؤها حتى الآن دون المستوى المطلوب لأسباب مختلفة.   تجدر الإشارة إلى أن أهداف العملية الروسية في سوريا لم تقتصر على تجنيب هذا البلد مغبة السقوط في قبضة المتطرفين والانزلاق إلى هاوية الفوضى والتفكك، بل راعت أيضا اعتبارات المصالح القومية والأمنية لروسيا نفسها.   وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أنه بنتيجة العملية العسكرية الروسية في سوريا، تمت تصفية أكثر من 133 ألف مسلح، 4,5 ألف منهم من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.   وأشار إلى أنه تم إلحاق أضرار جسيمة بالعصابات الإرهابية الدولية، وقنوات تمويلها وإمدادها، كما وضعت “أعمال القوات المسلحة الروسية الناجحة في سوريا حاجزا منيعا أمام توسع نشاط الجماعات الإرهابية وانتقالها إلى المناطق المجاورة”.   وشدد شويغو على أن “تنظيم “داعش” الإرهابي الدولي في سوريا أزيل عن الوجود، ولم يتسلل أي إرهابي إلى روسيا”، لتصبح بذلك “المهمة التي حددها القائد العام الأعلى للقوات المسلحة الرئيس فلاديمير بوتين، تم تنفيذها بالكامل”.   وردا على السؤال، الذي يطرحه البعض حتى الآن، عما إذا كانت روسيا “فعلت الشيء الصحيح” في توليها تلك المهمة الصعبة في سوريا، أكد شويغو أنه “يمكن القول استنادا إلى أدلة وحقائق إن المهمة كانت ضرورية، وكان قرار بدء العملية العسكرية صائبا، إن لم يكن القرار الوحيد الممكن”.   كما أظهرات العملية في سوريا زيادة قدرات القوات المسلحة الروسية، واستعدادها لتقديم المساعدة العسكرية لحلفائها وشركائها، حسبما أشار شويغو، مضيفا أنها “عززت هيبة روسيا، وزادت من نفوذها الدولي، وأحبطت محاولات المنافسين الجيوسياسيين لعزل بلادنا سياسيا ودبلوماسيا”.   وبعد تنفيذ مهام العملية تم تقليص عدد القوات الروسية المتواجدة في سوريا، غير أنها تبقى قادرة على زيادة قدراتها في أي وقت استنادا إلى قاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية في طرطوس، ما يجعل روسيا لاعبا يحسب له ألف حساب من أي جهات إقليمية ودولية فاعلة في المنطقة.

المصدر : الماسةالسورية/rt


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة